محمد بن علي بن بلال، أبوطاهر البلالي
کان من أصحاب الامام العسکري (عليه السلام)، وعدّه ابن طاووس من السفراء الموجودين في الغيبة الصغري والابواب المعروفين الذين لا يختلف الامامية القائلون بإمامة الحسن بن علي (عليه السلام) فيهم، وظاهره کونه بمنزلة القاسم بن العلاء والاشعري والاسدي ونحوهم في الوثاقة والجلالة، إلاّ أنّ الشيخ الطوسي ذکره في المذمومين الذين ادّعوا البابيّة.
قال الشيخ (رحمه الله): وقصّته معروفة فيما جري بينه وبين أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) وتمسّکه بالاموال التي کانت عنده للامام (عليه السلام)، وامتناعه من تسليمها وادّعاؤه أ نّه هو الوکيل، حتّي تبرّأت الجماعة منه ولعنوه، وخرج فيه من صاحب الزمان (عليه السلام) ما هو معروف.
[ صفحه 478]
وکان له جماعة من الاصحاب والمؤيّدين، منهم أخوه أبو الطيّب وابن حرز وجماعة آخرون، وجاهد أبو جعفر العمري (رضي الله عنه) واستعمل مختلف الاساليب في ردعه وتقويم انحرافه، وأخذ الاموال منه لايصالها إلي الامام المهدي (عليه السلام)، فلم يفلح، وبقي ابن بلال علي انحرافه وتمسّکه بالاموال والاصحاب.
فمن ذلک أنّ أبا جعفر قصد ابن بلال في داره، وکان عنده جماعة، فيهم أخوه أبو الطيّب وابن حرز، فدخل الغلام فقال: أبو جعفر العمري علي الباب، ففزعت الجماعة لذلک وأنکرته للحال التي کانت جرت، ولم يستطع ابن بلال أن يحجبه فقال: يدخل. فدخل أبو جعفر (رضي الله عنه) فقام له أبو طاهر والجماعة، وجلس في صدر المجلس، وجلس أبو طاهر بين يديه، فأمهلهم إلي أن سکتوا.
ثمّ قال العمري: يا أبا طاهر، أنشدتک بالله، ألم يأمرک صاحب الزمان بحمل ما عندک من المال إليّ؟ فقال ابن بلال: اللهمّ نعم. فنهض أبو جعفر (رضي الله عنه) منصرفاً، ووقعت علي القوم سکتة، فلمّـا تجلّت عنهم قال له أخوه أبو الطيّب: من أين رأيت صاحب الزمان؟ فقال أبو طاهر: أدخلني أبو جعفر إلي بعض دوره، فأشرف عليّ - يعني صاحب الزمان (عليه السلام) - من علوّ داره، فأمرني بحمل ما عندي من المال إليه - يعني إلي العمري -.
فقال له أبو الطيّب: ومن أين علمت أ نّه صاحب الزمان؟ قال: قد وقع عليّ من الهيبة له، ودخلني من الرعب منه ما علمت أ نّه صاحب الزمان (عليه السلام).
فقال ذلک الرجل من أصحابنا: فکان هذا سبب انقطاعي عنه [1] .
[ صفحه 479]
پاورقي
[1] غيبة الطوسي: 246، الغيبة الصغري / محمّد الصدر: 504 ـ 506، المجالس السنيّة 5: 689، في رحاب أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) 5: 22، بحار الانوار 51: 369.