بازگشت

انه يملؤ الارض عدلا


871 - (أن فاطمة بنت علي بن أبي طالب لما نظرت إلي ما يفعل ابن أخيها

علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة، أتت جابر بن عبدالله بن

عمرو بن حزام الانصاري فقالت له: يا صاحب رسول الله إن لنا عليکم

حقوقا، من حقنا عليکم أن إذا رأيتم أحدنا يهلک نفسه اجتهادا أن تذکروه

الله وتدعوه إلي البقيا علي نفسه، وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين

قد انخرم أنفه وثفنت جبهته ورکبتاه وراحتاه أدأب منه لنفسه في العبادة،

فأتي جابر بن عبدالله باب علي بن الحسين عليهما السلام وبالباب أبو

جعفر محمد بن علي عليهما السلام في أغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا

هناک، فنظر جابر إليه مقبلا فقال: هذه مشية رسول الله صلي الله عليه

وآله وسجيته، فمن أنت يا غلام؟ قال: فقال: أنا محمد بن علي بن

الحسين فبکي جابر بن عبدالله رضي الله عنه، ثم قال: أنت والله الباقر

عن العلم حقا ادن مني بأبي أنت وأمي، فدنا منه فحل جابر إزاره ووضع

يده علي صدره فقبله وجعل عليه خده ووجهه وقال له: أقرئک عن جدک

رسول الله صلي الله عليه وآله السلام وقد أمرني أن أفعل بک ما فعلت،

وقال لي: يوشک أن تعيش وتبقي حتي تلقي من ولدي من اسمه محمد

يبقر العلم بقرا وقال لي: إنک تبقي حتي تعمي ثم يکشف لک عن بصرک،

ثم قال لي (کذا) إئذن لي علي أبيک، فدخل أبوجعفر علي أبيه فأخبره الخبر

وقال: إن شيخا بالباب وقد فعل بي کيت وکيت، فقال: يا بني ذلک

جابر بن عبدالله، ثم قال: أمن بين ولدان أهلک، قال لک ما قال وفعل

بک ما فعل؟ قال: نعم إنا لله إنه لم يقصدک فيه بسوء ولقد أشاط بدمک،

ثم أذن لجابر فدخل عليه فوجده في محرابه قد أنضته العبادة فنهض علي

عليه السلام فسأله عن حاله سؤالا خفيا ثم أجلسه بجنبه فأقبل جابر عليه يقول:

يا بن رسول الله أما علمت أن الله تعالي إنما خلق الجنة لکم ولمن أحبکم

وخلق النار لمن أبغضکم وعاداکم، فما هذا الجهد الذي کلفته نفسک؟

قال له علي بن الحسين عليهما السلام: يا صاحب رسول الله أما علمت

أن جدي رسول الله صلي الله عليه وآله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما

تأخر فلم يدع الاجتهاد له، وتعبد بأبي هو وأمي حتي انتفخ الساق وورم

القدم وقيل له: أتفعل هذا وقد غفر لک ما تقدم من ذنبک وما تأخر؟ قال:

فلا أکون عبدا شکورا؟ فلما نظر جابر إلي علي بن الحسين عليه السلام

وليس يغني فيه من قول يستميله من الجهد والتعب إلي القصد قال له:

يا بن رسول الله البقيا علي نفسک فإنک لمن أسرة بهم يستدفع البلاء

وتستکشف اللاواء وبهم يستمطر السماء، فقال: يا جابر لا أزال علي

منهاج أبوي مؤتسيا بهما صلوات الله عليهما حتي ألقاهما، فأقبل جابر

علي من حضر وقال: والله ما رؤي في أولاد الانبياء مثل علي بن الحسين

إلا يوسف بن يعقوب عليهما السلام، والله لذرية علي بن الحسين

عليهما السلام أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب، إن منهم لمن يملؤ

الارض عدلا کما ملئت جورا). [1] .


پاورقي

[1] المصادر:

-: أمالي الطوسي: ج 2 ص 249 مجلس 25 - الشيخ أبوجعفر محمد بن الحسن الطوسي قال

أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أ بوعبدالله جعفر بن محمد بن حسن العلوي

الحسيني قال: حدثنا أبونصر أحمد بن عبدالمنعم بن نصر الصيداوي قال: حدثنا حسين بن

شداد الجعفي، عن أبيه شداد بن رشيد، عن عمرو بن عبدالله بن هند الجملي، عن أبي

جعفر محمد بن علي عليهما السلام: -

-: بشارة المصطفي: ص 66 - أخبرنا الشيخ أ بوعبدالله محمد بن شهريار الخازن في شوال سنة

إثنا عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بقرائتي عليه،

قال: أخبرنا الشيخ السعيد أبوجعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله ومحمد بن محمد بن

ميمون المعدل بواسط، قال: حدثنا الحسن بن إسماعيل البزاز وجماعة قالوا: أخبرنا أبو

المفضل محمد بن عبدالله بن ع بدالمطلب الشيباني، قال: حدثنا أ بوعبدالله جعفر بن

محمد بن جعفر بن الحسن العلوي الحسيني، قال حدثنا أبونصر محمد بن عبدالمنعم بن نصر

الصيداوي، قال: حدثنا حسين بن شداد الجعفي عن أبيه شداد بن رشيد، عن عمرو بن

عبدالله بن هند الجملي، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام: - کما في أمالي

الطوسي بتفاوت يسير.