الاختلاف والحيرة
تدلّ الاخبار علي اختلاف الناس بشأن الامام المهدي (عليه السلام) خلال غيبته الکبري، نتيجة لطول الغيبة واستبعاد الناس وجوده خلال الزمان الطويل وما يقترن بذلک من الدعاوي والتزويرات.
ــ عن حمّـاد بن عبد الکريم الجلاّب، قال: ذُکِرَ القائم عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: أما إنّه لو قد قام لقال الناس: أنّي يکون هذا؟ وقد بليت عظامه مذ کذا وکذا [1] .
ــ وعن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام) أ نّه قال: إنّما نحن کنجوم السماء، کلّماغاب نجم طلع نجم، حتّي إذا أشرتم بأصابعکم وملتم بحواجبکم، غيّب الله عنکم نجمکم، واستوت بنو عبد المطّلب، فلم تعرف أيّاً من أيّ، فإذا طلع نجمکم فاحمدوا ربّکم [2] .
ــ وعن المفضّل بن عمر، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ما علامة القائم؟ قال (عليه السلام): إذا استدار الفلک، فقيل مات أو هلک، في أيّ واد سلک.
قلت: جعلت فداک، ثمّ يکون ماذا؟
[ صفحه 530]
قال (عليه السلام): لا يظهر إلاّ بالسيف [3] .
ــ وعن زائدة بن قدامة، عن عبد الکريم، قال: ذُکِر عند أبي عبد الله (عليه السلام) القائم (عليه السلام)، فقال: أنّي يکون ذلک ولم يستدر الفلک حتّي يقال مات أو هلک، في أيّ واد سلک.
فقلت: ما استدارة الفلک؟ فقال: اختلاف الشيعة بينهم [4] .
ــ وعن مسعدة، عن الامام الصادق (عليه السلام)، قال: والله لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم واحد، لطوّل الله ذلک اليوم حتّي يخرج قائمنا أهل البيت، ألا إنّ شيعتنا يقعون في فتنة وحيرة في غيبته، هناک يثبّت الله علي هداه المخلصين، اللهمّ أعنهم علي ذلک [5] .
ــ وعن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر (عليه السلام)، أ نّه قال: إذا فُقِد الخامس من ولد السابع، فالله الله في أديانکم، لا يزيلنکم عنها شيء، فإنّه لا بدّ لصاحب هذا الامر من غيبة حتّي يرجع عن هذا الامر من کان يقول به، إنّما هي محنة من الله يمتحن بها خلقه، ولو علم آباؤکم وأجدادکم ديناً أصحّ من هذا الدين لاتّبعوه.
قال: قلت: يا سيّدي، من الخامس من ولد السابع؟
قال (عليه السلام): عقولکم تضعف عن هذا، وأحلامکم تضيق عن حمله، ولکن إن تعيشوا فسوف تدرکونه [6] .
[ صفحه 531]
ــ وعن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال لي: يا أبا الجارود، إذا دار الفلک، وقالوا: مات أو هلک، بأيّ واد سلک، وقال الطالب له: أنّي يکون ذلک، وقد بليت عظامه؟ فعند ذلک فارتجوه، وإذا سمعتم به فأتوه ولو حبواً علي الثلج [7] .
ــ وعن عميرة بنت نفيل، قالت: سمعت الحسين بن عليّ (عليه السلام) يقول: لايکون الامر الذي ينتظر حتّي يبرأ بعضکم من بعض، ويتفل بعضکم في وجوه بعض، ويشهد بعضکم علي بعض بالکفر، ويلعن بعضکم بعضاً.
قالت: فقلت له: ما في ذلک الزمان من خير.
فقال الحسين (عليه السلام): الخير کلّه في ذلک الزمان، يقوم قائمنا، ويدفع ذلک کلّه [8] .
ــ وعن مالک بن ضمرة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا مالک بن ضمرة، کيف أنت إذا اختلفت الشيعة هکذا؟ وشبک أصابعه وأدخل بعضها في بعض.
فقلت: يا أمير المؤمنين، ما عند ذلک من خير.
قال: الخير کلّه عند ذلک يا مالک، عند ذلک يقوم قائمنا، فيقدّم سبعين رجلاً يکذبون علي الله وعلي رسوله فيقتلهم، ثمّ يجمعهم الله علي أمر واحد [9] .
پاورقي
[1] منتخب الاثر: 276 / 3.
[2] الغيبة للنعماني: 102.
[3] الغيبة للنعماني: 103.
[4] الغيبة للنعماني: 103.
[5] منتخب الاثر: 254 / 1.
[6] الغيبة للنعماني: 101، بحار الانوار 52: 113 / 26.
[7] الغيبة للنعماني: 101.
[8] الغيبة للنعماني: 138، بحار الانوار 52: 114 / 33.
[9] الغيبة للنعماني: 138، بحار الانوار 52: 115 / 34.