بازگشت

سوره بقره


قوله تعالي: (الَّذينَ يُؤْمِنونَ بِالغَيْبِ) [1] .

1 - روي الخزّاز بالاسناد عن جابر بن عبد الله الانصاري، عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) - في حديث طويل - قال (صلي الله عليه وآله) في آخره: طوبي للصابرين في غيبته، طوبي للمتّقين علي محجّتهم، اُولئک وصفهم الله تعالي في کتابه وقال: (الَّذينَ يُؤْمِنونَ بِالغَيْبِ)، وقال: (اُوْلئِکَ حِزْبُ اللهِ ألا إنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفْلِحون) [2] .

2 - وروي البرسي، عن عمّـار بن ياسر، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في کتاب الواحدة، قال: قوله تعالي: (الَّذينَ يُؤْمِنونَ بِالغَيْبِ) الغيب: يوم الرجعة، ويوم القيامة، ويوم القائم، وهي أيام آل محمّد (عليهم السلام) وإليها الاشارة بقوله تعالي: (وَذَکِّرْهُمْ بِأيَّامِ اللهِ) [3] ، الحديث [4] .



[ صفحه 90]



3 - وروي السيّد شرف الدين النجفي بالاسناد عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - قال: (الَّذينَ يُؤْمِنونَ بِالغَيْبِ) وهو البعث والنشور وقيام القائم والرجعة [5] .

4 - وروي الشيخ الصدوق بالاسناد عن يحيي بن أبي القاسم، قال: سألت الصادق (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (ألم ، ذلِکَ الکِتابُ لا رَيْبَ فيهِ هُديً لِلْمُتَّقينَ ، الَّذينَ يُؤْمِنونَ بِالغَيْبِ) فقال: المتّقون: شيعة علي (عليه السلام)، والغيب: فهو الحجّة الغائب، وشاهد ذلک قول الله عزّ وجلّ: (وَيَقولونَ لَوْلا اُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبَّهِ فَقُلْ إنَّما الغَيْبُ للهِ فَانْتَظِروا إنِّي مَعَکُمْ مِنَ المُنْتَظِرين) [6] .

5 - وروي أيضاً بالاسناد عن داود بن کثير الرقّي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قول الله عزّ وجلّ: (الَّذينَ يُؤْمِنونَ بِالغَيْبِ)، قال: من أقرّ بقيام القائم أ نّه حقّ [7] .

قوله تعالي: (لَهُمْ في الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ في الاخِرَةِ عَذابٌ عَظيم) [8] .



[ صفحه 91]



6 - روي الطبري في تفسيره والشيخ الطوسي في التبيان وغيرهما بالاسناد عن السدّي، في قوله تعالي: (لَهُمْ في الدُّنْيا خِزْيٌ) قال: أمّا خزيهم في الدنيا، فإنّه إذا قام المهدي وفتحت القسطنطينية قتلهم، فذلک الخزي [9] .

قوله تعالي: (أيْنَما تَکونوا يَأتِ بِکُمُ اللهُ جَميعاً إنَّ اللهَ عَلي کُلِّ شَيْء قَدير) [10] .

7 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: کان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: لا يزال الناس ينقصون حتّي لا يقال (الله). فإذا کان ذلک ضرب يعسوب الدين بذنبه [11] ، فيبعث الله قوماً من أطرافها، يجيئون قَزَعاً کقَزَع الخريف، والله إنّي لاعرفهم وأعرف أسماءهم وقبائلهم واسم أميرهم، وهم قوم يحملهم الله کيف يشاء، من القبيلة الرجل والرجلين - حتّي بلغ تسعة - فيتوافون من الافاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدّة أهل بدر، وهو قول الله: (أيْنَما تَکونوا يَأتِ بِکُمُ اللهُ جَميعاً إنَّ اللهَ عَلي کُلِّ شَيْء قَدير) حتّي أنّ الرجل ليحتبي فلا يحلّ حبوته حتّي يبلغه الله ذلک [12] .

8 - عن أبي خالد الکابلي، عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين (عليه السلام) أ نّه قال:



[ صفحه 92]



المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، عدّة أهل بدر فيصبحون بمکّة، وهو قول الله عزّ وجلّ: (أيْنَما تَکونوا يَأتِ بِکُمُ اللهُ جَميعاً)، وهم أصحاب القائم [13] .

9 - وعن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) - في حديث طويل يذکر فيه علامات ظهور الامام الحجّة (عليه السلام) - قال: ويجيء والله ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمکّة علي غير ميعاد قزعاً کقزع الخريف يتبع بعضهم بعضاً، وهي الاية التي قال الله تعالي: (أيْنَما تَکونوا يَأتِ بِکُمُ اللهُ جَميعاً إنَّ اللهَ عَلي کُلِّ شَيْء قَدير)، فيبايعونه بين الرکن والمقام، ومعه عهد من رسول الله (صلي الله عليه وآله) قد توارثته الابناء عن الاباء [14] ، الحديث.

10 - وعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) - في حديث طويل يذکر فيه غيبة الامام الحجّة (عليه السلام) وأحداث ظهوره - قال (عليه السلام): يکون أوّل خلق الله يبايعه جبرئيل، ويبايعه الثلاثمائة والبضعة عشر رجلاً، فمن ابتلي في المسير وافاه في تلک الساعة، ومن لم يبتل بالمسير فُقِد عن فراشه، ثمّ قال: هو والله قول عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): المفقودون عن فرشهم، وهو قول الله تعالي: (فَاسْتَبِقوا الخَيْراتِ أيْنَما تَکونوا يَأتِ



[ صفحه 93]



بِکُمُ اللهُ جَميعاً) أصحاب القائم الثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً.

قال: هم والله الاُمّة المعدودة التي قال الله في کتابه: (وَلَئِنْ أخَّرْنا عَنْهُمُ العَذابَ إلي اُمَّة مَعْدودَة) [15] .

قال: يجمعون في ساعة واحدة قزعاً کقزع الخريف، فيصبح بمکّة فيدعوا الناس إلي کتاب الله وسنّة نبيّه (صلي الله عليه وآله) [16] ، الحديث.

11 - وعن المفضّل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لقد نزلت هذه الاية في المفتقدين من أصحاب القائم (عليه السلام)، قوله تعالي: (أيْنَما تَکونوا يَأتِ بِکُمُ اللهُ جَميعاً) إنّهم ليفتقدون عن فرشهم ليلاً فيصبحون بمکّة، وبعضهم يسير في السحاب، يُعرَف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه.

قال: قلت: جعلت فداک، أ يّهم أعظم إيماناً؟ قال: الذي يسير في السحاب نهاراً [17] .

12 - وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قوله تعالي: (فَاسْتَبِقوا الخَيْراتِ أيْنَما تَکونوا يَأتِ بِکُمُ اللهُ جَميعاً) قال: نزلت في القائم وأصحابه، يُجْمَعون علي غير ميعاد [18] .



[ صفحه 94]



13 - وعن أبي سمينة عن مولي لابي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن قوله تعالي: (أيْنَما تَکونوا يَأتِ بِکُمُ اللهُ جَميعاً)، قال: وذلک والله أن لو قام قائمنا يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان [19] .

14 - وعن السيّد عبد العظيم الحسني (رضي الله عنه)، قال: قلت لمحمّد بن عليّ بن موسي (عليه السلام): إنّي لارجو أن تکون القائم من أهل بيت محمّد (صلي الله عليه وآله) الذي يملا الارض قسطاً وعدلاً کما ملئت جوراً وظلماً؟

فقال (عليه السلام): يا أبا القاسم، ما منّا إلاّ وهو قائم بأمر الله عزّ وجلّ، وهاد إلي دين الله، ولکن القائم الذي يطهّر الله عزّ وجلّ به الارض من أهل الکفر والجحود، ويملؤها عدلاً وقسطاً، هو الذي تخفي علي الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته، وهو سميّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) وکنيّه، وهو الذي تطوي له الارض، ويذلّ له کلّ صعب، ويجتمع إليه من أصحابه عدّة أهل بدر، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أقاصي الارض، وذلک قول الله عزّ وجلّ: (أيْنَما تَکونوا يَأتِ بِکُمُ اللهُ جَميعاً إنَّ اللهَ عَلي کُلِّ شَيْء قَدير).

فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الاخلاص أظهر الله أمره، فإذا کمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله عزّ وجلّ، فلا يزال يقتل أعداء الله حتّي يرضي الله عزّ وجلّ [20] ، الحديث.



[ صفحه 95]



قوله تعالي: (وَلَنَبْلُوَنَّکُمْ بِشَيْء مِنَ الخَوْفِ وَالجوعِ وَنَقْص مِنَ الامْوالِ وَالانْفُسِ وَالَّثمَراتِ وَبَشِّرَ الصَّابِرين) [21] .

15 - عن الثمالي، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: (وَلَنَبْلُوَنَّکُمْ بِشَيْء مِنَ الخَوْفِ وَالجوعِ) فقال: ذلک جوع خاصّ وجوع عامّ، فأمّا بالشام فإنّه عامّ، وأمّا الخاصّ بالکوفة يخصّ ولا يعمّ، ولکنّه يخصّ بالکوفة أعداء آل محمّد عليه الصلاة والسلام، فيهلکهم الله بالجوع، وأمّا الخوف فإنّه عامّ بالشام، وذاک الخوف إذا قام القائم (عليه السلام)، وأمّا الجوع فقبل قيام القائم (عليه السلام)، وذلک قوله تعالي: (وَلَنَبْلُوَنَّکُمْ بِشَيْء مِنَ الخَوْفِ وَالجوعِ) [22] .

16 - وروي محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام)، قال: إنّ قدّام القائم علامات تکون من الله عزّ وجلّ للمؤمنين.

قلت: ما هي جعلني الله فداک؟ قال: ذلک قول الله عزّ وجلّ: (وَلَنَبْلُوَنَّکُمْ) يعني المؤمنين قبل خروج القائم (عليه السلام) (بِشَيْء مِنَ الخَوْفِ وَالجوعِ وَنَقْص مِنَ الامْوالِ وَالانْفُسِ وَالَّثمَراتِ وَبَشِّرَ الصَّابِرين).

قال: يبلوهم (بِشَيْء مِنَ الخَوْفِ) من ملوک بني فلان في آخر سلطانهم (وَالجوعِ) بغلاء أسعارهم (وَنَقْص مِنَ الامْوالِ) قال: کساد التجارات وقلّة الفضل، (وَ) نقص من (الانْفُسِ)، قال: موت ذريع، (وَ) نقص من



[ صفحه 96]



(الَّثمَراتِ)، قال: قلّة ريع ما يزرع، (وَبَشِّرَ الصَّابِرين) عند ذلک بتعجيل خروج القائم (عليه السلام).

ثمّ قال لي: يا محمّد، هنا تأويله إنّ الله تعالي يقول: (وَما يَعْلَمُ تَأويلَهُ إلاّ اللهُ وَالرَّاسِخونَ في العِلْمِ) [23] .

17 - وعن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا بدّ أن يکون قدّام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الاموال والانفس والثمرات، فإنّ ذلک في کتاب الله لبيّن، ثمّ تلا هذه الاية: (وَلَنَبْلُوَنَّکُمْ بِشَيْء مِنَ الخَوْفِ وَالجوعِ وَنَقْص مِنَ الامْوالِ وَالانْفُسِ وَالَّثمَراتِ وَبَشِّرَ الصَّابِرين) [24] .

قوله تعالي: (فَلَمَّـا فَصَلَ طالوت بِالجُنودِ قالَ إنَّ اللهَ مُبْتَليکُمْ بِنَهَر) [25] ، الاية.

18 - روي أبو بصير عن الامام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أ نّه قال: إنّ أصحاب طالوت ابتلوا بالنهر الذي قال الله تعالي: (مُبْتَليکُمْ بِنَهَر) وإنّ أصحاب القائم (عليه السلام) يبتلون بمثل ذلک [26] .



[ صفحه 97]




پاورقي

[1] البقرة 2: 3.

[2] کفاية الاثر: 56 ـ 57، بحار الانوار 36: 304 / 144. والاية من سورة المجادلة 58: 22.

[3] إبراهيم 14: 5.

[4] مشارق أنوار اليقين: 159.

[5] تأويل الايات 1: 31 / 1، بحار الانوار 24: 351 / 69.

[6] کمال الدين: 340 / 20، تأويل الايات 1: 32 / 2، بحار الانوار 51: 52 / 29. والاية الاخيرة من سورة يونس 10: 20.

[7] کمال الدين: 340 / 19، بحار الانوار 51: 52 / 28.

[8] البقرة 2: 114.

[9] تفسير الطبري 1: 399، التبيان 1: 420، مجمع البيان 1: 190، الدرّ المنثور 1: 108، البرهان للمتّقي الهندي: 156 / 3.

[10] البقرة 2: 148.

[11] الضرب بالذنب هاهنا مثلٌ للاقامة والثبات، يعني أ نّه يثبت هو ومن تبعه علي الدين.

[12] الغيبة للطوسي: 284، الاُصول الستّة عشر: 64، بحار الانوار 52: 334 / 65.

[13] کمال الدين: 654 / 21، الخرائج والجرائح 3: 1156، بحار الانوار 52: 323 / 24.

[14] تفسير العياشي 1: 64 / 117، الاختصاص: 255، الغيبة للطوسي: 269، الخرائج والجرائح 3: 1156، عقد الدرر: 49 الفصل الاوّل من الباب الرابع، والصفحة 87، کشف الغمّة 3: 249، الفصول المهمّة: 301، بحار الانوار 51: 56 / 44، و 52: 212 / 62.

[15] هود 11: 8.

[16] تفسير العياشي 2: 56 / 49، عقد الدرر: 133 ـ الباب الخامس بتفاوت يسير، بحار الانوار 52: 341 / 91.

[17] کمال الدين: 672 / 24، بحار الانوار 52: 286 / 21.

[18] بحار الانوار 51: 58، حلية الابرار 2: 622.

[19] تفسير العياشي 1: 66 / 117، بحار الانوار 52: 291 / 37.

[20] کمال الدين: 377 / 2، کفاية الاثر: 277، الاحتجاج 2: 449، بحار الانوار 51: 157 / 4، و 52: 283 / 10.

[21] البقرة: 2: 155.

[22] تفسير العياشي 1: 68 / 125، بحار الانوار 52: 229 / 94.

[23] کمال الدين: 649 / 3، الخرائج والجرائح 3: 1153 / 20، کشف الغمّة 3: 52، حلية الابرار 2: 608، بحار الانوار 52: 202 / 28. والاية من سورة آل عمران 3: 7.

[24] بحار الانوار 52: 228 / 93، منتخب الاثر: 453 / 4، حلية الابرار 3: 608.

[25] البقرة 2: 249.

[26] الغيبة للطوسي: 282، بحار الانوار 52: 332 / 56.