بازگشت

وکلاء الامام المهدي في الغيبة الصغري


جاء في کتاب الغيبة وتأريخها أنّ الامام المهدي (عليه السلام) اختار أربعة رجال خلال الغيبة الصغري، وأوکل إليهم مهمّة السفارة، وعهد إليهم بأن يکونوا واسطة بينه وبين الجماهير الشيعية في مختلف المناطق، وقد ذکرنا تراجمهم وبعض تواريخهم فيما تقدّم.

وجاء أيضاً أ نّه (عليه السلام) قد اختار خلال فترة الغيبة الصغري جماعة من ثقات



[ صفحه 468]



الشيعة، وأوکل إليهم مهمّة مساندة السفراء الاربعة في بعض مهامهم، لتذليل الصعوبات التي کانت تعترض تحرّکاتهم بسبب مراقبة الحکّام وأجهزتهم.

وکانت مهمّة الوکلاء محدودة بالقياس إلي مهمّة السفير، ذلک لانّ السفير کان يتّصل بالامام (عليه السلام) مباشرة، ويأخذ منه التعليمات والتواقيع، ويقوم بأکثر مسؤولياته حسب التوجيه الذي يتلقّاه منه، في حين أنّ مسؤولية الوکيل في الغالب في حدود منطقته، ولا تتعدّي استلام الاخماس، وتسهيل اتصال الشيعة بالسفراء ليرفعوا إليهم حوائجهم وتبليغ الاحکام والتوجيه ونحو ذلک.

و من الوکلاء

1 - جابر بن يزيد، وجاء فيه عن الحسن بن عبد الحميد أ نّه قال: شککت في أمر حاجز، فجمعت شيئاً ثمّ صرت إلي سامراء، فخرج إلينا جواب الامام (عليه السلام): ليس فينا شکّ، ولا فيمن يقوم مقامنا بأمرنا، ردّ ما معک إلي حاجز بن يزيد.

2 - ومنهم أبو طاهر محمّد بن علي بن بلال قبل انحرافه مع المنحرفين والمشعوذين، وقد عبّر عنه الامام المهدي (عليه السلام) في بعض التوقيعات المنسوبة إليه بالثقة المأمون العارف بما يجب عليه، وليس ببعيد أن يکون في بداية أمره من الموثّقين، ولکنّه انحرف بعد ذلک، کما حدث لغيره ممّن کانوا من الثقات بين أصحاب الائمة (عليهم السلام) ثمّ ظهر منهم ما يدلّ علي الانحراف عن الجادّة [1] ، کما سيأتي بيانه.

3 - إبراهيم بن مهزيار، وکان من وکلاء الامام (عليه السلام)، وسيأتي بيان ذلک في ذکر ابنه محمّد بن إبراهيم.



[ صفحه 469]



4 - ومنهم محمّد بن إبراهيم بن مهزيار، وعدّه ابن طاووس من السفراء والابواب الذين يختلف الامامية فيهم، کما جاء في جامع الرواة، ولا بدّ أن يکون المراد من سفارته ما يشمل الوکالة، لانّ انحصار السفراء بالاربعة من المتّفق عليه بين الامامية.

وجاء في غيبة الطوسي أنّ محمّد بن إبراهيم بن مهزيار کان يقول: شککت عند مضيّ أبي محمّد العسکري (عليه السلام)، وکان قد اجتمع عند أبي مال کثير، فحمله ورکب السفينة، وخرجت معه مشيّعاً، فوعک وعکاً شديداً، فقال: ردّني فهو الموت، واتّقِ الله في هذا المال، وأوصي إليّ ومات.

ومضي يقول: فحملت المال بعد الفراغ من أمره، وقدمت العراق، واکتريت داراً علي الشطّ، وبقيت أياماً، فإذا أنا برسول معه رقعة فيها: يا محمّد، معک کذا وکذا من المال، وقصّ عليّ جميع ما ترکه أبي من المال، ولم أکن أعرفه علي حقيقته، فسلّمت المال إلي الرسول، وبقيت أياماً، فخرج إليّ التوقيع يقول (عليه السلام) فيه: قد أقمناک مقام أبيک فاحمد الله [2] .

5 - ومنهم أحمد بن إسحاق بن سعد بن مالک الاشعري، وکان واسطة بين القمّيين والائمة: الجواد، والهادي، والعسکري (عليهم السلام)، وأدرک شطراً من غيبة الامام المهدي (عليه السلام)، وهو الذي عرض عليه الامام العسکري (عليه السلام) ولده المهدي (عليه السلام) حينما سأله عن خليفته، وأراه إيّاه، وحدّثه ببعض ما يکون من أمره خلال غيبته الصغري والکبري. وقد خرج التوقيع في مدحه مع جماعة منهم: إبراهيم بن محمّد الهمداني، وأحمد بن اليسع [3] .



[ صفحه 470]



6 - ومنهم محمّد بن صالح بن محمّد الهمداني الدهقان، وجاء في رجال الکشّي أ نّه ورد في توقيع الامام المهدي (عليه السلام) إلي إسحاق بن إسماعيل: إذا وردت بغداد فاقرأه علي الدهقان وکلينا وثقتنا الذي يقبض من موالينا.

7 - ومنهم أبو الحسين محمّد بن جعفر الاسدي، وقد وصفه الامام المهدي (عليه السلام) بالامانة والثقة، وأمر بدفع الاموال إليه کما جاء في رواية النجاشي والشيخ في الغيبة، وخرج التوقيع بحقّه: محمّد بن جعفر العربي، فليدفع إليه، فإنّه من ثقاتنا، وفي توقيع آخر: إن أردت أن تعامل أحداً فعليک بأبي الحسين الاسدي بالريّ [4] .

8 - ومنهم: القاسم بن العلاء من أذربيجان.

9 - ومحمّد بن شاذان بن نعيم النيسابوري.

10 - والحسين بن علي بن سفيان البزوفري [5] .

وغير هؤلاء ممّن أوکل إليهم الامام (عليه السلام) بعض ما يهمّه من اُمور المسلمين وقبض الاخماس وقضاء الحاجات، وکانوا يتّصلون بالامام (عليه السلام) أحياناً عن طريق سفرائه الذين اعتمدهم لقضاء الحوائج وحلّ المشاکل، واُخري عن طريق المراسلة، وکان بعض وکلائه وسفرائه (عليه السلام) يتعاطي مهنة التجارة التي تساعده علي التجوّل وحريّة الحرکة لتضليل أجهزة الحکم الذين کانوا يراقبون الامام وتحرّکات سفرائه ووکلائه.



[ صفحه 471]




پاورقي

[1] راجع ترجمته في المجالس السنيّة 5: 689، في رحاب أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) 5: 22، بحار الانوار 51: 369.

[2] بحار الانوار 51: 364 / 12.

[3] بحار الانوار 51: 363.

[4] بحار الانوار 51: 362 ـ 363.

[5] راجع سيرة الائمة الاثني عشر / الحسني 2: 554 ـ 556، المجالس السنيّة 5: 687، في رحاب أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) 5: 21، بحار الانوار 51: 362.