بازگشت

محمد بن يوسف الکنجي الشافعي


الثاني - الشيخ الحافظ أبو عبد الله محمّد بن يوسف بن محمّد الکنجي الشافعي المقتول سنة 658 هـ:

ذکر الامام المهدي (عليه السلام) وکونه الحجّة بن الحسن العسکري (عليه السلام) في کتابيه: (البيان في أخبار صاحب الزمان (عليه السلام))، و (کفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)).

وقد عبّر عنه ابن الصبّاغ المالکي في (الفصول المهمّة) بالامام الحافظ، واحتجّ بروايته ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري في شرح صحيح البخاري) علي ما نقل عنه.

أمّا کتابه (البيان في أخبار صاحب الزمان (عليه السلام)) فذکره صاحب کشف الظنون، فقال: (البيان في أخبار صاحب الزمان) للشيخ أبي عبد الله محمّد بن يوسف الکنجي المتوفّي سنة 658 هـ.

وأورده بتمامه عليّ بن عيسي الاربلي في (کشف الغمّة)، وقال: إنّ مؤلّفه حمله هو وکتاب (کفاية الطالب) إلي الصاحب السعيد تاج الدين محمّد بن نصر بن الصلايا العلوي الحسيني، فقرأنا الکتابين علي مصنّفهما المذکور في مجلسين، آخرهما يوم الخميس 16 جمادي الاخرة سنة 648 هـ بإربل [1] .

أمّا کتاب (کفاية الطالب) فقد جاء فيه في الباب الثامن من الابواب التي ألحقها بأبواب الفضائل من الکتاب بعد ذکر الائمّة من ولد أمير المؤمنين (عليه السلام): وخلّف - يعني عليّاً الهادي (عليه السلام) - من الولد أبا محمّد الحسن ابنه، مولده بالمدينة في شهر ربيع الاخر من سنة 232 هـ وقبض يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع



[ صفحه 403]



الاوّل سنة 260 هـ، وله يومئذ 28 سنة، ودفن في داره بسرّ من رأي في البيت الذي دفن فيه أبوه، وخلّف ابنه وهو الامام المنتظر صلوات الله عليه [2] .

أمّا کتاب (البيان في أخبار صاحب الزمان (عليه السلام)) فيشتمل علي خمسة وعشرين باباً، أربع وعشرون منها في کلّ باب عدّة أحاديث في أحوال صاحب الزمان من طريق أهل السنّة، وقال في الباب الخامس والعشرين الذي عنونه: في الدلالة علي جواز بقاء المهدي حيّاً باقياً منذ غيبته إلي الان، قال: ولا امتناع في بقائه بدليل بقاء عيسي وإلياس والخضر من أولياء الله تعالي، وبقاء الدجّال وإبليس الملعونين من أعداء الله تعالي، وهؤلاء قد ثبت بقاؤهم بالکتاب والسنّة، وقد اتّفقوا عليه ثمّ أنکروا جواز بقاء المهدي، وها أنا اُبيّن بقاء کلّ واحد منهم، فلا يسمع بعد هذا لعاقل إنکار جواز بقاء المهدي (عليه السلام).

ثمّ استدلّ بکلام طويل علي بقاء عيسي (عليه السلام) والخضر وإلياس والدجّال وإبليس من الکتاب والسنّة، إلي أن قال:

وأمّا بقاء المهدي (عليه السلام)، فقد جاء في الکتاب والسنّة، أمّا الکتاب فقد قال سعيد بن جبير في تفسير قوله عزّ وجلّ: (لِيُظْهِرَهُ عَلي الدِّينِ کُلِّهِ وَلَوْ کَرِهَ المُشْرِکون) [3] ، قال: هو المهدي من عترة فاطمة (عليها السلام).

وأمّا من قال إنّه عيسي (عليه السلام)، فلا تنافي بين القولين، إذ هو مساعدٌ للامام.

وقد قال مقاتل بن سليمان ومن شايعه من المفسّرين في تفسير قوله عزّ وجلّ:



[ صفحه 404]



(وَإنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) [4] ، قال: هو المهدي (عليه السلام) يکون في آخر الزمان، وبعد خروجه يکون قيام الساعة وأماراتها.

وأمّا السنّة فما تقدّم في کتابنا من الاحاديث الصحيحة الصريحة [5] ، إلي آخر ما ذکره من الادلّة علي بقاء الامام المهدي (عليه السلام) حيّاً علي طول الزمان.


پاورقي

[1] المجالس السنيّة 5: 715، في رحاب أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) 5: 82.

[2] منتخب الاثر: 324.

[3] التوبة: 33.

[4] الزخرف: 61.

[5] البيان في أخبار صاحب الزمان (عليه السلام): 155 ـ 156، باب 25.