بازگشت

ولادته


ولد الامام أبو القاسم الحجّة بن الحسن العسکري (عليه السلام)، مهديّ هذه الاُمّة، وأملها المرتجي، الذي يحيي الله به الحقّ والعدل، ويعيد إلي الاُمّة کرامتها ودينها الذي ارتضاه، ويملا الارض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، ولد (عليه السلام) في



[ صفحه 31]



سامراء ليلة الجمعة في النصف من شعبان سنة 255 هـ [1] ، في زمان محمّد بن الواثق المهتدي، الذي تولّي الخلافة العباسية في رجب سنة 255 هـ، أي قبل ولادة الامام المهدي (عليه السلام) بشهر تقريباً، وقتله الاتراک في رجب سنة 256 هـ، وتولّي بعده أحمد ابن جعفر المتوکّل العباسي المعروف بالمعتمد في اليوم الذي قتل فيه المهتدي.

وتوفّي والده الامام الحسن بن محمّد العسکري (عليه السلام) وکان له من العمر خمس سنوات کما جاء في أکثر الروايات، فآتاه الله الحکمة وجعله آية للعالمين وإماماً للمسلمين کما جعل عيسي بن مريم (عليه السلام) وهو في المهد نبيّاً.

وقيل: ولد (عليه السلام) في غرّة شهر رمضان سنة 254 هـ [2] .

وقيل: ولد (عليه السلام) سنة 256 هـ في الثامن من شعبان [3] .

وقيل: ولد (عليه السلام) سنة 258 هـ في الثالث والعشرين من شهر رمضان [4] ، أي في ملک المعتمد بن المتوکّل (المتوفّي سنة 279 هـ).

والقول المعتبر والمشهور هو الاوّل أي في النصف من شعبان سنة 255 هـ.

وعقّ الامام العسکري (عليه السلام) عن ابنه إجراءً للسنّة الشريفة وأمر بتوزيع الخبز واللحم، فقد روي الشيخ الصدوق بالاسناد عن أبي جعفر العمري، قال: لمّـا ولد



[ صفحه 32]



السيّد (عليه السلام) قال أبو محمّد (عليه السلام): ابعثوا إلي أبي عمرو - يعني عثمان بن سعيد - فبُعِث إليه، فصار إليه فقال له: اشترِ عشرة آلاف رطل خبز، وعشرة آلاف رطل لحم وفرّقه - أحسبه قال: علي بني هاشم - وعقّ عنه بکذا وکذا شاة [5] .

وعن عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدّثني محمّد بن إبراهيم الکوفي أنّ أبا محمّد (عليه السلام) بعث إلي بعض من سمّـاه لي بشاة مذبوحة، وقال: هذه من عقيقة ابني محمّد [6] .

وروي الشيخ الطوسي بالاسناد عن إبراهيم بن إدريس، قال: وجّه إليّ مولاي أبو محمّد (عليه السلام) بکبشين، وکتب: بسم الله الرحمن الرحيم، عقّ هذين الکبشين عن مولاک، وکُل هنّأک الله، وأطعم إخوانک [7] .

ودخل بعض خواصّ الامام العسکري (عليه السلام) وثقاته ممّن کانوا يعلمون خبر ولادة الامام الحجّة (عليه السلام) فهنّأوا الامام العسکري (عليه السلام) بوليده الذي سيطهّر الارض من براثن الظلم والجور.

روي الشيخ الصدوق بالاسناد عن أبي الفضل الحسن بن الحسين العلوي، قال: دخلت علي أبي محمّد الحسن بن عليّ (عليه السلام) بسرّ من رأي، فهنّأته بولادة ابنه القائم (عليه السلام) [8] .



[ صفحه 33]




پاورقي

[1] راجع الکافي 1: 431، الارشاد 2: 339، کشف الغمّة 3: 243 و 326، إثبات الوصيّة: 219، عيون المعجزات: 139، إعلام الوري: 418، وفيات الاعيان 4: 176، الفصول المهمّة: 292.

[2] کمال الدين: 474.

[3] کمال الدين: 432 / 9 و 12.

[4] کشف الغمّة 3: 234.

[5] کمال الدين: 430 / 6.

[6] کمال الدين: 342 / 10.

[7] غيبة الطوسي: 148.

[8] کمال الدين: 434 / 1، غيبة الطوسي: 138 و 151. وفيها: أبو الفضل الحسين بن الحسن ابن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام).