بازگشت

مقدمة الطبعة الاولي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي مَنَّ علي عباده بالهداية، ولم يخل الاَرض من حجة منذ بدع الانسان إلي النهاية، والصلاة والسَّلام علي أنبيائه لا سيّما من بعثه خاتماً للرسالة، وجعل شريعته مستمرّة إلي يوم القيامة، وعلي أوصيائه المعصومين الذين جعلهم حجّة ونصبهم بالولاية، لا سيّما الامام المنتظر الذي يطهّر الله به الارض من الظلم والغواية.

وبعد فان ظهور المهدي عليه السّلام الذي يملأَ الله الارض بيده قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً کان شايعاً ذايعاً بين فرق الاسلام بأجمعهم قديماً وحديثاً، لکثرة ما تلقوه عن النبي صلّي الله عليه وآله وسلّم في ظهوره وسائر شؤونه وأحواله.

والمهم للناقد البصير تحصيل طريق المعرفة بشخصه عليه السَّلام حتي يعلم انه حي موجود وإن کان غائباً عن الانظار، جعلنا الله فداه ومن کل مکروه وقاه، ويظهر إذا أراد الله ظهوره، ويندفع ما يمکن أن يتوهم من أنه لم يولد في زمان ظهوره، ويظهر بذلک أيضاً بطلان دعوي من يدعي المهدويّة ممن عرف بين الناس آبائه وأجداده کقدوة بعض الفرق الضالة وان کان يکفي في القطع بکذبه کونه فاقداً لخصيصة المهدي عليه السّلام القاطعة، أعني کونه يملأَ الارض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.

فأردنا إيراد جملة وافية من النصوص تبلغ حد التواتر المفيد للقطع واليقين علي تعيين شخصه عليه السّلام وعبيه وجدّه بل کل فرد فرد من أجداده ايضاً إلي ان ينتهي إلي النبي صلّي الله عليه وآله وسلّم بأسمائهم فيعرف أنه إبن من؟ ومن کان أبوه؟ ومن کان جده؟ (حتي) يعرف أجداده واحد بعد واحد، فاختص هذا الکتاب



[ صفحه 8]



لالتقاط ما کان من النصوص مشتملاً علي هذا المقصد بين سائر النصوص الکثيرة الواردة فيه وفي أحواله عليه السّلام.

وقد أفردنا لما روي عن کل واحد من النبيي الاَکرم صلّي عليه وآله وسلّم وسائر المعصومين عليهم السّلام فصلاً علي حدة، ثم عقدنا فصولا اخر باسم کل واحد واحد من أجداده الطاهرين وأوردنا في کلِّ واحد من تلک الفصول ما اشتمل من الاحاديث علي أنه کم واسطة؟ بينه وبين المهدي القائم صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.

واقتصرنا في المرويات عن النبي صلّي الله عليه وآله وسلّم علي کتب اخواتنا أهل السنة وفي المرويات عن الائمة الطاهرين علي الکتب الاصيلة والمآخذ الاصليّة قريبة العهد بعصرهم عليهم السّلام، کالکافي للکليني المتوفّي سنة 329 هجـ، وغيبة النعماني تلميذ الکليني، وکمال الدين للصدوق المتوفي سنة 381 هجـ، وکفاية الاثر للخزاز الرازي تلميذ الصدوق، وغايبة الشيخ المتوفي سنة 460 هجـ، ودلائل الاِمامة للطبري المعاصر للشيخ، ونظرائهم، ولم ننقل عن المتأخرين منهم الا نادراً.

وفي الختام نعترف بعدم استقصاء جميع الاحاديث الواردة في فصل من الفصول وإن کان في ما أوردناه غني وکفاية والحمد الله وهو ولي التوفيق.

قم ـ 18 صفر المظفر سنّة 1398 هـ

أبو طالب التجليل



[ صفحه 9]