بازگشت

التمسک بخط أهل البيت


وفي غمرة الفتنة والشکّ في غيبة الامام (عليه السلام) لا بدّ من الرجوع إلي أهل البيت (عليهم السلام) لانّ أمرهم ظاهر کالشمس في رائعة النهار.

ــ قال المفضّل بن عمر: کنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) في مجلسه، ومعي غيري، فقال لنا: إيّاکم والتنويه - يعني باسم القائم (عليه السلام) - وکنت أراه يريد غيري.

فقال (عليه السلام) لي: يا أبا عبد الله، إيّاکم والتنويه، والله ليغيبنّ سبتاً من الدهر، وليخملنّ حتّي يقال: مات أو هلک، بأيّ واد سلک؟ ولتفيضنّ عليه أعين المؤمنين، ولتکفأنّ تکفّئ السفينة في أمواج البحر حتّي لا ينجو إلاّ من أخذ الله ميثاقه، وکتب الايمان في قلبه، وأيّده بروح منه، ولترفعنّ اثنتا عشرة راية مشتبهة، لا يعرف أيّ من أيّ.

قال المفضّل: فبکيت، فقال لي: ما يبکيک؟ قلت: جعلت فداک، کيف لا أبکي وأنت تقول: ترفع اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أيّ من أيّ؟

قال: فنظر إلي کوّة في البيت التي تطلع فيها الشمس في مجلسه، فقال: أهذه الشمس مضيئة؟

قلت: نعم.

فقال: والله لامرنا أضوأ منها [1] .



[ صفحه 539]



ــ وعن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) أ نّه قال: يأتي علي الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، فيا طوبي للثابتين علي أمرنا في ذلک الزمان، إنّ أدني ما يکون لهم من الثواب أن يناديهم الباري عزّ وجلّ: يا عبادي، آمنتم بسرّي، وصدّقتم بغيبتي، فأبشروا بحسن الثواب منّي، فأنتم عبادي حقّاً، منکم أتقبّل، وعنکم أعفو، ولکم أغفر، وبکم أسقي عبادي الغيث، وأدفع عنهم البلاء، ولولاکم لانزلت عليهم عذابي [2] .

ــ وعن أبي الصلت الهروي، عن الامام الرضا، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال النبيّ (صلي الله عليه وآله): والذي بعثني بالحقّ بشيراً ليغيبنّ القائم من ولدي بعهد معهود إليه منّي، حتّي يقول أکثر الناس: ما لله في آل محمّد حاجة، ويشکّ آخرون في ولادته، فمن أدرک زمانه فليتمسّک بدينه، ولا يجعل للشيطان إليه سبيلاً بشکّه فيزيله عن ملّتي، ويخرجه من ديني، فقد أخرج أبويکم من الجنّة من قبل، وإنّ الله عزّ وجلّ جعل الشيطان أولياء للذين لا يؤمنون [3] .

ــ وعن هانئ التمّـار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنّ لصاحب هذا الامر غيبة المتمسّک فيها بدينه کالخارط لشوک القتاد بيده، ثمّ أومأ أبو عبد الله (عليه السلام) بيده هکذا، قال: فأيّکم يمسک شوک القتاد بيده؟

ثمّ أطرق مليّاً، ثمّ قال: إنّ لصاحب هذا الامر غيبة، فليتّقِ الله عند غيبته وليتمسّک بدينه [4] .



[ صفحه 540]



ــ وعن منصور الصيقل، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أمسيت يوماً لا تري فيه إماماً من آل محمّد (صلي الله عليه وآله)، فأحبّ من کنت تحبّ، وأبغض من کنت تبغض، ووالِ من کنت توالي، وانتظر الفرج صباحاً ومساءً [5] .

ــ وعن الحارث بن المغيرة النضري، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: إنّا نروي بأنّ صاحب هذا الامر يفقد زماناً، فکيف نصنع عند ذلک؟ قال: تمسّکوا بالامر الاوّل الذي أنتم عليه حتّي يبين لکم [6] .

ــ وعن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أ نّه قال: يأتي علي الناس زمان يصيبهم فيها سبطة يأرز العَلَم [7] فيها کما تأرز الحيّة في حجرها، فبينما هم کذلک إذ طلع عليهم نجم.

قلت: فما السبطة؟

قال: الفترة.

قلت: فکيف نصنع فيما بين ذلک؟

فقال (عليه السلام): کونوا علي ما أنتم عليه حتّي يطلع الله لکم نجمکم [8] .

ــ وعن جابر، قال: دخلنا علي أبي جعفر محمّد بن عليّ (عليه السلام) ونحن جماعة بعدما قضينا نسکنا، فودّعناه وقلنا له: أوصنا يا بن رسول الله، فقال: ليعن قويّکم



[ صفحه 541]



ضعيفکم، وليعطف غنيّکم علي فقيرکم، ولينصح الرجل أخاه کنصحه لنفسه، واکتموا أسرارنا، ولا تحملوا الناس علي أعناقنا.

وانظروا أمرنا وما جاءکم عنّا، فإن وجدتموه في القرآن موافقاً فخذوا به، وإن لم تجدو موافقاً فردّوه، وإن اشتبه الامر عليکم فقفوا عنده، وردّوه إلينا حين نشرح لکم من ذلک ما شرح لنا، فإذا کنتم کما أوصيناکم ولم تعدوا إلي غيره، فمات منکم ميّت قبل أن يخرج قائمنا، کان شهيداً [9] .

ــ وعن أبي بصير، قال: قال الصادق (عليه السلام): طوبي لمن تمسّک بأمرنا في غيبة قائمنا، فلم يزغ قلبه بعد الهداية.

فقلت له: جعلت فداک، وما طوبي؟ قال: شجرة في الجنّة، أصلها في دار عليّ ابن أبي طالب (عليه السلام)، وليس من مؤمن إلاّ وفي داره غصن من أغصانها، وذلک قول الله عزّ وجلّ: (طوبي لَهُمْ وَحُسْنَ مَآب) [10] .

ــ وعن عمرو بن ثابت، قال: قال سيّد العابدين (عليه السلام): من ثبت علي ولايتنا في غيبة قائمنا، أعطاه الله أجر ألف شهيد مثل شهداء بدر واُحد [11] .

ــ وعن زرارة، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يأتي علي الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، فقلت له: ما يصنع الناس في ذلک الزمان؟ قال: يتمسّکون بالامر الذي هم عليه حتّي يتبيّن لهم [12] .



[ صفحه 542]




پاورقي

[1] الغيبة للنعماني: 99.

[2] بحار الانوار 52: 145 / 66.

[3] منتخب الاثر: 262 / 17.

[4] الغيبة للنعماني: 112، بحار الانوار 52: 111 / 21.

[5] الغيبة للنعماني: 104، بحار الانوار 52: 133.

[6] الغيبة للنعماني: 105، بحار الانوار 52: 133.

[7] السبطة: السکوت خوفاً، والعَلَم: هو الحجّة علي الناس، والمراد به الامام (عليه السلام)، ويأرز: يتقبّض ويتجمّع ويختفي.

[8] الغيبة للنعماني: 105.

[9] بحار الانوار 52: 122 / 5.

[10] بحار الانوار 52: 123 / 6، والاية من سورة الرعد: 31.

[11] بحار الانوار 52: 125 / 13.

[12] بحار الانوار 52: 149 / 75.