بازگشت

الادلّة علي إمامته


إذا تجاوزنا النصوص الکثيرة التي عُنيت بالنص علي الامام القائم (عليه السلام) منذ عهد الرسول الاعظم (صلي الله عليه وآله) إلي زمان الامام الحسن العسکري (عليه السلام)، والاحاديث الاُخري التي عَيّنت الائمة الاثني عشر (عليهم السلام) بأسمائهم واحداً بعد آخر ابتداءً بالامام عليّ (عليه السلام) وانتهاءً بالامام المهدي (عليه السلام)، فإنّنا سنجد في نصوص اُخري أدلّة حاسمة وبراهين ساطعة علي إمامة الامام المهدي (عليه السلام) وکونه الثاني عشر من أئمّة أهل البيت (عليهم السلام).

ومن تلک الاحاديث التي تصرّح بأنّ الارض لا تخلو من حجّة، والتي تعتبر نصوصاً صريحة وخطابات واضحة من الرسول الاکرم (صلي الله عليه وآله) إلي کلّ المؤمنين فتقرّر أنّ لکلّ زمان إماماً حقّاً، وأنّ «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهلية»، وأنّ کمال معرفته هو أداء البيعة له، والتي تقتضي بداهة موالاته وطاعته، ومعاداة أعدائه، والبراءة من کلّ ولاية غير ولايته.

ومن ذلک أيضاً، الاحاديث الواردة في صحاح الفريقين بتحديد عدد الائمة باثني عشر إماماً، وجعلت البيعة لهم تمام الدين وحقيقته ومعناه، فضلاً عن أنّ نصوصاً کثيرة وردت من طرق الفريقين بتحديد الاثني عشر بأسمائهم وأعيانهم.



[ صفحه 248]



وإذا أضفنا إلي ذلک حديث الثقلين الذي ينص علي بقاء الامام مع القرآن في کلّ عصر وجيل حتّي يردا الحوض علي رسول الله (صلي الله عليه وآله)، عرفنا أنّ ذلک الامام هو من العترة النبويّة لا غير، کما حدّدها الرسول (صلي الله عليه وآله) في قوله: «إنّي تارکٌ فيکم الثقلين: کتاب الله وعترتي، فإنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض» وأنّ الزمان لا يمکن أن يخلو من إمام.

وفي ما يلي نعرض هذه الادلّة بشيء من التفصيل: