بازگشت

الموافقون للشيعة من العامة


لقد اعترفت طائفة کبيرة من علماء العامّة بأنّ المهدي المنتظر في آخر الزمان هو محمّد بن الحسن العسکري، وأ نّه ولد في حياة أبيه (عليه السلام)، ومات أبوه وعمره خمس سنين، وهو الامام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، الذين هم أئمة المسلمين جميعاً وثقل الرسول الاکبر الذين أوصي بمحبّتهم وطاعتهم وأوجب الله مودّتهم والتمسّک بهم.

وفي إيراد أقوال هذه الطائفة الذين ذکرت سبعة وثلاثين عالماً منهم هو دليل واضح وبرهان ساطع علي أنّ القول بولادة الامام المهدي (عليه السلام) وطول عمره وکونه حيّاً غائباً حتّي يأذن الله تعالي له بالظهور لاقامة دولة الحقّ، لم يکن ممّـا تنفرد به الشيعة الاماميّة، کما يدّعي البعض، وفي ذلک أيضاً حجّة بالغة علي القائلين بأنّ الامام الحسن العسکري (عليه السلام) مات ولم يعقّب، فأنکروا ولادة الامام المهدي (عليه السلام)، فها نحن نقرأ لهم شهادات العلماء والمؤرّخين والمحدّثين من مختلف المذاهب والملل، وجميعها تحکي: أنّ التأريخ هو الذي يقول بولادة الامام المهدي (عليه السلام) وبقائه حيّاً إلي اليوم لا الشيعة الامامية وحسب، ولم يتّفق لامر تأريخي مثل هذه الشهادات التي



[ صفحه 394]



اتفقت علي ولادة الامام المهدي (عليه السلام) وکونه هو المنتظر لاقامة دولة الحقّ.

وقد ذکر الدکتور أحمد صبحي في کتابه (نظريّة الامامة) أ نّه قد شاع الاعتقاد في انتظار المهدي عند جماعة من أهل السنّة، وإن لم يتقرّر کأصل من اُصول عقيدتهم، کما هو الحال لدي الشيعة بعد أن تحدّث فيه بعض علمائهم کالکنجي الشافعي في کتابه (البيان في أخبار صاحب الزمان)، والسيوطي في کتابه (العرف الوردي في أخبار المهدي)، وابن حجر العسقلاني في کتابه (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر)، ويوسف بن يحيي الدمشقي في (عقد الدرر في أخبار الامام المنتظر).

ومضي يقول: وشارک في الاعتقاد بالمهدي المنتظر فريق آخر من علماء السنّة بالرغم من عدائهم التقليدي للشيعة وإنکارهم لاکثر عقائدهم، ويعتقد ابن تيمية بصحّة الحديث الذي رواه ابن عمر عن النبيّ (صلي الله عليه وآله) وجاء فيه: يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه کاسمي وکنيته کنيتي يملا الارض عدلاً کما ملئت جوراً، وذلک هو المهدي.

وفي حديث آخر له: المهدي من عترتي ومن ولد فاطمة، کما يري أنّ ما رواه أحمد والترمذي وأبو داود حول المهدي من الصحاح [1] .

وقد قسّمنا القائلين بولادة الامام (عليه السلام) والموافقين للاماميّة إلي طائفتين:

الطائفة الاُولي: الموافقون للشيعة من العامّة في ولادة الامام الحجّة (عليه السلام)، وأ نّه ابن الامام العسکري (عليه السلام)، وکونه هو المهدي الموعود في آخر الزمان.

الطائفة الثانية: المعترفون بولادته (عليه السلام) من العامّة ولم يتّفقوا في کونه هو المهدي الموعود في آخر الزمان.



[ صفحه 395]




پاورقي

[1] سيرة الائمّة الاثني عشر (عليهم السلام) 2: 523.