488 ـ (إذا انصرف عيسي بن مريم والمؤمنون من يأجوج ومأجوج إلي بيت

المقدس فلبثوا سنوات ببيت المقدس، رأوا کهيئة الهرج والغبار من

الجوف، فيبعثون بعضهم في ذلک لينظر ما هو؟ فإذا هي ريح قد بعثها

الله لقبض أرواح المؤمنين فتلک آخر عصابة تقبض من المؤمنين. ويبقي

الناس بعدهم مائة عام لا يعرفون دينا ولا سنة يتهارجون تهارج الحمير،

عليهم تقوم الساعة وهم في أسواقهم يبيعون ويتبايعون وينتحون ويلحقون

(فلا يستطيعون توصية، ولا إلي أهلهم يرجعون)). [1] .

489 ـ (أنزل الله من الجنة إلي الارض خمسة أنهار: سيحون وهو نهر الهند،

وجيحون وهو نهر بلخ، ودجلة والفرات وهما نهرا العراق، والنيل وهو

نهر مصر، أنزلها الله تعالي من عين واحدة من عيون الجنة من أسفل

درجة من درجاتها، علي جناحي جبرئيل فاستودعها الجبال وأجراها في

الارض، وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم، فذلک قوله

(وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسکناه في الارض) فإذا کان عند خروج

يأجوج ومأجوج أرسل الله تعالي جبرئيل فرفع من الارض القرآن زاد ابن

المنذر وابن شاذان والعلم کله ثم اتفقوا والحجر من رکن البيت،

ومقام إبراهيم، وتابوت موسي بما فيه، وهذه الانهار الخمسة فيرفع کل

ذلک إلي السماء، فذلک قوله: (وإنا علي ذهاب به لقادرون) فإذا رفعت

هذه الاشياء من الارض فقد أهلها خير الدين والدنيا، وقال الايادي: خير

الدنيا والآخرة). [2] .

490 ـ (لما کان ليلة أسري برسول الله صلي الله عليه وسلم لقي إبراهيم وموسي

وعيسي فتذاکروا الساعة، فبدؤا بإبراهيم فسألوه عنها، فلم يکن عنده علم

منها، فسألوا موسي فلم يکن عنده منها علم. فردوا الحديث إلي عيسي

فقال عهد الله إلي فيما دون وجبتها، فأما وجبتها فلا يعلمها إلا الله. فذکر

من خروج الدجال فأهبط فأقتله، فيرجع الناس إلي بلادهم فيستقبلهم

يأجوج ومأجوج وهم من کل حدب ينسلون، لا يمرون بماء إلا شربوه،

ولا شئ إلا أفسدوه. فيجيئون إلي فأدعوا الله فيرسل السماء بالماء فتحمل

أجسادهم فتقذفها في البحر، ثم تنسف الجبال وتمد الارض مد الاديم.

ثم يعهد إلي إذا کان ذلک أن الساعة من الناس کالحامل المتم لا يدري

أهلها متي تفجوهم بولادتها. قال العوام: فوجدت تصديق ذلک في کتاب

الله (حتي إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من کل حدب ينسلون، واقترب

الوعد الحق)). [3] .