بازگشت

النص علي امامته


لقد جاء عن الرسول المصطفي (صلي الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) والائمة الهداة من ولده (عليهم السلام) ذکر النص علي أئمة المسلمين وخلفاء رسول ربّ العالمين الاثني عشر من عترته المعصومين واحداً بعد واحد، مع بيان فضلهم وعدّتهم من طرق رجال الشيعة الموثّقين عند الائمة الهداة (عليهم السلام)، وقد ورد ذلک عنهم متواتراً، بشکل يجلو القلوب من العمي، وينفي الشکّ ويزيل الارتياب عمّن أراد سلوک طريق الحقّ ولم يجعل للشيطان علي نفسه سبيلاً بالاصغاء إلي زخارف المموّهين وفتنة المفتونين.

ويضاف إلي ما تقدّم من النص علي الائمّة الاثني عشر (عليهم السلام)، النصوص الخاصّة بإمامة الثاني عشر منهم (عليه السلام)، وکونه مهديّ هذه الاُمّة الذي يغيب ثمّ يظهر ليملا الارض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، ولقد سبق النص عليه من جدّه النبيّ الاکرم (صلي الله عليه وآله) في عشرات المناسبات وتواترت النصوص عليه من الائمة (عليهم السلام) واحداً بعد واحد لتؤکّد بأ نّه التاسع من ولد الحسين (عليه السلام)، والثامن من ولد زين العابدين (عليه السلام)، والسابع من ولد الباقر (عليه السلام)، والسادس من ولد الصادق (عليه السلام)، والخامس من ولد الکاظم (عليه السلام)، والرابع من ولد الرضا (عليه السلام)، والثالث من ولد الجواد (عليه السلام)، والثاني من ولد علي الهادي (عليه السلام)، وکونه ابن الامام العسکري (عليه السلام)،



[ صفحه 154]



علي ما سيأتي في النصوص التي اخترناها کنماذج لما ذکرناه في هذا الفصل.

فالامام بعد أبي محمّد الحسن بن عليّ العسکري (عليه السلام) هو ابنه المسمّي باسم جدّه المصطفي (صلي الله عليه وآله) المکنّي بکنيته، ولم يخلف أبوه ولداً غيره بعد وفاته، وهو القائم المنتظر لاقامة دولة الحقّ، وکان أبوه (عليه السلام) قد أخفي مولده وستر أمره، وذلک لصعوبة الزمان وشدّة طلب سلطان الزمان له والخوف عليه من الحاکمين الذين اجتهدوا في البحث عن أمره، وفتّشوا دار أبيه بعد وفاته (عليه السلام)، وذلک لما شاع من مذهب الشيعة الامامية فيه، وعُرِف من انتظارهم له، لذا فلم يظهره أبوه (عليه السلام) إلاّ لخواصّه وثقات أصحابه، حيث أراهم إيّاه بشخصه کما تدلّ عليه الروايات التي سنذکرها في نص أبيه عليه من هذا الفصل، وأشار إليه بالامامة استظهاراً في الحجّة وتثبيتاً علي المحجّة.

قال الشيخ المفيد (رحمه الله): وقد سبق النص عليه في ملّة الاسلام من نبيّ الهدي (صلي الله عليه وآله) ثمّ من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ونص عليه الائمة (عليهم السلام) واحداً بعد واحد إلي أبيه الحسن (عليه السلام)، ونص أبوه عليه عند ثقاته وخاصّة شيعته.

وکان الخبر بغيبته ثابتاً قبل وجوده، وبدولته مستفيضاً قبل غيبته، وهو صاحب السيف من أئمة الهدي (عليهم السلام) والقائم بالحقّ، والمنتظر لدولة الايمان [1] .

وفي ما يلي نذکر شذرات من مئات الروايات الواردة عن الائمة الهداة (عليهم السلام) والتي تنص علي الامام الثاني عشر (عليه السلام) مهديّ هذه الاُمّة، الحجّة بن الحسن العسکري، وتصف زمانه وغيبته وما سيقوم به بعد ظهوره، وهذه الاحاديث إذا لم يکن جلّها من الصحيح، فممّـا لا شکّ فيه بأنّ عدداً کبيراً منها يفوق حدّ التواتر، وهو ممّـا تطمئنّ له النفس، ذلک لانّ رواتها من المعروفين بالوثاقة والاستقامة.



[ صفحه 155]



فلنستمع إلي النصوص مرتّبة وفقاً لروايتها عن المعصومين الاربعة عشر:


پاورقي

[1] الارشاد 2: 339.