نص والده عليه
1294 - هذا إمامکم من بعدي، وخليفتي عليکم، أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي
في أديانکم فتهلکوا، أما إنکم لا ترونه بعد يومکم هذا، قالوا فخرجنا
من عنده فما مضت إلا أيام قلائل حتي مضي أبومحمد عليه السلام. [1] .
1295 - يا أحمد ما کان حالکم فيما کان الناس فيه من الشک، والارتياب؟ قلت
يا سيدي لما ورد الکتاب بخبر سيدنا ومولده لم يبق منا رجل ولا امرأة
ولا غلام بلغ الفهم إلا قال بالحق، فقال أما علمتم أن الارض لا تخلو
من حجة الله، ثم أمر أبومحمد عليه السلام والدته بالحج في سنة تسع
وخمسين ومأتين وعرفها ما يناله في سنة الستين، وأحضر الصاحب
عليه السلام، فأوصي إليه وسلم الاسم الاعظم و المواريث والسلاح
إليه، وخرجت أم أبي محمد مع الصاحب عليهم السلام جميعا إلي
مکة. [2] .
1296 - يا عقيد أغل لي ماء بمصطکي، فأغلي له، ثم جاءت به صقيل الجارية
أم الخلف عليه السلام فلما صار القدح في يديه وهم بشر به فجعلت يده
ترتعد حتي ضرب القدح ثنايا الحسن، فترکه من يده، وقال لعقيد:
ادخل البيت فإنک تري صبيا ساجدا فأتني به، قال أبوسهل: قال عقيد
فدخلت أتحري فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء فسلمت
عليه، فأوجز في صلاته فقلت: إن سيدي يأمرک بالخروج إليه، إذ
جاءت أمه صقيل فأخذت بيده وأخرجته إلي أبيه الحسن عليه السلام، قال
أبوسهل فلما مثل الصبي بين يديه سلم وإذا هو دري اللون، وفي شعر
رأسه قطط، مفلج الاسنان، فلما رآه الحسن عليه السلام بکي وقال: يا
سيد أهل بيته اسقني الماء فإني ذاهب إلي ربي، وأخذ الصبي القدح
المغلي بالمصطکي بيده ثم حرک شفتيه ثم سقاه، فلما شربه قال:
هيئوني للصلاة، فطرح في حجره منديل فوضأه الصبي واحدة واحدة
ومسح علي رأسه وقدميه، فقال له أبومحمد عليه السلام: أبشر يا بني
فأنت صاحب الزمان، وأنت المهدي، وأنت حجة الله علي أرضه،
وأنت ولدي ووصيي، وأنا ولدتک وأنت محمد بن الحسن بن علي بن
محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب، ولدک رسول الله صلي الله عليه وآله، وأنت خاتم
الائمة الطاهرين، وبشر بک رسول الله صلي الله عليه وآله وسماک
وکناک، بذلک عهد إلي أبي عن آبائک الطاهرين، صلي الله علي أهل
البيت ربنا إنه حميد مجيد، ومات الحسن بن علي من وقته صلوات الله
عليهم أجمعين. [3] .
1297 - إمض بها إلي المدائن فإنک ستغيب خمسة عشر يوما وتدخل إلي سر
من رأي يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في داري وتجدني علي
المغتسل. قال أبوالاديان: فقلت: يا سيدي فإذا کان ذلک فمن؟
قال: من طالبک بجوابات کتبي فهو القائم من بعدي، فقلت: زدني،
فقال: من يصلي علي فهو القائم بعدي، فقلت: زدني، فقال: من
أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي، ثم منعتني هيبته أن أسأله عما في الهميان.
وخرجت بالکتب إلي المدائن وأخذت جواباتها ودخلت سر من رأي يوم
الخامس عشر کما ذکر لي عليه السلام فإذا أنا بالواعية في داره وإذا به
علي المغتسل وإذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار والشيعة من حوله
يعزونه ويهنونه، فقلت في نفسي: إن يکن هذا الامام فقد بطلت
الامامة، لاني کنت أعرفه يشرب النبيذ ويقامر في الجوسق ويلعب
بالطنبور، فتقدمت فعزيت وهنيت فلم يسألني عن شئ، ثم خرج عقيد
فقال: يا سيدي قد کفن أخوک فقم وصل عليه فدخل جعفر بن علي
والشيعة من حوله يقدمهم السمان والحسن بن علي قتيل المعتصم
المعروف بسلمة.
فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليه علي نعشه
مکفنا فتقدم جعفر بن علي ليصلي علي أخيه، فلما هم بالتکبير خرج
صبي بوجهه سمرة، بشعره قطط، بأسنانه تفليج، فجبذ برداء جعفر بن
علي وقال: تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة علي أبي، فتأخر جعفر، وقد
اربد وجهه واصفر.
فتقدم الصبي وصلي عليه ودفن إلي جانب قبر أبيه عليهما السلام. ثم
قال: يا بصري هات جوابات الکتب التي معک، فدفعتها إليه، فقلت في
نفسي: هذه بينتان بقي الهميان، ثم خرجت إلي جعفر بن علي وهو
يزفر، فقال له حاجز الوشاء: يا سيدي من الصبي لنقيم الحجة عليه؟
فقال: والله ما رأيته قط ولا أعرفه، فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم
فسألوا عن الحسن بن علي عليهما السلام فعرفوا موته فقالوا: فمن
ـ نعزي ـ؟ فأشار الناس إلي جعفر بن علي فسلموا عليه وعزوه وهنوه
وقالوا: إن معنا کتبا ومالا، فتقول ممن الکتب؟ وکم المال؟ فقام ينفض
أثوابه ويقول: تريدون منا أن نعلم الغيب، قال: فخرج الخادم فقال:
معکم کتب فلان وفلان ـ وفلان ـ وهميان فيه ألف دينار وعشرة دنانير منها
مطلية، فدفعوا إليه الکتب والمال وقالوا: الذي وجه بک لاخذ ذلک هو
الامام، فدخل جعفر بن علي علي المعتمد وکشف له ذلک، فوجه
المعتمد بخدمه فقبضوا علي صقيل الجارية فطالبوها بالصبي فأنکرته
وادعت حبلا بها لتغطي حال الصبي فسلمت إلي ابن أبي الشوارب
القاضي، وبغتهم موت عبيد الله بن يحيي بن خاقان فجأة، وخروج
صاحب الزنج بالبصرة فشغلوا بذلک عن الجارية، فخرجت عن أيديهم،
والحمد لله رب العالمين. [4] .
پاورقي
[1] المصادر:
-: کمال الدين: ج 2 ص 435 ب 43 ح 2 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال
حدثنا محمد بن يحيي العطار قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالک الفزاري قال: حدثني
معاوية بن حکيم ومحمد بن أيوب بن نوح ومحمد بن عثمان العمري رضي الله عنه قالوا:
عرض علينا أبومحمد الحسن بن علي عليهما السلام، ونحن في منزله وکنا أربعين رجلا
فقال: -
غيبة الطوسي: ص 217 - (قال) وقال جعفر بن محمد بن مالک الفزاري البزاز، عن جماعة
من الشيعة منهم علي بن بلال، وأحمد بن هلال ومحمد بن معاوية بن حکيم، والحسن بن
أيوب بن نوح (في خبر طويل مشهور) قالوا جميعا اجتمعنا إلي أبي محمد الحسن بن علي
عليهما السلام نسأله عن الحجة من بعده وفي مجلسه عليه السلام أربعون رجلا فقام إليه
عثمان بن سعيد بن عمرو العمري فقال له: يابن رسول الله أريد أن أسألک عن أمر أنت أعلم به
مني فقال له: اجلس يا عثمان، فقام مغضبا ليخرج، فقال: لا يخرجن أحد، فلم يخرج منا
أحد إلي أن کان بعد ساعة، فصاح عليه السلام بعثمان، فقام علي قدميه فقال: أخبرکم بما
جئتم؟ قالوا: نعم يابن رسول الله (قال) جئتم تسألوني عن الحجة من بعدي، قالوا نعم،
فإذا غلام کأنه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد عليه السلام، فقال: هذا إمامکم من بعدي
وخليفتي عليکم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلکوا في أديانکم. ألا وإنکم لا ترونه من بعد
يومکم هذا حتي يتم له عمر، فاقبلوا من عثمان ما يقوله وانتهوا إلي أمره، واقبلوا قوله، فهو
خليفة إمامکم والامر إليه.
-: إعلام الوري: ص 414 ب 2 ف 3 - کما في کمال الدين، عن الشيخ أبي جعفر: - وفيه.. فاتبعوه.
-: کشف الغمة: ج 3 ص 317 - عن إعلام الوري.
-: العدد القوية: ص 73 ح 121 - بعضه، مرسلا.
-: إثبات الهداة: ج 3 ص 415 ب 31 ف 2 ح 56 - عن غيبة الطوسي.
وفي: ص 485 ب 32 ف 5 ح 204 - عن کمال الدين.
وفي: ص 511 ب 32 ف 12 ح 337 - عن غيبة الطوسي.
-: تبصرة الولي: ص 764 ح 8 - کما في کمال الدين، عن ابن بابويه.
حلية الابرار: ج 2 ص 550 ب 13 - کما في کمال الدين، عن ابن بابويه.
-: البحار: ج 51 ص 346 ب 16 - عن غيبة الطوسي.
وفي: ج 52 ص 25 ب 18 ح 19 - عن کمال الدين.
-: ينابيع المودة: ص 460 ب 82 - إلي قوله (بعد يومکم هذا) عن کتاب الغيبة.
-: منتخب الاثر: ص 355 ف 3 ب 3 ح 1 - عن کمال الدين.
وفيها: ح 2 - عن غيبة الطوسي.
[2] المصادر:
-: إثبات الوصية: ص 217 - الحميري، عن أحمد بن إسحاق قال: دخلت علي أبي محمد
عليه السلام فقال لي: -
-: عيون المعجزات: 138 - کما في إثبات الوصية، بتفاوت وزيادة، عن أحمد بن مصقلة قال:
دخلت علي أبي محمد عليه السلام فقال لي: - وفيه.. إلي القائم الصاحب عليه السلام
وقبض أبومحمد عليه السلام في شهر ربيع الاخر سنة ستين ومأتين: ودفن بسر من رأي إلي
جانب أبيه أبي الحسن عليه السلام وکان من مولده إلي وقت مصيبته عليه السلام تسع وعشرون سنة.
-: إثبات الهداة: ج 3 ص 579 ب 32 ف 56 ح 750 - آخره، عن إثبات الوصية.
-: البحار: ج 50 ص 335 ب 5 ح 13 - عن عيون المعجزات.
-: منتخب الاثر: ص 345 ف 3 ب 1 ح 20 - عن إثبات الوصية.
[3] المصادر:
-: غيبة الطوسي: ص 165 - أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن عبدالله بن
محمد بن خاقان الدهقان، عن أبي سليمان داود بن عنان البحراني قال: قرأت علي أبي
سهل إسماعيل بن علي النوبختي.... - دخلت علي أبي محمد في المرضة التي
مات فيها وأنا عنده، إذ قال لخادمه عقيد - وکان الخادم أسود، نوبيا قد خدم من قبله
علي بن محمد، وهو ربي الحسن عليه السلام، فقال: -
-: منتخب الانوار المضيئة: ص 142 ف 10 - کما في غيبة الطوسي، بتفاوت وقال وبالطريق
المذکور يرفعه إلي إسماعيل بن علي: -
-: إثبات الهداة: ج 3 ص 415 ب 31 ف 2 ح 55 - أوله وآخره، عن غيبة الطوسي.
وفي: ص 509 ب 32 ف 12 ح 325. عن غيبة الطوسي.
-: تبصرة الولي: ص 782 ح 69 - عن غيبة الطوسي.
-: البحار: ج 52 ص 16 ب 18 ح 14 - عن غيبة الطوسي.
-: العوالم: ج 15 الجزء 3 ص 297 ب 12 ح 2 - عن غيبة الطوسي.
[4] المصادر:
-: کمال الدين: ج 2 ص 475 ب 43 - (قال أبوالحسن علي بن محمد بن حباب) وحدث أبو
الاديان قال: کنت أخدم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وأحمل کتبه إلي الامصار، فدخلت عليه
في علته التي توفي فيها صلوات الله عليه فکتب معي کتبا وقال: -
-: ثاقب المناقب: ص 265 - کما في کمال الدين بتفاوت، مرسلا عن أبي الاديان: -
-: إثبات الهداة: ج 3 ص 485 ب 32 ف 5 ح 206 - عن کمال الدين.
وفي: ص 672 ب 33 ف 1 ح 42 - بعضه عن کمال الدين.
-: حلية الابرار: ج 2 ص 547 ب 12 - کما في کمال الدين، عن ابن بابويه.
-: تبصرة الولي: ص 776 ح 41 - کما في کمال الدين، عن ابن بابويه.
-: مدينة المعاجز: ص 597 ح 17 - کما في کمال الدين، عن ابن بابويه.
-: البحار: ج 50 ص 332 ب 5 ح 4 - عن کمال الدين.
وفي: ج 52 ص 67 ب 18 ح 53 - عن کمال الدين.
-: ينابيع المودة: ص 461 ب 82 - کما في کمال الدين، عن کتاب الغيبة.
-: منتخب الاثر: ص 367 ف 1 ب 4 ح 11 - عن کمال الدين.