1264 - زعموا أنهم يريدون قتلي ليقطعوا هذا النسل، وقد کذب الله عزوجل

قولهم، والحمد لله. [1] .

1265 - هذا جزاء من اجترأ علي الله في أوليائه، يزعم أنه يقتلني وليس لي

عقب، فکيف رأي قدرة الله فيه؟ وولد له ولد سماه م ح م د في سنة

ست وخمسين ومائتين. [2] .

1266 - لک خمس وستون سنة وشهر ويومان، وکان معي کتاب دعاء عليه

تاريخ مولدي وإني نظرت فيه فکان کما قال، ثم قال: هل رزقت ولدا؟

قلت: لا، فقال: اللهم ارزقه ولدا يکون له عضدا فنعم العضد الولد،

ثم تمثل عليه السلام:



من کان ذا عضد يدرک ظلامته

إن الذليل الذي ليست له عضد



قلت له: ألک ولد؟ قال: إي والله سيکون لي ولد يملا الارض قسطا

(وعدلا) فأما الآن فلا، ثم تمثل وقال:



لعلک يوما أن تراني کأنما

بني حوالي الاسود اللوابد



فإن تميما قبل أن يلد الحصي

أقام زمانا وهو في الناس واحد [3] .

1267 - ألحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتي أراني الخلف من بعدي،

أشبه الناس برسول الله صلي الله عليه وآله خلقا وخلقا، يحفظه الله

تبارک وتعالي في غيبته، ثم يظهره الله فيملا الارض عدلا وقسطا کما

ملئت جورا وظلما. [4] .

1268 - جاءني يوما فقال لي: البشارة، ولد البارحة في الدار مولود لابي محمد

عليه السلام، وأمر بکتمانه، قلت: وما اسمه؟ قال: سمي بمحمد وکني بجعفر. [5] .

1269 - ولد لنا مولود فليکن عندک مستورا، وعن جميع الناس مکتوما، فإنا

لم نظهر عليه إلا الاقرب لقرابته والولي لولايته، أحببنا إعلامک ليسرک

الله به مثل ما سرنا به، والسلام. [6] .

1270 - يا کامل وحسر عن ذراعيه فإذا مسح أسود خشن، فقال هذا لله وهذا

لکم فخجلت وجلست إلي باب ستر مرخي، فجائت الريح فکشف طرفه

فإذا أنا بفتي کأنه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها فقال لي: يا

کامل بن إبراهيم فاقشعررت من ذلک وألهمت أن قلت: لبيک يا سيدي

فقال: جئت إلي ولي الله وحجته تريد أن تسأل: لا يدخل الجنة إلا من

عرف معرفتک وقال مقالتک؟ فقلت: إي والله فقال: إذن والله يقل

داخلها، والله إنه يدخلها خلق کثير، قوم يقال لهم الحقية، قلت:

سيدي ومن هم؟ قال: قوم من حبهم لامير المؤمنين يحلفون بحقه ولا

يدرون ما فضله، ثم سکت عليه السلام ساعة ثم قال: وجئت تسأله عن

مقالة المفوضة، کذبوا بل قلوبنا أوعية لمشية الله فإذا شاء الله شيئا،

والله يقول -(وما تشاؤن إلا أن يشاء الله) -ثم رجع الستر إلي حاله فلم

أستطع کشفه، فنظر إلي أبومحمد عليه السلام وتبسم وقال: يا کامل بن

إبراهيم: ما جلوسک وقد أنبأک المهدي والحجة من بعدي بما کان في

نفسک وجئتني تسألني عنه، وقال: فنهضت وقد أخذت الجواب الذي

أسررته في نفسي من الامام المهدي ولم ألقه بعد ذلک. قال أبونعيم:

فلقيت کاملا فسألته عن هذا الحديث فحدثني به عن آخره بلا نقصان ولا

زيادة. [7] .

1271 - إرفع الستر، فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو

ذلک، واضح الجبين، أبيض الوجه، دري المقلتين، شثن الکفين،

معطوف الرکبتين، في خده الايمن خال، وفي رأسه ذؤابة، فجلس علي

فخذ أبي محمد عليه السلام ثم قال لي: هذا صاحبکم، ثم وثب فقال

له: يا بني ادخل إلي الوقت المعلوم فدخل البيت وأنا أنظر إليه، ثم قال

لي: يا يعقوب انظر من في البيت، فدخلت فما رأيت أحدا. [8] .

1272 - ما الذي أقدمک؟ قلت: رغبة في خدمتک، قال فقال لي: فالزم

الباب، قال فکنت في الدار مع الخدم، ثم صرت أشتري لهم الحوائج

من السوق وکنت أدخل عليهم من غير إذن إذا کان في الدار رجال، قال

فدخلت عليه يوما وهو في دار الرجال فسمعت حرکة في البيت فناداني:

مکانک لا تبرح، فلم أجسر أن أدخل ولا أخرج فخرجت علي جارية

معها شئ مغطي، ثم ناداني أدخل، فدخلت ونادي الجارية، فرجعت

إليه، فقال لها: اکشفي عما معک، فکشفت عن غلام أبيض حسن

الوجه وکشف عن بطنه فإذا شعر نابت من لبته إلي سرته، أخضر ليس

بأسود، فقال: هذا صاحبکم، ثم أمرها فحملته، فما رأيته بعد ذلک

حتي مضي أبومحمد عليه السلام. [9] .

1273 - سل، قلت: يا سيدي هل لک ولد؟ فقال: نعم فقلت: فإن حدث

بک حدث فأين أسأل عنه؟ قال: بالمدينة. [10] .