بازگشت

من أحاديث الشيعة في دابة الارض


529 ـ يظهر من أحاديث الشيعة الواردة في تفسير قوله تعالي (أخرجنا لهم دابة

من الارض تکلمهم) أن ذلک يکون بعد المهدي عليه السلام في

الرجعة، أي رجعة النبي صلي الله عليه وآله وعدد من الانبياء والائمة

عليه السلام إلي الدنيا، وحکم عدد منهم فيها إلي ما شاء الله. وأنه يوجد

ارتباط بين رجعة علي عليه السلام وبين خروج الدابة، بل تذکر بعض

الروايات أن الدابة الموعودة في الآية هي علي عليه السلام وأنه يخرج

بأحسن صورة خلافا للروايات المتقدمة من مصادر إخواننا السنة. وبعضها

تنفي أن يکون عليا هو الدابة الموعودة، وبعضها تقول إنه عليه السلام

صاحب الدابة، وفيما يلي نموذجان منها:

(انتهي رسول الله صلي الله عليه وآله إلي أمير المؤمنين عليه السلام وهو

نائم في المسجد، قد جمع رملا ووضع رأسه عليه، فحرکه برجله ثم

قال: (قم يا دابة الله. فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله، أيسمي

بعضنا بعضا بهذا الاسم؟ فقال: لا والله ما هو إلا له خاصة، وهو الدابة

التي ذکر الله في کتابه (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من

الارض تکلمهم أن الناس کانوا بآياتنا لا يوقنون) ثم قال: يا علي، إذا

کان آخر الزمان أخرجک الله في أحسن صورة ومعک ميسم تسم به

أعداءک). [1] .


پاورقي

[1] المصادر:

-: القمي: ج 2 ص 130 حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله

عليه السلام قال:

-: تأويل الآيات: ج 1 ص 406 ح 11 عن القمي، مرسلا، وفيه. وهو راقد في

المسجد. يا دابة الارض. ثم قال فليس هذا الاسم إلا لعلي عليه السلام.

-: الصافي: ج 4 ص 74 عن القمي، مرسلا، وفيه دابة الارض، بدل دابة الله.

-: الايقاظ من الهجعة: ص 257 ب 9 ح 42 آخره، عن القمي.

وفي: ص 342 ب 10 ح 72 عن القمي بتفاوت يسير، وفيه. فحرکه من رجليه وقال:

قم يا دابة الارض.

-: البرهان: ج 3 ص 209 ح 3 عن القمي وفيه. وهو قائم بدل وهو نائم. يا دابة

الارض.

-: البحار: ج 39 ص 243 ب 86 ح 31 عن القمي بسنده.

وفي: ج 53 ص 52 ب 29 ح 30 عن القمي بتفاوت يسير.

-: نور الثقلين: ج 4 ص 98 ح 104 عن القمي 0

(أنا قسيم الجنة والنار، لا يدخلها داخل إلا علي أحد قسمين، ولقد

أعطيت الست: علم المنايا والبلايا، والوصايا، والانساب، وفصل

الخطاب. وإني لصاحب الکرات ودولة الدول، وإني لصاحب العصا

والميسم، والدابة التي تکلم الناس) -

-: بصائر الدرجات: ص 199 ب 9 ح 1 حدثنا علي بن حسان قال: حدثني أ بوعبدالله

الرياحي عن أبي الصامت الحلوائي، عن أبي جعفر عليه السلام، عن أمير المؤمنين

عليه السلام، في حديث طويل جاء فيه:

-: الکافي: ج 1 ص 197 198 ح 3 محمد بن يحيي، وأحمد بن محمد جميعا، عن

محمد بن الحسن، عن علي بن حسان قال: حدثني أ بوعبدالله الرياحي، عن أبي الصامت

الحلواني، عن أبي جعفر عليه السلام قال:. قال أمير المؤمنين عليه السلام:

-: مختصر بصائر الدرجات: ص 41 آخره، کما في بصائر الدرجات بسنده عن الصفار.

-: الايقاظ من الهجعة: ص 372 ب 10 ح 132 عن بصائر الدرجات.

-: البرهان: ج 3 ص 209 ح 1 کما في الکافي، عن محمد بن يعقوب.

-: البحار: ج 53 ص 101 ب 29 ح 123 عن الکافي، وبصائر الدرجات.

وفي المقابل روي عن علي عليه السلام أنه نفي أن يکون المقصود بقوله تعالي (إذا وقع القول

عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تکلمهم أن الناس کانوا بآياتنا لا يوقنون) فقد قال السيوطي في

الدر المنثور ج 5 ص 117 وأخرج بن أبي حاتم عن النخال بن سبرة قال: قيل لعلي بن أبي

طالب: إن ناسا يزعمون أنک دابة الارض، فقال والله إن لدابة الارض ريشا وزغبا ومالي ريش ولا

زغب، وإن لها لحافر ومالي من حافر، وإنها لتخرج حضر الفرس الجواد ثلاثا وما خرج ثلثاها.

ويظهر من القصة التالية في صدر الاسلام أن الاعتقاد بالرجعة کان معروفا أنه من عقائد

الشيعة، وکان يشنع عليهم به، فقد روي في الفصول المختارة ص 59 61 عن محمد بن

أحمد بن أبان النخعي قال: حدثني معاذ بن سعيد الحميري قال شهد السيد إسماعيل بن محمد

الحميري رحمه الله عند سوار القاضي بشهادة، فقال له: ألست إسماعيل بن محمد الذي يعرف

بالسيد؟ فقال: نعم، فقال له: کيف أقدمت علي الشهادة عندي وأنا أعرف عداوتک للسلف؟ فقال

السيد: قد أعاذني الله من عداوة أولياء الله وإنما هو شئ لزمني، ثم نهض، فقال له: قم يا رافضي

فوالله ما شهدت بحق، فخرج السيد رحمه الله وهو يقول:



أبوک ابن سارق عنز النبي

وأنت ابن بنت أبي جحدر



ونحن علي رغمک الرافضون

لاهل الضلالة والمنکر



ثم عمل شعرا وکتبه في رقعة وأمر من ألقاها في الرقاع بين يدي سوار، قال: فأخذ الرقعة سوار

فلما وقف عليها خرج إلي أبي جعفر المنصور، وکان قد نزل الجسر الاکبر، ليستعدي علي السيد

فسبقه السيد إلي المنصور فأنشأ قصيدته التي يقول فيها:



يا أمين الله يا منصور يا خير الولات

إن سوار بن عبدالله من شر القضاة



نعثلي جملي لکم غير موات

جده سارق عنز فجرة من فجرات



والذي کان ينادي من وراء الحجرات

يا هنات اخرج إلينا إننا أهل هنات



فاکفنيه لا کفاه الله شر الطارقات

سن فينا سننا کانت مواريث الطغاة



قال: فضحک أبوجعفر المنصور، وقال: نصبتک قاضيا فامدحه کما هجوته، فأنشد السيد

رحمه الله يقول:



إني امرؤ من حمير أسرتي

بحيث تحوي سروها حمير



آليت لا أمدح ذا نائل

له سناء وله مفخر



إلا من الغر بني هاشم

إن لهم عندي بدا تشکر



إن لهم عندي يدا شکرها

حق وإن أنکرها منکر



يا أحمد الخير الذي إنما

کان علينا رحمة تنشر



حمزة والطيار في جنة

فحيث ما شاء دعا جعفر



منهم وهادينا الذي نحن من

بعد عمانا فيه نستبصر



لما دجا الدين ورق الهدي

وجار أهل الارض واستکبروا



ذاک علي بن أبي طالب

ذاک الذي دانت له خيبر



دانت وما دانت له عنوة

حتي تدهدا عرشها الاکبر



ويوم سلع إذا أتي عاتيا

عمرو بن عبد مصلتا يخطر



يخطر بالسيف مدلا کما

يخطر فحل الصرمة الدوسر



إذ جلل السيف علي رأسه

أبيض عضبا حده مبتر



فخر کالجذع وأوداجه

ينصب منها حلب أحمر



وکان أيضا مما جري له من سوار ما حدث به الحرث بن عبيد الله الربعي قال: کنت جالسا في

مجلس المنصور وهو بالجسر الاکبر وسوار عنده والسيد ينشده:



إن الاله الذي لا شئ يشبهه

آتاکم الملک للدنيا وللدين



آتاکم الله ملکا لا زوال له

حتي يقاد إليکم صاحب الصين



وصاحب الهند مأخوذ برمته

وصاحب الترک محبوس علي هون



حتي أتي علي القصيدة والمنصور مسرور، فقال سوار: هذا والله يا أمير المؤمنين يعطيک

بلسانه ما ليس في قلبه، والله أن القوم الذين يدين بحبهم لغيرکم، وإنه لينطوي في عداوتکم،

فقال السيد: والله إنه لکاذب وإنني في مديحک لصادق، ولکنه حمله الحسد، إذ رآک علي هذه

الحال، وإن انقطاعي ومودتي لکم أهل البيت لمعرق لي فيها عن أبوي، وإن هذا وقومه لاعداؤکم

في الجاهلية والاسلام، وقد أنزل الله عزوجل علي نبيه عليه وآله السلام في أهل بيت هذا (إن

الذين ينادونک من وراء الحجرات أکثرهم لا يعقلون) فقال المنصور: صدقت. فقال سوار: يا

أمير المؤمنين إنه يقول بالرجعة، ويتناول الشيخين بالسب والوقيعة فيهما، فقال السيد: أما قوله

بأني أقول بالرجعة فإن قولي في ذلک علي ما قال الله تعالي (ويوم نحشر من کل أمة فوجا ممن

يکذب بآياتنا فهم يوزعون) وقد قال في موضع آخر (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا) فعلمت

أن ها هنا حشرين أحدهما عام والآخر خاص، وقال سبحانه (ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين

فاعترفنا بذنوبنا فهل إلي خروج من سبيل) وقال الله تعالي (فأماته الله مأة عام ثم بعثه) وقال

الله تعالي (ألم تر إلي الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم

أحياهم) فهذا کتاب الله عزوجل، وقد قال رسول الله صلي الله عليه وآله يحشر المتکبرون في

صور الذر يوم القيامة وقال صلي الله عليه وآله لم يجر في بني إسرائيل شئ إلا ويکون في أمتي

مثله حتي المسخ والخسف والقذف وقال حذيفة والله ما أبعد أن يمسخ الله کثيرا من هذه الامة

قردة وخنازير فالرجعة التي نذهب إليها هي ما نطق به القرآن وجاءت به السنة، وإنني لاعتقد أن

الله تعالي يرد هذا يعني سوارا إلي الدنيا کلبا، أو قردا، أو خنزيرا، أو ذرة، فإنه والله متجبر

متکبر کافر، قال: فضحک المنصور وأنشأ السيد يقول:



جاثيت سوارا أبا شملة

عند الامام الحاکم العادل



فقال قولا خطأ کله

عند الوري الحافي والناعل



ما ذب عما قلت من وصمة

في أهله بل لج في الباطل



وبان للمنصور صدقي کما

قد بان کذب الانوک الجاهل



يبغض ذا العرش ومن يصطفي

من رسله بالنير الفاضل



ويشنأ الحبر الجواد الذي

فضل بالفضل علي الفاضل



ويعتدي بالحکم في معشر

أدوا حقوق الرسل للراسل



فبين الله تزاويقه

فصار مثل الهائم الهائل



قال فقال المنصور: کف عنه، فقال السيد: يا أمير المؤمنين، البادي أظلم يکف عني حتي

أکف عنه، فقال المنصور لسوار: تکلم بکلام فيه نصفة کف عنه حتي لا يهجوک.