بازگشت

محمد بن المظفر


وهو المعروف بأبي دلف الکاتب، وکان من الُمخمّسة المشهورين کما قدّمنا، ثمّ إنّه تولّي أبا بکر البغدادي، واعتبر مذهبه هو الصحيح. وکان يدافع عنه بحرارة، ويقدّمه علي الحسين بن روح (رضي الله عنه)، حتّي أوصي له أبو بکر البغدادي بعد وفاته [1] ،



[ صفحه 489]



وأصبـح بذلک مدّعياً للسفارة بعد السمري، وکان هذا علامة کذبه لدي الاصحاب.

وکان أبو دلف معروفاً بالالحاد، ثمّ أظهر الغلوّ، ثمّ جُنَّ وسُلسل، ثمّ صار مفوّضاً، ونقل عن بعض الرواة أ نّه قال: ما عرفناه قطّ، وما حضر في مشهد من الناس إلاّ استُخفّ به، ولا عرفته الشيعة إلاّ مدّة يسيرة، والجماعة تتبرّأ منه ومن يومئ إليه ويتولاّه، وأمره في الجنون أکثر من أن يحصي [2] .

ونکتفي بهذه اللمحات عن اُولئک المشعوذين والملحدين من الذين ادّعوا السفارة للامام المهدي (عليه السلام) کذباً ودجلاً ليعبروا منها إلي تنفيذ أهدافهم وترويج مقالاتهم المنافية لعقائد الاسلام واُصوله الواضحة، طمعاً في الاموال التي کانت تجبي إلي الامام (عليه السلام) بواسطة وکلائه وسفرائه الاربعة، وبدوافع اُخري لعلّ أصابع السلطة غير بريئة منها، وقد أعلن الامام المهدي (عليه السلام) ومن قبله آبائه المعصومون (عليهم السلام) عن کفر أمثال هؤلاء وإلحادهم، وأمروا أصحابهم بلعنهم والبراءة منهم.


پاورقي

[1] راجع غيبة الطوسي: 250 و 255 ـ 256.

[2] غيبة الطوسي: 254 ـ 255.