اسحاق الاحمر والباقطاني
روي الطبري في الدلائل بسنده عن أحمد بن الدينوري السرّاج: أ نّه حمل من أموال الموالي في الدينور ستّة عشر ألف دينار إلي بغداد، وبحث عمّن اُشير إليه بالنيابة - أي السفارة - فقيل له: إنّ ها هنا رجلاً يعرف بالباقطاني يدّعي النيابة،
[ صفحه 481]
وآخر يعرف بإسحاق الاحمر يدّعي النيابة، وآخر يعرف بأبي جعفر العمري يدّعي النيابة.
قال: فبدأت بالباقطاني، وصرت إليه، فوجدته شيخاً مهيباً، له مروّة ظاهرة وفرس عربي وغلمان کثير، ويجتمع الناس يتناظرون، قال: فدخلت إليه، وسلّمت عليه، فرحّب وقرّب، وسرّ وبرّ، قال: فأطلت القعود إلي أن خرج أکثر الناس.
قال: فسألني عن ديني فعرّفته أ نّي رجل من أهل الدينور، وافيت ومعي شيء من المال، أحتاج أن اُسلّمه، فقلت: اُريد الحجّة - يعني برهاناً علي صحّة سفارته التي يدّعيها - فلمّـا أعوزه ذلک قال: تعود إليّ غداً. قال: فعدت إليه من الغد، فلم يأتِ بحجّة، وعدت إليه في اليوم الثالث، فلم يأتِ بحجّة.
قال: فصرت إلي إسحاق الاحمر، فوجدته شاباً نظيفاً، منزله أکبر من منزل الباقطاني، وفرسه ولباسه، ومروته أسري، وغلمانه أکثر من غلمانه، ويجتمع عنده من الناس أکثر ممّـا يجتمع عند الباقطاني. قال: فدخلت وسلّمت، فرحّب وقرّب. قال: فصرت إلي أن خفّ الناس، قال: فسألني عن حاجتي، فقلت له کما قلت للباقطاني، وعدت إليه بعد ثلاثة أيام، فلم يأت بحجّة.
قال: فصرت إلي أبي جعفر العمري، فوجدته شيخاً متواضعاً عليه مبطنة بيضاء، قاعد علي لبد في بيت صغير ليس له غلمان ولا له من المروة والفرس ما وجدت لغيره، إلي آخر الرواية [1] .
پاورقي
[1] دلائل الامامة / الطبري: 519 ـ 524 / 493.