دلالة الحديث علي إمامة الحجّة
وبعد أن تبيّن لنا ما المراد من عترة النبيّ (صلي الله عليه وآله) في حديث الثقلين، نخلص إلي دلالة هذا الحديث علي استمرار وجود إمام معصوم في کلّ عصر حتّي قيام الساعة «لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض» کاستمرار وجود الکتاب الکريم.
ومن هنا قال ابن حجر الهيتمي: وفي أحاديث الحثّ علي التمسّک بأهل البيت إشارة إلي عدم انقطاع متأهّل منهم للتمسّک به إلي يوم القيامة، کما أنّ الکتاب
[ صفحه 252]
العزيز کذلک، ولهذا کانوا أماناً لاهل الارض، ويشهد لذلک الخبر: في کلّ خلف من اُمّتي عدول من أهل بيتي [1] .
وعلي ضوء حديث الثقلين فلا يخلو أيّ عصر من وجود الامام المعصوم، سواء کان ظاهراً مشهوراً أو غائباً مستوراً، ولا ريب أنّ وجود الامام الغائب مع توقّع ظهوره في کلّ لحظة، من أکبر البواعث الهادية إلي التمسّک بالکتاب الکريم ونهج النبيّ المصطفي (صلي الله عليه وآله) وآله المعصومين (عليهم السلام) ومنه نفهم المراد من حديث «انتظار الفرج عبادة».
پاورقي
[1] الصواعق المحرقة: 149.