بازگشت

السبب في عدم توقيت الائمة لظهوره


791 - (يا حمران إن لک أصدقاء وإخوانا ومعارف، إن رجلا کان فيما مضي من

العلماء، وکان له ابن لم يکن يرغب في علم أبيه ولا يسأله عن شئ،

وکان له جار يأتيه ويسأله ويأخذ عنه، فحضر الرجل الموت فدعا ابنه فقال:

يا بني إنک قد کنت تزهد فيما عندي وتقل رغبتک فيه، ولم تکن تسألني عن

شئ، ولي جار قد کان يأتيني ويسألني ويأخذ مني ويحفظ عني فإن احتجت

إلي شئ فأته، وعرفه جاره، فهلک الرجل وبقي ابنه، فرأي ملک ذلک

الزمان رؤيا فسأل عن الرجل فقيل له قد هلک، فقال الملک: هل ترک

ولدا؟ فقيل له نعم ترک ابنا، فقال إئتوني به، فبعث إليه ليأتي الملک،

فقال الغلام: والله ما أدري لما يدعوني الملک، وما عندي علم، ولئن

سألني عن شئ لافتضحن، فذکر ما کان أوصاه أبوه به، فأتي الرجل الذي

کان يأخذ العلم من أبيه فقال له: إن الملک قد بعث إلي يسألني ولست

أدري فيم بعث إلي، وقد کان أبي أمرني أن آتيک إن احتجت إلي شئ،

فقال الرجل: ولکني أدري فيما بعث إليک، فإن أخبرتک فما أخرج الله

لک من شئ فهو بيني وبينک، فقال: نعم، فاستحلفه واستوثق منه أن

يفي له فأوثق له الغلام، فقال: إنه يريد أن يسألک عن رؤيا رآها أي زمان

هذا؟ فقل له: هذا زمان الذئب. فأتاه الغلام فقال له الملک: هل تدري

لم أرسلت إليک؟ فقال: أرسلت إلي تريد أن تسألني عن رؤيا رأيتها أي

زمان هذا؟ فقال له الملک: صدقت فأخبرني أي زمان هذا؟ فقال له:

زمان الذئب، فأمر له بجائزة، فقبضها الغلام وانصرف إلي منزله، وأبي

أن يفي لصاحبه، وقال: لعلي لا أنفذ هذا المال ولا آکله حتي أهلک،

ولعلي لا أحتاج ولا أسأل عن مثل هذا الذي سئلت عنه، فمکث ما شاء الله،

ثم إن الملک رأي رؤيا فبعث إليه يدعوه فندم علي ما صنع، وقال: والله

ما عندي علم آتيه به، وما أدري کيف أصنع بصاحبي وقد غدرت به ولم

أف له، ثم قال: لآتينه علي کل حال، ولاعتذرن إليه ولاحلفن له فلعله

يخبرني، فأتاه فقال له: إني قد صنعت الذي صنعت، ولم أف لک بما

کان بيني وبينک، وتفرق ما کان في يدي، وقد احتجت إليک فأنشدک الله

أن لا تخذلني، وأنا أوثق لک أن لا يخرج لي شئ إلا کان بيني وبينک،

وقد بعث إلي الملک ولست أدري عما يسألني، فقال: إنه يريد أن يسألک

عن رؤيا رآها أي زمان هذا؟ فقل له: إن هذا زمان الکبش، فأتي الملک

فدخل عليه، فقال: لما بعثت إليک؟ فقال: إنک رأيت رؤيا، وإنک

تريد أن تسألني أي زمان هذا، فقال له: صدقت: فأخبرني أي زمان

هذا؟ فقال: هذا زمان الکبش، فأمر له بصلة، فقبضها وانصرف إلي

منزله، وتدبر في رأيه في أن يفي لصاحبه أو لا يفي له، فهم مرة أن يفعل

ومرة أن لا يفعل، ثم قال: لعلي أن لا أحتاج إليه بعد هذه المرة أبدا،

وأجمع رأيه علي ما صنع علي الغدر وترک الوفاء، فمکث ما شاء الله، ثم

إن الملک رأي رؤيا فبعث إليه فندم علي ما صنع فيما بينه وبين صاحبه،

وقال: بعد غدر مرتين: کيف أصنع وليس عندي علم، ثم أجمع رأيه

علي إتيان الرجل، فأتاه فناشده الله تبارک وتعالي وسأله أن يعلمه وأخبره

أن هذه المرة يفي منه (له) وأوثق له وقال: لا تدعني علي هذه الحال

فإني لا أعود إلي الغدر وسأفي لک، فاستوثق منه فقال: إنه يدعوک يسألک

عن رؤيا رآها أي زمان هذا؟ فإذا سألک فأخبره أنه زمان الميزان، قال

فأتي الملک فدخل عليه فقال له: لم بعثت إليک؟ فقال: إنک رأيت رؤيا

وتريد أن تسألني أي زمان هذا، فقال: صدقت فأخبرني أي زمان هذا؟

فقال: هذا زمان الميزان، فأمر له بصلة فقبضها وانطلق بها إلي الرجل،

فوضعها بين يديه وقال: قد جئتک بما خرج لي فقاسمنيه، فقال له

العالم: إن الزمان الاول کان زمان الذئب وإنک کنت من الذئاب، وإن

الزمان الثاني کان زمان الکبش يهم ولا يفعل وکذلک کنت أنت تهم ولا

تفي، وکان هذا زمان الميزان وکنت فيه علي الوفاء، فاقبض مالک لا

حاجة لي فيه، ورده عليه). [1] .


پاورقي

[1] المصادر:

-: الکافي: ج 8 ص 362 ح 552 - محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، وأبو

علي الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار جميعا، عن علي بن حديد، عن جميل، عن

زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سأله حمران فقال: جعلني الله فداک لو حدثتنا متي

يکون هذا الامر فسررنا به؟ فقال: -

-: البحار: ج 14 ص 497 - 499 ب 32 ح 22 - عن الکافي، وقال (بيان: قوله عليه السلام

إن لک أصدقاء وإخوانا، لعل المقصود من إيراد الحکاية بيان أن هذا الزمان ليس زمان الوفاء

بالعهود، فإن عرفتک زمان ظهور الامر فلک أصدقاء ومعارف فتحدثهم به فيشيع الخبر بين الناس

وينتهي إلي الفساد، والعهد بالکتمان لا ينفع، لانک لا تفي به، إذ لم يأت بعد زمان الميزان.

أو المعني: إن لک معارف فانظر إليهم هل يوافقونک في أمر؟ أو يفون بعهدک في شئ؟

فکيف يظهر الامام عليه السلام في مثل هذا الزمان. أو المراد أنه يمکنک استعلام ذلک، فانظر

في حال معارفک وإخوانک، فمهما رأيت منهم العزم علي الانقياد والطاعة والتسليم التام

لامامهم، فاعلم أنه زمان ظهور القائم عجل الله تعالي فرجه، فإن قيامه مشروط بذلک، وأهل

کل زمان يکون عامتهم علي حالة واحدة کما يظهر من القصة).

ملاحظة: (يظهر من الحديث الشريف أن الامام الباقر عليه السلام يعرف وقت ظهور المهدي

عليه السلام ولکنه يوجد مانع من إخبار حمران وأمثاله به علي جلالة قدرهم. والظاهر أن الامام الباقر

عليه السلام ذکر أصدقاء حمران وإخوانه ومعارفه ليطمئنه أنه موضع ثقته لولا خوف انتشار الخبر

وحصول الضرر به، والغرض من القصة التي أوردها عليه السلام بيان فساد الزمان وعدم وفاء أهله مثل

ابن ذلک العالم. فالوجه الاول الذي ذکره المجلسي قدس سره هو المتعين، ويؤيده الاحاديث التي

تذکر أن ظهوره عليه السلام تأخر بسبب إذاعته).