بازگشت

فيمن فاز برؤيته في الغيبة الصغري


في جملة ممّن فاز برؤيته في الغيبة الصغري واليک بعض الاحاديث الدالة عليه مع ذکر اساميهم.

1 ـ الکافي: ج1 ص267

علي عن أبي علي أحمد بن إبراهيم بن إدريس، عن أبيه أنّه قال: رأيته عليه السلام بعد مضي أبي محمد حين ايفع وقبلت يديه ورأسه.

2 ـ الکافي: ج1 ص266

علي بن محمد عن فتح مولي الزراري قال: سمعت أبا علي بن مطهر يذکر أنه قد رآه ووصف له قده.

3 ـ غيبة الشيخ: ص 149

محمد بن يعقوب، عن أحمد بن النصر، عن القنبري من ولد قنبر الکبير مولي أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: جري حديث جعفر فشتمه فقلت: فليس غيره فهل رأيته؟ قال: لم أره ولکن رآه غيري قلت: ومن رآه قال: رآه جعفر مرتين وله حديث.

4 ـ غيبة الشيخ: ص149

وحدث عن رشيق صاحب المادراي قال: بعث إلينا المعتضد ونحن ثلاثة نفر فأمرنا أن يرکب کل واحد منا فرساً ونجنب آخر ونخرج مخفين لا يکون معنا قليل ولا کثير الا علي السرج مصلي وقال لنا: الحقوا بسامره ووصف لنا محلة وداراً وقال إذا



[ صفحه 461]



أتيتموها تجدون علي الباب خادماً اسود فاکبسوا الدار ومن رأيتم فيها فأتوني برأسه، فوافينا سامرة فوجدنا الامر کما وصفه، وفي الدهليز خادم أسود وفي يده تکة ينسجها فسألناه عن الدار ومن فيها فقال: صاحبها. فوالله ما التفت الينا وقل اکتراثه بنا، فکسبنا الدار کما أمرنا فوجدنا داراً سرية ومقابل الدار ستر ما نظرت قط إلي أنبل منه کان الايدي رفعت عنه في ذلک الوقت.

ولم يکن في الدار أحد فرفعنا الستر فاذا بيت کبير کأن بحراً فيه ماء وفي أقصي البيت حصير قد علمنا انه علي الماء، وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلي. فلم يلتفت الينا ولا إلي شيء من اسبابنا، فسبق أحمد بن عبدالله ليتخطي البيت فغرق في الماء وما زال يضطرب حتي مددت يدي اليه فخلصته وأخرجته وغشي عليه وبقي ساعة، وعاد صاحبي الثاني إلي فعل ذلک الفعل فناله مثل ذلک، وبقيت مبهوتاً فقلت لصاحب البيت: المعذرة إلي الله واليک فوالله ما علمت کيف الخبر ولا إلي من أجيء وانا تائب إلي الله، فما التفت إلي شيء مما قلنا وما انفتل عما کان فيه، فهالنا ذلک وانصرفنا عنه.

وقد کان المعتضد ينتظرنا وقد تقدم إلي الحجاب إذا وافيناه أن ندخل عليه في أي وقت کان، فوافيناه في بعض الليل فادخلنا عليه فسألنا عن الخبر فحکينا له ما رأينا، فقال: ويحکم لقيکم أحد قبلي وجري منکم إلي أحد سبب أو قول؟ قلنا: لا، فقال: أنا نفي من جدي ـ وحلف بأشد ايمان له ـ أنه رجل إن بلغه هذا الخبر ليضربن اعناقنا، فما جسرنا أن نحدث به الا بعد موته.

5 ـ الکافي: ج1 ص267

علي بن محمد، عن علي بن قيس، عن بعض جلاوزة السواد قال: شاهدت سيماء آنفاً بسر من رأي وقد کسر باب الدار فخرج عليه وبيده طبرزين فقال له: ما تصنع في داري؟ فقال سيماء: ان جعفراً زعم أن اباک مضي ولا ولد له فان کانت دارک فقد انصرفت عنک فخرج عن الدار، قال علي بن قيس: فخرج علينا خادم من خدم



[ صفحه 462]



الدار فسألته عن هذا الخبر، فقال لي: من حدثک بهذا؟ فقلت له: حدثني بعض جلاوزة السواد فقال لي: لا يکاد يخفي الناس شيء.

6 ـ کمال الدين: ج2 ص476

حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبدالله بن محمد بن مهران الآبي العروضي رضي الله عنه بمرو فقال: حدثنا الحسين بن زيد بن عبدالله البغدادي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن سنان الموصلي قال: حدثنا أبي قال: لما قبض سيدنا أبومحمد الحسن بن علي العسکري صلوات الله عليهما قدم من قم والجبال وفود بالاموال التي کانت تحمل علي الرسم والعادة ولم يکن عندهم خبر وفاة الحسن عليه السلام فلما أن وصلوا إلي سر من رأي سألوا عن سيدنا الحسن عليه السلام فقيل لهم: أنه قد فقد، قالوا: ومن وارثه؟ قالوا اخوه جعفر بن علي فسألوا عنه فقيل لهم: أنه قد خرج متنزهاً ورکب زورقاً في الدجلة يشرب ومعه المغنون.

قال: فتشاور القوم وقالوا: هذه ليست من صفة الامام وقال بعضهم لبعض: امضوا بنا حتي نرد هذا الاموال علي أصحابها فقال ابو العباس محمد بن جعفر الحميري القمي: قفوا بنا حتي ينصرف هذا الرجل ونختبر امره بالصحة قال: فلما انصرف دخلوا عليه فسلموا عليه وقالوا: يا سيدنا نحن من قم ومعنا جماعة من الشيعة وغيرها وکنا نحمل إلي سيدنا أبي محمد الحسن بن علي الاموال فقال: اين هي؟ قالوا: معنا.

قال: احملوها إليَّ، قالوا: لا ان لهذه الاموال خبراً طريفاً فقال: وما هو؟ قالوا: ان هذه الاموال تجمع ويکون فيها من عامة الشيعة الدينار والديناران ثم يجعلونها في کيس ويختمون عليه وکنا إذا اوردنا بالمال علي سيدنا أبي محمد عليه السلام يقول: جملة المال کذا وکذا ديناراً من عند فلان کذا ومن عند فلان کذا حتي يأتي علي أسماء الناس کلهم ويقول ما علي نقش الخواتيم، فقال جعفر: کذبتم تقولون علي أخي ما لا يفعله، هذا علم الغيب ولا يعلمه الا الله، قال: فلما سمع القوم کلام جعفر جعل بعضهم ينظر إلي بعض، فقال لهم: أحملوا هذا المال اليّ، قالوا إنا قوم مستأجرون وکلاء لارباب المال



[ صفحه 463]



وانا لا نسلم المال الا بالعلامات التي کنا نعرفها من سيدنا الحسن بن علي عليهما السلام فان کنت الامام فبرهن لنا وإلا رددنا الاموال إلي اصحابها يرون فيها رأيهم.

قال: فدخل جعفر علي الخليفة وکان بسر من رأي فاستعدي عليهم فلما أحضروا قال الخليفة: احملوا هذا المال إلي جعفر، قالوا: أصلح الله امير المؤمنين إنا قوم مستأجرون وکلاء لارباب هذه الاموال وهذه وداعة لجماعة وأمرونا ان لا نسلمها الا بعلامة ودلالة وقد جرت بهذه العادة مع أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام فقال الخليفة: فما کانت العلامة التي کانت مع أبي محمد؟

قال القوم: کان يصف لنا الدنانير واصحابها والاموال وکم هي فاذا فعل ذلک سلمناها إليه وقد وفدنا إليه مراراً فکانت هذه علامتنا معه ودلالتنا وقد مات فان يکن هذا الرجل صاحب هذا الامر فليقم لنا ما کان يقيمه أخوه وإلا رددنا علي اصحابها فقال جعفر يا أمير المؤمنين ان هؤلاء قوم کذابون يکذبون علي أخي وهذا علم الغيب.

فقال الخليفة: القوم رسل وما علي الرسول إلا البلاغ المبين قال: فبهت جعفر ولم يرد جواباً، فقال القوم: يتطول أمير المؤمنين باخراج أمره إلي من يبدرقنا حتي نخرج من هذه البلدة قال: فأمر لهم بنقيب فأخرجهم منها فلما أن خرجوا من البلد خرج اليهم غلام احسن الناس وجهاً کانه خادم فصاح يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أجيبوا مولاکم قال فقالوا: انت مولانا؟ قال: معاذ الله أنا عبد مولاکم فسيروا إليه قال: فسرنا إليه معه حتي دخلنا دار مولانا الحسن بن علي عليهما السلام فاذا ولده سيّدنا القائم عليه السَّلام قاعد علي سرير کأنه فلقة قمر عليه ثياب خضر فسلمنا عليه فرد علينا السلام.

ثم قال: جملة المال کذا وکذا ديناراً حمل فلان کذا وحمل فلان کذا، ولم يزل يصف حتي وصف الجميع ثم وصف ثيابنا ورحالنا وما کان معنا من الدواب فخررنا سجداً لله عزّ وجل شکراً لما عرفنا وقبلنا الارض بين يديه وسألناه عما اردنا فاجاب فحملنا اليه الاموال، وأمرنا القائم عليه السلام إنا لا نحمل إلي سر من رأي بعدها شيئاً من المال وانه ينصب لنا ببغداد رجلاً يحمل اليه الاموال ويخرج من عنده التوقيعات قالوا: فانصرفنا من عنده ودفع إلي أبي العباس محمد بن جعفر القمي الحميري شيئاً



[ صفحه 464]



من الحنوط والکفن فقال له: اعظم الله أجرک في نفسک، قال: فما بلغ أبو العباس عقبة همدان حتي توفّي رحمه الله وکان بعد ذلک تحمل الاموال إلي بغداد إلي النواب المنصوبين بها ويخرج من عندهم توقيعات.

7 ـ الکافي: ج1 ص266

علي بن محمد عن محمد بن شاذان بن نعيم، عن خادم لابراهيم بن عبده النيسابوري أنها قالت: کنت وافقة مع إبراهيم الصفا، فجاء حتي وقف علي إبراهيم وقبض علي کتاب مناسکه وحدثه باشياء.

8 ـ الکافي: ج1 ص267

علي بن محمد، عن محمد بن علي بن ابراهيم، عن أبي عبدالله بن صالح أنّه رآه عند الحجر الاسود والناس يتجاذبون عليه وهو يقول: ما بهذا امروا.

9 ـ کمال الدين: ج2 ص440

حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل، قال: حدثنا عبدالله بن جعفرالحميري قال: سمعت محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه يقول: رأيته صلوات الله عليه متعلقاً بأستار الکعبة في المستجار وهو يقول: اللهم انتقم لي من اعدائي (اعدائک، خ ل).

ورواه ايضاً في من لا يحضره الفقيه: ص 279 ورواه الشيخ في الغيبة: ص151 قال: اخبرني جماعة عن محمد بن علي بن الحسين قال: اخبرنا أبي ومحمد بن الحسن ومحمد بن موسي بن المتوکل عن عبدالله بن جعفر الحميري فذکر الحديث بعينه.

10 ـ کمال الدين: ج2 ص440

حدثنا محمد بن المتوکل رحمه الله، قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: سألت محمد بن عثمان العمري فقلت له: رأيت صاحب هذا الامر فقال: نعم، وآخر



[ صفحه 465]



عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول: اللهم انجز لي ما وعدتني.

ورواه من لا يحضره الفقيه ص 279

ورواه الشيخ في الغيبة ص 151 قال: اخبرني جماعة عن محمد بن علي بن الحسين قال: اخبرنا أبي ومحمد بن الحسن ومحمد بن موسي المتوکل عن عبدالله بن جعفر الحميري فذکر الحديث بعينه.

11 ـ الکافي: ج1 ص268

علي بن محمد، عن أبي أحمد بن راشد، عن بعض أهل المدائن قال: کنت حاجاً مع رفيق لي فوافينا إلي الموقف فاذا شاب قاعد عليه ازار ورداء وفي رجليه نعل صفراء قومت الازار والرداء بماثة وخمسين ديناراً وليس عليه أثر السفر فدنا منا سائل فرددناه، فدنا من الشاب فسأله فحمل شيئاً من الارض وناوله فعدا له السائل واجتهد في الدعاء وأطال فقام الشاب وغاب عنا، فدنونا من السائل فقلنا له: ويحک ما أعطاک؟ فأرانا حصاة ذهب مضرسة قدرناها عشرين مثقالاً، فقلت لصاحبي: مولانا عندنا ونحند لا ندري، ثم ذهبنا في طلبه فدرنا الموقف کله فلم نقدر عليه، فسألنا کل من کان حوله من اهل مکة والمدينة فقالوا: شاب علوي يحج في کل سنة ماشياً.

12 ـ من لا يحضره الفقيه: ص279

وروي عن محمد بن عثمان العرمي رضي الله عنه، انه قال: والله ان صاحب هذا الامر ليحضر الموسم کل سنة، يري الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه.

13 ـ الکافي: ج1 ص266

علي بن محمد عن محمد بن اسماعيل بن موسي بن جعفر وکان أسن شيخ من ولد



[ صفحه 466]



رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بالعراق فقال: رأيته بين المسجدين وهو غلام [1] .

14 ـ کمال الدين: ج2 ص442

المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري عن جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه عن جعفر بن معروف عن أبي عبدالله البخلي محمد بن صالح بن علي بن محمد بن قنبر الکبير مولي الرضا عليه السلام قال خرج صاحب الزمان عليه السلام علي جعفر الکذاب من موضع لم يعلم به عندما نازع في الميراق بعد مضيّ أبي محمد عليه السلام.

فقال له: يا جعفر مالک تعرض في حقوقي؟ فتحير جعفر فبهت ثم غاب عنه فطلبه جعفر بعد ذلک في الناس فلم يره، فلما ماتت أم الحسن الجدة أمرت أن تدفن في الدار فنازعهم، وقال: هي دار الاتدفن فيها فخرج عليه السّلام فقال: يا جعفر أدارک هي؟ ثم غاب عنه فلم يره بعد ذلک.

15 ـ غيبة الشيخ: ص159

جماعة عن التلعکبري عن أحمد بن علي الرازي عن علي بن الحسين عن رجل ذکر أنه من أهل قزوين لم يذکر إسمه عن حبيب بن محمد بن يونس بن شاذان الصنعاني قال: دخلت إلي علي بن إبراهيم بن مهزيار الاهوازي فسألته عن آل أبي محمد عليه السلام فقال: يا أخي لقد سألت عن أمر عظيم، حججت عشرين حجة کلا اطلب به عيان الامام فلم اجد إلي ذلک سبيلا، فبينا أنا ليلة قائم في مرقدي إذا رأيت قائلا يقول يا علي بن إبراهيم قد أذن الله لي في الحج فلم أعقل ليلتي حتي اصبحت فانا مفکر في أمري، أرقب الموسم ليلي ونهاري، فلما کان وقت الموسم اصلحت أمري، وخرجت متوجهاً نحو المدينة فما زلت کذالک حتي دخلت يثرب.



[ صفحه 467]



فسألت عن آل أبي محمد فلم أجد له أثراً، ولا سمعت له خبراً فاقمت مفکراً في أمري حتي خرجت من المدينة أريد مکة، فدخلت الجحفة واقمت بها يوماً، وخرجت منها متوجهاً نحو الغدير، وهو علي أربعة أميال من الجحفة فلما إن دخلت المسجد صليت، وعفرت، واجتهدت في الدعاء، وابتهلت إلي الله لهم، وخرجت اريد عسفان فما زلت کذلک حتي دخلت مکة فاقمت بها أياماً اطوف البيت واعتکفت، فبينا أنا ليلة في الطواف إذا انا بفتي حسن الوجه، طيب الرائحة، يتبختر في مشيته، طائف حول البيت فحس قلبي به فقمت نحوه فحککته، فقال لي: من اين الرجل؟ فقلت: من أهل العراق فقال لي: من أي العراق؟ قلت: من الاهواز.

فقال: تعرف بها الخصيب؟ فقلت: رحمه الله دعي فأجاب فقال: رحمه الله فما کان أطول ليلته وأکثر تبتله، واغزر دمعته، أفتعرف علي بن إبراهيم بن المازيار! فقلت أنا علي بن إبراهيم فقال: حياک الله ابا الحسن ما فعلت بالعلامة التي بينک وبين أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام فقلت معي، قال: اخرجها، فادخلت يدي في جيبي فاستخرجتها فلما أن رآها لم يتمالک ان تعرغرت عيناه بالدموع، وبکي منتحباً حتي بل طماره ثم قال: أذن لک الان يا بن المازيار صر إلي رحلک وکن علي اهبة من أمرک حتي إذا لبس الليل جلبابه وغمز الناس صلامه سر إلي شعب بني عامر فانک ستلقاني هناک فسرت إلي منزلي.

فلما أن احسست بالوقت اصلحت رحلي، وقدمت راحلتي وعکمته شديداً، وحملت وصرت في متنه، واقبلت مجداً في السير حتي وردت الشعب فاذا انا لفتي قائم ينادي يا ابا الحسن إليّ، فمازلت نحوه، فلما قربت بدأني بالسلام وقال لي: سر بنا يا أخ فما زال يحدثني، واحدثه تخرفنا جبال عرفات، وسرنا إلي جبال مني وانفجر الفجر الاول ونحن قد توسطنا جبال الطائف فلما ان کان هناک أمرني بالنزول، وقال لي: انزل فصل صلاة الليل فصليت، وأمرني بالوتر فاوترت وکانت فائدة منه ثم أمرني بالسجود والتعقيب.

ثم فرغ من صلاته ورکب، وأمرني بالرکوب، وسار وسرت معه حتي علا ذروة



[ صفحه 468]



الطائف فقال: هل تري شيئاً؟ قلت: نعم أري کثيب رمل عليه بيت شعر يتوقد البيت نوراً فلما أن رأيته طابت نفسي فقال لي: هناک الامل والرجاء.

ثم قال سربنا يا أخ، فسار وسرت بمسيره إلي أن انحدر من الذروة وصار، في أسفله فقال: انزل فهاهنا يذل کل صعب ويخضع کل جبار، ثم قال: خل عن زمام الناقة، قلت فعلي من أخلفها.

فقال: حرم القائم عليه السلام لا يدخله إلا مؤمن، ولا يخرج منه الا مؤمن فخليت من زمام راحلتي، وسار وسرت معه إلي ان دنا من باب الخباء فسبقني بالدخول وامرنيأن أقف حتي يخرج إليَّ، ثم قال لي: إدخل هناک السلامة فدخلت فاذا انا به جالس قد اتشح ببردة واتزر باخري، وقد کسر بردته علي عاتقه وهو کاقحوانة أرجو أن قد تکاثف عليها الندي واصابها ألم الهوي، وإذا هو کغصن باب أوقضيب ريحان سمح، سخي، تقي، نقي، ليس بالطويل الشامخ، ولا بالقصير اللازق بل مربوع القامة مدور الهامة صلت الجبين ازج الحاجبين أقني الانف سهل الخدين، علي خده الايمن خال کأنه فتاة مسک علي رضراضة عنب فلما أن رأيته بدرته بالسلام، فردَّ علي أحسن ما سلمت عليه، وشافهني وسألني عن أهل العراق.

فقلت: سيدي قد ألبسوا جلباب الذلة، وهم بين القوم اذلاء، فقال لي: يا بن المازيار لتملکونهم کما ملکوکهم وهم يؤمذ اذلاء، فقلت: سيدي لقد بعد الوطن وطال المطلب، فقال: يا بن المازيار أبي ابو محمد عهد إليَّ ان لا أجاور قوماً غضب الله عليهم، ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والاخرة ولهم عذاب أليم، وأمرني أن لا أسکن من الجبال إلا وعرها ومن البلاد إلا قفرها، والله مولاکم أظهر التقية فوکلها بيَّ فانا في التقية إلي يوم يؤذن لي فاخرج، فقلت: يا سيدي متي يکون هذا الامر؟ فقال: إذا حيل بينکم وبين سبيل الکعبة واجتمع الشمس والقمر واستدار بهما الکواکب والنجوم.

فقلت: متي يا بن رسول الله؟ فقال لي: في سنة کذا وکذا تخرج دابة الارض من بين الصفا والمروة، ومعه عصي موسي وخاتم سليمان تسوق الناس إلي المحشر قال فأقمت عنده اياماً، وأذن لي بالخروج بعد ان استقصيت لنفسي وخرجت نحو منزلي،



[ صفحه 469]



والله لقد سرت من مکة إلي الکوفة، ومعي غلام يخدمني فلم أرا لاخيراً، وصلي الله علي محمد وآله وسلّم تسليماً.

16 ـ کمال الدين: ج2 ص444

محمّد بن إبراهيم بن اسحاق الطالقاني عن أبي القاسم علي بن أحمد الحذيجي عن الازدي قال: بينا انا في الطواف قد طفت ستاً وأريد أن اطوف السابع فاذا أنا بحلقة عن يمين الکعبة وشاب حسن الوجه طيب الرائحة هيوب مع هيبتة، متقرب إلي الناس يتکلم فم أر أحسن من کلامه، ولا أعذب من نطقه، وحسن جلوسه، فذهبت أکلمه فزبرني الناس فسألت بعضهم من هذا؟ فقالوا هذا ابن رسول الله يظهر في کل سنة يوماً لخواصه يحدثهم فقلت: يا سيدي مسترشداً أتيتک فارشدني هذاک الله فناولني عليه السلام حصاة فحولت وجهي فقال لي بعض جلسائه: ما لاذي دفع اليک؟ فقلت: حصاة، وکشفت عنها فاذا انا بسبيکة ذهب فذهب فاذا أنا به عليه السلام قد لحقني فقال لي ثبتت عليک الحجة، وذهب عنک العمي، وظهر لک الحق أرعفني؟ فقلت: لا فقال عليه السلام: أنا المهدي وأنا قائم الزمان وأنا الذي أملاَها عدلاً کما ملئت جوراً، ان الارض لا تخلو من حجة، ولا يبقي الناس في فترة وهذا أمانة لا تحدث بها الا اخوانک من أهل الحق، ورواه في ينابيع المودة (ص464) نحوه. 17 ـ کمال الدين: ج2 ص475

قال ابو الاديان کنت أخدم الحسن بن علي بن محمد عليهم السلام وأحمل کتبه إلي الامصار فدخلت عليه في علته التي توفي فيها صلوات الله عليه فکتب معي کتباً، وقال امض بها إلي المدائن فانک ستغيب أرعبة عشر يوماً وتدخل إلي سر من رأي يوم الخامس عشر، وتسمع الواعية في داري وتجدني علي المغتسل.

قال أبو الاديان: فقلت يا سيدي فاذا کان ذلک فمن؟ قال: من طالبک بجوابات کبتي فهو القائم من بعدي فقلت زدني فقال: من يصلي عليَّ فهو القائم بعدي فقلت



[ صفحه 470]



زدني، فقال: من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي، ثم منعتني هيبته ان أسأله عما في الهميان وخرجت بالکتب إلي المدائن، وأخذت جواباتها، ودخلت سر من راي يوم الخامس عشر کما قال لي عليه السلام وإذا أنا بالواعية في داره، وإذا أنا بجعفر الکذاب بن علي أخيه بباب الدّار، والشيعة من حوله يعزونه، ويهنؤونه فقلت في نفسي: أن يکن هذا الامام فقد بطلت الامامة لاَني کنت أعرف يشرب النبيذ، وياقمر في الجوسق ويلعب بالظنبور، فتقدمت وهنيت فلم يسألني عن شيء ثم خرج عقيد فقال: يا سيدي قد کفن أخوک، فقم فصل عليه فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يقدمهم السمان والحسن بن علي قبيل (قتيل ـ خ بحار الانوار) المعتصم المعروف بسلمة، فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليهم علي نعشه مکفناً فتقدم جعفر بن علي ليصلي علي أخيه فلما هم بالتکبير خرج صبي صلوات الله عليه وعلي آبائه الطاهرين بوجهه سمرة بشعره قطط فجذب برداء جعفر بن علي وقال: تأخر ياعم فأنا أحق بالصلاة علي أبي فتأخر جعفر وقد اربد وجهه واصفر، وتقدم الصبي فصلي عليه، ودفن إلي جانب قبر أبيه عليهما السلام.

ثم قال: يا بصري هات جوابت الکتب التي معک، فدفعتها إليه فقلت في نفسي هذه بينتان، بقي الهميان، ثم خرجت إلي جعفر بن علي وهو يزفر قال له حاجز الوشا يا سيدي من الصبي؟ ليقيم الحجة عليه فقال: والله ما رأيته قط ولا أعرفه، فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم فسألوا عن الحسن بن علي عليهما السلام فعرفوا موته فقالوا: فمن نعزي؟ فاشاروا إلي جعفر بن علي فسلموا عليه وعزوه وهنؤوه.

وقالوا: معنا کتب ومال فتقول ممن الکتب وکم المال؟ فقام ينقض اثوابه ويقول: تريدون منا أن نعلم الغيب، قال: فخرج لخادم فقال: معکم کتب فلان وفلان وهميان فيه ألف دينار وعشرة دناينر منها مطللية، فدفعوا إليه الکتب والمال، وقالوا: الذي وجه بک لاَجل ذلک هو الامام، فدخل جعفر بن علي علي المعتمد، وکشف ذلک له فوجه له ذلک المعتمد بخدمه فقبضوا علي صيقل الجارية فطالبوها بالصبي، وانکرته وادعت حبلابها التغطي علي حال الصبيّ، فسلمت إلي إبن أبي



[ صفحه 471]



الشوارب القاضي، وبغتهم موت عبيدالله بن خاقان فجأة، وخروج صاحب الزنج بالبصرة فشغلوا بذلک عن الجارية فخرجت من ايديهم والحمد لله رب العالمين.

18 ـ غيبة الشيخ: ص 156

أحمد بن علي الرازي عن علي بن عائذ الرازي عن الحسن بن وجني النصيبي عن أبي نعيم محمد بن أ حمد الانصاري قال: کنت حاضراً عند المستجار بمکة وجماعة زهاء ثلاثين رجلاً لم يکن منهم مخلص غير محمد بن القاسم العلوي فبينا نحن کذلک في اليوم السادس من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين إذ خرج علينا شاب من الطواف، عليه إزاران تاختج (تاضج خ ـ کمال الدين) محرم بهما وفي يده نعلان، فلما رأيناه قمنا جميعاً هيبة له، ولم يبق منا احد الاقام فسلم علينا، وجلس متوسطاً ونحن حوله ثم التفت يميناً وشمالاً ثم قال: أتدرون ما کان أبو عبدالله عليه السلام يقول في دعاء الالحاح؟ قلنا وما کان يقول قال: کان يقول: اللهم أني اسألک باسمک الذي به تقوم السماء وبه تقوم الارض، وبه تفرق بين الحق والباطل، وبه تجمع بين المتفرق، وبه تفرق بين المجتمع، وبه أحصيت عدد الرمال، وزنة الجبال وکيل البحار أن تصلي علي محمد وآله محمد وأن تجعل لي من أمري فرجاً.

ثم نهض ودخل الطواف فقمنا لقيامه حتي انصرف وانسينا أن نذکر أمره، وأن نقول من هو؟ وأي شيء هو؟ إلي الغد في ذلک الوقت فخرج علينا من الطواف فقمنا له کقيامنا بالامس وجلس في مجلسه متوسطاً فنظر يميناً وشمالاً فقال: أتدرون ما کان يقول أمير المؤمنين بعد صلاة الفريضة؟ فقلنا: وما کان يقول؟ قال: کان يقول: اليک رفعت الاصوات، وعنت الوجوه، ولک خضعت الرقاب واليک التحاکم في الاعمال يا خير من سئل، ويا خير من أعطي، يا صادق يا بارئ، يا من لا يخلف الميعاد، يا من أمر بالدعاء ووعد الاجابة يا من قال (ادعوني استجب لکم) يا من قال (إذا سئلک عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) ويا من قال (يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من



[ صفحه 472]



رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) لبيک وسعديک ها أنا ذا بين يديک المسرف، وأنت القائل لا قتنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً.

ثم نظر يميناً وشمالاً بعد هذا الدعاء فقال: أتدرون ما کان أمير المؤمنين يقول في سجدة الشکر فقلت: وما کان يقول: قال: کان يقول: يا من لا يزيده کثرة العطاء (الدعاء ـ خ) إلا سعة وعطاء، يا من لا تنفد خزائنه، يا من له خزائن السماوات والارض، يا من له خزائن ما دق وجل، لا يمنعک إسائتي من إحسانک أنت تفعل بي الذي أنت أهله فانک أنت أهل الکرم والجود والعفو والتجاوز يا رب يا الله، لا تفعل بي الذي أنا اهله فاني أهل العقوبة وقد استحققتها لا حجة لي، ولا عذر لي عندک، ابوء لک بذنوبي کلها، واعترف بها کي تعفو عني وأنت أعلم بها مني، ابوء لک بکل ذنب أذنبته، وکل خطيئة احتملتها، وکل سيئة عملتها رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم انک أنت ا لاعز الاکرم، وقام ودخل في الطواف فقمنا لقيامه، وعاد من الغد في ذلک الوقت فقمنا لاقباله کفعلنا فيما مضي فجلس متوسطاً، ونظر يميناً وشمالاً، فقال: کان علي بن الحسين سيد العابدين يقول في سجوده في هذا الموضع: وأشار بيده إلي الحجر تحت الميزاب (عبيدک بفنائک مسکينک بفنائک فقيرک بفنائک سائلک بفنائک يسألک ما لا يقدر عليه غيرک).

ثم نظر يميناً وشمالاً ونظر إلي محمّد بن القاسم من بيننا فقال: يا محمد بن القاسم أنت علي خير ان شاء الله تعالي. وکان محمد بن القاسم يقول بهذا الامر ثم قال دخل الطواف فما بقي منا احد الا وقد ألهم ما ذکره من الدعاء وانسينا أن نتذاکر أمره إلا في آخر يوم فقال لنا أبو علي المحمودي: يا قوم أتعرفون هذا؟ هذا والله صاحب زمانکم فقلنا وکيف علمت يا أبا علي فذکر أنه مکث سبع سنين يدعو ربه ويسأله معاينة صاحب الزمان قال: فبينا نحن يوماً عشية عرفة، وإذا بالرجل بعينه يدعو بدعاء وعيته فسألته ممن هو؟ فقال: من الناس، قلت: من أي الناس؟ قال: من عربها قلت: من أبي عربها؟ قال: من أشرفها قلت: ومن هم؟ قال بنوهاشم ثم قلت: من أيّ بني هاشم؟ فقال: من أعلاها ذروة، وساناها قلت: ممن؟ قال ممن فلق الهام، واطعم



[ صفحه 473]



الطعام، وصلي والناس نيام قال: فعلمت أنه علوي فاجبته علي العلوية ثم افتقدته من بين يدي فلم أدر کيف مضي، فسألت القوم الذين کانوا حوله تعرفون هذا العلوي؟ قالوا: نعم يحج معنا في کل سنة ماشياً فقلت سبحانه الله، والله ما أري به أثر مشي.

قال فانصرفت إلي المزدلفة کئيباً حزيناً علي فراقه، ونمت من ليلتي تلک فاذا أنا برسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقال: يا أبا أحمد رأيت طلبتک، فقلت ومن ذاک يا سيدي؟ فقال: الذي رأيته في عشيتک هو صاحب زمانک قال: فلما سمعنا ذلک منه عاتبناه أن لا يکون أعلمنا ذلک فذکر أنه کان ينسي أمره إلي وقت ما حدثنا به (قال الشيخ) وأخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسي التلعکبري عن أبي محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالک الکوفي عن محمد بن عبدالله عن أبي نعيم محمد بن أحمد الانصاري، وساق الحديث بطوله.

19 ـ غيبة الشيخ: ص 163

أحمد بن علي الرازي، عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة وهو محمد بن الحسن بن عبدالله التميمي وکان زيدياً قال: سمعت هذه الحکاية عن جماعة يروونها عن أبي رحمه الله أنه خرج إلي الحير قال: فلما صرت إلي الحير إذا شاب حسن الوجه يصلي، ثم انه ودع وودعت، وخرجنا فجئنا إلي المشرعة فقال لي: يا أبا سورة أين تريد؟ فقلت الکوفة، فقال لي: مع من؟ قلت مع الناس، قال لي لا نريد نحن جميعاً نمضي قلت ومن معنا؟ فقال: ليس نريد معنا احداً قال: فمشينا ليلتنا فاذا نحن علي مقابر مسجد السهلة فقال لي: هوذا منزلک فان شئت فامض ثم قال لي: تمر إلي ابن الزراري علي بن يحيي فتقول له يعطيک المال الذي عنده فقلت له لا يدفعه إليَّ فقال لي: قل له بعلامة أنه کذا وکذا دينارً وکذا وکذا درهماً وهو في موضع کذا وکذا، وعليه کذا وکذا مغطي.

فقلت له ومن أنت؟ قال: أنا محمد بن الحسن، قلت: فان لم يقبل مني وطولبت بالدلالة فقال: أنا وراک قال: فجئت إلي ابن الزراري وقلت له فدفعني، فقلت له العلامات التي قال لي، وقلت له قد قال لي انا وراک، فقال: ليس بعد هذا



[ صفحه 474]



شييء ولم يعلم بهذا الا الله تعالي ودفع إليَّ المال. وفي حديث آخر عنه وزاد قال ابو سورة فسألني الرجل عن حالي فاخبرته بضيعتي (يضيقي ـ خ) وبعيلتي فلم يزل يماشيني حتي انتهيا إلي النواويس في السحر فجلسنا ثم حفر بيده فاذا الماء قد خرج فتوضأ ثم صلي ثلاث عشر رکعة ثم قال لي: إمض إلي أبي الحسن علي بن يحيي فاقرأ عليه السلام، وقل له يقول لک الرجل: إدفع إلي أبي سورة من السبع مائة دينار التي مدفونة في موضع کذا وکذا مائة دينار، واني مضيت من ساعتي إلي منزله فدققت الباب فقالت من هذا؟ فقلت قولي لاَبي الحسن هذا ابو سورة فسمعته يقول: ما لي ولاَبي سورة؟ ثم خرج إليَّ فسلمت عليه، وقصصت عليه الخبر، فدخل واخرج إليَّ مائة دينار فقبضتها فقال لي صافحته، فقلت: نعم فاخذ يدي فوضعها علي عينيه ومسح بها وجهه: قال أحمد بن علي: وقد روي هذا الخبر عن محمد بن علي الجعفر، وعبدالله بن بشر الخزاز وغيرهما، وهو مشهور عندهم، ورواه في الخرائج.

20 ـ الکافي: ج1 ص431

علي بن محمد وعن غير واحد من اصحابنا القمّيين عن محمد بن محمد العامري عن أبي سعيد غانم الهندي قال: کنت بمدينة الهند المعروفة الداخلة واصحاب لي يقعدون علي کراسي عن يمين الملک، أربعون رجلاً کلهم يقرأ الکتب الاربعة: التوارةب والنجيل والزبور وصحف إبراهيم نقضي بين الناس ونفقههم في دينهم ونفتيهم في حلالهم وحرامهم، يفزع الناس إلينا الملک فمن دونه فتجارينا ذکر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقلنا: هذا النبي المذکور في الکتب قد خفي علينا أمره ويجب علينا الفحص عنه وطلب أثره واتفق راينا وتوافقنا علي أن اخرج فارتاد لهم، فخرجت ومعي مال جليل، فسرت اثني عشر شهراً حتي قربت من کابل، فعرض لي قوم من الترک فقطعوا عليَّ واخذوا مالي وجرحت جراحات شديدة ودفعت إلي مدينة کابل، فانفذني ملکها لما وقف علي خبري إلي مدينة بلخ وعليها إذ ذاک داود بن العباس بن أبي [الا]سود، فبلغه خبري وأني خرجت مرتاداً من الهند وتعلمت الفارسية وناظرت الفقهاء



[ صفحه 475]



واصحاب الکلام، فارسل الي داود بن العباس فاحضرني مجلسه وجمع عليَّ الفقهاء فناظروني فاعلمتهم أني خرجت من بلدي اطلب هذا النبي الذي وجدته في الکتب، فقال لي: من هو وما اسمه؟ فقلت محمد، فقالوا: هو نبيّنا الذي تطلب، فسالتهم عن شرائعه، فاعلموني، فقلت لهم: أنا أعلم أنّ محمداً نبي ولا اعلمه هذا الذي تصفون أم لا فأعلموني موضعه لاَقصده فاسائله عن علامات عندي ودلالت، فان کان صاحبي الذي طلبت آمنت به، فقالوا: قد مضي صلي الله عليه وآله وسلم فقلت: فمن وصيّه وخليفته فقالوا: أبو بکر، قلت: فسموه لي فان هذه کنيته؟ قالوا: عبدالله بن عثمان ونسبوه إلي قريش، قلت: فانسبوا لي محمداً نبيکم فنسبوه لي، فقلت: ليس هذا صاحبي الذي طلبت، صاحبي الذي أطلبه خليفته، أخوه في الدين وابن عمه في النسب وزوج ابنته وأبو ولده، ليس لهذا النبي ذريّة علي الارض غير ولد هذا الرجل الذي هو خليفته، قال: فوثبوا بي وقالوا: ايها الامير إن هذا قد خرج من الشرک إلي الکفر هذا حلال الدم، فقلت لهم: يا قوم أنا رجل معي دين متمسّک به الا افارقه حتي اري ما هو اقوي منه، اني وجدت صفة هذا الرّجل في الکتب التي أنزلها الله علي انبيائه وانما خرجت من بلاد الهند ومن العزّ الذي کنت فيه طلباً له، فلما فحصت عن أمر صاحبکم الذي ذکرتم لم يکن النبيّ الموصوف فيالکتب فکفوا عني وبعث العامل إلي رجل يقال له:الحسين بن اشکيب فدعاه، فقال له: ناظر هذا الرجل الهندي، فقال له الحسين: اصلحک الله عندک الفقهاء والعلماء وهم أعلم وأبصر بمناظرته، فقال له: ناظره کما اقول لک واخل به والطف له، فقال لي الحسين بن اشکيب بعدما فاوضته: إنَّ صاحبک الذي تطلبه هو النبي الذي وصفه هؤلاء وليس الامر في خليفته کما قالوا، هذا النبي محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ووصيه علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب وهو زوج فاطمة بنت محمد وأبو الحسن والحسين سبطي محمد صلي الله عليه وآله وسلم، قال غانم أبو سعيد: فقلت: الله أکبر هذا الذي طلبت، فانصرفت إلي داود بن العباس فقلت له: أيها الامير! وجدت ما طلبت وأنا أشهد أن لا إله الله وأن محمد رسول الله، قال: فبرّني ووصلني، وقال للحسين تفقده، قال: فمضيت اليه حتي



[ صفحه 476]



آنست به وفقهني فيما احتجب إليه من الصلاة والصيام والفرائض، قال: فقلت له: إنا نقرا في کتبنا أنّ محمد صلي الله عليه وآله وسلم خاتم النبيّين لانبي بعده وأن الامر من بعده إلي وصيه ووارثه وخليفته من بعده، ثمَّ إلي الوصيَّ بعد الوصي، لا يزال أمر الله جارياً في اعقابهم حتي تنقضي الدنيا، فمن وصي وصي محمد؟ قال: الحسن ثم الحسين ابنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم، ثم ساق الامر في الوصية حتي انتهي إلي صاحب الزمان عليه السلام ثم أعلمني ما حدث، فلم يکن لي همة إلا طلب الناحية فوافي قم وقعد مع اصحابنا في سنة أربع وستّين ومائتين وخرج معهم حتي وافي بغداد ومعه رفيق له من أهل السند کان صحبه علي المذهب، قال: فحدثني غانم قال: وانکرت من رفيقي بعض اخلاقه فهجرته، وخرجت حتي سرت إلي العبّاسية أتهيّا للصلاة واصلي وإني لواقف متفکر فيما قصدت لطلبه إذا أنا بآت قد أتاني فقال: أنت فلان؟ اسمه بالهند ـ فقلت: نعم فقال: اجب مولاک فمضيت معه فلم يزل يتخلل بي الطرق حتي أتي داراً وبستاناً فاذا أنا به عليه السلام جالس، فقال: مرحبا يا فلان ـ بکلام الهند ـ کيف حالک؟ وکيف خلفت فلاناً وفلاناً؟ حتي عد الاربعين کلهم فسألني عنهم واحداً واحداً، ثمّ أخبرني بما تجارينا کل ذلک بلام الهند، ثم قال:اردت أن تحج مع أهل قم؟ قلت: نعم يا سيدي، فقال: لا تحجّ معهم وانصرف سنتک هذه وحجّ في قابل، ثمّ القي إليَّ صرة کانت بين يديه فقال لي: اجعلها نففتک ولا تدخل إلي بغداد إلي فلان سمّاه، ولا تطلعه علي شيء. وانصرف الينا إلي البلد، ثم وفانا بعض الفتوح فاعلمونا أن اصحابنا انصرفوا من العقبة ومضي نحو خراسان فلما کان في قابل حجّ وارسل إلينا بهديه من طرف خراسان فاقام بهامدة، ثم مات رحمه الله.

21 ـ الکافي: ج2 ص267

علي بن محمد، عن أبي محمد الوجنائي أنه اخبره عمن رآه عليه السلام خرج من الدار قبل الحادث بعشرة أيام وهو يقول: اللّهم إنک تعلم انا احب البقاع لولا



[ صفحه 477]



الطّرد أو کلام نحو هذا.

بيان: لعل المراد بالحادث وفاة ابي محمد عليه اللام والضمير في «أنها» راجع إلي سامراء.

22ـ احتجاج الطبرسي: ج2 ص284

محمّد بن يعقوب الکليني عن إسحاق بن يعقوب قال سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي کتاباً قد سألت فيه عن مسائل قد اشکلت علي فورد التوقيع ـ إلي أن قال ـ وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فکالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الابصار السحاب وأني لاَمان لاَهل الارض کما أن النجوم أمان لاَهل السماء الخ.

23 ـ کمال الدين: ج2 ص473

حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن [علي بن] محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: سمعت أبا الحسين الحسن بن وجناء يقول حدثنا أبي، عن جده أنه کان في دار الحسن بن علي عليهما السلام فکبستنا الخيل وفيهم جعفر بن علي الکذاب واشتغلوا بالنهب والغراة وکانت همتي في مولاي القائم عليه السلام قال: فاذا [أنا] به عليه السلام قد أقبل وخرج عليهم من الباب وأنا انظر اليه وهو عليه السلام ابن ست سنين فلم يره أحد حتي غاب.

24ـ غيبة الشيخ: ص164

روي محمد بن يعقوب رفعه عن الزهري قال: طلبت هذا الاَمر طلباً شاقاً حتي ذهب لي فيه مال صالح فوقعت إلي العمريّ وخدمته ولزمته وسألته بعد ذلک عن صاحب الزمان فقال لي: ليس إلي ذلک وصول فخصعت فقال لي: بکرة بالغداة، فوافيت واستقبلني ومعه شاب من أحسن الناس وجهاً، وأطيبهم رائحة بهيئة التجّار، وفي کمّه شيء کهيئة التجار.



[ صفحه 478]



فلما نظرت إليه دنوت من العمري فأومأ إليَّ فعدلت إليه وسألته فاجابني عن کل ما أردت ثم مرّ ليدخل الدار وکانت من الدور التي لا نکترث لها فقال العمري: إذ أردت أن تسأل سل فانک لاتراه بعد ذا، فذهبت لاَسأل فلم يسمع ودخل الدّار، وما کلّمني بأکثر من أن قال: ملعون معلون من أخر العشاء إلي أن تشتبک النجوم، ملعون ملعون من اخر الغداة إلي أن تنقضي النجوم ودخل الدار.

25 ـ کال الدين: ج2 ص441

حدثنا أبي؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: کنت مع أحمد بن إسحاق عند العمري رضي الله عنه فقلت للعمري: إنّي أسألک عن مسألة کما قال الله عزّ وجل في قصة إبراهيم: «أو لم تؤمن قال بلي ولکن ليطمئنَّ قلبي»: هل رأيت صاحبي؟ فقال لي: نعم وله عنق مثل ذي ـ وأومأ بيديه جميعاً إلي عنقه قال: قلت: فالاسم؟ قال اياک أن تبحث عن هذا فان عند القوم ان هذا النسل قد انقطع.

26 ـ کمال الدين: ج2 ص465

حدثنا أبو الحسن علي بن موسي بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: وجدت في کتاب أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد الطوال، عن أبيه، عن الحسن بن علي الطبري، عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن مهزيار قال: سمعت أبي يقول: سمعت جدي علي بن إبراهيم بن مهزيار يقول: کنت نائما في مرقدي إذ رأيت في ما يري النائم قائلاً يقول لي: حجّ فانک تلقي صاحب زمانک. قال علي بن إبراهيم: فانتبهت وأن فرح مسرور، فما زلت في الصلاة حتي انفجر عمود الصبح وفرغت من صلاتي وخرجت أسأل عن الحاج فوجدت فرقة تريد الخروج، فبادرت مع أول من خرج، فمازلت کذلک حتي خرجوا وخرجت بخروجهم اريد



[ صفحه 489]



الکوفة، فلما وافيتها نزلت عن راحلتي وسلّمت متاعي إلي ثقات إخواني وخرجت أسأل عن آل أبي محمد عليه السلام، فمازلت کذلک فلم أجد أثراً، ولا سمعت خبراً، وخرجت في أول من خرج أريد المدينة، فلما دخلتها لم أتمالک أن نزلت علي راحلتي وسلّمت رحلي إلي ثقات إخواني وخرجت أسأل عن الخبر وأقفوا الاَثر، فلا خبراً سمعت، ولا أثراً وجدت، فلم أزل کذلک إلي أن نفر النّاس إلي مکة، وخرجت مع من خرج، حتي وافيت مکة، ونزلت فاستوثقت من رحلي وخرجت أسأل عن آل أبي محمد عليه السّلام فلم أسمع خبراً ولا وجدت أثراً، فمازلت بين الاياس والرجاء متفکراً في أمري وعائباً علي نفسي، وقد جن الليل. فقلت: ارقب إلي أن يخلو لي وجه الکعبة لاطوف بها وأسأل الله عزّ وجلّ أن يعرفني أملي فيها فبينما أنا کذلک وقد خلا لي وجه الکعبة إذ قمت إلي الطواف، فاذا أنا بفتي مليح الوجه، طيّب الرائحة، متّزر ببردة، متشح باُخري، وقد عطف بردائه علي عاتقه فرعته، فالتفت إلي فقال: ممّن الرَّجل؟ فقلت: من الاَهواز، فقال: أتعرف بها إبن الخصيب! فقلت: رحمه الله دعي فأجاب، فقال: رحمه الله لقد کان بالنهار صائماً وبالليل قائما وللقرآن تالياً ولنا موالياً، فقال: أتعرف بها عليّ بن إبراهيم بن مهزيار؟ فقلت: أنا عليَّ، فقال: أهلا وسهلاً بک يا أبا الحسن. أتعرف الصريحين؟ قلت: نعم قال: ومن هما؟ قلت: محمد وموسي. ثم قال: ما فعلت العلامة التي بينک وبين أبي محمد عليه السلام فقلت: معي، فقال: أخرجها إليَّ، فاخرجتها إليه خاتماً حسناً علي فصّه «محمّد وعلي» فلمّا رأي ذلک بکي [مليّاً ورن شجيّاً، فأقبل يبکي بکاء] طويلاً وهو يقول: رحمک الله يا أبا محمد فلقد کنت إماماً عادلاً، ابن ائمة وأبا إمام، أسکنک الله الفردوس الاَعلي مع آبائک عليهم السلام.

ثم قال: يا أبا الحسن صر إلي رحلک وکن علي أهبة من کفايتک حتي إذا ذهب الثلث من الليل وبقي الثلثان فالحق بنا فانّک تري مناک [إن شاء الله]. قال ابن مهزيار: فصرت إلي راحلتي اطيل التفکر حتي اذا هجم الوقت، فقمت الي رحلي ولصلحته، وقدمت راحلتي وحملتها وصرت في متنها حتي لحقت الشعب فاذا بالفتي هناک يقول: أهلا وسهلاً بک يا أبا الحسن طوبي لک فقد اذن لک، فسار وسرت



[ صفحه 480]



بسيره حتي جاز بي عرفات ومني، وصرت في أسفل ذروة جبل الطائف، فقال لي: يا أبا الحسن إنزل وخذ في أهبة الصلاة، فنزل ونزلت حتي فرغ وفرغت، ثمَّ قال لي: خذ في صلاة الفجر وأوجز، فأجزت فيها وسلّم وعفّر وجهه في التراب، ثمّ رکب وأمرني بالرکوب فرکبت، ثم سار وسرت بسيره حتي علا الذروة فقال: المح هل تري شيئاً؟ فلمحت فرأيت بقعة نزهة کثيرة العشب والکلاء، فقلت: يا سيّدي أري بقعة نزهة کثيرة العشب والکلاء، فقال لي: هل تري في أعلاها شيئاً؟ فلمحت فاذا أنا بکثيب من رمل فوق بيت من شعر يتوقد نوراً، فقال لي: هل رأيت شيئاً؟ فقلت: أري کذا وکذا، فقال لي: يا بن مهزيار طب نفساً وقرّ عيناً فانّ هناک أمل کل مؤمّل، ثمَّ قال لي: انطلق بنا، فسار وسرت حتي صار في أسفل الذروة، ثمَّ قال: انزل فههنا يذل لک کل صعب، فنزل ونزلت حتي قال لي: يا ابن مهزيار خل عن زمام الراحلة، فقلت: علي من أخلفها وليس ههنا أحد؟ فقال: إنّ هذا حرم لا يدخله إلا وليّ، ولا يخرج منه إلا ولي، فخلّيت عن الراحلة، فسار وسرت فلما دنا من الخباء سبقني وقال لي: قف هناک إلي أن يؤذن لک، فما کانت إلا هنيئة فخرج إليَّ وهو يقول: طوبي لک قد أعطيت سؤلک، قال: فدخلت عليه صلوات الله عليه وهو جالس علي نمط عليه نطع أديم أحمر متکيء علي مسورة أديم، فسلّمت عليه ورد عليَّ السلام ولمحته فرأيت وجهه مثل فلقة قمر، لا بالخرق ولا بالبزق، ولا بالطويل الشامخ، ولا بالقصير اللاصق، ممدود القامة، صلت الجبين، أزج الحاجبين، أدعج العينين، أقني الاَنف سهل الخدين، علي خدّه الايمن خال فلما ان بصرت به حار عقلي في نعته، وصفته فقال لي يا ابن مهزيار کيف خلفت إخوانک في العراق؟ قلت: في ضنک عيش وهناة، قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان فقال: قاتلهم الله أنّي يؤفکون، کأني بالقوم قد قتلوا في ديارهم وأخذهم أمر ربهم ليلاً ونهاراً، فقلت: متي يکون ذلک يا ابن رسول الله؟ قال: إذا حيل بينکم وبين سبيل الکعبة بأقوام لاخلاق لهم والله ورسوله منهم براء، وظهرت الحمرة في السماء ثلاثاً فيها أعمدة کأعمدة اللجين تتلألأ نوراً ويخرج السروسي، من إرمنيّة وأذربيجان يريد وراء الري الجبل الاَسود المتلاحم بالجبل الاَحمر، لزيق جبل



[ صفحه 481]



طالقان، فيکون بينه وبين المروزي وقعة صيلمانية، يشيب فيها الصغير، ويهرم منها الکبير، ويظهر القتل بينهما. فعندها توقّعوا خروجه إلي الزوراء، فلا يلبث بها حتي يوافي باهات، ثمّ يوافي واسط العراق، فيقيم بها سنة أو دونها، ثمَّ يخرج إلي کوفان فيکون بينهم وقعة من النجف إلي الحيرة إلي الغري وقعة شديدة تذهل منها العقول، فعندها يکون بوار الفئتين، وعلي الله حصاد الباقين.

ثم تلا قوله تعالي «بسم الله الرحمن الرحيم أتيها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً کان لم تغن بالأمس» فقلت: سيّدي يا ابن رسول الله ما الاَمر؟ قال: نحن امر الله وجنوده. قلت: يا سيدي يا ابن رسول الله حان الوقت؟ قال: اقتربت السّاعة وانشق القمر.

27 ـ غيبة الشيخ: ص 152

جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسي التلعکبريّ، عن أحمد بن علي الرازي قال: حدثني شيخ ورد الريّ علي أبي الحسين محمد بن جعفر الاَسدي فروي له حديثين في صاحب الزمان وسمعتهما منه کما سمع وأظن ذلک قبل سنة ثلاث مائة أو قريباً منها قال: حدثني علي بن إبراهيم الفدکي قال: قال الاودي: بينا أنا في الطواف قد طفت ستة واُريد أن أطوف السابعة فاذا أنا بحلقه عن يمين الکعبة وشابّ حسن الوجه، طيب الرائحة، هبوب، ومع هيبته متقرَّب إلي الناس فتکلم فلم أر أحسن من کلامه، ولا أعذب من منطقة في حسن جلوسه، فذهب اُکلّمه فزبرني النّاس فسألت بعضهم من هذا؟ فقال: إبن رسول الله يظهر للناس في کلّ سنة يوماً لخواصّه فيحدِّثهم [ويحدثونه] فقلت [يا سيّدي] مسترشد أتاک فأرشدني هداک الله، قال: فناولني حصاة فحوَّلت وجهي، فقال لي بعض جلسائه: ما الذي دفع إليک ابن رسول الله؟ فقلت: حصاة فکشفت عن يدي، فاذا أنا بسبيکة من ذهب.

فذهبت فاذا أنا به قد لحقني فقال: ثبتت عليک الحجّة، وظهر لک الحق وذهب عنک العمي أتعرفني؟ فقلت: اللّهم لا، قال: أنا المهدي أنا قائم الزمان أنا الذي



[ صفحه 482]



أمِّلاَها عدلاً کما ملئت [ظلماً و] جوراً إنَّ الاَرض لا تخلو من حجة ولا يبقي النّاس في فترة أکثر من تيه بني إسرائيل وقد ظهر أيّام خروجي فهذه أمانة في رقبتک فحدِّث بها إخوانک من أهل الحقِّ.

ونقله في «البحار» ج52 ص1 ونقله أيضاً عن الخرائج، وکمال الدين.

28 ـ کمال الدين: ج2 ص454

حدثنا محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي، المعروف بالکرماني، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسي الوشاء البغدادي قال: حدثنا أحمد بن طاهر القمي، قال: حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني قال: حدثنا أحمد بن مسورو، عن سعد بن عبدالله القمي قال: کنت إمرءاً لهجاً بجمع الکتب المشتملة علي غوامض العلوم ودقائقها، کلفاً باستظهار ما يصح لي من حقائقها، مغرماً بحفظ مشتبهها ومسغلقها، شحيحاً علي ما أظفر به من معضلاتها ومشکلاتها، متعصّباً لمذهب الامامية، راغباً عن الاَمن والسلامة وفي إنتظار التنازع والتخاصم والتعدي إلي التباغض والتشاتم، معيباً للفرق ذوي الخلاف، کاشفاً عن مثالب أئمتهم، هتّاکاً لحجب قادتهم، إلي أن بليت بأشد النواصب منازعة، وأطولهم مخاصمة، وأکثرهم جدلاً، وأشنعهم سؤالاً وأثبتهم علي الباطل قدماً.

فقال ذات يوم ـ وأنا اناظره ـ: تبّا لک ولاَصحابک يا سعد إنّکم معاشر الرافضة تقصدون علي المهاجرين والاَنصار بالطعن عليهم، وتجحدون من رسول الله ولايتهما وامامتهما، هذا الصديق الذي فاق جميع الصحابة بشرف سابقته، أما علمتم أنّ رسول الله ما اخرجه مع نفسه إلي الغار إلا علماً منه أنّ الخلافة له من بعده وأنه هو المقلد لاَمر التأويل والملقي إليه أزمّه الامة، وعليه المعوَّل في شعب الصدع، ولم الشعث، سدّ الخلل، وإقامة الحدود، وتسريب الجيوش لفتح بلاد الشرک، وکما أشفق علي نبوّته أشفق علي خلافته، إذ ليس من حکم الاستار والتواري أن يروم الهارب من الشرّ مساعدة إلي مکان يستخفي فيه، ولمّا رأينا النبيّ متوجّهاً إلي الانجحار ولم تکن الحال



[ صفحه 483]



توجب استدعاء المساعدة من أحد استبان لنا قصد رسول الله بأبي بکر للغار للعلّة الّتي شرحناها، وإنّما أبات عليّاً علي فراشه لما لم يکن يکترث به، ولم يحفل به لاستثقاله، ولعلمه بأنّه إن قتل لم يتعذَّر عليه نصب غيره مکانه للخطوب التي کان يصلح لها.

قال سعد: فأوردت عليه أجوبة شتّي، فما زال يعقب کل واحد منها بالنقض والردّ عليَّ، ثم قال: يا سعد ودنهکها أخري بمثلها تخطم أنوف الروافض الستم تزعمون أنّ الصديق المبرّأ من دنس الشکوک والفروق المحامي عن بيضة الاسلام کانا يسرّان النفاق، واستدللتم بليلة العقبة، أخبرني عن الصديق والفروق أسلما طوعا أو کرهاً؟ قال سعد: فاحتلت لدفع هذه المسألة عنّي خوفاً من الالزام وحذراً من أني إن أقررت له بطوعهما للاسلام احتج بأنّ بدء النفاق ونشأه في القلب لا يکون إلا عند هبوب روائح القهر والغلبة، وإظهار البأس الشديد في حمل المرء علي من ليس ينقاد إليه قلبه نحو قول الله تعالي «فلما رأوا بأسنا قاولا آمنا بالله وحده وکفرنا بما کنّابه مشرکين فلم يک ينفعهم إيمانهم لمّا رأوا بأسنا» وإن قلت: أسلما کرهاً کان يقصدني بالطعن إذ لم تکن ثمّة سيوف منتضاة کانت تريهما البأس.

قال سعد: فصدرت عنه مزوراً قد انتفخت أحشائي من الغضب وتقطع کبدي من الکرب وکنت قد اتّخذت طوماراً وأثبت فيه نيفاً وأربعين مسألة من صعاب المسائل لم أجد لها مجيباً علي أن أسال عنها خبير أهل بلدي أحمد بن إسحاق صاحب مولانا أبي محمد عليه السلام فارتحلت خلفه وقد کان خرج قاصداً نحو مولانا بسرّ من رأي فلحقته في بعض المنازل فلمّا تصافحنا قال: بخير لحاقک بي، قلت: الشوق ثمّ العادة في الاَسولة قال: قد تکافينا علي هذه الخطة الواحدة، فقد برّح بي القرم إلي لقاء مولانا أبي محمد عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن معاضل في التأويل ومشاکل في التنزيل فدونکها الصحبة المبارکة فانّها تقف بک علي ضفة بحر لا تنقضي عجائبه، ولا تفني غرائبه، وهو إمامنا.

فوردنا سرّ من رأي فانتهينا منها إلي باب سيّدنا فاستاذنا فخرج علينا الاذن بالدخول عليه وکان علي عاتق أحمد بن إسحاق جراب قد غطاه بکساء طبريّ فيه مائة



[ صفحه 484]



وستون صرّة من الدنانير والدراهم، علي کل صرة منها ختم صاحبها.

قال سعد: فما سبّهت وجه مولانا أبي محمد عليه السّلام حين غشينا نور وجهه إلا ببدر قد استوفي من لياليه أربعاً بعد عشر، وعلي فخذه الاَيمن غلام يناسب المشتري في الخلقة والمنظر، علي رأسه فرق بين وفرتين کأنه ألف بين واوين، وبين يدي مولانا رمّانة ذهبية تلمع بدائع نقوشها وسط غرائب الفصوص المرکّبة عليها، قد کان أهداها إليه بعض رؤساء أهل البصرة، وبيده قلم إذا أراد أن يسطر به علي البياض شيئاً قبض الغلام علي أصابعه، فکان مولانا يدحرج الرمانة بين يديه ويشغله بردّها کيلا يضدّه عن کتابة ما أراد فسلّمنا عليه فالطف في الجواب وأومأ إلينا بالجلوس فلمّا فرغ من کتبة البياض الذي کان بيده، أخرج أحمد بن إسحاق جرابة من طيِّ کسائه فوضعه بين يديه فنظر الهادي عليه السلام إلي الغلام وقال له: يا بني فض الخاتم عن هدايا شيعتک ومواليک، فقال: يا مولاي أيجوز أن أمدّ يداً طاهرة إلي هدايا نجسة وأموال رجسة قد شيب أحلّها بأحرمها؟ فقال مولاي: يا ابن إسحاق استخرج ما في الحراب ليميّز ما بين الحلال والحرام منها، فأول صرّة بدأ أحمد باخراجها قال الغلام: «هذه لفلان بن فلان، من محلّة کذا بقم، يشتمل علي اثنين وستّين ديناراً، فيها من تمن حجيرة باعها صاحبها وکانت إرثاً له عن أبيه خمسة وأربعون ديناراً، ومن اجرة الحوانيت ثلاثة دنانير فقال مولانا: صدقت يا بني دلّ الرجل علي الحرام منها، فقال عليه السلام: «فتش عن دينار رازي السّکة، تاريخه سنة کذا، قد انطمس من نصف إحدي صفحتيه نقشه، وقراضه آمليّة وزنها ربع دينا، والعلّة تحريمها أنّ صاحب هذه الصرة وزن في شهر کذا من سنة کذا علي حائک من جيرانه من الغزل منّا وربع من فأتت علي ذلک مدّة وفي انتهائها قيّض لذلک الغزل سارق، فأخبر به الحائک صاحبه فکذَّبه واستردّ منه بدل ذلک منّا ونصف من عزلاً أدق ممّا کان دفعه إليه واتخذ من ذلک ثوباً، کان هذا الدينار مع القراضة ثمنه«فلمّا فتح رأس الصرّة صادفق رقعة في وسط الدنانير باسم من أخبر عنه وبمقدارها علي حسب ما قال، واستخرج الدينار والقراضة بتلک العلامة.



[ صفحه 485]



ثم أخرج صرّة أُخري فقال الغلام: «هذه لفلان بن فلان، من محلّة کذا بقم تشتمل علي خمسين ديناراً لا يحل لنا لمسها». قال: وکيف ذاک؟ قال: «لاَنها من ثمن حنطة حاف صاحبها علي أکاره في المقاسمة، وذلک أنّه قبض حصّته منها بکيل واف وکان ما حصّ الاکار بکيل بخس» فقال مولانا: صدقت يا بنيَّ.

ثم قال: يا أحمد بن إسحاق احملها بأجمعها لتردّها أو توصي بردّها علي أربابها فلا حاجة لنا في شيء منها، واتنا بثوب العجوز. قال أحمد: وکان ذلک الثوب في حقيبة لي فنسيته.

فلما انصرف أحمد بن إسحاق ليأتيه بالثوب نظر إلي مولانا أبو محمد عليه السلام فقال: ما جاء بک يا سعد؟ فقلت: شوقني أحمد بن إسحاق علي لقاء مولانا. قال: والمسائل التي أردت أن تسأله عنها؟ قلت: علي حالها يا مولاي قال: فسل قرّة عيني ـ وأومأ إلي الغلام ـ فقال لي الغلام: سل عمّا بدا لک منها، فقلت له: مولانا وابن مولانا إنّا روينا عنکم أنّ رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم جعل طلاق سنائه بيد أمير المؤمنين عليه السلام حتي أرسل يوم الجمل إلي عائشة: إنّک قد أرهجت علي الاسلام وأهلهبفتنتک، وأوردت بنيک حياض الهلاک بجهلک، فان کففت عني غربک وإلا طلقتک، ونساء رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قد کان طلاقهن وفاته، قال: ما لاطلاق؟ قلت: تخلية السبيل، قال: فاذا کان طلاقهن وفاة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قد خلّيت لهنَّ السبيل فلم لا يحل لهنَّ الازواج؟ قلت: لاَنّ الله تبارک وتعالي حرم الازواج عليهن، قال: کيف وقد خلّي الموت سبيلهن؟ قلت: فأخبرني يا ابن صلي الله عليه وآله وسلم حکمه إلي أمير المؤمنين عليه السلام، قال: إنّ الله تقدّس اسمه عظم شأن نساي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فخصهنَّ بشرف الاُمهات، فقال رسول الله: يا أبا الحسن إنَّ هذا الشرف باق لهنَّ ما دمن لله علي الطاعة، فأيتهنَّ عصت الله بعدي بالخروج عليک فأطلق لها في الاَزواج وأسقطها من شرف امومة المؤمنين.

قلت: فأخبرني عن الفاحشة المبيّنة التي إذا أتت المرأة بها في عدّتها حل للزوج أن



[ صفحه 486]



يخرجها من بيته؟ قال: الفاحشة المبيّنة هي السحق دون الزنا فان المرأة إذا زنت وأقيم عليها الحد ليس لمن ارادها أن يمتنع بعد ذلک من التزوج بها لاَجل الحد وإذا سحقت وجب عليها الرجم والرجم خزي ومن قد أمر الله برجمة فقد أخزاه، ومن أخزاه فقد أبعده، ومن أبعده فليس لاَحد أن يقر به.

قلت: فأخبرني يا ابن رسول الله عن أمر الله لنبيّه موسي عليه السّلام «فاخلع نعليک إنّک بالواد المقدّس طوي» [2] فان فقهاء الفريقين يزعمون أنها کانت من إهاب الميتة، فقال عليه السلام: من قال ذلک فقد افتري علي موسي واستجهله في نبوته لاَنة ما خلا الاَمر فيها من خطيئتين إما أن تکون صلاة موسي فيهما جائزة أو غير جائزة، فان کانت صلاته جائزة جاز له لبسهما في تلک البقعة، وإن کانت مقدّسة مطهرة فليست بأقدس وأطهر من الصلاة وإن کانت صلاته غير جائزة فيهما فقد أوجب علي موسي أنّه لم يعرف الحلال من الحرام وما علم ما تجوز فيه الصلاة وما لم تجز، وهذا کفر.

قلت: فأٍّبرني يا مولاي عن التأويل فيهما قال: إنّ موسي ناجي ربّه بالواد المقدّس فقال: يا رب إنّي قد اخلصت لک المحبّة مني، وغسلت قلبي عمّن سواک ـ وکان شديد الحب لاَهله ـ فقال الله تعالي: «اخلع نعليک» أي انزع حبّ أهلک من قبلک إن کانت محبتک لي خالصة، وقلبک من الميل إلي من سواي مغسولاً.

قلت: فأخبرني يا ابن رسول الله عن تأويل «کهيعص» قال: هذه الحروف من أنباء الغيب، أطلع الله عليها عبده زکريا، ثم قصها علي محمد صلي الله عليه وآله وسلم وذلک أنّ زکريا سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة فأهبط عليه جبرئيل فعلّمه إيّاها، فکان زکريا إذا ذکر محمداً وعليّاً وفاطمة والحسن والاحسين سري عنه همّه، وانجلي کربه، وإذا ذکر الحسين خنقته العبرة، ووقعت عليه البهرة، فقال ذات يوم: يا إلهي ما بالي إذا ذکرت أربعاً منهم تسلّيت بأسمائهم من همومي، وإذا ذکرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي؟ فأنبأه الله تعالي عن قصّته، وقال: «کهيعص» «فالکاف» اسم



[ صفحه 487]



کربلاء. و«الهاء» هلاک العترة. و«الياء» يزيد، وهو ظالما للحسين عليه السلام. و«العين» عطشه. و«الصاد» صبره.

فلمّا سمع ذلک زکريا لم يفارق مسجده ثلاثة أيّام ومنع فيها النّاس من الدخول عليه، وأقبل علي البکاء والنحيب وکانت ندبته «إلهي أتفجّع خير خلقک بولده إلهي أتنزل بلوي هذه الرزية بفنائه، إلهي أتلبس عليّاً وفاطمة ثياب هذه المصيبة، إلهي أتحل کربة هذه الفجيعة بساحتهما»؟! ثم کان يقول: «اللهم ارزقني ولداً تقربه عيني علي الکبر، واجعله وارثاً وصيّاً، واجعل محلّه منّي محل الحسين، فاذا رزقتنيه فافتني بحبّه، ثمَّ فجعني به کما تفجع محمّداً حبيبک بولده» فرزقه الله يحيي وفجّعه به. وکان حمل يحيي ستّة أشهر وحمل الحسين عليه السلام کذلک، وله قصّه طويلة.

قلت: فأخبرني يا مولاي عن العلّة التي تمنع القوم من اختيار إمام لاَنفسهم، قال: مصلح أو مفسد؟ قلت: مصلح، قال: فهل يجوز أن تقع خيرتهم علي المفسد بعد أن لا يعلم أحد ما يخطر ببال غيره من صلاة أوفساد؟ قلت: بلي، قال: فهي العلّة، وأوردها لک ببرهان ينقاد له عقلک أخبرني عن الرسل الذي اصطفاهم الله تعالي وأنزل عليهم الکتاب وأيّدهم بالوحي والعصمة إذ هم أعلام الام وأهدي إلي الاختيار منهم مثل موسي وعيسي عليهما السلام هل يجوز مع وفور عقلهما وکمال علمهما إذا همّا بالاختيار أن يقع خيرتهما علي المنافق وهما يظنّان أنّه مؤمن، قلت: لا، فقال: هذا موسي کليم الله مع وفور عقله وکمال علمه ونزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه ووجوه عسکره لميقات ربّه سبعين رجلاً ممّن لا يشک في إيمانهم وإخلاصهم، فوقعت خيرته علي المافقين، قال الله تعالي: «واختار موسي قومه سبعين رجلاً لميقاتنا ـ إلي قوله ـ لن نؤمن لک حتي نري الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم» فلمّا وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله للنبوّة واقعاً علي الاَفسد دون الاَصلح وهو يظن أنّه الاَصلح دون الاَفسد علمنا أن لا اختيار إلا لمن يعلم ما تخفي الصدور وما تکن الضمائر



[ صفحه 488]



وتتصرف عليه السرائر وأن لا خطر لاختيار المهاجرين والاَنصار بعد وقع خيرة الاَنبياء علي ذوي الفساد لمّا أرادوا أهل الصلاح.

ثم قال مولانا: يا سعد وحين أدعي خصمک أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لمّا أخرج مع نفسه مختار هذه الامّة إلي الغار إلا علماً منه أنّ الخلافة له من بعده وأنّه هو المقلّد اُمور التأويل والملقي إليه أزمّة الامّة وعليه المعوَّل في لمَّ الشعث وسد الخلل وإقامة الحدود، وتسريب الجيوش لفتح بلاد الکفر، فکما أشفق علي نبوّته أشفق علي خلافته إذ لم يکن من حکم الاستتار والتواري أن يروم الهارب من الشرّ مساعدة من غير إلي مکان يستخفي فيه وإنّما أبات عليّاً علي فراشه لما لم يکن يکترث له ولم يحفل به لاستثقاله إيّاه وعلمه أنّه إن قتل لم يتعذَّر عليه نصب غيره مکانه للخطوب التي کان يصلح لها. فهلا نقضت عليه دعواه بقولک أليس قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: «الخلافة بعد ثلاثون سنة» فجعل هذه موقوفة علي أعمار الاَربعة الذين هم الخلفاء الراشدون في مذهبکم فکان لا يجد بدّاً من قوله لک: بلي، قلت: فکيف تقول حينئذٍ: أليس کما علم رسول الله أنّ الخلافة من بعده لاَبي بکر علم أنّها من بعد أبي بکر لعمر ومن بعد عمر لعثمان ومن بعد عثمان لعلي فکان أيضاً لا يجد بداً من قوله لک: نعم، ثمَّ کنت تقول له: فکان الواجب علي رسول صلي الله عليه وآله وسلم أن يخرجهم جميعاً [علي الترتيبج إلي الغار ويشفق عليهم کما أشفق علي أبي بکر ولا يستخف بقدر هؤلاء الثلاثة بترکه إيّاهم وتخصيصه أبا بکر وإخراجه مع نفسه من دونهم.

ولمّا قال: أخبرني عن الصديق والفاروق أسلما طوعاً أو کرهاً؟ لم لم تقل له: بل أسلما طمعاً وذلک بأنّهما کانا يجالسان اليهود ويستخبرانهم عمّا کانوا يجدون في التوراة وفي صسائر الکتب المتقدمة الناطقة بالملاحم من حال إلي حال من قصّة محمد صلي الله عليه وآله وسلم ومن عواقب أِّره، فکانت اليهود تذکر أنّ محمّداً يسلّط علي العرب کما کان يختنصر سلط علي بني إسرائيل ولا بدَّ له من الظفر بالعرب کما ظفر بختنصر ببني إسرائيل غير انّه کاذب في دعواه أنّه نبيَّ. فأتيا محمّداً فساعداه علي



[ صفحه 489]



شهادة ألا إله إلا الله وبايعاه طمعاً في أن ينال کلُّ واحد منهما من جهته ولاية بلد إذا استقامت اُموره استتبّت أحواله فلمّا آيسا من ذلک تلثّما وصعدا العقبة مع عدّة من أمثالها من المنافقين علي أن يقتلوه فدفع الله تعالي کيدهم وردّهم بغيظهم لم ينالوا خيراً کما أتي طلحة عليّاً عليه السلام فبايعاه وطمع کلُّ واحد منهما أن ينال من جهته ولاية بلد، فلمّا آيسانکثا بيعته وخرجا عليه فصرع الله کلَّ واحد منها مصرع أشباههما من الناکثين.

قال سعد: ثمّ قال مولانا الحسن بن عليّ الهادي عليهما السلام للصلاة مع الغلام فانصرفت عنهما وطلبت أثر أحمد بن إسحاق فاستقبلني باکياً فقلت: ما أبطأک وأبکاک؟ قال: قد فقدت الثوب الذي سألني مولاي إحضاره، قلت: لا عليک فأخبره، فدخل عليه مسرعاً وانصرف من عنده متبسّماً وهو يصلّي علي محمد وآل محمد، فقلت: ما الخبر؟ قال: وجدت الثوب مبسوطاً تحت قدمي مولانا يصلّي عليه.

قال سعد: فحمدنا الله تعالي علي ذلک وجعلنا نختلف بعد ذلک اليوم إلي منزل مولانا أيّاماً، فلا نري الغلام بين يديه. فلما کان يوم الوداع دخلت أنا وأحمد بن إسحاق وکهلان من أهل بلدنا وانتصب أحمد بن إسحاق بين يديه قائماً وقال: ياابن رسول الله قد دنت الرّحلة واشتدّ المحنة، فنحن نسأل الله تعالي أن يصلّي علي المصطفي جدّک وعلي المرتضي أبيک وعلي سيّدة النساء امّک وعلي سيّدي شباب أهل الجنّة عمّک وأبيک وعلي الائمّة الطاهرين من بعدهما آبائک، وأن يصلي عليک وعلي ولدک ونرغب إلي الله أن يعلي کعبک ويکبت عدوّک، ولا جعل الله هذا آخر عهدنا من لقائک.

قال: فلما قال هذه الکلمات استعبر مولانا حتي استهلّت دموعه وتقاطرت عبراته ثمّ قال: يا ابن إسحاق لا تکلّف في دعائک شططاً فانّک ملاق الله تعالي في صدرک هذا فخرّ أحمد مغشيّاً عليه، فلمّا أفاق قال: سألتک بالله وبحرمة جدّک إلا شرّفتني بخرقة أجعلها کفناً، فأدخل مولانا يده تحت البساط فأخرج ثلاثة عشر درهماً فقال: خذها ولا تنفق علي نفسک غيرها، فانّک لن تعدم ما سألت، وإنّ الله تبارک وتعالي



[ صفحه 490]



لن يضيع أجر من أحسن عملاً.

قال سعد: فلمّا انصرفنا بعد منصرفنا من حضرة مولانا من حلوان علي ثلاثة فراسخم حمّ أحمد بن إسحاق وثارت به علّة صعبة ايس من حياته فيها، فلما وردنا حلوان ونزلنا في بعض الخانات دعا أحمد بن إسحاق برجل من أهل بلده کان قاطناً بها، ثم قال: تفرقوا عنّي هذه اللّيلة واترکوني وحدي، فانصرفنا عنه ورجع کل واحد منّا إلي مرقده. قال سعد: فلمّا حان أن ينشف اللّيل عن الصبح أصابتني فکرة ففتحت عيني فاذا أنا بکافور الخادم (خادم مولانا أبي محمد عليه السلام) وهو يقول: أحسن الله بالخير عزاکم، وجبر بالمحبوب رزيّتکم، قد فرغنا من غسل صاحبکم ومن تکفينه، فقوموا لدفنه فانّه من أکرمکم محلاً عند سيّدکم. ثمّ غاب عن أعيننا فاجتمعنا علي رأسه بالبکاء والعويل حتي قضينا حقّه، وفرغنا من أمره ـ رحمه الله ـ.

29 ـ غيبة الشيخ: ص 153

بهذا الاسناد، عن أحمد بن عليّ الرازي قال: حدثني محمد بن علي، عن محمد بن أحمد بن خلف قال: نزلنا مسجداً في المنزل المعروف بالعباسيّة علي مرحلتين من فسطاط مصر وتفرق غلمانية في النزول وبقية معي في المسجد غلام أعجمي فرأيت في زاويته شيخا کثير التسبيح فلمّا زالت الشمس رکعت وصليت الظهر في أوّل وقتها، ودعوت بالطعام وسألت الشيخ أن يأکل معي فأجابني.

فلمّا طعمنا سألته عن اسمه واسم أبيه وعن بلده وحرفته، فذکر أنّ اسمه محمد بن عبيدالله، وأنه من أهل قم وذکر أنه يسيح منذ ثلاثين سنة في طلب الحق وينتقل في البلدان والسواحل وأنّه أوطن مکة والمدينة نحو عشرين سنة، يبحث عن الاَخبار ويتتبع الآثار.

فلمّا کان في سنة ثلاث وتسعين ومائتين طاف بالبيت ثمّ صار إلي مقام إبراهيم عليه السلام فرکع وغلبته عينه فأنبه صوت دعاء لم يجر في سمعه مثله، قال: فتأمّلت الدّاعي فاذا هو شابٌ أسمر لم أرقط في حسن صورته واعتدال قامته ثمّ صلّي



[ صفحه 491]



فخرج وسعي، فاتّبعه وأوقع الله عزّ وجلّ في نفسي أنّه صاحب الزمان عليه السلام.

فلمّا فرغ من سعيه قصد بعض الشعاب فقصدت أثره، فلمّا قربت منه إذا أنا بأسود مثل الفنيق قد اعترضني فصاح بي بصوت لم أسمع أهول منه: ما تريد عافاک الله؟ فأُرعدت ووقفت وزال الشخص عن بصري وبقيت متحيّراً.

فلما طال بي الوقوف والحيرة انصرفت ألوم نفسي وأعذلها بانصرافي بزجرة الاَسود، فخلوت بربّي عزّ وجلّ أدعوه وأسأله بحق رسوله وآله عليهم السلام أن لا يخيّب سعيي، وأن يظره لي ما يثبت به قلبي ويزيد في بصري.

فلمّا کان بعد سنين زرت قبر المصطفي صلي الله عليه وآله وسلم وسلم فبينا أنا في الروضة التي بين القبر والمنبر إذ غلبتني فاذا محرّک يحرکني فاستيقظت فاذا أنا بالاَسود فقال: ما خبرک؟ وکيف کنت؟ فقلت: احمد الله وأذمک، فقال: لا تفعل فانّي أمرت بما خاطبتک به، وقد أدرکت خيراً کثيراً فطب نفساً وازدد من الشکر لله عزّ وجلّ علي ما أدرکت وعاينت، ما فعل فلان؟ وسمّي بعض إخواني المستبصرين، فقلت: ببرقة، فقال: صدقت ففلان؟ وسمّي رفيقاً لي مجتهداً في العبادة، مستبصراً في الدّيانة، فقلت: بالاسکندرية حتي سمّي لي عدّة من إخواني.

ثم ذکر اسماً غريباً فقال: ما فعل نقفور؟ قلت: لا أعرفه، فقال: کيف تعرفه وهو رومي فيهديه الله فيخرج ناصراً من قسطنطينية ثم سألني عن رجل آخر فقلت: لا أعرفه، فقال: هذا رجل من أهل هيت من أنصار مولاي عليه السلام امض إلي أصحابک، فقل لهم: نرجو أن يکون قد أذن الله في الانتصار للمستضعفين، وفي الانتقام من الظالمين، وقد لقيت جماعة من أصحابي وأدّيت إليهم وأبلغتهم ما حمّلت وأنا منصرف وأشير عليک أن لا تتلبّس بما يثقل به ظهرک، وتتعب به جسمک، وأن تحبس نفسک علي طاعة ربّک، فانّ الامر قريب إن شاء الله.

فأمرت خازني فأحضرني خمسين ديناراً وسألته قبولها فقال: يا أخي قد حرّم الله عليّ أن آخذ منک ما أنا مستغن عنه کما أحلّ لي أن آخذ منک الشيء إذا أحتجت إليه فقلت له: هل سمع هذا الکلام منک أحد غيري من أصحاب السلطان؟ فقال:



[ صفحه 492]



نعم أخوک أحمد بن الحسين الهمداني المدفوع عن نعمته بآذربيجان وقد استأذن للحجّ تأميلاً أن يلقي من لقيت فحج أحمد بن الحسين الهمداني في تلک السنة فقتله رکزويه بن مهرويه وافترقنا وانصرفت إلي الثغر.

ثم حججت فلقيت بالمدينة رجلاً اسمه طاهر من ولد الحسين الاَصغر يقال إنّه يعلم من هذا الاَمر شيئاً فثابرت عليه حتي أنس بي وسکن إليّ ووقف علي صحّة عقدي فقلت له: يا ابن رسول الله بحق آبائک الطاهرين عليهم السلام لمّا جعلتني مثلک في العلم بهذا الاَمر، فقد شهد عندي من توثقه بقصد القاسم بن عبيدالله بن سليمان بن وهب إياي لمذهبي واعتقادي وأنّه أغري بدمي مراراً فسلّمني الله منه فقال: يا أخي اکتم ما تسمعت مني، الخير في هذا الجبال، وإنما يري العجائب الذين يحملون الزاد في الليل ويقصدون به مواضع يعرفونها، وقد نهينا عن الفحص والتفتيش، فودّعته وانصرفت عنه.

بيان: «الفنيق» الفحل المکرم من الابل لا يؤذي لکرامته علي أهل ولا يرکب، والتشبيه في العظم والکبر، ويقال «ثابر» أي واظب قوله «فقد شهد عندي» غرضه بيان أنه مضطر في الخروج خوفاً من القاسم لئلا يبطأ عليه بالخبر أو أنّه من الشيعة قد عرفه بذلک المخالف والمؤالف.

30 ـ ارشاد المفيد: ص 330

أخبرنا أبو القاسم، عن محمد بن يحيي، عن الحسن بن علي النيشابوري، عن إبراهيم بن محمد، عن محمد بن أبي نصر عن طريف الخادم أنه رآه عليه السلام.

31 ـ ارشاد المفيد: ص 330

أخبرني أبو القاسم، عن محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن حمدان القلانسي قال قلت لاَبي عمر العمري رحمه الله قد مضي أبو محمد عليه السلام فقال أبي قد مضي ولکن قد خلف فيکم من رقبته مثل هذه.



[ صفحه 493]



32 ـ کمال الدين: ج 2 ص 441

وبهذا الاسناد، عن إبراهيم بن محمد العلوي قال: حدثني طريف أبو نصر قال: دخلت علي صاحب الزمان عليه السلام فقال: علي بالصندل الاَحمر فأتيته به، ثم قال: أتعرفني؟ قلت: نعم، فقال: من أنا؟ فقلت: أنت سيدي وابن سيدي، فقال: ليس عن هذا سألتک، قال طريف: فقلت: جعلني الله فداک فبيّن لي قال: أنا خاتم الاَوصياء، وبي يدفع الله عزّ وجلّ البلاء عن أهلي وشيعتي.

33 ـ کمال الدين: ج 2 ص 445

حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار قال: قدمت مدينة الرسول صلي الله عليه وآله وسلم فبحثت عن أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي الاَخير عليهما السلام فلم أقع علي شيء منها فرحلت منها إلي مکة مستبحثاً عن ذلطن فبينما أنا في الطواف إذ تراءي لي فتي أسمر اللون، رائع الحسن، جميل المخيلة، يطيل التوسم فيّ، فعدت إليه مؤمّلا منه عرفان ما قصدت له، فلما قربت منه سلمت، فأحسن الاجابة، ثم قال: من أي البلاد أنت؟ قلت: رجل من أهل العراق، قال: من أيّ العراق؟ قلت: من الاَهواز، فقال: مرحباً بلقائک هل تعرف بها جعفر بن حمدان الحصيني، قلت: دعي فأجاب، قال: رحمة الله عليه ما کان أطول ليله وأجزل نيله، فهل تعرف إبراهيم بن مهزيار قلت: أنا إبراهيم بن مهزيار فعانقني مليّاً ثم قال: مرحباً بک أبا إسحاق ما فعلت بالعلامة التي وشجت بينک وبين أبي محمد عليه السلام؟ فقلت: لعلک تريد الخاتم الذي آثرني الله به من الطيب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام؟ فقال: ما أردت سواه، فأخرجته إليه، فلمّا نظر إليه استعبر وقبّله، ثم قرأ کتابته فکانت «يا الله يا محمد يا علي» ثم، قال: بأبي يداً طالما جلت فيها.

وتراخي بنافنون الاَحاديث ـ إلي أن قال لي ـ: يا أبا إسحاق أخبرني عن عظيم



[ صفحه 494]



ما توخيّت بعد الحج؟ قلت: وأبيک ما توخّيت الا ما سأستعملک مکنونه، قال: سل عمّا شئت فانّي شارح لک إن شاء الله؟ قلت: هل تعرف من أخبار آل أبي محمد الحسن عليهما السلام شيئاً؟ قال لي: وأيم الله إني لاَعرف الضوء بجبين محمد وموسي إبني الحسن بن علي عليهم السلام ثمّ انّي لرسولهما إليک قاصداً لانبائک أمرهما فان أحببت لقاءهما والاکتحال بالتبرُّک بهما فراتحل معي إلي الطائف وليکن ذلک في خفية من رجالک واکتتام.

قال إبراهيم: فشخصت معه إلي الطائف أتخلّل رملة فرملة حتّي أخذ في بعض مخارج الفلاة فبدت لنا خمية شعر، قد أشرفت علي أکمة رمل تتلاَلؤ تلک البقاع منها تلاَلؤا، فبدرني إلي الاذن، ودخل مسلماً عليهما السلام وهو غلام أمرد ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخدّين، أقني الاَنف، أشم أروع کأنه غصن بان، وکأنّ صفحة غرته کوکب دريّ، بخدّه الاَيمن خال کأنه فتاة مسک علي بياض الفضّة وإذا برأسه وفرة سحماء سبطة تطالع شحمة اذنه، له سمت ما رأت العيون أقصد منه ولا أعرف حسناً وسکينة وحياء.

فلمّا مثل لي أسرعت إلي تلقيّة فأکببت عليه ألثم کلّ جارحة منه، فقال لي: مرحباً بک يا أبا إسحاق لقد کانت الاَيام تعدني وشک لقائک والمعاتب بيني وبينک علي تشاحط الدار وتراخي المزار، تتخيّل لي صورتک حتي کانّا لم نخل طرفة عين من طيب المحادثة، وخيال المشاهدة، وأنا أحمد الله ربّي وليّ الحمد علي ما قبض من التلاقي ورفّه من کربة التنازع والاستشراف عن أحوالها متقدّمها ومتأخّرها.

فقلت: بأبي أنت وأُمي مازلت أفحص عن أمرک بلداً فلبداً منذ استأثر الله بسيدي أبي محمد عليه السلام فاستغلق علي ذلک حتي من عليّ بمن أرشدني إليک ودلني عليک، واشکر لله علي ما أوزعني فيک من کريم اليد والطّول، ثم نسب نفسهُ وأخاه موسي واعتزل بي ناحية، ثمّ قال: إن أبي عليه السلام عهد إليّ أن لا أوطن من الاَرض إلا أخفاها وأقصاها إسراراً لاَمري، وتحصيناً لمحلي لمکائد أهل الضلال والمردة



[ صفحه 495]



من أحداث الاُمم الضوالّ، فنبذني إلي عالية الرّمال، وجبت صرائم الاَرض ينظرني الغاية التي عندها يحلّ الاَمر وينجلي الهلع.

وکان عليه السلام أنبط لي من خزائن الحکم، وکوامن العلوم ما أن أشعت إليک منه جزءاً أغناک عن الجملة.

[وأعلم] يا أبا إسحاق إنّه قال عليه السلام: يا بنيّ إنّ الله جلّ ثناؤه لم يکن ليخلّي أطباق أرضه وأهل الجدّ في طاعته وعبادته بلا حدة يستعلي بها، وإمام يؤتم به، ويقتدي بسبيل سنّته ومنهاج قصده، وأرجويا بني أن تکن أحد من أعده الله لنشر الحق ووطيَ الباطل وإعلاء الدين، وإطفاء الضلال، فعليک يا بنيّ بلزوم خوافي الاَرض، وتتبّع أقاصيها، فانّ لکلّ وليّ لاَولياء الله عزّ وجلّ عدواً مقارعاً وضدّاً منازعاً افتراضاً لمجاهدة أهل النفاق وخلاعة أولي الالحاد والعناد فلا يوحشنّک ذلک.

واعلم ان قلوب أهل الطاعة والاخلاص نُزّع إليک الطير إلي أوکارها وهم معشر يطلعون بمخائل الذّلة والاستکانة، وهم عند الله بررة أعزاء، يبرزون بأنفس مختلّة محتاجة، وهم أهل القناعة والاعتصام، استنبطوا الدين فوازروه علي مجاهدة الاَضداد، خصّهم الله باحتمال الضيم في الدُّنيا ليشملهم باتّساع العزّ في دار القرار، وجبلهم علي خلائق الصبر لتکون لهم العاقبة الحسني، وکرامة حسن العقبي.

فاقتبس يا بني نور الصبر علي موارد اُمورک تفز بدرک الصنع في مصادرها، واستشعر العزّ فيما ينوبک تحظ بما تحمد غبّه إن شاء الله، وکأنک يا بنيّ بتأييد نصر الله [و] قدآن، وتيسير الفلج وعلوّ الکعب [و] قد حان، وکأنک بارّايات الصفر والاَعلام البيض تخفق علي أثناء أعطافک ما بين الحطيم وزمزم، وکأنک بترادف البيعة وتصافي الولاء يتناظم عليک تناظم الدّر في مثاني العقود، وتصافق الاَکف علي جنبات الحجر الاَسود، تلوذ بفنائک من ملاَ براهم الله من طهارة الولادة ونفاسة التربة، مقدّسة قلوبهم من دنس النفاق، مهذّبة أفئدتهم من رجس الشقاق، لينة عرائکهم للدّين، خشنة ضرائبهم عن العدوان، واضحة بالقبول أوجههم، نضرة بالفضل عيدانهم يدينون بدين الحقّ وأهله، فاذا اشتدّت أرکانهم، وتقوّمت أعمادهم فدّت بمکانفتهم طبقات الاُمم



[ صفحه 496]



إلي إمام، إذ تبعتک في ظلال شجرة دوحة تشعّبت أفنان غصونها علي حافات بحيرة الطبريّة فعندها يتلألؤ صبح الحقّ ونجلي ظلام الباطل، ويقصم الله بک الطغيان، ويعيد معالم الايمان، يظهر بک استقامة الآفاق وسلام الرّفاق، يؤدُّ الطفل في المهد لو استطاع إليک نهوضاً، ونواشط الوحش لو تجد نحوک مجازاً، تهتزُّک أطراف الدُّنيا بهجة، وتنشر عليک أغصان العزّ نضرة، وتستقر بواني الحق في قرارها، وتؤوب شوارد الدين إلي أوکارها، تتهاطل عليک سحائب الظفر، فتخنق کل عدو، وتنصر کلّ وليّ، فلا يبقي علي وجه الارض جبّار قاسط ولا جاحد غامط، ولا شأنيَ مبغض، ولا معاند کاشح، من يتوکّل علي الله فهو حسبه إنّ الله بالغ أمره قد جعل الله لکلّ شيء قدراً.

ثم قال: يا أبا إسحاق ليکن مجلسي هذا عندک مکتوباً إلا عن أهل التصديق والاخوّة الصادقة في الدين، إذا بدت لک أمارات الظهور والتمکن فلا تبطئ باخوانک عنّا وباهر المسارعة إلي منار اليقين وضياء مصابيح الدين تلق رشداً إن شاء الله.

قال إبراهيم بن مهزيار: فمکثت عنده حيناً أقتبس ما أُودّي إليهم من موضحات الاَعلام ونيّرات الاَحکام، وأروّي نبات الصدور من نضارة ما ادّخره الله في طبائعه من لطائف الحکم وطرائف فواضل القسم حتي خفت إضاعة مخلّفي بالاَهواز لتراخي اللقاء عنهم فاستأذنته بالقفول، وأعلمته عظيم ما اصدر به عنه من التوحش لفرقته والتجرع للظعن عن محاله، فأذن وأردفني من صالح دعائه ما يکون ذخراً عند الله والعقبي وقرابتي إن شاء الله.

فلمّا أزف ارتحالي وتهيأ اعتزام نفسي غدوت عليه مودّعاً ومجدّداً للعهد وعرضت عليه مالاً کان معي يزيد علي خمسين ألف درهم وسألته أن يتفضّل بالاَمر بقبوله منّي، فابتسم وقال: يا أبا إسحاق به استعن به علي منصرفک فانّ الشقّة قذفة وفلوات الاَرض أمامک جمّة ولا تحزن لاعراضنا عنه، فانّا قد أحدثنا لک شکره ونشره وربضناه عندنا بالتذکرة وقبول المنّة فبارک الله فيما خوّلک وأدام لک ما نولک وکتب لک أحسن ثواب المحسنين وأکرم آثار الطائعين، فانّ الفضل له ومنه، وأسأل الله أن يردّک



[ صفحه 497]



إلي أصحابک بأوفر الحظِّ من سلامة الاَوبة واکناف الغبطة بلين المنصرف ولا أوعت الله لک سبيلاً، ولا حيّر لک دليلاً، وأستودعه نفسک وديعة لا تضيع ولا تزول بمنّه ولطفه إن شاء الله.

يا أبا اسحاق: قنعنا بعوائد إحسانه وفوائد امتنانه، وصان أنفسنا عن معاونة الاَولياء لنا عن الاخلاص في النيّة، وإمحاض النصيحة، والمحافظة علي ما هو أنقي وأتقي وأرفع ذکراً.

قال: فاقفلت عنه حامداً لله عزَّوجلَّ علي ما هداني وأرشدني، عالماً بأنَّ الله لم يکن ليعطّل أرضه ولا يخلّيها من حجّة واضحة، وإمام قائم، وألقيت هذا الخبر المأثور والنسب المشهور توخياً للزّيادة في بصائر أهل اليقين، وتعريفاً لهم ما منَّ الله عزَّوجلَّ به من إنشاء الذرِّيّة الطيّبة والتربة الزَّکيّة، وقصدت أداء الاَمانة والتسليم لما استبان ليضاعف الله عزَّوجلَّ الملّة الهادية، والطريقة المستقيمة المرضيّة قوَّة عزم وتأييد نيّة، وشدَّة أزر، واعتقاد عصمة، ولله يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم.

34 ـ کمال الدين: ج2 ص443

حدَّثنا محمَّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا عليُّ بن أحمد الکوفيُّ المعروف بأبي القاسم الخديجيِّ قال: حدَّثينا سليمان بن إبراهيم الرِّقّي قال: حدّثنا أبو محمَّد الحسن بن وجناء النصيبيُّ قال: کنت ساجداً تحت الميزات في رابع أربع وخمسين حجّة بعد العتمة، وأنا أتضرَّع في الدُّعاء إذ حرّکني محرَّک فقال: قم ياحسن بن وجناء، قال: فقمت فاذا صفراء نحيفة البدن أقول: إنّها من أبناء أربعين فما فوقها، فمشت بين يديَّ وأنا لا أسألها عن شيء حتّي أتت بي إلي دار خديجة عليها السَّلام وفيها بيت بابه في وسط الحائط وله درج ساج يرتقي، فصعدت الجارية وجاءني النداء: اصعد ياحسن، فصعدت فوقفت بالباب، فقال لي صاحب الزَّمان عليه السَّلام: ياحسن أتراک خفيت عليَّ والله ما من وقت في حجّک إلا وأنا معک فيه، ثمَّ جعل يعدُّ عليّ أوقاتي، فوقعت [مغشيّاً] علي وجهي، فحسست بيد قد وقعت



[ صفحه 498]



عليَّ فقمت، فقال لي: ياحسن إلزم دار جعفر بن محمَّد عليهما السلام، ولا يهمنّک طعامک ولا شرابک ولا ما يستر عورتک، ثمَّ دفع إليَّ دفتراً فيه دعاء الفرج وصلاة عليه فقال: بهذا فادع، وهکذا صلِّ عليَّ، ولا تعطه إلا محقّي أوليائي فانَّ الله جلَّ جلاله موفّقک فقلت: يامولاي لا أراک بعدها؟ فقال: ياحسن إذا شاء الله، قال: فانصرفت من حجّتي ولزمت دار جعفر بن محمد عليهما السَّلام، فأنا أخرج منها فلا أعود إليها إلا لثلاث خصال: لتجديد وضوء أو لنوم أو لوقت الافطار، وأدخل بيتي وقت الافطار فأصيب رباعيّاً مملوءاً ماء ورغيفاً علي رسأسه وعليه ما تشتهي نفسي بالنّهار، فاکل ذلک فهو کفاية لي، وکسوة الشتاء في وقت الشتاء، وکسوة الصيف في وقت الصيف، وإنّي لاَدخل الماء بالنهار فأرشّ البيت وأدع الکوز فارغاً فاوتي بالطعام ولا حاجة لي إليه فاصّدّق به ليلاً کيلا يعلم بي من معي.

35 ـ کمال الدين: ج2 ص434

حدَّثنا عليُّ بن الحسن بن الفرج المؤذِّن رضي الله عنه قال: حدَّثنا محمَّد بن الحسن الکرخيُّ قال: سمعت أبا هارون رجلاً من أصحابنا يقول: رأيت صاحب الزَّمان عليه السَّلام ووجهه يضيء کأنّه القمرُ ليلة البدر، ورأيت علي سرَّته شعراً يجري کالخطِّ، وکشفت الثوب عنه فوجدته مختوناً، فسألت أبا محمّد عليه السَّلام عن ذلک فقال: هکذا ولد وهکذا ولدنا، ولکنا سنمرّ الموسي عليه لاصابة السنة.

36 ـ بحار الاَنوار: ج52 ص68

وروي في بعض تأليفات أصحابنا عن الحسين بن حمدان، عن أبي محمّد عيسي بن مهدي الجوهريِّ قال: خرجت في سنة ثمان وستّين ومائتين إلي الحجِّ وکان قصدي المدينة حيث صحّ عندنا أنَّ صاحب الزَّمان قد ظهر فاعتللت وقد خرجنا من فيد فتعلّقت نفسي بشهوة السّمک والتمر، فلمّا وردت المدينة ولقيت بها إخواننا، بشّروني بظهوره عليه السَّلام بصابر.



[ صفحه 499]



فصرت إلي صابر فلمّا أشرفت علي الوادي رأيت عنيزات عجافاً فدخلت القصر فوقفت أرقب الاَمر إلي أن صلّيت العشائين وأنا أدعو واتضرَّع واسأل فاذا أنا ببدر الخادم يصيح بي: يا عيسي بن مهدي الجوهريُّ ادخل، فکبّرت وهلّلت وأکثر من حمد الله عزّوجلّ والثناء عليه.

فلمّا صرت في صحن القصر رأيت مائدة منصوبة فمرَّ بي الخادم إليها فأجلسني عليها، وقال لي: مولاک يأمرک أن تأکل ما اشتهيت في علّتک وأنت خارج من فيد فقلت: حسبي بهذا برهاناً فکيف آکل ولم أر سيّدي ومولاي؟ فصاح: يا عيسي کل من طعامک فأنّک تراني.

فجلست علي المائدة فنظرت فاذا عليها سمک حارٌّ يفور وتمر إلي جانبه أشبه التمور بتمورنا، وبجانب التمر لبن فقلت في نفسي: عليل وسمک وتمر ولبن، فصاح بي: يا عيسي أتشکُّ في أمرنا؟ أفأنت أعلم بما ينفعک ويضرُّک؟ فبکيت واستغفرت الله تعالي وأکلت من الجميع، وکلّما رفعت يدي منه لم يتبيّن موضعها فيه فوجدته أطيب ما ذقته في الدُّنيا فأکلت منه کثيراً حتّي استحييت فصاح بي: لا تستحي يا عيسي فانّه من طعام الجنّة لم تصنعه يد مخلوق، فأکلت فرأيت نفسي لا ينتهي عنه من أکله.

فقلت: يامولاي حسبي فصاح: بي أقبل إليَّ فقلت في نفسي: آتي مولاي ولم أُغسّل يدي، فصاح بي: يا عيسي وهل لما أکلت غمر؟ فشممت يدي وإذا هي أعطرُ من المسک والکافور، فدنوت منه عليه السَّلام فبدا لي نور غشي بصري، ورهبت حتّي طننت أنَّ عقلي قد اختلط، فقال لي: يا عيسي ما کان لک أن تراني لولا المکذِّبون القائلون بأين هو؟ ومتي کان؟ وأين ولد؟ ومن رآه؟ وما الذي خرج إليکم منه؟ وبأيِّ شيء نبّأکم؟ وأيَّ معجز أتاکم؟ أما والله لقد دفعوا أمير المؤمنين مع ما رووه وقدَّموا عليه، وکادوه وقتلوه، وکذلک آبائي عليهم السَّلام ولم يصدِّقوهم ونسبوهم إلي السحر وخدمة الجنِّ إلي ما تبيّن.

يا عيسي فخبّر أولياءنا ما رأيت، وإيّاک أن تخبر عدوَّنا فتسلبه، فقلت: يامولاي ادع لي بالثبات فقال: لو لم يثبّتک الله ما رأيتني، وامض بنجحک راشداً فخرجت أکثر حمد الله وشکراً



[ صفحه 500]



37 ـ کمال الدين: ج2 ص517

وحدَّثنا أبو جعفر محمَّد بن عليَّ بن أحمد البزرجيّ قال: رأيت بسرَّ من رأي رجلاً شابّاً في المسجد المعروف بمسجد زبيدة في شارع السوق وذکر أنّه هاشميّ من ولد موسي بن عيسي لم يذکر أبو جعفر إسمه وکنت أصلّي فلمّا سلّمت قال لي: أنت قمّيُّ أو رازيّ؟ فقلت: أنا قمّيُّ مجاور بالکوفة في مسجد أمير المؤمنين عليه السَّلام فقال لي: أتعرف دار موسي بن عيسي التي بالکوفة: فقلت: نعم، فقال: أنا من ولده قال: کان لي أبّ وله اخوان وکان أکبر الاَخوين ذا مال ولم يکن للصغير مال، فدخل علي أخيه الکبير فسرق منه ستّمائة دينار، فقال الاَخ الکبير: ادخل علي الحسن بن عليِّ بن محمَّد بن الرِّضا عليهم السَّلام واسأله أن يلطف للصغير لعلّه يردُّ مالي فانّه حُلو الکلام، فلمّا کان وقت السحر بدالي في الدُّخول علي الحسن بن عليِّ بن محمد بن الرِّضا عليهم السَّلام قلت: ادخل علي أشناس الترکيّ صاحب السلطان فأشکو إليه، قال: فدخلت علي أشناس الترکيّ وبين يديه نرد يلعب به، فجلست أنتظر فراغه، فجاءني رسول الحسن بن عليِّ عليهما السَّلام فقال لي: أجب، فقمت معه فلمّا دخلت علي الحسن بن عليٍّ عليهما السَّلام قال لي: کان لک إلينا أوَّل اللّيل حاجة، ثمَّ بدالک عنها وقت السحر، إذهب فانّ الکيس الذي أخذ من مالک قد ردَّ ولا تشک أخاک وأحسن إليه واعطه فان لم تفعل فابعثه إلينا لنعطيه فلمّا خرج تلقّاه غلاماً يخبره بوجود الکيس.

قال أبو جعفر البرزجيُّ: فلمّا کان من الغد حملني الهاشميُّ إلي منزله وأضافني ثمَّ صاح بجارية وقال: ياغزال ـ أو يازلال ـ فاذا أنا بجارية مسنّة فقال لها: ياجارية حدِّثي مولاک بحديث الميل والمولود، فقالت: کان لنا طفل وجع، فقال لي مولاتي: امضي إلي دار الحسن بن عليٍّ عليهما السَّلام فقولي لحکيمة: تعطينا شيء نستشفي به لمولودنا هذا، فلمّا مضيت وقلت کما قال لي مولاي قالت حکيمة: ايتوني بالميل الذي کحل به المولود الذي ولد البارحة ـ تعني ابن الحسن بن عليٍّ عليهما السلام ـ فأتيت بميل



[ صفحه 501]



فدفعته إليَّ وحملته إلي مولاتي فکحّلت به المولود فعوفي، وبقي عندنا وکنّا نستشفي به ثمَّ فقدناه.

قال أبو جعفر البزرجيُّ: فلقيت في مسجد الکوفة أبا الحسن بن برهون البرسيّ فحدَّثته بهذا الحديث عن هذا الهاشميِّ فقال: قد حدَّثني هذا الهاشميُّ بهذه الحکاية کما ذکرتها حذو النعل بالنعل سواء من غير زيادة ولا نقصان.

38 ـ غيبة الشيخ: ص155

أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر عن أبي الحسن محمَّد بن عليّ الشجاعي الکاتب عن أبي عبدالله محمد بن إبراهيم النعماني، عن يوسف بن أحمد الجعفري قال: حججت سنة ست وثلاثمائة وجاورت بمکة تلک السنة وما بعدها إلي سنة تسع وثلاثمائة ثم خرجت عنها منصرفاً إلي الشام فبينا أنا في بعض الطريق وقد فاتتني صلاة الفجر فنزلت من المحمل وتهيأت للصلاة فرأيت أربعة نفر في المحمل فوقفت أعجب منهم فقال أحدهم: مم تعجب؟ ترکت صلاتک وخالفت مذهبک، فقلت للذي يخاطبني وما علمک بمذهبي؟ فقال: تحب أن تري صاحب زمانک؟ قلت نعم، فأومأ إلي أحد الاربعة فقلت له: إن له دلائل وعلامات فقال: ايما أحب إليک؟ ان تري الجمل وما عليه صاعداً إلي السماء أو تري المحمل صاعداً إلي السماء فقلت أيهما کان فهي دلالة، فرأيت الجمل وما عليه يرتفع إلي السماء وکان الرجل أومأ إلي رجل به سمرة وکان لونه الذهب بين عينيه سجادة، وروي في الخرائج عن يوسف نحوه.

39 ـ کمال الدين: ج2 ص442 وبحار الاَنوار: ج52 ص30

محمَّد بن محمد الخزاعي عن أبي علي الاسدي، عن أبيه عن محمد بن أبي عبدالله الکوفي أنه ذکر عدد من انتهي اليه ممن وقف علي معجزات صاحب الزمان صلوات الله عليه ورآه من الوکلاء ببغداد (1) العمري (2) وابنه (3) وحاجز (4) والبلالي (5) والعطار (6) ومن الکوفة العاصمي (7) ومن الاهواز محمد بن إبراهيم بن مهزيار (8) ومن أهل قم أحمد بن إسحاق (9) ومن أهل همدان محمَّد بن صالح (10) ومن



[ صفحه 502]



أهل الري البسامي (11) والاسدي يعني نفسه (12) ومن أهل آذربايجان القاسم بن علاء (13) ومن نيسابور محمد بن شاذان (14) ومن غير الوکلاء من أهل بغداد أبو القاسم بن أبي حابس.

(15) وأبو عبدالله الکندي (16) وأبو عبدالله الجنيدي (17) وهارون القزاز (18) والنيلي (19) وأبو القاسم بن دبيس (20) وأبو عبدالله بن فروخ (21) ومسرور (22) والطباخ مولي أبي الحسن (23) وأحمد (24) ومحمد إبنا الحسن (25) وإسحاق الکاتب من بني نيبخت (26) وصاحب الفراء (27) وصاحب الصرة المختومة (28) ومن همدان محمد بن کشمرد (29) وجعفر بن حمدان.

(30) ومحمد بن هارون عمران (31) ومن الدينور حسن بن هارون (32) وأحمد بن أخيه (33) وأبو الحسن (34) ومن اصفهان ابن بادشاله (35) ومن الصيمرة زيدان (36) ومن قم الحسن بن نصر (37) ومحمد بن أحمد (38) وعلي بن محمد بن إسحاق (39) وأبوه (40) والحسن بن يعقوب (41) ومن أهل الريّ القاسم بن موسي (42) وإبنه (43) وأبو محمَّد بن هارون (44) وصاحب الحصاة.

(45) وعليُّ بن محمد (46) ومحمَّد بن محمد الکليني (47) وأبو جعفر الرفا (48) ومن قزوين مرداس (49) وعليُّ بن أحمد (50 و51) ومن قابس رجلان (52) ومن شهرزور إبن الخال (53) ومن فارس المجروح (54) ومن مرو صاحب الالف دينار (55) وصاحب المال (56) والرقعة البيضاء (57) وأبو ثابت (58) ومن نيسابور محمَّد بن شعيب بن صالح (59) ومن اليمن الفضل بن يزيد.

(60) والحسن ابنه (61) والجعفري (62) وابن لاعجمي (63) والشمشاطي (64) ومن مصر صاحب المولودين (65) وصاحب المال بمکة (66) وأبو رجاء (67) ومن نصيبين أبو محمَّد بن الوجناء (68) ومن الاهواز الحصيني.

40 ـ منتخب الاثر: ص378

ذکر المحدث النوري رحمه الله في ابتداء الباب السابع من النجم الثاقب بعد ذکر



[ صفحه 503]



ترجمة هذا الخبر بالفارسية أسماء جماعة أُخري ممن اطلع علي معجزات صاحب الاَمر عليه السَّلام وتشرّف بحضوره وفاز برؤيته لابأس بذکرها وعلي من يريد الاطلاع علي أحوالهم وتفاصيل أخبارهم الرجوع إلي تصنيفات أصحابنا في الغيبة وکتب الرجال واليک اسماؤهم کما في الکتاب المذکور (69) الشيخ أبو القاسم حسين بن روح (70) أبو الحسن علي بن محمد السمري (71) حکيمة بنت الامام محمَّد التقي عليه السَّلام (72) نسيم خادم أبي محمد عليه السَّلام (73) أبو نصر الطريف الخادم (74) کامل بن إبراهيم المدني.

(75) البدر الخادم (76) العجوزة المربية لاَحمد بن بلال بن داود الکاتب (77) مارية الخادمة (78) جارية أبي علي الخيزراني (79) أبو غانم الخادم (80) وجماعة من الاصحاب (81) أبو هارون (82) معاوية بن حکيم (83) محمَّد بن أيوب بن نوح (84) عمر الاهوازي (85) رجل من أهل الفارس (86) محمَّد بن اسماعيل بن موسي بن جعفر عليهما السَّلام (87) أبو علي بن المطهر (88) إبراهيم بن عبدة النيسابوري (89) خادمه.

(90) رشيق (91 و92) مصاحباه (93) أبو عبدالله بن الصالح (94) أبو علي أحمد بن إبراهيم بن إدريس (95) جعفر بن علي الهادي عليه السَّلام (96) رجلُّ من الجلاوزة (97) أبو الحسين محمد بن محمد بن خلف (98) يعقوب بن منفوس (99) أبو سعيد الغانم الهندي (100) محمد بن شاذان الکابلي (101) عبدالله السوري (102) الحاج الهمداني (103) سعد بن عبدالله القمّي الاشعري (104) إبراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري (105) علي بن إبراهيم بن مهزيار (106) أبو نعيم الانصاري الزيدي (107) أبو علي محمد بن أحمد المحمودي (108) علان الکليني (109) أبو الهيثم الانباري (الديناري ـ خ).

(110) أبو جعفر الاَحول الهمداني (111 إلي 141) محمَّد بن أبي القاسم العلوي العقيقي وجماعة زهاء ثلاثين رجلاً (142) جدّ أبي الحسن بن وجناء.

(143) أبو الاَديان (144) أبو الحسين محمَّد بن جعفر الحميري وجماعة من أهل



[ صفحه 504]



قم (145) إبراهيم بن محمد بن أحمد الانصاري (146) محمد بن عبدالله القمّي (147) يوسف بن أحمد الجعفري (148) أحمد بن عبدالله الهاشمي العباسي (149 إلي 188) إبراهيم بن محمَّد التبريزي مع تسعة وثلاثين نفر (189) الحسن بن عبدالله التميمي الزيدي (190) الزهري (191) أبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي (192) العقيد النوبي الخادم (193) مربية الامام أبي محمد الحسن العسکري عليه السَّلام (194) يعقوب بن يوسف الضراب الغساني أو الاصفهاني الراوي للصلوات الکبيرة.

(195) العجوزة الخادمة للامام العسکري عليه السَّلام التي کانت منزلها في مکة المکرمة (196) محمَّد بن عبدالله الحميد (197) عبد أحمد بن الحسن المادراني (198) أبو الحسن العمري (199) عبدالله السفياني (200) أبو الحسن الحسني (201) محمَّد بن عباس القصري (202) أبو الحسن علي بن الحسن اليماني (203) رجلان من أهل مصر (204) العابد المتهجد الاهوازي (205) أُم کلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري (206) الرسول القمي (207) سنان الموصلي (208) أحمد بن حسن بن أحمد الکاتب (209) حسين بن علي بن محمد المعروف بابن البغدادي.

(210) محمَّد بن الحسن الصيرفي (211) البزاز القمّي (212) جعفر بن أمد (213) الحسن بن وطاة الصيدلاني وکيل الوقف في الواسط (214) أحمد بن أبي روح (215) أبو الحسن خضر بن محمد (216) أبو جعفر محمد بن أحمد (217) المرأة الدينورية (218) الحسن بن الحسين الاسباب آبادي.

(219) رجل من أهل استرآباد (220) محمَّد بن الحصين الکاتب المروي (221 و222) رجلان من أهل مدائن (223) عليُّ بن حسين بن موسي بن بابويه القمي والد الصدوق (224) أبو محمد الدعلجي.

(225) أبو غالب أحمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الزراري (226) حسين بن حمدان ناصر الدولة (227) أحمد بن سورة (228) محمد بن الحسن بن عبيدالله التميمي



[ صفحه 505]



(229) أبو طاهر علي بن يحيي الزراري (الرازي ـ خ) (230) أحمد بن إبراهيم بن مخلد (231) محمَّد بن علي الاسود الداودي (232) العفيف (233) أبو محمد الثمالي (234) محمَّد بن أحمد (235) رجل وصل اليه التوقيع في عکبرا (236) عليان (237) الحسن بن جعفر القزويني (238) الرجل الفاينمي (239) أبو القاسم الجليسي.

(240) نصر بن صباح (241) أحمد بن محمد السراج الدينوري (242) أبو العباس (243) محمَّد بن أحمد بن جعفر القطان الوکيل (244) أبو محمد الدعلجي.

(225) أبو غالب أحمد بن محمد بن سليمان الزراري (226) حسين بن حمدان ناصر الدولة (227) أحمد بن سورة (228) محمد بن الحسن بن عبيدالله التميمي (229) أبو طاهر علي بن يحيي الزراري (الزراري ـ خ) (230) أحمد بن إبراهيم بن مخلد (231) محمَّد بن علي الاسود الداودي (232) العفيف (233) أبو محمد الثمالي (234) محمَّد بن أحمد (235) رجل وصل اليه التوقيع في عکبرا (236) عليان (237) الحسن بن جعفر القزويني (238) الرجل الفاينمي (239) أبو القاسم الجليسي.

(240) نصر بن صباح (241) أحمد بن محمد السراج الدينوري (242) أبو العباس (243) محمَّد بن أحمد بن جعفر القطان الوکيل (244) حسين بن محمد الاَشعري (245) محمد بن جعفر الوکيل (246) رجل من أهل آبة (247) أبو طالب خادم رجل من أهل مصر (248) مرداس بن علي (249) رجل من أهل ربض حميد (250) أبو الحسن بن کثير النوبختي (251) محمد بن علي الشلمغاني (252) مصاحب أبي غالب الزراري (253) إبن الرئيس (254) هارون بن موسي بن الفرات.

(255) محمَّد بن يزداد (256) أبو علي النيلي (257) جعفر بن عمر (258) إبراهيم بن محمَّد بن الفرج الزحجي (259) أبو محمَّد السروي (260) جارية موسي بن عيسي الهاشمي (261) صاحبة الحقة (262) أبو الحسن أحمد بن محمد بن جابر البلاذري صاحب تاريخ الاشراف (263) أبو الطيب أحمد بن محمد بن بطة (264) أحمد بن الحسن بن أبي صالح الخجندي (265) إبن اخت أبي بکر العطار الصوفي (266) إلي (304) محمّد بن عثمان العمري کما في تاريخ قم عن محمّد بن علي ماجيلويه بسند صحيح عنه قال عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي عليهما السَّلام في يوم من الايام ابنه م ح م د المهدي عليه السلام ونحن في منزله وکنا أربعين رجلاً الحديث.

أقول: ويدل عليه جملة من أحاديث الفصل الثالث والعشرين فراجع.



[ صفحه 506]




پاورقي

[1] لما کان بناء امره عليه السلام علي الاختفاء عن الناس لم يعرف له اولاد منتسبة اليه، ولم نجد دليلاً معتبراً يدل بالبت واليقين علي وجود ذرية له عليه السلام ولکن من الممکن ان تکون له اولاد وذراري بين الناس لم يعرف تسبهم اليه لعدم تعريف شخصه وکتمان أمره حتي عن ازواجه، فاستتر انتساب اولاده اليه واختلطوا بسائر السادات العلويين ولم يتميزوا عن غيرهم.

[2] سورة طه: الآية 12.