بازگشت

غيبة الاوصياء والحجج من بعد موسي إلي زمان المسيح


روي الصدوق في إکمال الدين بإسناده عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): أنّ يوشع بن نون (عليه السلام) قام بالامر بعد موسي صابراً من الطواغيت علي البلاء حتّي مضي منهم ثلاثة، فقوي بعدهم أمره، فخرج عليه رجلان من منافقي قوم موسي



[ صفحه 519]



بصفراء بنت شعيب امرأة موسي (عليه السلام) في مائة ألف، فغلبهم يوشع، فقتل منهم مقتلة عظيمة، وهزم الباقين، وأسر صفراء [1] .

واستتر الائمّة بعد يوشع إلي زمان داود (عليه السلام) أربعمائة سنة، وکانوا أحد عشر [نبياً]، حتّي انتهي الامر إلي آخرهم فغاب عنهم، ثمّ ظهر فبشّرهم بداود (عليه السلام)، وأخبرهم أنّ داود يطهّر الارض من جالوت وجنوده، وکانوا يعلمون أ نّه قد ولد، وبلغ أشدّه ويرونه ولا يعلمون أ نّه هو.

ولمّـا فصل طالوت بالجنود، خرج إخوة داود وأبوهم، وتخلّف داود، واستهان به إخوته، وقالوا: ما يصنع في هذا الوجه؟ فأقام يرعي غنم أبيه، واشتدّت الحرب، وأصاب الناس جهد، فرجع أبو داود وقال له: احمل إلي إخوتک طعاماً يتقوّون به، وکان داود (عليه السلام) قصيراً قليل الشعر، فمرّ بحجر فناداه: خذني واقتل بي جالوت، فإنّي إنّما خلقت لقتله، فأخذه ووضعه في مخلاته التي تکون فيها حجارته التي يرمي بها غنمه، واُدخل علي طالوت، فقال: يا فتي ما عندک من القوّة؟ قال: کان الاسد يعدو علي الشاة فآخذ برأسه وأقلب لحييه عنها، فآخذها من فيه، وکان الله أوحي إلي طالوت أ نّه لا يقتل جالوت إلاّ من لبس درعک فملاها، فدعا بدرعه فلبسها داود فاستوت عليه.

فقال داود: أروني جالوت، فلمّـا رآه أخذ الحجر، فرماه به فصکّ به بين عينيه فدمغه، وتنکّس من دابّته، وملّک الناس داود فانهزم جيش جالوت بإذن الله، وأنزل الله عليه الزبور، وعلّمه صنعة الحديد، فليّنه له، وأمر الجبال والطير أن يسبّحن معه، وأعطاه صوتاً لم يسمع بمثله حُسناً، واُعطي قوّة في العبادة، وأقام



[ صفحه 520]



في بني إسرائيل نبيّاً.

وهکذا يکون سبيل القائم (عليه السلام) له علم إذا حان وقت خروجه، انتشر ذلک العلم من نفسه، وأنطقه الله عزّ وجلّ فناداه: اخرج يا وليّ الله، فاقتل أعداء الله، وله سيف مغمد، إذا حان وقت خروجه اقتلع ذلک السيف من غمده، وأنطقه الله عزّ وجلّ فناداه السيف: اخرج يا وليّ الله، فلا يحلّ لک أن تقعد عن أعداء الله، فيخرج ويقتل أعداء الله حيث ثقفهم، ويقيم حدود الله، ويحکم بأحکام الله عزّ وجلّ [2] .


پاورقي

[1] کما قامت عائشة يوم الجمل ومعها طلحة والزبير، ضدّ الخليفة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).

[2] کمال الدين: 153 ـ 158.