بازگشت

الدجال


670 - (اقعد فقد سمع الله کلامک وعلم ما أردت، والله ما المسؤول عنه بأعلم

من السائل، ولکن لذلک علامات وهيئات يتبع بعضها بعضا کحذو النعل

بالنعل، وإن شئت أنبأتک، بها؟ قال: نعم ياأمير المؤمنين.

فقال عليه السلام: احفظ فإن علامة ذلک، إذا أمات الناس الصلاة،

وأضاعوا الامانة واستحلوا الکذب، وأکلوا الربا، وأخذوا الرشا، وشيدوا

البنيان، وباعوا الدين بالدنيا، واستعملوا السفهاء، وشاوروا النساء،

وقطعوا الارحام، واتبعوا الاهواء واستخفوا بالدماء، وکان الحلم ضعفا،

والظلم فخرا، وکانت الامراء فجرة، والوزراء ظلمة، والعرفاء خونة،

والقراء فسقة، وظهرت شهادة الزور، واستعلن الفجور، وقول البهتان،

والاثم والطغيان، وحليت المصاحف، وزخرفت المساجد، وطولت

المنارات، وأکرمت الاشرار، وازدحمت الصفوف، واختلفت القلوب،

ونقضت العهود، واقترب الموعود. وشارک النساء أزواجهن في التجارة

حرصا علي الدنيا، وعلت أصوات الفساق واستمع منهم، وکان زعيم

القوم أرذلهم، واتقي الفاجر مخافة شره، وصدق الکاذب، وائتمن

الخائن. واتخذت القيان والمعازف، ولعن آخر هذه الامة أولها، ورکب

ذوات الفروج السروج، وتشبه النساء بالرجال، والرجال بالنساء، وشهد

الشاهد من غير أن يستشهد، وشهد الآخر قضاء لذمام بغير حق عرفه

وتفقه لغير الدين، وآثروا عمل الدنيا علي الآخرة، ولبسوا جلود الضأن

علي قلوب الذئاب وقلوبهم أنتن من الجيف وأمر من الصبر، فعند ذلک

الوحا الوحا، ثم العجل العجل، خير المساکن يومئذ بيت المقدس،

وليأتين علي الناس زمان يتمني أحدهم أنه من سکانه.

فقام إليه الاصبغ بن نباتة فقال: ياأمير المؤمنين من الدجال؟ فقال: ألا

إن الدجال صائد بن الصيد، فالشقي من صدقه، والسعيد من کذبه،

يخرج من بلدة يقال لها أصفهان، من قرية تعرف باليهودية، عينه اليمني

ممسوحة، والعين الاخري في جبهته تضئ کأنها کوکب الصبح، فيها

علقة کأنها ممزوجة بالدم، بين عيينة مکتوب کافر، يقرؤه کل کاتب

وأمي، يخوض البحار وتسير معه الشمس، بين يديه جبل من دخان،

وخلفه جبل أبيض يري الناس أنه طعام، يخرج حين يخرج في قحط شديد

تحته حمار أقمر، خطوة حماره ميل، تطوي له الارض منهلا منهلا، لا

يمر بماء إلا غار إلي يوم القيامة، ينادي بأعلي صوته يسمع ما بين

الخافقين من الجن والانس والشياطين يقول: إلي أوليائي (أنا الذي خلق

فسوي وقدر فهدي، أنا ربکم الاعلي). وکذب عدو الله، إنه أعور

يطعم الطعام ويمشي في الاسواق، وإن ربکم عزوجل ليس بأعور، ولا

يطعم ولا يمشي ولا يزول. تعالي الله عن ذلک علوا کبيرا.

ألا وإن أکثر أتباعه يومئذ أولاد الزنا، وأصحاب الطيالسة الخضر، يقتله

الله عزوجل بالشام علي عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات مضت من

يوم الجمعة علي يد من يصلي المسيح عيسي بن مريم عليه السلام خلفه ألا

إن بعد ذلک الطامة الکبري.

قلنا: وما ذلک ياأمير المؤمنين؟ قال: خروج دابة (من) الارض من

عند الصفا معها خاتم سليمان بن داود، وعصي موسي عليهم السلام،

يضع الخاتم علي وجه کل مؤمن فينطبع فيه: هذا مؤمن حقا، ويضعه

علي وجه کل کافر فينکتب هذا کافر حقا، حتي أن المؤمن لينادي: الويل

لک ياکافر، وأن الکافر ينادي طوبي لک يامؤمن، وددت أني اليوم کنت

مثلک فأفوز فوزا عظيما.

ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله جل جلاله وذلک

بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلک ترفع التوبة، فلا توبة تقبل ولا

عمل يرفع (ولا ينفع نفسا إيمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت في

إيمانها خيرا).

ثم قال عليه السلام: لا تسألوني عما يکون بعد هذا فإنه عهد عهده إلي

حبيبي رسول الله صلي الله عليه وآله أن لا أخبر به غير عترتي.

قال النزال بن سبرة: فقلت لصعصعة بن صوحان: ياصعصعة ما عني أمير

المؤمنين عليه السلام بهذا؟ فقال صعصعة: ياابن سبرة إن الذي يصلي

خلفه عيسي بن مريم عليه السلام هو الثاني عشر من العترة، التاسع من

ولد الحسين بن علي عليه السلام، وهو الشمس الطالعة من مغربها يظهر

عند الرکن والمقام فيطهر الارض ويضع ميزان العدل فلا يظلم أحد

أحدا.

فأخبر أمير المؤمنين عليه السلام أن حبيبه رسول الله صلي الله عليه وآله

عهد إليه أن لا يخبر بما يکون بعد ذلک غير عترته الائمة صلوات الله

عليهم أجمعين). [1] .

671 - (يا أهل المؤتفکة ائتفکت بأهلها ثلاثا وعلي الله تمام الرابعة يا جند المرأة

وأعوان البهيمة رغا فأجبتم وعقر فانهزمتم أخلاقکم دقاق وماؤکم زعاق

بلادکم أنتن بلاد الله تربة وأبعد من السماء بها تسعة أعشار الشر،

المحتبس فيها بذنبه، والخارج منها بعفو الله کأني أنظر إلي قريتکم هذه

وقد طبقها الماء حتي ما يري منها إلا شرف المسجد، کأنه جؤجؤ طير في

لجة بحر.

فقام إليه الاحنف بن قيس فقال: ياأمير المؤمنين ومتي يکون ذلک.

قال: ياأبا بحر إنک لن تدرک ذلک الزمان وإن بينک وبينه لقرونا ولکن

ليبلغ الشاهد منکم الغائب عنکم لکي يبلغوا إخوانهم إذا هم رأوا البصرة قد

تحولت أخصاصها دورا وآجامها قصورا فالهرب الهرب فإنه لا بصيرة لکم

يومئذ ثم التفت عن يمينه فقال: کم بينکم وبين الابلة. فقال له المنذر بن

الجارود: فداک أبي وأمي أربعة فراسخ. قال له صدقت فوالذي بعث

محمدا وأکرمه بالنبوة وخصه بالرسالة وعجل بروحه إلي الجنة لقد سمعت

منه کما تسمعون مني أن قال: ياعلي هل علمت أن بين التي تسمي البصرة

والتي تسمي الابلة أربعة فراسخ وقد يکون في التي تسمي الابلة موضع

أصحاب العشور يقتل في ذلک الموضع من أمتي سبعون ألفا شهيدهم

يومئذ بمنزلة شهداء بدر فقال له المنذر: ياأمير المؤمنين ومن يقتلهم فداک

أبي وأمي؟ قال: يقتلهم إخوان الجن وهم أجيل کأنهم الشياطين سود

ألوانهم منتنة أرواحهم شديد کلبهم قليل سلبهم طوبي لمن قتلهم وطوبي

لمن قتلوه ينفر لجهادهم في ذلک الزمان قوم هم أذلة عند المتکبرين من

أهل ذلک الزمان مجهولون في الارض معروفون في السماء تبکي السماء

عليهم وسکانها والارض وسکانها ثم هملت عيناه بالبکاء ثم قال: ويحک يا

بصرة ويلک يابصرة من جيش لا رهج له ولا حس قال له المنذر ياأمير

المؤمنين: وما الذي يصيبهم من قبل الغرق مما ذکرت، وما الويح، وما

الويل؟ فقال: هما بابان فالويح باب الرحمة، والويل باب العذاب ياابن

الجارود نعم ثارات عظيمة منها عصبة يقتل بعضها بعضا، ومنها فتنة تکون

بها خراب منازل وخراب ديار وانتهاک أموال وقتل رجال وسبي نساء

يذبحن ذبحا ياويل أمرهن حديث عجب منها أن يستحل بها الدجال الاکبر

الاعور الممسوح العين اليمني والاخري کأنها ممزوجة بالدم لکأنها في

الحمرة علقة تأتي الحدقة کهيئة حبة العنب الطافية علي الماء فيتبعه من

أهلها عدة من قتل بالابلة من الشهداء أناجيلهم في صدورهم يقتل من يقتل

ويهرب من يهرب ثم رجف ثم قذف ثم خسف ثم مسخ ثم الجوع الاغبر

ثم الموت الاحمر وهو الغرق. يامنذر إن للبصرة ثلاثة أسماء سوي

البصرة في الزبر الاول لا يعلمها إلا العلماء منها الخريبة، ومنها تدمر،

ومنها المؤتفکة يامنذر والذي فلق الحبة وبرئ النسمة لو أشاء لاخبرتکم

بخراب العرصات عرصة عرصة ومتي تخرب ومتي تعمر بعد خرابها إلي

يوم القيامة، وإن عندي من ذلک علما جما وإن تسألوني تجدوني به عالما

لا أخطئ منه علما ولا وافيا، ولقد استودعت علم القرون الاولي وما

کائن إلي يوم القيامة. قال: فقام إليه رجل فقال: ياأمير المؤمنين

أخبرني من أهل الجماعة ومن أهل الفرقة ومن أهل السنة ومن أهل

البدعة؟ فقال: ويحک إذا سألتني فافهم عني ولا عليک أن لا تسأل أحدا

بعدي: أما أهل الجماعة فأنا ومن اتبعني وإن قلوا وذلک الحق عن أمر الله

وأمر رسوله، وأما أهل الفرقة ف المخالفون لي ولمن اتبعني وإن کثروا وأما

أهل السنة ف المتمسکون بما سنه الله ورسوله لا العاملون برأيهم وأهوائهم

وإن کثروا). [2] .

672 - (فتن کقطع الليل المظلم، لا تقوم لها قائمة، ولا ترد لها راية،

تأتيکم مزمومة مرحولة، يحفزها قائدها، ويجهدها راکبها، أهلها قوم

شديد کلبهم، قليل سلبهم، يجاهدهم في سبيل الله قوم أذلة عند

المتکبرين، في الارض مجهولون، وفي السماء معروفون، فويل لک يا

بصرة عند ذلک، من جيش من نقم الله، لا رهج له، ولا حس،

وسيبتلي أهلک بالموت الاحمر، والجوع الاغبر). [3] .


پاورقي

[1] المصادر:

-: کمال الدين: ج 2 ص 525 - 528 ب 47 ح 1 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي

الله عنه قال: حدثنا عبدالعزيز بن يحيي الجلودي بالبصرة قال: حدثنا الحسين بن معاذ قال:

حدثنا قيس بن حفص قال: حدثنا يونس بن أرقم، عن أبي سيار الشيباني، عن الضحاک بن

مزاحم، عن النزال بن سبرة قال: خطبنا أمي رالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فحمد

الله عزوجل وأثني عليه وصلي علي محمد وآله، ثم قال: سلوني أيها الناس قبل أن تفقدوني -

ثلاثا - فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال: ياأمير المؤمنين متي يخرج الدجال؟ فقال له علي

عليه السلام: - ورواه أيضا بسند آخر عن ابن عمر عن النبي صلي الله عليه وآله.

-: الخرائج: ج 3 ص 1133 ب 20 ح 53 - کما في کمال الدين بتفاوت يسير وتقديم وتأخير،

بسنده إلي الصدوق، ثم بسنده، وفيه (.. المنارة.. وکان رئيس.. واتخذت القينات..

صائد بن الصائد.. فينطبع).

-: مختصر بصائر الدرجات: ص 30 - 32 - کما في کمال الدين بتفاوت، بسنده إلي الصدوق.

وفي سنده (الحسن بن معاذ، بدل الحسين بن معاذ) وفيه (.. وإمارات وهنات.. وکان

العلم ضعيفا.. وتشبه النساء بالرجال.. والاخري في جهته).

-: إثبات الهداة: ج 3 ص 522 ب 32 ف 17 ح 407 - عن مختصر بصائر الدرجات، ملخصا.

-: الايقاظ من الهجعة: ص 322 ب 10 ح 31 - بعضه، عن کمال الدين، وفيه (.. يقتله الله

بالشام علي يدي من يصلي..) إلي قوله (فعند ذلک ترفع التوبة)، وقال: (ورواه الراوندي

في العلامات الدالة علي صاحب الزمان عليه السلام عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين

مثله).

-: البحار: ج 52 ص 192 - 195 ب 25 ح 26 - عن کمال الدين.

-: نور الثقلين: ج 1 ص 781 ح 358 - بعضه، عن کمال الدين.

وفي: ج 4 ص 97 ح 101 - عنه أيضا.

وفي: ج 5 ص 506 ح 41 - بعضه، عنه أيضا.

-: مستدرک النوري: ج 12 ص 326 - 327 ب 39 ح 1 - عن مختصر بصائر الدرجات.

-: بشارة الاسلام: ص 41 - 43 ب 1 - عن کمال الدين.

-: منتخب الاثر: ص 427 ف 6 ب 2 ح 8 - عن الخرائج.

-: ملاحم ابن المنادي: ص 64 - حدثني الحسين بن الحباب بن مخلد، قال: نبأ أبوهشام

محمد بن زيد الرفاعي، ثم حدثني أحمد بن محمد بن عبدالله بن صدقة قال: نبأ علي بن

المنذر الطريقي قال: نبأ محمد بن الفضل قال: نبأ عمارة بن القعقاع يقولها ثلاث مرات، فقام

إليه صعصعة بن صوحان العبدي فقال: يا أمير المؤمنين متي يخرج الدجال فقال: - کما في

کمال الدين بتفاوت يسير.

-: الداني: ص 135 - 136 - أخبرنا عبدالله بن موهب المکتب قال: حدثنا عتاب بن هارون،

قال: حدثنا عبيدالله بن الفضل قال: حدثنا محمد بن الفضل الهمداني قال: حدثنا أبونعيم

محمد بن يحيي الطوسي قال: حدثنا إبراهيم بن موسي الفراء الرازي قال: حدثنا زيد بن

الحباب قال: حدثنا عيسي بن الاشعث، عن جويبر، عن النزال بن سبرة قال: خطبنا علي بن

أبي طالب رضي الله عنه علي المنبر فحمد الله وأثني عليه ثم قال: - بعضه، کما في

کمال الدين بتفاوت.

-: عقد الدرر: ص 291 ب 12 ف 3 - بعضه، وقال (أخرجه الامام أبوعمرو الداني في سننه

ورواه الامام أبوالحسين أحمد بن المنادي في کتاب الملاحم).

[2] المصادر:

-: شرح نهج البلاغة - ابن ميثم البحراني: ج 1، ص 289 و 290 - مرسلا عن علي عليه السلام من

خطبة خطبها عليه السلام بالبصرة بعد ما فتحها روي أنه لما فرغ من حرب أهل الجمل أمر مناديا

ينادي في أهل البصرة أن الصلاة الجامعة لثلاثة أيام من غد إن شاء الله ولا عذر لمن تخلف إلا

من حجة أو علة فلا تجعلوا علي أنفسکم سبيلا فلما کان في اليوم الذي اجتمعوا فيه خرج فصلي

في الناس الغداة في المسجد الجامع فلما قضي صلاته قام فأسند ظهره إلي حائط القبلة عن

يمين المصلي فخطب الناس فحمد الله وأثني عليه بما هو أهله وصلي علي النبي صلي الله عليه

وآله واستغفر للمؤمنين و المؤمنات والمسلمين و المسلمات ثم قال:.. إلي جؤجؤ طير في لجة

بحر. وتتمتها في ج 3، ص 15 و 16.

-: البحار: ج 32، ص 253 - 258 ب 4 ح 199 - عن شرح نهج البلاغة للبحراني.

[3] -: نهج البلاغة - صالح: ص 148 خطبة 102 - عبدة: ص 196 خطبة 98، وفيه:

(.. يجدها راکبها..).

-: ابن أبي الحديد: ج 7 ص 102 خطبة 101 - وفيه: (.. يجاهدهم في الله..). قال ابن أبي الحديد:

(.. وهذا إنذار بملحمة تجري في آخر الزمان، وقد أخبر النبي صلي الله عليه وآله بنحو ذلک).

-: ينابيع المودة: ص 437 ب 74 - عن نهج البلاغة. جزء منه من (يجاهدهم في الله قوم).