بازگشت

شهادة الوکلاء و غيرهم برؤيته


وشهد الامام المهدي (عليه السلام) جماعة کثيرة من وکلائه (عليه السلام) وغيرهم ممّن وقف



[ صفحه 56]



علي معجزاته، وقد بلغوا من الکثرة حدّاً يمتنع معه اتّفاقهم علي الکذب، سيّما وإنّهم من بلدان شتّي، ورأوه في فترات متعاقبة خلال الغيبة الصغري الممتدّة من سنة 260 هـ إلي سنة 329 هـ، وسنذکر تفصيل ذلک في الفصل العاشر والحادي عشر والثاني عشر.

هذه هي أهمّ الادلّة علي ولادة الامام الحجّة (صلوات الله عليه) وأکثرها يعتمد علي الرواية والاخبار، وهناک أدلّة اعتباريّة علي ولادته (عليه السلام) ذکرها الشيخ الطوسي في (الغيبة) حيث قال: فأمّا الکلام في ولادة صاحب الزمان وصحّتها، فأشياء اعتباريّة وأشياء إخباريّة.

فأمّا الاعتباريّة، فهو أ نّه إذا ثبتت إمامته بما دللنا عليه من الاقسام، وإفساد کلّ قسم منها إلاّ القول بإمامته [1] ، علمنا بذلک صحّة ولادته، وإن لم يرد فيه خبر أصلاً.

وأيضاً ما دللنا عليه من أنّ الائمة اثنا عشر [2] ، يدلّ علي صحّة ولادته، لانّ العدد لا يکون إلاّ لموجود.

وما دللنا علي أنّ صاحب الامر لا بدّ له من غيبتين [3] يؤکّد ذلک، لانّ کلّ



[ صفحه 57]



ذلک مبنيّ علي صحّة ولادته. [4] ثمّ ذکر طرفاً من الاخبار الدالّة علي صحّة ولادته (عليه السلام).

وممّـا يدلّ أيضاً علي ولادة الامام القائم (عليه السلام) وصحّة إمامته ما تواتر عن أئمة الهدي (عليهم السلام) من أنّ الله تعالي لا يخلي الارض من حجّة إمّا ظاهر مشهور أو غائب مستور، وأنّ من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، وسنذکر تفصيل ذلک في الفصل الخامس إن شاء الله تعالي.


پاورقي

[1] سنذکر الادلّة علي إمامته (عليه السلام) في الفصل الخامس.

[2] وذلک بدليل ما تواتر عن النبيّ الاکرم (صلي الله عليه وآله) أ نّه قال: «الخلفاء بعدي اثنا عشر کلّهم من قريش»، وسنذکر ذلک مفصّلاً، وأنّ المراد بهم الائمة من عترته (صلي الله عليه وآله)، في الفصل الخامس إن شاء الله تعالي.

[3] وقد تواتر عن أئمة أهل البيت المعصومين (عليهم السلام): أنّ للقائم (عليه السلام) غيبتين، وسنذکر ذلک في الفصل الثامن.

[4] الغيبة للشيخ الطوسي: 137.