بازگشت

حديث أن الارض لا تخلو من حجة


أخرج هذا الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) جمع من کبار أعلام العامّة، وصحّحه بعضهم، فقد جاء في (نهج البلاغة) عن کميل بن زياد النخعي، قال: أخذ بيدي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فأخرجني إلي الجبان، فلمّـا أصحر تنفّس الصعداء، ثمّ قال: يا کميل بن زياد، إنّ هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها، فاحفظ عنّي ما أقول لک.

الناس ثلاثة: فعالم ربّاني، ومتعلّم علي سبيل نجاة، وهمج رعاع، أتباع کلّ



[ صفحه 262]



ناعق، يميلون مع کلّ ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلي رکن وثيق. إلي أن قال: اللهمّ بلي، لا تخلو الارض من قائم لله بحجّة، إمّا ظاهراً مشهوراً، وإمّا خائفاً مغموراً، لئلاّ تبطل حجج الله وبيّناته [1] .

وقد أخرجه من علماء العامّة الاسکافي المعتزلي، وابن قتيبة الدينوري، وابن عبد ربّه الاندلسي، ومحمّد بن أحمد الازهري، وأبو طالب المکّي، والبيهقي، والخطيب البغدادي، والخوارزمي الحنفي، والرازي الشافعي، وابن أبي الحديد المعتزلي، وابن عبد البرّ التنّوخي، وسعد الدين التفتازاني، وابن حجر العسقلاني [2] .

وقال ابن حجر في شرح صحيح البخاري: وفي صلاة عيسي (عليه السلام) خلف رجل من هذه الاُمّة مع کونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة، دلالة للصحيح من الاقوال «إنّ الارض لا تخلو من قائم لله بحجّة» والله العالم [3] .

أمّا في مصادر الشيعة فقد روي هذا الحديث في اُمّهات الکتب الشيعية [4] ،



[ صفحه 263]



وفي ما يلي استعراض للاحاديث الدالّة عليه أو المشابهة له في الدلالة:

1 - روي يعقوب السرّاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: تبقي الارض يوماً بلا عالم منکم حيّ ظاهر، يفزع إليه الناس في حلالهم وحرامهم؟

قال (عليه السلام): إذن لا يُعبد الله يا أبا يوسف [5] .

2 - وعن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عبد الکريم وغيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إنّ جبرئيل (عليه السلام) نزل علي النبيّ محمّد (صلي الله عليه وآله) بخبر عن ربّه تعالي، فقال له: إنّ الله يقول: يا محمّد، إنّي لم أترک الارض إلاّ وفيها عالم، تعرف به طاعتي وهدايتي، ويکون نجاة فيما بين قبض النبيّ إلي خروج النبيّ الاخر، ولم أکن أترک إبليس يُضلّ الناس، وليس في الارض حجّة لي، وداع لي، وهاد إلي سبيلي، وعارف بأمري، وإنّي قد قيّضت لکلّ قوم هادياً أهدي به السعداء، ويکون حجّةً علي الاشقياء [6] .

3 - وعن يعقوب بن شعيب، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ألا والله لا يدع الله هذا الامر إلاّ وله من يقوم به إلي يوم تقوم الساعة [7] .

4 - وعن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: تبقي



[ صفحه 264]



الارض بغير إمام؟ قال: لا. قلت: يکون إمامان؟ قال: لا، إلاّ وأحدهما صامت [8] .

5 - وعن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) أ نّه قال: والله ما ترک الله أرضه منذ قبض الله آدم إلاّ وفيها إمام يهدي به إلي الله، وهو حجّته علي عباده، ولا تبقي الارض بغير إمام حجّة لله علي عباده [9] .

6 - وعن محمّد بن الفضيل، عن الامام الرضا (عليه السلام)، قال: قلت له: أتبقي الارض بغير إمام؟

قال: لا.

قلت له: فإنّا نروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أ نّها لا تبقي بغير إمام إلاّ أن يسخط الله علي أهل الارض، أو قال: علي العباد؟

قال (عليه السلام): لا تبقي الارض بغير إمام، ولو بقيت إذن لساخت [10] .

7 - وعن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أ نّه سمعه يقول: لو لم يکن في الارض إلاّ اثنان لکان أحدهما الامام [11] .



[ صفحه 265]



8 - وعن کرّام، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لو کان الناس رجلين لکان أحدهما إماماً [12] .

9 - وقال (عليه السلام): إنّ آخر من يموت الامام، کي لا يحتجّ أحدٌ علي الله أ نّه ترکه بغير إمام [13] .

10 - وعن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - قال (عليه السلام): إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال علي منبر الکوفة: اعلموا أنّ الارض لا تخلو من حجّة لله عزّ وجلّ، ولکنّ الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم علي أنفسهم، ولو خلت الارض ساعة واحدة من حجّة لله لساخت بأهلها، ولکنّ الحجّة يعرف الناس ولا يعرفونه، کما کان يوسف يعرف الناس وهم له منکرون.

ثمّ تلا (عليه السلام): (يا حَسْرَةً عَلي العِبادِ ما يَأتيهِمْ مِنْ رَسول إلاّ کانوا بِهِ يَسْتَهْزِؤون) [14] .

11 - وعن حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: لو لم يکن في الارض إلاّ اثنان لکان أحدهما الحجّة، ولو ذهب أحدهما بقي الحجّة [15] .



[ صفحه 266]



12 - وعن أبي هراسة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لو أنّ الامام رفع من الارض ساعة لماجت باهلها کما يموج البحر بأهله [16] .

13 - وعن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: لو بقيت الارض يوماً بلا إمام منّا، لساخت بأهلها ولعذّبهم الله بأشدّ عذابه [17] .

14 - وعن الحسن بن زياد، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): هل تکون الارض إلاّ وفيها إمام؟ قال: لا تکون إلاّ وفيها إمام عالم بحلالهم وحرامهم وما يحتاجون إليه [18] .

15 - وعن أبي بصير، عن أحدهما (عليه السلام) قال: قال: إنّ الله لم يدع الارض بغير عالم، ولولا ذلک لم يعرف الحقّ من الباطل [19] .

16 - وعن المعلّي بن خنيس، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): هل کان الناس إلاّ وفيهم من قد اُمروا بطاعته منذ کان نوح (عليه السلام)؟ قال: لم يزل کذلک، ولکن أکثرهم لا يعلمون [20] .



[ صفحه 267]



17 - وعن يزيد الکناسي، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): ليس تبقي الارض يا أبا خالد يوماً واحداً بغير حجّة لله علي الناس، ولم يبقَ منذ خلق الله عزّ وجلّ آدم (عليه السلام) فأسکنه الارض [21] .

18 - وعن صفوان بن يحيي، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: إنّ الارض لا تخلو من أن يکون فيها إمام منّا [22] .

19 - وعن صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن الاوّل - يعني الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) - قال: ما ترک الله عزّ وجلّ الارض بغير إمام قسط منذ قبض آدم (عليه السلام) يهتدي به إلي الله عزّ وجلّ، وهو الحجّة علي العباد، من ترکه ضلّ، ومن لزمه نجا، حقّاً علي الله عزّ وجلّ [23] .

20 - وعن الحسن بن زياد، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إنّ الارض لا تخلو من أن يکون فيها حجّة عالم، إنّ الارض لا يصلحها إلاّ ذلک، ولا يصلح الناس إلاّ ذلک [24] .

21 - وعن أحمد بن إسحاق، عن أبي محمّد الحسن بن عليّ (عليه السلام)، قال: إنّ الله



[ صفحه 268]



تبارک وتعالي لم يخلِ الارض منذ خلق آدم (عليه السلام) ولا يخليها إلي أن تقوم الساعة من حجّة لله علي خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الارض، وبه ينزل الغيث، وبه يخرج برکات الارض [25] .


پاورقي

[1] نهج البلاغة، بشرح محمّد عبدة 4: 691 / 147، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 18: 351.

[2] راجع المعيار والموازنة / الاسکافي: 81، عيون الاخبار / ابن قتيبة 1: 7، تأريخ اليعقوبي 2: 400، العقد الفريد 1: 265، تهذيب اللغة / الازهري 2: 70، قوت القلوب / أبو طالب المکّي 1: 227، المحاسن والمساوئ / البيهقي: 40، تأريخ بغداد 6: 479، المناقب / الخوارزمي: 13، شرح ابن أبي الحديد 18: 351، المختصر / ابن عبد البرّ: 12، شرح المقاصد / التفتازاني 5: 241، فتح الباري / ابن حجر 6: 385.

[3] فتح الباري / ابن حجر 6: 385.

[4] راجع تحف العقول: 169، کمال الدين 1: 287 / 4 و 289 / 2 و 302 / 10، الکافي 1: 136 و 270 و 274، غيبة النعماني: 87.

[5] دلائل الامامة: 433 / 397، الامامة والتبصرة: 27 / 5، علل الشرائع: 195 / 3.

[6] دلائل الامامة: 438 / 412، الامامة والتبصرة: 31 / 16، علل الشرائع: 196 / 7.

[7] الغيبة للنعماني: 36، الکافي 1: 136 / 1.

[8] الغيبة للنعماني: 88، الکافي 1: 136.

[9] الغيبة للنعماني: 89، بصائر الدرجات: 485.

[10] الغيبة للنعماني: 89، کمال الدين 1: 203.

[11] الغيبة للنعماني: 91، الکافي 1: 138.

[12] الغيبة للنعماني: 90.

[13] الغيبة للنعماني: 90، الکافي 1: 138.

[14] الغيبة للنعماني: 93، والاية من سورة يس: 36 / 30.

[15] کمال الدين: 233 / 38.

[16] الکافي 1: 137، کمال الدين: 203 / 9.

[17] کمال الدين: 204 / 14.

[18] کمال الدين: 223.

[19] الکافي 1: 136.

[20] کمال الدين: 231.

[21] کمال الدين: 233.

[22] کمال الدين: 228.

[23] کمال الدين: 221.

[24] کمال الدين: 203، بصائر الدرجات: 485.

[25] کمال الدين: 384.