بازگشت

محمد بن نصير النميري الفهري


کان من أصحاب الامام العسکري (عليه السلام) فانحرف وافتتن، وأصبح يستخدم اسم صحبته للامام العسکري (عليه السلام) لاغراض ماديّة دنيئة ومنافع شخصية وضيعة.

فکتب الامام العسکري (عليه السلام) کتاباً شديد اللهجة ضدّه وضدّ شخص آخر يدعي ابن بابا القمّي، ويسمّي الحسن بن محمّد، کشف فيه انحرافهما وأظهر البراءة منهما، وقال مخاطباً أحد أصحابه: أبرأ إلي الله تعالي من الفهري والحسن بن محمّد



[ صفحه 474]



ابن بابا القمّي، فابرأ منهما، فإنّي محذّرک وجميع مواليّ، وإنّي ألعنهما، عليهما لعنة الله، مستأکلين، يأکلان بنا الناس، فتّانين مؤذيين، آذاهما الله، وأرسلهما في اللعنة وأرکسهما في الفتنة رکساً، إلي آخر کتابه (عليه السلام).

وکان الفهري يدّعي أ نّه رسول نبيّ، وأنّ عليّ بن محمّد الهادي (عليه السلام) أرسله، وکان يقول بالتناسخ، ويغلو في أبي الحسن الهاي (عليه السلام) ويقول فيه بالربوبيّة، ويقول بإباحة المحارم وتحليل نکاح الرجال بعضهم بعضاً في أدبارهم، ويزعم أنّ ذلک من التواضع والاخبات والتذلّل في المفعول به، وأ نّه من الفاعل إحدي الشهوات والطيّبات، وإنّ الله لا يحرّم شيئاً من ذلک.

فقد رآه بعض الناس وغلامٌ له علي ظهره، قال الراوي: فلقيته فعاتبته علي ذلک، فقال: إنّ هذا من اللذّات، وهو من التواضع لله وترک التجبّر. [1] وکان معروفاً بالاُبنة.

وتبعه في أقواله جماعة من الغلاة الملعونين سمّوا بالنميريّة، ذکروا أنّ منهم محمّد ابن موسي بن الحسن بن الفرات، وهو والد علي بن محمّد بن موسي بن الفرات الذي وزر بعد ذلک للمقتدر المعاصر لسفارة ابن روح (رضي الله عنه)، استوزره سنة 299 هـ [2] ، وبقي ما يزيد علي الثلاث سنين في الوزارة، فمن هذا يظهر کيف تؤيّد السلطات خطّ الانحراف عن الائمة (عليه السلام) بنحو خفي لا يکاد يلتفت إليه.

وأخيراً حين اعتلّ محمّد بن نصير النميري (لعنه الله) العلّة التي مات فيها، قيل له وهو مثقل اللسان: لمن الامر من بعدک؟ فقال بلسان ضعيف مُلجلج: أحمد. فلم



[ صفحه 475]



يدروا من هو، فافترقوا بعده ثلاث فرق فرقة قالت: إنّه أحمد ابنه، وفرقة قالت: هو أحمد بن محمّد بن موسي بن الفرات، وهو أخو علي بن محمّد بن موسي وزير المقتدر، وفرقة قالت: إنّه أحمد بن أبي الحسين بن بشر بن يزيد، فتفرّقوا فلا يرجعون إلي شيء [3] .


پاورقي

[1] اُنظر غيبة الطوسي: 244.

[2] مروج الذهب 4: 213.

[3] الغيبة الصغري / محمّد الصدر: 498 ـ 500، المجالس السنيّة 5: 688، في رحاب أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) 5: 22، بحار الانوار 51: 367.