بازگشت

ان النبي إلياس من أصحابه


823 - (بينا أبي عليه السلام يطوف بالکعبة إذا رجل معتجر قد قيض له. فقطع

عليه أسبوعه حتي أدخله إلي دار جنب الصفا، فأرسل إلي فکنا ثلاثة

فقال: مرحبا يا ابن رسول الله ثم وضع يده علي رأسي وقال: بارک الله

فيک يا أمين الله بعد آبائه.

يا أبا جعفر إن شئت فأخبرني وإن شئت فأخبرتک وإن شئت سلني وإن

شئت سألتک، وإن شئت فأصدقني وإن شئت صدقتک؟ قال: کل ذلک

أشاء، قال: فإياک أن ينطق لسانک عند مسألتي بأمر تضمر لي غيره قال:

إنما يفعل ذلک من في قلبه علمان يخالف أحدهما صاحبه وأن الله عزوجل

أبي أن يکون له علم فيه اختلاف قال: هذه مسألتي وقد فسرت طرفا منها.

أخبرني عن هذا العلم الذي ليس فيه اختلاف، من يعلمه؟ قال: أما

جملة العلم فعند الله جل ذکره، وأما ما لابد للعباد منه فعند الاوصياء،

قال: ففتح الرجل عجيرته واستوي جالسا وتهلل وجهه، وقال: هذه

أردت ولها أتيت، زعمت أن علم ما لا اختلاف فيه من العلم عند

الاوصياء، فکيف يعلمونه؟ قال: کما کان رسول الله صلي الله عليه وآله

يعلمه إلا أنهم لا يرون ما کان رسول الله صلي الله عليه وآله يري، لانه

کان نبيا وهم محدثون، وأنه کان يفد إلي الله عزوجل فيسمع الوحي وهم

لا يسمعون، فقال: صدقت يا ابن رسول الله سآتيک بمسألة صعبة:

أخبرني عن هذا العلم ما له لا يظهر کما کان يظهر مع رسول الله صلي

الله عليه وآله؟ قال: فضحک أبي عليه السلام وقال: أبي الله عزوجل أن

يطلع علي علمه إلا ممتحنا للايمان به کما قضي علي رسول الله صلي الله

عليه وآله أن يصبر علي أذي قومه، ولا يجاهدهم إلا بأمره، فکم من

اکتتام قد اکتتم به حتي قيل له: اصدع بما تؤمر وأعرض عن المشرکين

وأيم الله أن لو صدع قبل ذلک لکان آمنا، ولکنه إنما نظر في الطاعة،

وخاف الخلاف فلذلک کف، فوددت أن عينک تکون مع مهدي هذه

الامة، والملائکة بسيوف آل داود بين السماء والارض تعذب أرواح

الکفرة من الاموات، وتلحق بهم أرواح أشباههم من الاحياء.

ثم أخرج سيفا ثم قال: ها إن هذا منها، قال فقال: أبي: إي والذي

اصطفي محمدا علي البشر، قال: فرد الرجل اعتجاره وقال: أنا إلياس،

ما سألتک عن أمرک وبي منه جهالة غير أني أحببت أن يکون هذا الحديث

قوة لاصحابک وسأخبرک بآية أنت تعرفها إن خاصموا بها فلجوا. قال:

فقال له أبي: إن شئت أخبرتک بها؟ قال: قد شئت، قال: إن شيعتنا إن

قالوا لاهل الخلاف لنا: إن الله عزوجل يقول لرسوله صلي الله عليه وآله

(إنا أنزلناه في ليلة القدر) إلي آخرها فهل کان رسول الله صلي الله عليه

وآله يعلم من العلم شيئا لا يعلمه في تلک الليلة أو يأتيه به جبرئيل

عليه السلام في غيرها؟ فإنهم سيقولون: لا، فقل لهم: فهل کان لما

علم بد من أن يظهر؟ فيقولون: لا، فقل لهم: فهل کان فيما أظهر

رسول الله صلي الله عليه وآله من علم الله عز ذکره اختلاف؟ فإن قالوا:

لا، فقل لهم: فمن حکم بحکم الله فيه اختلاف فهل خالف رسول الله

صلي الله عليه وآله؟ فيقولون: نعم فإن قالوا: لا، فقد نقضوا أول

کلامهم فقل لهم: ما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم. فإن

قالوا: من الراسخون في العلم؟ فقل: من لا يختلف في علمه، فإن

قالوا: فمن هو ذاک؟ فق: کان رسول الله صلي الله عليه وآله صاحب

ذلک، فهل بلغ أو لا؟ فإن قالوا: قد بلغ فقل: فهل مات صلي الله عليه

وآله والخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف؟ فإن قالوا: لا،

فقل: إن خليفة رسول الله صلي الله عليه وآله مؤيد ولا يستخلف

رسول الله صلي الله عليه وآله إلا من يحکم بحکمه وإلا من يکون مثله إلا

النبوة وإن کان رسول الله صلي الله عليه وآله لم يستخلف في علمه أحدا

فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يکون بعده. فإن قالوا لک: فإن

علم رسول الله صلي الله عليه وآله کان من القرآن فقل: (حم والکتاب

المبين، إنا أنزلناه في ليلة مبارکة (إنا کنا منذرين فيها) إلي قوله إنا کنا

مرسلين) فإن قالوا لک: لا يرسل الله عزوجل إلا إلي نبي فقل: هذا

الامر الحکيم الذي يفرق فيه هو من الملائکة والروح التي تنزل من سماء

إلي سماء، أو من سماء إلي أرض؟ فإن قالوا: من سماء إلي سماء

فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلي معصية، فإن قالوا: من سماء

إلي أرض، وأهل الارض أحوج الخلق إلي ذلک فقل: فهل لهم بد من

سيد يتحاکمون إليه؟ فإن قالوا: فإن الخليفة هو حکمهم فقل (الله ولي

الذي آمنوا يخرجهم من الظلمات إلي النور) إلي قوله (خالدون) لعمري

ما في الارض ولا في السماء ولي لله عز ذکره إلا وهو مؤيد، ومن أيد لم

يخط، وما في الارض عدو لله عز ذکره إلا وهو مخذول، ومن خذل لم

يصب، کما أن الامر لابد من تنزيله من السماء يحکم به أهل الارض،

کذلک لابد من وال، فإن قالوا: لا نعرف هذا فقل: (لهم) قولوا ما

أحببتم، أبي الله عزوجل بعد محمد صلي الله عليه وآله أن يترک العباد

ولا حجة عليهم.

قال أ بوعبدالله عليه السلام: ثم وقف فقال: ههنا يا ابن رسول الله باب

غامض، أرأيت إن قالوا: حجة الله القرآن؟ قال: إذن أقول لهم: إن

القرآن ليس بناطق يأمر وينهي، ولکن للقرآن أهل يأمرون وينهون،

وأقول: قد عرضت لبعض أهل الارض مصيبة ما هي في السنة والحکم

الذي ليس فيه اختلاف، وليست في القرآن، أبي الله لعلمه بتلک الفتنة أن

تظهر في الارض وليس في حکمه راد لها ومفرج عن أهلها.

فقال: ههنا تفلجون ياابن رسول الله، أشهد أن الله عز ذکره قد علم بما

يصيب الخلق من مصيبة في الارض أو في أنفسهم من الدين أو غيره،

فوضع القرآن دليلا، قال فقال الرجل: هل تدري يا ابن رسول الله دليل

ما هو؟ قال أبوجعفر عليه السلام: نعم فيه جمل الحدود، وتفسيرها عند

الحکم فقال: أبي الله أن يصيب عبدا بمصيبة في دينه أو في نفسه أو

(في) ماله ليس في أرضه من حکمه قاض بالصواب في تلک المصيبة.

قال: فقال الرجل: أما في هذا الباب فقد فلجتهم بحجة إلا أن يفتري

خصمکم علي الله فيقول: ليس لله جل ذکره حجة، ولکن أخبرني عن تفسير

(لکيلا تأسوا علي ما فاتکم) مما خص به علي عليه السلام (ولا تفرحوا

بما آتاکم) قال: في أبي فلان وأصحابه واحدة مقدمة وواحدة مؤخرة (لا

تأسوا علي ما فاتکم) مما خص به علي عليه السلام) ولا تفرحوا بما

آتاکم) من الفتنة التي عرضت لکم بعد رسول الله صلي الله عليه وآله،

فقال الرجل: أشهد أنکم أصحاب الحکم الذي لا اختلاف فيه ثم قام

الرجل وذهب فلم أره). [1] .


پاورقي

[1] المصادر:

-: الکافي: ج 1 ص 242 - 247 ح 1 - محمد بن أبي عبدالله ومحمد بن الحسن، عن

سهل بن زياد، ومحمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن العباس بن

الحريش، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال: قال أ بوعبدالله عليه السلام: -

-: البحار: ج 25 ص 74 - 78 ب 3 ح 64 - عن الکافي.

وفي: ج 52 ص 371 - 372 ب 27 ح 163 - مختصرا، عن الکافي.