بازگشت

نص الامام العسکري علي الامام المهدي


1 - روي الشيخ الکليني والشيخ المفيد بالاسناد عن محمّد بن عليّ بن بلال، أ نّه قال: خرج إليّ أمر أبي محمّد الحسن بن عليّ العسکري (عليه السلام) قبل مضيّه بسنتين، يخبرني بالخلف من بعده، ثمّ خرج إليّ من قبل مضيّه بثلاثة أيام، يخبرني بالخلف من بعده [1] .

2 - وعن أبي هاشم الجعفري، قال: قلت لابي محمّد الحسن بن عليّ (عليه السلام): جلالتک تمنعني عن مسألتک، فتأذن لي أن أسألک؟ فقال: سل.

قلت: يا سيّدي، هل لک ولد؟ قال: نعم.

قلت: إن حدث حدث، فأين أسأل عنه؟ قال: بالمدينة [2] .

3 - وعن جعفر بن محمّد المکفوف، عن عمرو الاهوازي، قال: أراني أبو محمّد ابنه (عليه السلام)، وقال: هذا صاحبکم بعدي [3] .



[ صفحه 232]



4 - وعن حمدان القلانسي، قال: قلت للعمري [4] : قد مضي أبو محمّد؟ فقال لي: قد مضي، ولکن قد خلّف فيکم من رقبته مثل هذه، وأشار بيده [5] .

5 - وعن أحمد بن محمّد بن عبد الله، قال: خرج عن أبي محمّد (عليه السلام) حين قتل الزبيري [6] لعنه الله: هذا جزاء من اجترأ علي الله في أوليائه يزعم أ نّه يقتلني وليس لي عقب، فکيف رأي قدرة الله عليه؟ وولد له ولد سمّـاه محمّداً في سنة 250 [7] .

6 - وروي الشيخ الصدوق والخزّاز بالاسناد عن موسي بن جعفر بن وهب البغدادي، أ نّه خرج من أبي محمّد (عليه السلام) توقيع: زعموا أ نّهم يريدون قتلي ليقطعوا هذا النسل، وقد کذّب الله قولهم والحمد لله [8] .



[ صفحه 233]



7 - وروي الفضل بن شاذان بالاسناد عن محمّد بن حمزة بن الحسن بن عبد الله بن العباس بن عليّ بن أبي طالب (صلوات الله عليه)، قال: سمعت أبا محمّد (عليه السلام) يقول: ولد وليّ الله وحجّته علي عباده وخليفتي من بعدي مختوناً، ليلة النصف من شعبان سنة 250 عند طلوع الفجر، وکان أوّل من غسّله رضوان خازن الجنان مع جمع من الملائکة المقرّبين بماء الکوثر والسلسبيل، ثمّ غسّلته عمّتي حکيمة بنت محمّد بن عليّ الرضا (عليه السلام) [9] .

8 - وروي الفضل بن شاذان بالاسناد عن محمّد بن عبد الجبّار، قال: قلت لسيّدي الحسن بن عليّ (عليه السلام): يا بن رسول الله، جعلني الله فداک، اُحبّ أن أعلم من الامام وحجّة الله علي عباده من بعدک؟

فقال (عليه السلام): إنّ الامام وحجّة الله من بعدي ابني، سميّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) وکنيّه، الذي هو خاتم حجج الله، وآخر خلفائه.

قال: ممّن هو يا بن رسول الله؟

قال: من ابنة ابن قيصر ملک الروم، ألا إنّه سيولد ويغيب عن الناس غيبةً طويلةً ثمّ يظهر [10] .

9 - وروي الفضل بن شاذان عن إبراهيم بن محمّد بن فارس النيسابوري، قال: لمّـا همّ الوالي عمرو بن عوف بقتلي، غلب عليّ خوف عظيم، فودّعت أهلي



[ صفحه 234]



وتوجّهت إلي دار أبي محمّد (عليه السلام) لاُودّعه، وکنت أردت الهرب، فلمّـا دخلت عليه رأيت غلاماً جالساً في جنبه، وکان وجهه مضيئاً کالقمر ليلة البدر، فتحيّرت من نوره وضيائه، وکاد ينسيني ما کنت فيه، فقال: يا إبراهيم، لا تهرب، فإنّ الله سيکفيک شرّه، فازداد تحيّري، فقلت لابي محمّد (عليه السلام): يا سيّدي يا بن رسول الله، من هذا، وقد أخبرني بما کان في ضميري؟

قال: هو ابني وخليفتي من بعدي [11] .

10 - وروي الشيخ الکليني والشيخ الصدوق والشيخ الطوسي والراوندي بالاسناد عن ضوء بن علي العجلي، عن رجل من أهل فارس سمّـاه، قال: أتيت سامراء ولزمت باب أبي محمّد (عليه السلام) فدعاني، فدخلت عليه وسلّمت، فقال: ما الذي أقدمک؟ قلت: رغبة في خدمتک.

قال: فقال لي: فالزم الباب، قال: فکنت في الدار مع الخدم، ثمّ صرت أشتري لهم الحوائج من السوق، وکنت أدخل عليهم من غير إذن إذا کان في الدار رجال.

قال: فدخلت عليه يوماً، وهو في دار الرجال، فسمعت حرکة في البيت، فناداني: مکانک لا تبرح. فلم أجسر أن أدخل ولا أخرج، فخرجت عليّ جارية معها شيءٌ مغطّي، ثمّ ناداني: ادخل، فدخلت ونادي الجارية، فرجعت إليه، فقال لها: اکشفي عمّـا معکِ، فکشفت عن غلام أبيض حسن الوجه، وکشف عن بطنه، فإذا شعر نابت من لبّته إلي سُرّته، أخضر ليس بأسود، فقال: هذا صاحبکم، ثمّ



[ صفحه 235]



أمرها فحملته، فما رأيته بعد ذلک حتّي مضي أبو محمّد (عليه السلام) [12] .

11 - وروي الشيخ الصدوق والعلاّمة الطبرسي والراوندي بالاسناد عن يعقوب بن منقوش، قال: دخلت علي أبي محمّد الحسن بن عليّ (عليه السلام) وهو جالس علي دکّان في الدار، وعن يمينه بيت عليه ستر مسبل، فقلت له: سيّدي، من صاحب هذا الامر؟

فقال (عليه السلام): ارفع الستر. فرفعته فخرج إلينا غلام خماسيّ له عشر أو ثمان أو نحو ذلک، واضح الجبين، أبيض الوجه، دُرّي المقلتين، شثن الکفّين، معطوف الرکبتين، في خدّه الايمن خال، وفي رأسه ذؤابة، فجلس علي فخذ أبي محمّد (عليه السلام)، ثمّ قال لي: هذا صاحبکم، ثمّ وثب فقال له: يا بني ادخل إلي الوقت المعلوم. فدخل البيت وأنا أنظر إليه، ثمّ قال لي: يا يعقوب، انظر من في البيت. فدخلت فما رأيت أحداً [13] .

12 - وروي الشيخ الصدوق بالاسناد عن أبي غانم الخادم، قال: ولد لابي محمّد (عليه السلام) ولد فسمّـاه محمّداً، فعرضه علي أصحابه يوم الثالث، وقال: هذا صاحبکم من بعدي، وخليفتي عليکم، وهو القائم الذي تمتدّ إليه الاعناق بالانتظار،



[ صفحه 236]



فإذا امتلات الارض جوراً وظلماً خرج فملاها قسطاً وعدلاً [14] .

13 - وروي الشيخ الطوسي بالاسناد عن أحمد بن إسحاق، قال: إنّه سأل أبا محمّد (عليه السلام) عن صاحب هذا الامر، فأشار بيده، أي إنّه حيّ غليظ الرقبة [15] .

14 - وروي الشيخ الصدوق والرزّاز والعلاّمة الطبرسي بالاسناد عن محمّد ابن عثمان العمري (قدّس الله روحه)، قال: سمعت أبي يقول: سئل أبو محمّد الحسن ابن عليّ (عليه السلام) وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه (عليهم السلام): «إنّ الارض لا تخلو من حجّة لله علي خلقه إلي يوم القيامة، وإنّ من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية»؟

فقال (عليه السلام): إنّ هذا حقّ، کما أنّ النهار حقّ.

فقيل له: يا بن رسول الله، فمن الحجّة والامام بعدک؟

فقال (عليه السلام): ابني محمّد هو الامام والحجّة بعدي، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية، أما إنّ له غيبة يحار فيها الجاهلون، ويهلک فيها المبطلون، ويکذب فيها الوقّاتون، ثمّ يخرج فکأ نّي أنظر إلي الاعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الکوفة [16] .



[ صفحه 237]



15 - وروي الشيخ الصدوق والرزّاز والبياضي وغيرهم بالاسناد عن أحمد ابن إسحاق بن سعد، قال: سمعت أبا محمّد الحسن بن علي العسکري (عليه السلام) يقول: الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتّي أراني الخلف من بعدي، أشبه الناس برسول الله (صلي الله عليه وآله) خَلقاً وخُلقاً، يحفظه الله تبارک وتعالي في غيبته، ثمّ يظهره الله فيملا الارض عدلاً وقسطاً کما ملئت جوراً وظلماً [17] .

16 - وروي الشيخ الصدوق والرزّاز والبياضي بالاسناد عن علاّن الرازي، قال: أخبرني بعض أصحابنا أ نّه لمّـا حملت جارية أبي محمّد (عليه السلام) قال: ستحملين ذکراً، واسمه محمّد، وهو القائم من بعدي [18] .

17 - وروي الشيخ الصدوق والرزّاز والعلاّمة الطبرسي والاربلي وغيرهم بالاسناد عن موسي بن جعفر بن وهب البغدادي، قال: سمعت أبا محمّد الحسن ابن عليّ (عليه السلام) يقول: کأ نّي بکم وقد اختلفتم بعدي في الخَلَف منّي، أما إنّ المُقِرّ بالائمة بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله) المُنکِر لولدي، کمن أقرّ بجميع أنبياء الله ورسله ثمّ أنکر نبوّة رسول الله (صلي الله عليه وآله)، والمنکر لرسول الله (صلي الله عليه وآله) کمن أنکر جميع الانبياء، لانّ طاعة آخرنا کطاعة أوّلنا، والمنکر لاخرنا کالمنکر لاوّلنا، أما إنّ لولدي غيبةً يرتاب فيها الناس



[ صفحه 238]



إلاّ من عصمه الله عزّ وجلّ [19] .

18 - وروي الشيخ الصدوق والراوندي والبياضي بالاسناد عن الحسن بن محمّد بن صالح البزّاز، قال: سمعت الحسن بن عليّ العسکري (عليه السلام) يقول: إنّ ابني هو القائم من بعدي، وهو الذي تجري فيه سنن الانبياء بالتعمير والغيبة، حتّي تقسو القلوب لطول الامد، فلا يثبت علي القول به إلاّ من کتب الله عزّ وجلّ في قلبه الايمان وأيّده بروح منه [20] .

19 - وروي الشيخ الصدوق بالاسناد عن معاوية بن حکيم ومحمّد بن أيوب ابن نوح ومحمّد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) قالوا: عرض علينا أبو محمّد الحسن بن عليّ (عليه السلام) ابنه، ونحن في منزله، وکنّا أربعين رجلاً، فقال: هذا إمامکم من بعدي، وخليفتي عليکم، أطيعوه ولا تتفرّقوا من بعدي في أديانکم فتهلکوا، أما إنّکم لا ترونه بعد يومکم هذا.

قالوا: فخرجنا من عنده، فما مضت إلاّ أيام قلائل حتّي مضي أبو محمّد (عليه السلام).

وروي الشيخ الطوسي في (الغيبة) نحوه [21] .



[ صفحه 239]



20 - وروي المسعودي بالاسناد عن أحمد بن إسحاق، قال: دخلت علي أبي محمّد (عليه السلام) فقال لي: يا أحمد، ما کان حالکم فيما کان الناس فيه من الشکّ والارتياب؟ قلت: يا سيّدي، لمّـا ورد الکتاب بخبر سيّدنا ومولده، لم يبقَ منّا رجلٌ ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم إلاّ قال بالحقّ.

فقال: أما علمتم أنّ الارض لا تخلو من حجّة لله؟ ثمّ أمر أبو محمّد (عليه السلام) والدته بالحجّ سنة 259 هـ وعرّفها ما يناله في سنة 260 هـ، وأحضر الصاحب (عليه السلام)، فأوصي إليه، وسلّم الاسم الاعظم والمواريث والسلاح إليه، وخرجت اُمّ أبي محمّد مع الصاحب (عليهما السلام) جميعاً إلي مکّة [22] .

21 - وروي الشيخ الطوسي بالاسناد عن محمّد بن إسماعيل وعليّ بن عبد الله الحسنيين، قالا: دخلنا علي أبي محمّد الحسن (عليه السلام) بسرّ من رأي، وبين يديه جماعة من أوليائه وشيعته حتّي دخل عليه بدر خادمه، فقال: يا مولاي، بالباب قوم شعث، غُبر؟

فقال لهم، هؤلاء نفرٌ من شيعتنا باليمن - في حديث طويل يسوقانه - إلي أن ينتهي إلي قول الحسن (عليه السلام) لبدر: فامضِ فائتنا بعثمان بن سعيد العمري، فما لبثنا إلاّ يسيراً حتّي دخل عثمان، فقال له سيّدنا أبو محمّد (عليه السلام): امضِ يا عثمان، فإنّک الوکيل والثقة المأمون علي مال الله، واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حمّلوه من المال.

ثمّ ساقا الحديث إلي أن قالا: ثمّ قلنا بأجمعنا: يا سيّدنا، والله إنّ عثمان لمن خيار شيعتک، ولقد زدتنا علماً بموضعه من خدمتک، وأ نّه وکيلک وثقتک علي



[ صفحه 240]



مال الله تعالي.

قال (عليه السلام): نعم، واشهدوا عليّ أنّ عثمان بن سعيد العمري وکيلي، وأنّ ابنه محمّداً وکيل ابني مهديّکم [23] .

22 - وروي الشيخ الطوسي بالاسناد عن أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي، قال: دخلت علي أبي محمّد الحسن بن عليّ (عليه السلام) في المرضة التي مات فيها وأنا عنده، إذ قال لخادمه عقيد - وکان الخادم أسود نوبياً، قد خدم من قبله عليّ بن محمّد (عليه السلام)، وهو ربّي الحسن (عليه السلام) - فقال: يا عقيد، أغلِ لي ماءً بمصطکي، فأغلي له، ثمّ جاءت به صقيل الجارية اُمّ الخلف (عليه السلام)، فلمّـا صار القدح في يديه وهَمّ بشربه، فجعلت يده ترتعد حتّي ضرب القدح ثنايا الحسن (عليه السلام)، فترکه من يده، وقال لعقيد: ادخل البيت، فإنّک تري صبيّاً ساجداً فائتني به.

قال أبو سهل: قال عقيد: فدخلت أتحّري، فإذا أنا بصبيّ ساجد رافع سبّابته نحو السماء، فسلّمت عليه، فأوجز في صلاته، فقلت: إنّ سيّدي يأمرک بالخروج إليه، إذ جاءت صقيل فأخذت بيده، وأخرجته إلي أبيه الحسن (عليه السلام).

قال أبو سهل: فلمّـا مثل الصبيّ بين يديه سلّم، وإذا هو دُريّ اللون، وفي شعر رأسه قَطَطٌ، مفلّج الاسنان، فلمّـا رآه الحسن (عليه السلام) بکي وقال: يا سيّد أهل بيته، اسقني الماء، فإنّي ذاهبٌ إلي ربّي، وأخذ الصبيّ القدح المغليّ بالمصطکي بيده، ثمّ حرّک شفتيه ثمّ سقاه، فلمّـا شربه قال: هيّئوني للصلاة، فطرح في حجره منديل، فوضّأه الصبيّ واحدة واحدة، ومسح علي رأسه وقدميه.



[ صفحه 241]



فقال له أبو محمّد (عليه السلام): أبشر يا بنيّ، فأنت صاحب الزمان، وأنت المهدي، وأنت حجّة الله علي أرضه، وأنت ولدي ووصيّي، وأنا ولدتُک، وأنت محمّد بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، ولدک رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وأنت خاتم الائمة الطاهرين، وبشّر بک رسول الله (صلي الله عليه وآله) وسمّـاک وکنّاک، بذلک عهد إليّ أبي عن آبائک الطاهرين، صلّي الله علي أهل البيت، ربّنا إنّک حميد مجيد، ومات الحسن بن عليّ (عليه السلام) من وقته (صلوات الله عليهم أجمعين) [24] .

23 - وروي الشيخ الصدوق والعلاّمة الطبرسي بالاسناد عن أحمد بن إسحاق بن سعد الاشعري، قال: دخلت علي أبي محمّد الحسن بن عليّ (عليه السلام) وأنا اُريد أن أسأله عن الخلف بعده.

فقال مبتدئاً: يا أحمد بن إسحاق، إنّ الله تبارک وتعالي لم يخلِ الارض منذ خلق آدم (عليه السلام) ولا يخليها إلي أن تقوم الساعة من حجّة لله علي خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الارض، وبه ينزل الغيث، وبه يخرج برکات الارض.

قال: فقلت له: يا بن رسول الله، فمن الامام والخليفة بعدک؟ فنهض (عليه السلام) مسرعاً فدخل البيت، ثمّ خرج وعلي عاتقه غلام، کأنّ وجهه القمر ليلة البدر من أبناء الثلاث سنين، فقال: يا أحمد بن إسحاق، لولا کرامتک علي الله عزّ وجلّ وعلي حججه، ما عرضتُ عليک ابني هذا، إنّه سميّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) وکَنِيّه، الذي يملا الارض قسطاً وعدلاً کما ملئت جوراً وظلماً.



[ صفحه 242]



يا أحمد بن إسحاق، مثله في هذه الاُمّة مثل الخضر (عليه السلام)، ومثله مثل ذي القرنين، والله ليغيبنّ غيبةً لا ينجو فيها من الهلکة إلاّ من ثبّته الله عزّ وجلّ علي القول بإمامته، ووفّقه للدعاء بتعجيل فرجه.

فقال أحمد بن إسحاق: فقلت له: يا مولاي، فهل من علامة يطمئنّ إليها قلبي؟ فنطق الغلام (عليه السلام) بلسان عربيّ فصيح فقال: أنا بقيّة الله في أرضه، والمنتقم من أعدائه، فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق.

فقال أحمد بن إسحاق: فخرجت مسروراً فرحاً، فلمّـا کان من الغد عدت إليه، فقلت له: يا بن رسول الله، لقد عظم سروري بما مننت به عليّ، فما السُّنّة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟ فقال: طول الغيبة يا أحمد.

قلت: يا بن رسول الله، وإنّ غيبته لتطول؟

قال: إي وربّي حتّي يرجع عن هذا الامر أکثر القائلين به، ولا يبقي إلاّ من أخذ الله عزّ وجلّ عهده لولايتنا، وکتب في قلبه الايمان، وأيّده بروح منه.

يا أحمد بن إسحاق، هذا أمرٌ من أمر الله، وسرّ من سرّ الله، وغيبٌ من غيب الله، فخذ ما آتيتک واکتمه وکن من الشاکرين، تکن معنا غداً في عِلّيّين [25] .


پاورقي

[1] الارشاد 2: 348، الکافي 1: 264 / 1، الفصول المهمّة: 292، تقريب المعارف: 183، کشف الغمّة 3: 238، بحار الانوار 51: 333 / 58.

[2] الارشاد 2: 348، الکافي 1: 264 / 2، الفصول المهمّة: 292، تقريب المعارف: 184، غيبة الطوسي: 139، روضة الواعظين 2: 262، إعلام الوري: 413، کشف الغمّة 3: 239، بحار الانوار 51: 161 / 11.

[3] الارشاد 2: 348، الکافي 1: 264 / 3، بحار الانوار 52: 60 / 48، تقريب المعارف: 184، غيبة الطوسي: 140، إعلام الوري: 414، کشف الغمّة 3: 239.

[4] المراد به عثمان بن سعيد العمري (رحمه الله) من السفراء الاجلّة، وکان وکيلاً للامام الحسن العسکري (عليه السلام).

[5] الکافي 1: 264 / 4، بحار الانوار 52: 60 / 45، الارشاد 2: 350، حلية الابرار 5: 196 / 4.

[6] قال العلاّمة المجلسي: الزبيري کان لقب بعض الاشقياء من ولد الزبير، کان في زمانه (عليه السلام) فهدّده، وقتله الله علي يد الخليفة أو غيره، وصحّف بعضهم وقرأ بفتح الزاي وکسر الباء من الزَّبِير بمعني الداهية، کناية عن المهتدي العباسي حيث قتله الموالي.

[7] الکافي 1: 265 / 5، إعلام الوري: 414، الارشاد 2: 349، بحار الانوار 51: 4 / 4، غيبة الطوسي: 138، حلية الابرار 5: 196 / 5.

[8] کمال الدين: 407 / 3، کفاية الاثر: 289، بحار الانوار 51: 160 / 8.

[9] منتخب الاثر: 320 / 1، معجم أحاديث الامام المهدي (عليه السلام) 4: 240.

[10] إثبات الهداة 3: 569 / 680، مستدرک الوسائل 12: 280 / 3.

[11] إثبات الهداة 3: 700 / 136، و 3: 570 / 684، مستدرک الوسائل 12: 281 / 4.

[12] الکافي 1: 329 / 6، کمال الدين: 435 / 4، تقريب المعارف: 184، غيبة الطوسي: 140، الخرائج والجرائح 2: 957، بحار الانوار 52: 26 / 21.

[13] کمال الدين: 407 / 2، إعلام الوري: 413، الخرائج والجرائح 2: 958، کشف الغمّة 3: 317، بحار الانوار 52: 25 / 17.

[14] کمال الدين: 431 / 8، العدد القويّة: 72: 118، بحار الانوار 51: 5 / 11.

[15] غيبة الطوسي: 151، بحار الانوار 51: 161 / 12.

[16] کمال الدين: 409 / 9، کفاية الطالب: 292، إعلام الوري: 415، کشف الغمّة 3: 318، بحار الانوار 51: 160 / 7.

[17] کمال الدين: 408 / 7، کفاية الطالب: 290، الصراط المستقيم 2: 231، بحار الانوار 51: 161 / 9.

[18] کمال الدين: 408 / 4، کفاية الطالب: 289، الصراط المستقيم 2: 231، بحار الانوار 51: 2 / 2.

[19] کمال الدين: 409 / 8، کفاية الاثر: 291، إعلام الوري: 414، کشف الغمّة 3: 317، الصراط المستقيم 2: 232، بحار الانوار 51: 160 / 6.

[20] کمال الدين: 524 / 4، الخرائج والجرائح 2: 964، الصراط المستقيم 2: 238، بحار الانوار 51: 224 / 11.

[21] کمال الدين: 435 / 2، غيبة الطوسي: 217، إعلام الوري: 414، کشف الغمّة 3: 317، العدد القويّة: 73 / 121، بحار الانوار 51: 346، و 52: 25 / 19.

[22] إثبات الوصيّة: 217، عيون المعجزات: 138، بحار الانوار 50: 335 / 13.

[23] غيبة الطوسي: 215، بحار الانوار 51: 345.

[24] غيبة الطوسي: 165، بحار الانوار 52: 16 / 14.

[25] کمال الدين: 384 / 1، الخرائج والجرائح 3: 1174 / 68، إعلام الوري: 412، کشف الغمّة 3: 316، الصراط المستقيم 2: 231، بحار الانوار 52: 23 / 16.