التطور والرخاء في عصر المهدي
1127 - ألعلم سبعة وعشرون جزءا، فجميع ما جاءت به الرسل جزءان، فلم
يعرف الناس حتي اليوم غير الجزءين، فإذا قام القائم أخرج الخمسة
والعشرين جزءا، فبثها في الناس وضم إليها الجزئين، حتي يبثها سبعة
وعشرين جزءا. [1] .
1128 - إن الله خير ذا القرنين السحابين الذلول والصعب، فاختار الذلول،
وهو ما ليس فيه برق ولا رعد، ولو اختار الصعب لم يکن له ذلک، لان
الله ادخره للقائم. [2] .
1129 - إنه إذا تناهت الامور إلي صاحب هذا الامر رفع الله تبارک وتعالي (له)
کل منخفض من الارض، وخفض له کل مرتفع منها، حتي تکون
الدنيا عنده بمنزلة راحته، فأيکم لو کانت في راحته شعرة لم
يبصرها. [3] .
1130 - إن المؤمن في زمان القائم وهو بالمشرق ليري أخاه الذي في
المغرب، وکذا الذي في المغرب يري أخاه الذي في المشرق. [4] .
1131 - إن قائمنا إذا قام مد الله عزوجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتي
ـ لا ـ يکون بينهم وبين القائم بريد، يکلمهم فيسمعون وينظرون إليه
وهو في مکانه. [5] .
1132 - إذا قام القائم استنزل المؤمن الطير من الهواء فيذبحه فيشويه ويأکل
لحمه ولا يکسر عظمه، ثم يقول له إحي بإذن الله، فيحيي ويطير،
وکذلک الظباء من الصحاري، ويکون ضوء البلاد ونورها ولا يحتاجون
إلي شمس ولا قمر، ولا يکون علي وجه الارض مؤذ ولا شر ولا سم
ولا فساد أصلا، لان الدعوة سماوية ليست بأرضية، ولا يکون للشيطان
فيها وسوسة ولا عمل ولا حسد ولا شئ من الفساد ولا تشوک الارض
والشجر، وتبقي الارض قائمة کلما أخذ منها شئ نبت من وقته وعاد
کحاله. وإن الرجل ليکسو ابنه الثوب فيطول معه کلما طال ويتلون
عليه أي لون أحب وشاء. ولو أن الرجل الکافر دخل جحر ضب أو
تواري خلف مدرة أو حجر أو شجر لانطق الله ذلک الشئ الذي يتواري
فيه حتي يقول يا مؤمن خلفي کافر فخذه، فيؤخذ ويقتل. ولا يکون
لابليس هيکل يسکن فيه - والهيکل البدن - ويصافح المؤمنون الملائکة
ويوحي إليهم ويحيون (ويجتمعون) الموتي بإذن الله. قالوا يأتي علي
الناس زمان لا يکون المؤمن إلا بالکوفة أو يحن إليها. [6] .
1133 - تواصلوا وتباروا وتراحموا فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليأتين عليکم
وقت لا يجد أحدکم لديناره ودرهمه موضعا - يعني لا يجد عند ظهور
القائم عليه السلام موضعا يصرفه فيه لاستغناء الناس جميعا بفضل الله
وفضل وليه - فقلت: وأني يکون ذلک؟ فقال: عند فقدکم إمامکم فلا
تزالون کذلک حتي يطلع عليکم کما تطلع الشمس آيس ما تکونون،
فإياکم والشک والارتياب، وانفوا عن أنفسکم الشکوک وقد حذرتکم
فاحذروا. أسأل الله توفيقکم وإرشادکم. [7] .
1134 - نعم رأي العين أحب إليک أو سمع الاذن؟ قال الرجل بل رأي العين
لان الاذن قد تسمع ما لا تدري ولا تعرف وما يري بالعين يشهد بالقلب،
فأخذ بيد الرجل فأنطلق حتي أتي شاطئ البحر فقال: أيها العبد المطيع
لربه أظهر ما فيک فانفلق البحر عن آخر ماء فيه، وظهر ماء أشد بياضا
من اللبن وأحلي من العسل وأطيب رائحة من المسک وألذ من
الزنجبيل، فقال له: يا أبا عبدالله جعلت فداک لمن هذا؟ قال:
للقائم وأصحابه. قال: متي؟ قال: إذا قام القائم وأصحابه فقد الماء
الذي علي وجه الارض حتي لا يوجد ماء، فيضج المؤمنون إلي الله
بالدعاء فيبعث الله لهم هذا الماء فيشربونه، وهو محرم علي من
خالفهم. قال: ثم رفع رأسه فرأي في الهواء خيلا مسرجة ملجمة ولها
أجنحة، فقلت: يا أبا عبدالله ما هذه الخيل؟ فقال: هذه خيل القائم
وأصحابه، قال الرجل: أنا أرکب شيئا منها؟ قال: إن کنت من
أنصاره. قال: فأشرب من هذا الماء؟ قال: إن کنت من شيعته. [8] .
1135 - إن لله مدينة خلف البحر سعتها مسيرة أربعين يوما فيها قوم لم يعصوا
الله قط ولا يعرفون إبليس ولا يعلمون خلق إبليس، نلقاهم في کل حين
فيسألوننا عما يحتاجون إليه ويسألوننا الدعاء فنعلمهم، ويسألوننا عن
قائمنا حتي يظهر، وفيهم عبادة واجتهاد شديد، ولمدينتهم أبواب ما بين
المصراع إلي المصراع مأة فرسخ، لهم تقديس واجتهاد شديد لو
رأيتموهم لاحتقرتم عملکم، يصلي الرجل منهم شهرا لا يرفع رأسه من
سجوده، طعامهم التسبيح ولباسهم الورق، ووجوههم مشرقة بالنور.
إذا رأوا منا واحدا لحسوه واجتمعوا إليه وأخذوا من أثره إلي الارض
يتبرکون به، لهم دوي إذا صلوا أشد من دوي الريح العاصف، فيهم
جماعة لم يضعوا السلاح منذ کانوا ينتظرون قائمنا، يدعون أن يريهم إياه
وعمر أحدهم ألف سنة. إذا رأيتهم رأيت الخشوع والاستکانة وطلب ما
يقربهم إليه. إذا حبسنا ظنوا أن ذلک من سخط، يتعاهدون الساعة التي
نأتيهم فيها، لا يسأمون ولا يفترون يتلون کتاب الله کما علمناهم وإن
فيما نعلمهم ما لو تلي علي الناس لکفروا به ولانکروه، يسئلوننا عن
الشئ إذا ورد عليهم من القرآن ولا يعرفونه، فإذا أخبرناهم به انشرحت
صدورهم لما يسمعون منا، ويسألو (ن) الله طول البقاء وأن لا يفقدونا،
ويعلمون أن المنة من الله عليهم فيما نعلمهم عظيمة. ولهم خرجة مع
الامام إذا قاموا يسبقون فيها أصحاب السلاح منهم، ويدعون الله أن
يجعلهم ممن ينتصر به لدينهم، فيهم کهول وشبان وإذا رأي شاب منهم
الکهل جلس بين يديه جلسة العبد لا يقوم حتي يأمره. لهم طريق هم
أعلم به من الخلق إلي حيث يريد الامام، فإذا أمرهم الامام بأمر قاموا
أبدا حتي يکون هو الذي يأمرهم بغيره، لو أنهم وردوا علي ما بين
المشرق والمغرب من الخلق لافنوهم في ساعة واحدة، لا يختل (لا يعمل)
الحديد فيهم ولهم سيوف من حديد غير هذا الحديد، لو ضرب أحدهم
بسيفه جبلا لقده حتي يفصله، يغزو بهم الامام الهند والديلم والکرک
والترک والروم وبربر وما بين جابرسا إلي جابلقا، وهما مدينتان واحدة
بالمشرق وأخري بالمغرب. لا يأتون علي أهل دين إلا دعوهم إلي الله
وإلي الاسلام وإلي الاقرار بمحمد صلي الله عليه وآله، ومن لم يسلم
قتلوه، حتي لا يبقي بين المشرق والمغرب وما دون الجبل أحد إلا
أقر. [9] .
پاورقي
[1] المصادر:
-: الخرائج: ج 2 ص 841 ب 16 ح 95 - وعن موسي بن عمر بن يزيد الصيقل، عن
الحسن بن محبوب، عن صالح بن حمزة، عن أبان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: -
-: مختصر بصائر الدرجات: ص 117 - کما في الخرائج وبسنده، وفيه.. حرفا بدل جزء في
الجميع.
-: البحار: ج 52 ص 336 ب 27 ح 73 - عن الخرائج.
[2] المصادر:
-: بصائر الدرجات: ص 409 جزء 8 ب 15 ح 4 - حدثنا محمد بن هارون، عن سهل بن زياد،
عن أبي يحيي، قال: قال أ بوعبدالله عليه السلام: -
-: الاختصاص: ص 326 - محمد بن هارون، عن أبي يحيي سهيل بن زياد الواسطي، عمن
حدثه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال قال: - کما في بصائر الدرجات بتفاوت يسير.
-: إثبات الهداة: ج 3 ص 521 ب 32 ف 15 ح 402 - عن بصائر الدرجات بتفاوت يسير.
-: البحار: ج 52 ص 321 ب 27 ح 27 - عن بصائر الدرجات والاختصاص.
[3] المصادر:
-: کمال الدين: ج 2 ص 674 ب 58 ح 29 - وبهذا الاسناد (حدثنا محمد بن علي ماجيلويه
رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن
إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن بشر بن جعفر) عن المفضل بن عمر، عن أبي
بصير قال: قال أ بوعبدالله عليه السلام: -
-: إثبات الهداة: ج 3 ص 494 - 495 ب 32 ف 5 ح 252 - عن کمال الدين.
-: حلية الابرار: ج 2 ص 625 ب 36 - کما في کمال الدين، عن ابن بابويه.
-: البحار: ج 52 ص 328 ب 27 ح 46 - عن کمال الدين.
[4] المصادر:
-: الغيبة، للسيد علي بن عبدالحميد: علي ما في البحار -
-: إثبات الهداة: ج 3 ص 584 ب 32 ف 59 ح 789 - عن البحار.
البحار: ج 52 ص 391 ب 27 ح 213 - قال: وبإسناده (السيد علي بن عبدالحميد في
کتابه الغيبة) يرفعه إلي ابن مسکان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: -
-: حق اليقين: ج 1 ص 229 - کما في البحار، مرسلا.
بشارة الاسلام: ص 241 ب 3 - عن البحار.
-: منتخب الاثر: ص 483 ف 7 ب 12 ح 3 - عن حق اليقين.
[5] المصادر:
-: الکافي: ج 8 ص 240 - 241 ح 329 - أبوعلي الاشعري، عن الحسن بن علي الکوفي،
عن العباس بن عامر، عن الربيع بن محمد المسلي، عن أبي الربيع الشامي قال: سمعت أبا
عبدالله عليه السلام يقول: -
-: الشفاء والجلاء في الغيبة: علي ما في الصراط المستقيم.
-: الخرائج: ج 2 ص 840 - 841 ب 16 ح 85 - وعن أيوب بن نوح، عن العباس بن عامر
عن ربيع بن محمد، عن أبي الربيع الشامي قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: - کما
في الکافي.
-: مختصر بصائر الدرجات: ص 117 - کما في الخرائج سندا ومتنا.
-: منتخب الانوار المضيئة: ص 200 - 201 ف 12 - کما في الخرائج وقال بالطريق المذکور
(ما صح لي روايته عن السيد هبة الله الراوندي) يرفعه إلي أبي الربيع الشامي.
-: الصراط المستقيم: ج 2 ص 262 ب 11 ف 13 - عن کتاب الشفاء والجلاء، عن الصادق
عليه السلام: - وفيه يمد الله لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم، حتي لا يکون بينهم وبين
قائمهم حجاب، يريد يکلمهم فيسمعونه وينظرون إليه في مکانه.
-: إثبات الهداة: ج 3 ص 450 - 451 ب 32 ح 59 - عن الکافي.
-: حلية الابرار: ج 2 ص 642 ب 44 - کما في الکافي، عن محمد بن يعقوب.
-: البحار: ج 52 ص 336 ب 27 ح 72 - عن الخرائج، وأشار إلي مثله عن الکافي.
-: بشارة الاسلام: ص 228 ب 3 - عن الکافي بتفاوت يسير.
-: منتخب الاثر: ص 483 ف 7 ب 12 ح 2 - عن الکافي.
[6] المصادر:
-: دلائل الامامة: ص 246 - وأخبرني أبوالحسين محمد بن هارون بن موسي قال: حدثني أبي
قال: حدثنا أبوعلي الحسن بن محمد النهاوندي قال: حدثنا محمد بن علي بن عبدالکريم
قال: حدثني أبوطالب عبدالله بن الصلت قال: حدثنا محمد بن علي بن عبدالله الخياط،
عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله قال: -
-: إثبات الهداة: ج 3 ص 573 ب 32 ف 48 ح 706 - أوله، کما في دلائل الامامة، عن کتاب
مناقب فاطمة وولدها.
-: حلية الابرار: ج 2 ص 635 ب 40 - کما في دلائل الامامة، عن مسند فاطمة، وفي سنده
الحناط بدل الخياط وفيه.. تبقي الزروع قائمة.
وفي: ص 681 - 682 ب 49 - بعضه کما في دلائل الامامة، عن مسند فاطمة.
[7] المصادر:
-: النعماني: ص 150 - 151 ب 10 ح 8 - محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن مابنداذ قال:
حدثنا محمد بن مالک قال: حدثنا محمد بن سنان، عن الکاهلي، عن أبي عبدالله
عليه السلام أنه قال: -
-: عقد الدرر: ص 171 ب 8 - بعضه، کما في النعماني، مرسلا عن الحسين بن علي
عليهما السلام، وقد أشرنا إلي اشتباهه بين أبي عبدالله الصادق وأبي عبدالله الحسين
عليهما السلام.
-: إثبات الهداة: ج 3 ص 533 ب 32 ف 27 ح 465 - عن النعماني.
-: البحار: ج 51 ص 146 - 147 ب 6 ح 17 - عن النعماني.
-: بشارة الاسلام: ص 147 - 148 ب 7 - عن النعماني.
[8] المصادر:
-: دلائل الامامة: ص 245 - 246 - وأخبرني أبوالحسين محمد بن هارون بن موسي قال: حدثنا
أبوعلي الحسن بن محمد النهاوندي قال: حدثنا أ بوعبدالله محمد بن علي بن عبدالکريم
الزعفراني قال: حدثنا أبوطالب عبدالله بن الصلت، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن
سنان، عن داود الرقي قال: جاء رجل إلي أبي عبدالله فقال له: ما بلغ من سؤالکم، فقال
الرجل: بحر ماء هذا هل تحته شئ؟ قال أ بوعبدالله.
[9] المصادر:
-: بصائر الدرجات ص 490 - 492 ب 14 ح 4 - حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين قال:
حدثني أحمد بن إبراهيم، عن عمار، عن إبراهيم بن الحسين، عن بسطام، عن عبدالله بن
بکير قال: حدثني عمر بن يزيد، عن هشام الجواليقي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: -
-: مختصر بصائر الدرجات: ص 10 - أحمد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، ومحمد بن
عيسي بن عبيد، عن الحسين بن سعيد جميعا، عن فضالة بن أيوب، عن القسم بن بريد،
عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن ميراث العلم ما مبلغه؟ أجوامع
هو من هذا العلم؟ أم تفسير کل شئ من هذه الامور التي نتکلم فيها؟ فقال: - کما في بصائر
الدرجات بتفاوت، وفيه.. لباسهم الورع.. احتوشوه. والکرد.. والتوحيد وولايتنا أهل
البيت فمن أجاب منهم ودخل في الاسلام ترکوه وأمروا عليه أميرا منهم، ومن لم يجب ولم يقر
بمحمد ولم يقر بالاسلام ولم يسلم قتلوه، حتي لا يبقي بين المشرق والمغرب وما دون الجبل
أحد إلا آمن.
-: المحتضر: ص 103 - کما في مختصر بصائر الدرجات، مرسلا، عن محمد بن مسلم: -
-: إثبات الهداة: ج 3 ص 522 ب 32 ف 16 ح 405 - بعضه، عن سعد بن عبدالله في بصائر
الدرجات، وقال ورواه الصفار في بصائر الدرجات کذلک.
-: البرهان: ج 1 ص 48 ح 14 - کما في مختصر بصائر الدرجات بتفاوت، عن سعد بن
عبدالله: -
-: تبصرة الولي: ح 97 - کما في مختصر بصائر الدرجات، عن سعد بن عبدالله في بصائر
الدرجات.
-: البحار: ج 27 ص 41 - 43 ب 15 ح 3 - عن بصائر الدرجات، وقال بيان: أقول رواه
الشيخ حسن بن سليمان في کتاب المحتضر.
وفي: ج 57 ص 332 ح 17 - عن کتاب منتخب البصائر، وکتاب المحتضر.
وفي: ص 333 ح 18 - أوله، عن بصائر الدرجات.
وفي: ص 334 ح 19 - عن منتخب بصائر الدرجات.