بازگشت

خطبته عند الکعبة و حرکته من مکة


831 - (يقول القائم عليه السلام لاصحابه: يا قوم إن أهل مکة لا يريدونني

ولکني مرسل إليهم لاحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم.

فيدعو رجلا من أصحابه فيقول له: امض إلي أهل مکة فقل: يا أهل مکة

أنا رسول فلان إليکم وهو يقول لکم: إنا أهل بيت الرحمة، ومعدن

الرسالة والخلافة، ونحن ذرية محمد وسلالة النبيين، وإنا قد ظلمنا

واضطهدنا، وقهرنا وابتز منا حقنا منذ قبض نبينا إلي يومنا هذا فنحن

نستنصرکم فانصرونا.

فإذا تکلم هذا الفتي بهذا الکلام أتوا إليه فذبحوه بين الرکن والمقام،

وهي النفس الزکية فإذا بلغ ذلک الامام قال لاصحابه: ألا أخبرتکم أن أهل

مکة لا يريدوننا، فلا يدعونه حتي يخرج فيهبط من عقبة طوي في ثلاثمائة

وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر حتي يأتي المسجد الحرام، فيصلي فيه

عند مقام إبراهيم أربع رکعات، ويسند ظهره إلي الحجر الاسود، ثم

يحمد الله ويثني عليه ويذکر النبي صلي الله عليه وآله ويصلي عليه ويتکلم

بکلام لم يتکلم به أحد من الناس.

فيکون أول من يضرب علي يده ويبايعه جبرئيل وميکائيل، ويقوم معهما

رسول الله وأمير المؤمنين فيدفعان إليه کتابا جديدا هو علي العرب شديد

بخاتم رطب، فيقولون له: اعمل بما فيه، ويبايعه الثلاثمائة وقليل من

أهل مکة.

ثم يخرج من مکة حتي يکون في مثل الحلقة قلت: وما الحلقة؟ قال:

عشرة آلاف رجل، جبرئيل عن يمينه، وميکائيل عن شماله، ثم يهز

الراية الجلية وينشرها وهي راية رسول الله صلي الله عليه وآله السحابة،

(السحاب) ودرع رسول الله صلي الله عليه وآله السابغة، ويتقلد بسيف

رسول الله صلي الله عليه وآله ذي الفقار). [1] .

832 - (ثم يظهر المهدي بمکة عند العشاء، ومعه راية رسول الله صلي الله عليه

وآله، وقميصه وسيفه، وعلامات، ونور، وبيان، فإذا صلي العشاء نادي

بأعلا صوته يقول: أذکرکم الله أيها الناس، ومقامکم بين يدي ربکم،

فقد اتخذ الحجة، وبعث الانبياء، وأنزل الکتاب، وأمرکم أن لا تشرکوا

به شيئا، وأن تحافظوا علي طاعته وطاعة رسوله، وأن تحيوا ما أحيا

القرآن، وتميتوا ما أمات، وتکونوا أعوانا علي الهدي، ووزرا علي

التقوي، فإن الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها، وآذنت بالوداع، فإني أدعوکم

إلي الله وإلي رسوله، والعمل بکتابه، وإماتة الباطل، وإحياء سنته.

فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر، علي غير ميعاد، قزعا

کقزع الخريف، رهبان بالليل، أسد بالنهار، فيفتح الله للمهدي أرض

الحجاز، ويستخرج من کان في السجن من بني هاشم وتنزل الرايات

السود الکوفة، فتبعث بالبيعة إلي المهدي، فيبعث المهدي جنوده في

الآفاق، ويميت الجور وأهله، وتستقيم له البلدان، ويفتح الله علي يديه

ال قسطنطينية). [2] .


پاورقي

[1] المصادر:

-: السيد علي بن عبدالحميد: - علي ما في البحار.

-: البحار: ج 52 ص 307 ب 26 ح 81 - وبالاسناد (وروي السيد علي بن عبدالحميد

بإسناده) يرفعه إلي أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل إلي أن قال: -

-: إثبات الهداة: ج 3 ص 582 - 583 ب 23 ف 59 ح 773 - أوله، عن البحار.

[2] المصادر:

-: ابن حماد: ص 95 - حدثنا سعيد أبوعثمان، عن جابر، عن أبي جعفر قال: -

-: عقد الدرر: ص 145 ب 7 - عن ابن حماد.

-: عرف السيوطي، الحاوي: ج 2 ص 71 - عن ابن حماد بتفاوت يسير.

-: برهان المتقي: ص 141 ب 6 ح 3 - عن عرف السيوطي، الحاوي بتفاوت يسير.

-: لوائح السفاريني: ج 2 ص 11 - أوله، مرسلا عن أبي جعفر عليه السلام: -

-: ملاحم ابن طاووس: ص 64 ب 129 - عن نعيم بن حماد، وفيه (.. وعلامة.. وقد أکد

الحجة.. يأمرکم.. ووازروا علي التقوي.. وإحياء السنة.. فيفتح الله أرض

الحجاز.. إلي الآفاق).

-: الصراط المستقيم: ج 2 ص 262 ب 11 ف 13 - کما في ابن حماد بتفاوت يسير، بعضه،

قال: (من کتاب الفتن لابي نعيم).

-: إثبات الهداة: ج 3 ص 614 ب 32 ف 15 ح 151 - بعضه، عن الصراط المستقيم وفيه

(.. وينادي من السماء: إن الحق في آل محمد وآخر من الارض: إن الحق في آل

عثمان).

-: المهدي: ص 231 ف 8 - عن عقد الدرر، وفيه (.. عند المساء بمکة.. فقد أکمل

الحجة.. ما أمات القرآن.. أعوان المهدي ووزراءه علي التقوي.. سننه).

-: منتخب الاثر: ص 490 ف 9 ب 3 ح 1 - عن ملاحم ابن طاووس.