غيبة يوسف
قال الصدوق: وأمّا غيبة يوسف (عليه السلام) فإنّها کانت عشرين سنة، لم يدّهن فيها، ولم يکتحل، ولم يتطيّب، ولم يمسّ النساء حتّي جمع الله ليعقوب شمله، وجمع بين يوسف وإخوته وأبيه وخالته، کان منها ثلاثة أيام في الجبّ، وفي السجن بضع سنين، وفي الملک الباقي، وکان هو بمصر، ويعقوب بفلسطين، وبينهما مسير تسعة أيام، فاختلفت عليه الاحوال في غيبته من إجماع إخوته علي قتله، وإلقائهم إيّاه في غيابة الجبّ، ثمّ بيعهم إيّاه بثمن بخس، ثمّ بلواه بامرأة العزيز، ثمّ بالسجن بضع سنين، ثمّ صار إليه ملک مصر، وجمع الله تعالي شمله وأراه تأويل رؤياه [1] .
فحال العارفين في وقتنا هذا بصاحب زماننا الغائب حال يعقوب في معرفته بيوسف وغيبته، وحال الجاهلين به وبغيبته والمعاندين في أمره حال إخوة يوسف الذين قالوا لابيهم: تالله إنّک لفي ضلالک القديم.
پاورقي
[1] راجع کمال الدين: 141 ـ 145، غيبة النعماني: 96.