بازگشت

ابوالحسن علي بن محمد السمري


ولم تحدّد لنا المصادر تأريخ ميلاده علي وجه الدقّة، وقد ذکرته المصادر بکونه من أصحاب الامام العسکري (عليه السلام) ثمّ بکونه قائماً بمهام السفارة عن الامام المهدي (عليه السلام) ببغداد بعد الشيخ أبي القاسم النوبختي، بإيعاز من الشيخ أبي القاسم عن الامام المهدي (عليه السلام).

وقد تولّي أبو الحسن السمري السفارة من حيث وفاة أبي القاسم بن روح عام 326 هـ، إلي أن لحق بالرفيق الاعلي عام 329 هـ في النصف من شعبان، فتکون مدّة سفارته عن الامام المهدي (عليه السلام) نحو ثلاثة أعوام کاملة.

وقد أخرج إلي الناس قبل وفاته بأيام توقيعاً من الامام المهدي (عليه السلام)، أعلن فيه انتهاء الغيبة الصغري وعهد السفارة بموت السمري، وقال فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم، يا عليّ بن محمّد السمري، أعظم الله أجر إخوانک فيک، فإنّک ميّت ما بينک وبين ستّة أيام، فاجمع أمرک ولا توصي إلي أحد فيقوم مقامک بعد وفاتک، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا ظهور إلاّ بإذن الله تعالي ذکره، وذلک بعد طول الامد وقسوة القلوب وامتلاء الارض جوراً.

وسيأتي لشيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعي المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة، فهو کذّاب مفتر، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم».

فکان هذا آخر خطاب خرج إلي السمري من الامام المهدي (عليه السلام)، عن طريق السفارة الخاصّة.

قال الراوي: فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده، فلمّـا کان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه، فقيل له: من وصيّک من بعدک؟ فقال: لله أمرٌ



[ صفحه 467]



هو بالغه. وقضي (رحمه الله) فهذا آخر کلام سمع منه (رضي الله عنه) [1] .

وکانت وفاته سنة 329 هـ کما قدّمنا، وللامام (عليه السلام) يومذاک من العمر نحو خمس وسبعين عاماً، قضي منها مع أبيه نحو خمس سنين، ونحو سبعين عاماً في غيبته الاُولي المسمّـاة بالصغري، وعاصر من الخلفاء العباسيين المعتمد والمعتضد والمکتفي والمقتدر والراضي، ومع أنّ خلافة بني العباس في هذه الفترة کانت کما يصفها المؤرّخون تتمثّل بالانحلال والتفکّک، ولا يملک الخليفة منها إلاّ توقيع المراسيم والشکليات، فلقد کانوا يراقبون تحرّکات ووکلائه المنتشرين في مختلف المناطق، وحاولوا القبض عليه أکثر من مرّة.

والظاهر أ نّه دفن في داره، وله مقبرة شاخصة إلي جنب مسجد کبير واقع في وسط بغداد الرصافة - في سوق السراي المعروف اليوم قرب نهر دجلة - وقد زرته عدّة مرّات.


پاورقي

[1] غيبة الطوسي: 416، الغيبة الصغري / محمّد الصدر: 412، المجالس السنيّة 5: 686، في رحاب أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) 5: 20، بحار الانوار 51: 359.