بازگشت

الايات المفسرة بالامام المهدي


إنّ ظهور الامام المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان وإقامته دولة القسط والعدل علي أنقاض دول الظلم والفساد ومؤسسات الظلم والجور، أمرٌ منقول بالتواتر عن نبيّ الهدي والرحمة (صلي الله عليه وآله) ومن طرق صحيحة متّفق عليها عند المسلمين کافة.

والروايات الواردة عن أئمة الهدي عترة المصطفي (عليهم السلام) في الامام المهدي(عليه السلام) کثيرة لا يبلغها الاحصاء، وقد ورد أغلبها بطرق صحيحة متّفق عليها بشتّي الالفاظ، ولا يرقي إليها أدني ريب أو شکّ.

وممّـا لا ريب فيه أنّ أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هم عدول القرآن بنص حديث جدّهم رسول الله (صلي الله عليه وآله): «إنّي تارک فيکم الثقلين: کتاب الله وعترتي أهل بيتي» لذا فإنّ فهم تأويل القرآن وتفسيره فهماً صحيحاً منوطٌ بفهم وإدراک حديثهم (عليهم السلام) سيّما في مثل مسألة ظهور الامام المصلح الذي سيغيّر وجه التأريخ ومصير الانسانية بإقامة اُسس العدل والمساواة والاخاء والرخاء.

وإذا تأمّلنا النصوص القرآنيّة نجد أنّ القرآن الکريم هو الاخر يؤيّد ما ورد في السنّة المبارکة في هذه المسألة المصيرية، من خلال الاحاديث الکثيرة المرويّة عن أهل البيت (عليهم السلام) والاخبار والاقوال المرويّة عن الصحابة والتابعين والمفسّرين



[ صفحه 88]



الواردة في الايات القرآنية المفسّرة بالامام المهدي (عليه السلام) الذي سيظهر في آخر الزمان، أو المؤوّلة بالاحداث التي تقارن ظهوره (عليه السلام) کنزول عيسي وظهور الدجّال والسفياني وخسف البيداء والصيحة والنداء وغيرها.

ولقد اقتصرنا في هذا الفصل علي ذکر الايات المفسّرة بالامام المهدي (عليه السلام) دون أن نذکر تفاصيل الايات المفسّرة بالاحداث المقارنة لظهوره المبارک، وذلک رعايةً للاختصار أوّلاً، ولا نّنا سنذکر مجمل هذه الاحداث في علامات الظهور بشيء من التفصيل.

ولا يفوتنا أن نذکر في مقدّمة هذا الفصل أنّ الروايات التي سنذکرها في هذا الفصل جاء بعضها مؤيّداً بأقوال الصحابة أو التابعين أو المفسّرين وبعض المصنّفين من العامّة، کما سيلاحظ القارئ الکريم في الاية 148 من سورة البقرة، والاية 41 من سورة المائدة، والاية 33 من سورة التوبة، والاية 5 من سورة القصص، والايتين 61 و 62 من سورة الاحزاب، والاية 61 من سورة الزخرف.

علي أنّ ما سنذکره في هذا الفصل يشتمل علي مجموع ما اخترناه من الايات المفسّرة في ظهور الامام (عليه السلام) أو ذکر غيبته أو أصحابه، وقد رتّبناه وفقاً لترتيب السور القرآنية والايات ليکون أسهل تناولاً.

أمّا الاحاطة بجميع الايات المفسّرة بالامام (عليه السلام)، فهو أمرٌ يحتاج إلي کتاب مستقلّ ينهض بهذه المهمّة، ويمکن للقارئ الکريم أن يراجع کتاب (المحجّة في ما نزل في القائم الحجّة (عليه السلام)) [1] للسيّد هاشم البحراني، فهو من الکتب الاختصاصيّة بهذا



[ صفحه 89]



الموضوع، أو الجزء الخامس من کتاب (معجم أحاديث المهدي (عليه السلام)) [2] فهو کتاب يلمّ بأطراف الموضوع بشکل ميسور وشيّق.

وفيما يلي نذکر الايات المفسّرة بالامام المهدي (عليه السلام) مرتّبة وفقاً لترتيب السور والايات.


پاورقي

[1] مطبوع بتحقيق السيّد محمّد منير الميلاني ـ مؤسسة الوفاء ـ بيروت، عدد الصفحات (284).

[2] طبع وتأليف مؤسسة المعارف الاسلامية ـ عدد الصفحات (551).