بازگشت

دلالة الحديث علي إمامة الحجّة


يتّضح ممّـا تقدّم من تخريج الحديث أ نّه متواتر وصحيح، وأ نّه يدلّ بشکل لا يحتمل التأويل علي وجوب معرفة الامام الحقّ علي کلّ مسلم ومسلمة، وإلاّ فإنّ مصيره سيکون الميتة الجاهلية والعياذ بالله. وتبيّن من خلال بعض ألفاظ الحديث أنّ من کمال معرفة الامام البيعة له، والتي تقتضي موالاته والبراءة من أعدائه، فمن يا تري يستحقّ في مثل هذا الزمان هذه المکانة؟ هل هو السلطان أو الحاکم أو الملک؟

وإذا کان السلطان أو الحاکم فاسقاً أو ظالماً، فهل إنّ موالاته وطاعته والبراءة من أعدائه، تبرئ ذمّة الانسان يوم يقف أمام ربّه؟ بل هل هي من الدين في شيء؟ وما هي الثمرة المترتّبة علي معرفة الظالم الفاسق؟

إذن فلا بدّ من وجود إمام حقّ في کلّ عصر وجيل، وذلک لا يتمّ إلاّ أن نقول بوجود الامام المهدي (عليه السلام) الذي فرض الله تعالي مودّته وأوجب التمسّک به، وبشّر بظهوره النبيّ الخاتم (صلي الله عليه وآله)، وهو الامام الذي يشفع لمحبّيه والمؤمنين به يوم يدعي کلّ اُناس بإمامهم.

ذکر اليعقوبي في تأريخه، باب خطب رسول الله ومواعظه، فقال: خطب رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يوماً فقال في خطبته: «اذکروا الموت فإنّه آخذ بنواصيکم - إلي أن قال: - إنّ العبد لا تزول قدماه يوم القيامة حتّي يُسأل عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله ممّـا اکتسبه وفيما أنفقه، وعن إمامه من هو؟ قال الله عزّ وجلّ: (يَوْمَ نَدْعُو کُلَّ اُنَاس بِإمَامِهِمْ)، إلي آخر الاية» [1] .



[ صفحه 257]




پاورقي

[1] تأريخ اليعقوبي 2: 90.