سوره نساء
قوله تعالي: (يا أ يُّها الَّذينَ آمَنوا أطيعوا اللهَ وَأطيعوا الرَّسولَ وَاُولي الامْرِ مِنْکُمْ) [1] .
27 - روي الشيخ الصدوق بالاسناد عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال: لمّـا أنزل الله عزّ وجلّ علي نبيّه محمّد (صلي الله عليه وآله): (يا أ يُّها الَّذينَ آمَنوا أطيعوا اللهَ
[ صفحه 101]
وَأطيعوا الرَّسولَ وَاُولي الامْرِ مِنْکُمْ) قلت: يا رسول الله عَرَفنا الله ورسوله، فمن اُولو الامر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتک؟
فقال (صلي الله عليه وآله): هم خلفائي يا جابر، وأئمّة المسلمين من بعدي، أوّلهم عليّ بن أبي طالب، ثمّ الحسن والحسين، ثمّ عليّ بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليّ المعروف في التوراة بالباقر، وستدرکه يا جابر، فإذا لقيته فأقرئه منّي السلام، ثمّ الصادق جعفر ابن محمّد، ثمّ موسي بن جعفر، ثمّ عليّ بن موسي، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ عليّ بن محمّد، ثمّ الحسن بن عليّ، ثمّ سميّي وکنيّي، حجّة الله في أرضه، وبقيّته في عباده ابن الحسن ابن عليّ، ذاک الذي يفتح الله تعالي ذکره علي يديه مشارق الارض ومغاربها، ذاک الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبةً لا يثبت فيها علي القول بإمامته إلاّ من امتحن الله قلبه للايمان.
قال جابر: فقلت له: يا رسول الله، فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟ فقال (صلي الله عليه وآله): إي والذي بعثني بالنبوّة، إنّهم يستضيئون بنوره، وينتفعون بولايته في غيبته کانتفاع الناس بالشمس وإن تجلّلها سحاب، يا جابر هذا من مکنون سرّ الله ومخزون علمه، فاکتمه إلاّ عن أهله [2] .
قوله تعالي: (وَإنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللهُ کُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ وَکانَ اللهُ واسِعاً حَکيماً) [3] .
[ صفحه 102]
28 - قال أمير المؤمنين (عليه السلام) من خطبة طويلة تسمّي المخزون، قال (عليه السلام) في وصف الحياة في ظلّ دولة المهدي (عليه السلام): فتستبشر الارض بالعدل، وتعطي السماء قطرها، والشجر ثمرها، والارض نباتها، وتتزيّن لاهلها، وتأمن الوحوش حتّي ترتعي في طرق الارض کأنعامهم، ويُقذَف في قلوب المؤمنين العلم، فلا يحتاج مؤمن إلي ما عند أخيه من العلم، فيومئذ تأويل هذه الاية: (يُغْنِ اللهُ کُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ وَکانَ اللهُ واسِعاً حَکيماً) [4] .
قوله تعالي: (وَإنْ مِنْ أهْلِ الکِتابِ إلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ القِيامَةِ يَکونُ عَلَيْهِمْ شَهيداً) [5] .
29 - روي أبو حمزة عن شهر بن حوشب، قال: قال لي الحجّاج: إنّ آية في کتاب الله قد أعيتني.
فقلت: أ يّها الامير أ يّة آية هي؟
فقال: قوله: (وَإنْ مِنْ أهْلِ الکِتابِ إلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) والله إنّي لامر باليهودي والنصراني فيضرب عنقه، ثمّ أرمقه بعيني، فما أراه يحرّک شفتيه حتّي يخمد!
فقلت: أصلح الله الامير، ليس علي ما تأوّلت.
قال: کيف هو؟
قلت: إنّ عيسي ينزل قبل يوم القيامة إلي الدنيا، فلا يبقي أهل ملّة يهودي
[ صفحه 103]
ولا نصراني إلاّ آمن به قبل موته، ويصلّي خلف المهدي.
قال: ويحک أ نّي لک هذا، ومن أين جئت به؟
فقلت: حدّثني به محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).
فقال: جئت بها والله من عين صافية [6] .
30 - وقال الشيخ الطوسي في تفسيره: واختلفوا في الهاء (في قوله: ليؤمنن به) إلي من ترجع. فقال قوم: هي کناية عن عيسي (عليه السلام)، کأ نّه قال: لا يبقي أحد من اليهود إلاّ يؤمن بعيسي قبل موت عيسي بأن ينزله الله إلي الارض إذا خرج المهدي (عليه السلام) وأنزله الله لقتل الدجّال، فتصير الملل کلّها ملّة واحدة، وهي ملّة الاسلام الحنيفيّة دين إبراهيم (عليه السلام)، ذهب إليه ابن عباس وأبو مالک والحسن وقتادة وابن زيد، وذلک حين لا ينفعهم الايمان.
واختاره الطبري، قال: والاية خاصّة لمن يکون في ذلک الزمان، وهو الذي ذکره عليّ بن إبراهيم في تفسيره من أصحابنا [7] .
پاورقي
[1] النساء 4: 59.
[2] کمال الدين: 243 / 3، کفاية الاثر: 53، کشف الغمّة 3: 299، تأويل الايات 1: 135 / 13، بحار الانوار 36: 249 ـ 250 / 67.
[3] النساء: 130.
[4] مختصر بصائر الدرجات: 201.
[5] النساء 4: 159.
[6] تفسير القمّي 1: 158، بحار الانوار 14: 349 / 13.
[7] التبيان 3: 386.