بازگشت

الاتجاه العام للشعب الموالي


کان الاتجاه العامّ للشعب الموالي لخطّ الامام (عليه السلام) خلال الغيبة الصغري مرکّزاً حول عدّة نقاط مترابطة:

1 - الاعتماد العامّ والتوثّق الکامل من السفراء وحسن الظنّ بهم بأفضل أشکاله، بما هم أهل لذلک، لما هو معروف عند الشعب الموالي من نصوص الائمة الماضين (عليهم السلام) في توثيق وتجليل ومدح السفيرين الاوّلين، مضافاً إلي التجربة الفعليّة، والمعاشرة من قريب أو من بعيد، التي عاشها الناس مع السفراء الاربعة، قبل سفارتهم وبعدها، فعرفوا بالاخلاص والايمان والصدق والتقوي، بنحو يجعلهم في السنام الاعلي من خاصّة الشعب الموالي. فکانوا لا يشکّون، بأيّ حال من الاحوال، بما ينقله أحد السفراء إليهم شفوياً أو کتبيّاً عن الامام المهدي (عليه السلام) مضافاً إلي ما عرفناه من استدلالهم علي صدق الرسالة من خطّها، ومن مضمونها، ومن اُسلوب تبليغها.

2 - الرجوع في مشکلات الاُمور العقائدية والفقهية والشخصية إلي الامام (عليه السلام) عن طريق سفرائه، لکي يذلّلها لهم برأيه وحکمته، وبذلک يکون الامام المهدي (عليه السلام) وهو في غيبته قد أخذ بزمام الادارة لقواعده الشعبية ومواليه، وتدبير اُمورهم وإرشادهم فيما ينبغي أن يفعلوا أو أن يترکوا.

3 - الاعتماد علي التسالم علي أمر من الاُمور الموجودة بين أفراد الشعب الموالي أو الرأي العامّ الذي يوجد لديه، تجاه أيّ مسألة أو مشکلة. وهذا التسالم تستقيه القواعد الشعبية من خاصّتها وموجّهيها وعلمائها علي وجه العموم، ومن السفراء علي وجه الخصوص، وکان السفراء يتسالمون علي الامر نتيجة للقواعد



[ صفحه 498]



الاسلامية التي يعرفونها، أو باعتبار صدور النص فيها من قبل الامام المهدي (عليه السلام) علي يد أحد سفرائه، أو باعتبار تجربة حسّية عاشوها مع سلوک الفرد الذي تسالموا علي وثاقته أو الذي تسالموا علي انحرافه.

وذلک کالتسالم علي وثاقة السفيرين الاوّلين [1] ، وعلي وثاقة السفير الثالث الحسين بن روح [2] ، بل علي وثاقة السفراء الاربعة جميعاً، وکالتسالم علي انحراف ولعن الشلمغاني ابن أبي العزاقر [3] ، والتسالم بأنّ کلّ من ادّعي السفارة بعد السمري فهو کافر ضالّ مضلّ [4] .

فکانت هذه الاُمور وأمثالها، من الاُمور الواضحة، غير القابلة للمناقشة، يتلقّاها الخلف عن السلف، والجاهل عن العالم، والعامّة عن الخاصّة، وتعتبر جزءاً من معالم الدين.


پاورقي

[1] الغيبة للطوسي: 215.

[2] الغيبة للطوسي: 227.

[3] الغيبة للطوسي: 250.

[4] الغيبة للطوسي: 255.