بازگشت

الحافظ محمد بن محمد البخاري


التاسع - الحافظ محمّد بن محمّد بن محمود البخاري، المعروف بخواجه بارسا الحنفي:

قال عنه الکفوي في (أعلام الاخيار): قرأ العلوم علي علماء عصره، وکان مقدّماً علي أقرانه، وحصّل الفروع والاُصول، وبرع في المنقول، وکان شابّاً قد أخذ الفقه عن قدوة بقيّة أعلام الهدي الشيخ الامام العارف الرباني أبي طاهر محمّد بن علي بن الحسن الطاهري، ثمّ ذکر سلسلة مشايخه في الفقه، وأ نّه أخذ من صدر الشريعة، وأنهاها إلي أبي حنيفة، قال: وهو أعزّ خلفاء الشيخ الکبير خواجه بهاء الدين نقشبند... إلي آخره.

وقال صاحب (الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية) بعد ذکر الطريقة النقشبندية، وأ نّها تنتهي إلي الشيخ العارف بالله خواجه بهاء الدين النقشبندي، وذکر جملة من مناقبه ومحاسن طريقته، ما لفظه: ومن جملة مشايخ هذه الطريقة الشيخ العارف بالله تعالي خواجه محمّد بارسا البخاري، وهو من جملة أصحاب خواجه بهاء الدين المذکور. إلي آخر ما ذکره من مدحه والثناء عليه.

وللخواجه بارسا کتاب (فصل الخطاب) وهو کتاب معروف مشهور، ذکره في (کشف الظنون) فقال: (فصل الخطاب) في المحاضرات، للحافظ الزاهد محمد بن محمد الحافظي، من أولاد عبيد الله النقشبندي البخاري، المعروف بخواجه بارسا، المتوفّي بالمدينة المنوّرة سنة 822 هـ، وترجمته لابي الفضل موسي بن الحاج حسين الازنبقي وأمير بادشاه محمّد البخاري نزيل مکّة.

قال في (فصل الخطاب): ولمّـا زعم أبو عبد الله جعفر بن أبي الحسن علي الهادي (رضي الله عنه) أ نّه لا ولد لاخيه أبي محمّد الحسن العسکري (رضي الله عنه) وادّعي أنّ أخاه الحسن العسکري (رضي الله عنه) جعل الامامة فيه، سمّي الکذّاب، وهو معروف بذلک،



[ صفحه 419]



وأبو محمّد الحسن العسکري ولده محمّد (رضي الله عنهما) معلوم عند خاصّة أصحابه وثقاته.

ويروي أنّ حکيمة بنت أبي جعفر محمّد الجواد عمّة أبي محمّد الحسن العسکري، کانت تحبّه وتدعو له وتتضرّع إلي الله أن تري له ولداً، وکان أبو محمّد الحسن العسکري اصطفي جارية يقال لها نرجس، فلمّـا کان ليلة النصف من شعبان سنة 255 هـ دخلت حکيمة عند الحسن العسکري، فقال لها: يا عمّة، کوني الليلة عندنا لامر، فأقامت کما رسم، فلمّـا کان وقت الفجر اضطربت نرجس، فقامت إليها حکيمة، فوضعت نرجس المولود المبارک، فلمّـا رأته حکيمة أتت به أبا محمّد الحسن العسکري (رضي الله عنه) وهو مختون مفروغ منه، فأخذه وأمرّ يده علي ظهره وعينيه، وأدخل لسانه في فمه، وأذّن في اُذنه اليمني، وأقام في الاُخري، ثمّ قال: يا عمّة، اذهبي به إلي اُمّه، فذهبت به وردّته إلي اُمّه.

قالت حکيمة: ثمّ جئت من بيتي إلي أبي محمّد الحسن العسکري (رضي الله عنه) فإذا المولود بين يديه في ثياب صفر، وعليه من البهاء والنور ما أخذ بمجامع قلبي، فقلت: سيّدي، هل عندک من علم في هذا المولود المبارک، فتلقّيته إليّ، فقال: أي عمّة، هذا المنتظر، هذا الذي بشّرنا به، قالت حکيمة: فخررت لله تعالي ساجدة شکراً علي ذلک.

قالت: ثمّ کنت أتردّد إلي أبي محمّد الحسن العسکري فلا أري المولود، فقلت له يوماً: يا مولاي، ما فعل سيّدنا ومنتظرنا؟ قال: استودعناه الذي استودعته اُمّ موسي (عليه السلام) ابنها.

وذکر في حاشية الکتاب حکاية المعتضد العباسي المتقدمة عن الجامي في (شواهد النبوّة)، وبعض علامات قيام المهدي (عليه السلام)، وقال: والاخبار في ذلک أکثر



[ صفحه 420]



من أن تحصي، ومناقب المهدي (رضي الله عنه) صاحب الزمان الغائب عن الاعيان الموجود في کلّ زمان کثيرة، وقد تظاهرت الاخبار علي ظهوره وإشراق نوره، يجدّد الشريعة المحمّدية، ويجاهد في الله حقّ جهاده، ويطهّر من الادناس أقطار بلاده، زمانه زمان المتّقين، وأصحابه خلصوا من الريب، وسلموا من العيب، وأخذوا بهديه وطريقه، واهتدوا من الحقّ إلي تحقيقه، به ختمت الخلافة والامامة، وهو الامام من لدن مات أبوه إلي يوم القيامة وعيسي (عليه السلام) يصلّي خلفه، ويصدقه علي دعواه إلي ملّته التي هو عليها، والنبيّ (صلي الله عليه وآله) صاحب الملّة [1] .


پاورقي

[1] المجالس السنيّة 5: 731 ـ 734، في رحاب أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) 5: 94 ـ 96، منتخب الاثر: 332.