بازگشت

شهادة القابلة و خدم و جواري الدار بولادته


وکانت قابلته (عليه السلام) هي عمّة أبيه السيّدة العلويّة الطاهرة حکيمة بنت الامام محمّد الجواد (عليه السلام) واُخت الامام الهادي (عليه السلام) وعمّة الامام العسکري (عليه السلام)، وهي



[ صفحه 37]



التي تولّت أمر اُمّه (عليه السلام) في حين الولادة، وصرّحت بمشاهدته (عليه السلام) بعد ولادته.

کما شاهد الامام المهدي (عليه السلام) بعد ولادته مجموعة من خدم الامام العسکري (عليه السلام) في داره مع بعض الجواري والاماء، وسنأتي علي ذکر الروايات والاخبار الواردة في ذلک.

1 - روي الشيخ الصدوق بالاسناد عن حکيمة بنت محمّد بن عليّ بن موسي ابن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، قالت: بعث إليّ أبو محمّد الحسن بن عليّ (عليه السلام) فقال: يا عمّة، اجعلي إفطارک هذه الليلة عندنا، فإنّها ليلة النصف من شعبان، وإنّ الله تعالي سيظهر في هذه الليلة الحجّة، وهو حجّته في أرضه. قالت: فقلت: ومن اُمّه؟ قال لي: نرجس.

قلت له: جعلني الله فداک، ما بها أثر. فقال: هو ما أقول لکِ.

قالت: فجئت، فلمّـا سلّمت وجلست جاءت تنزع خفّي، وقالت لي: يا سيّدتي وسيّدة أهلي کيف أمسيتِ؟ فقلت: بل أنت سيّدتي وسيّدة أهلي. قالت: فأنکرت قولي وقالت: ما هذا يا عمّة؟ قالت: فقلت لها: يا بنيّة، إنّ الله تعالي سيهب لکِ في ليلتکِ هذه غلاماً سيّداً في الدنيا والاخرة. قالت: فخجلت واستحيت.

فلمّـا أن فرغت من صلاة العشاء الاخرة أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت، فلمّـا أن کان في جوف الليل، قمت إلي الصلاة، ففرغت من صلاتي، وهي نائمة، ليس بها حادث، ثمّ جلست معقّبة، ثمّ اضطجعت ثمّ انتبهت فزعة وهي راقدة، ثمّ قامت فصلّت ونامت.

قالت حکيمة: وخرجت أتفقّد الفجر، فإذا أنا بالفجر الاوّل کذنب السرحان وهي نائمة، فدخلني الشکوک، فصاح بي أبو محمّد (عليه السلام) من المجلس، فقال: لا تعجلي يا عمّة، فهاک الامر قد قرب.



[ صفحه 38]



قالت: فجلست وقرأت أ لم السجدة ويس، فبينما أنا کذلک إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها، فقلت: اسم الله عليک. ثمّ قلت لها: أتحسّين شيئاً؟ قالت: نعم يا عمّة. فقلت لها: اجمعي نفسک، واجمعي قلبک، فهو ما قلت لک.

قالت: فأخذتني فترة، وأخذتها فترة، فانتبهت بحسّ سيّدي، فکشفت الثوب عنه، فإذا أنا به (عليه السلام) ساجداً، يتلقّي الارض بمساجده، فضممته إليّ، فإذا أنا به نظيف متنظّف، فصاح بي أبو محمّد (عليه السلام): هلمّي إليّ ابني يا عمّة. فجئت به إليه، فوضع يديه تحت إليتيه وظهره، ووضع قدميه علي صدره، ثمّ أدلي لسانه في فيه، وأمرّ يده علي عينيه وسمعه ومفاصله، ثمّ قال: تکلّم يا بنيّ. فقال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وحده لا شريک له، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله (صلي الله عليه وآله)، ثمّ صلّي علي أمير المؤمنين وعلي الائمة (عليهم السلام) إلي أن وقف علي أبيه ثمّ أحجم.

ثمّ قال أبو محمّد (عليه السلام): يا عمّة اذهبي به إلي اُمّه ليسلّم عليها وائتيني به، فذهبت به فسلّم عليها، ورددته فوضعته في المجلس، ثمّ قال: يا عمّة، إذا کان يوم السابع فأتيناه.

قالت حکيمة: فلمّـا أصبحت جئت لاُسلّم علي أبي محمّد (عليه السلام) وکشفت الستر لاتفقّد سيّدي (عليه السلام) فلم أره، فقلت: جعلت فداک، ما فعل سيّدي؟ فقال: يا عمّة، استودعناه الذي استودعته اُمّ موسي موسي (عليه السلام).

قالت حکيمة: فلمّـا کان في اليوم السابع جئت فسلّمت وجلست، فقال: هلمّي إليّ ابني. فجئت بسيّدي (عليه السلام) وهو في الخرقة، ففعل به کفعلته الاُولي، ثمّ أدلي لسانه في فيه کأ نّه يغذّيه لبناً أو عسلاً، ثمّ قال: تکلّم يا بني. فقال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وثنّي بالصلاة علي محمّد (صلي الله عليه وآله) وعلي أمير المؤمنين وعلي الائمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين حتّي وقف علي أبيه (عليه السلام)، ثمّ تلا هذه الاية: (بِسْمِ اللهِ



[ صفحه 39]



الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَنُرِيدُ أنْ نَمُنَّ عَلي الَّذينَ اسْتُضْعِفوا في الارْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوارِثينَ ، وَنُمَکِّنَ لَهُمْ في الارْضِ وَنُريَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنودَهُما مِنْهُمْ ما کانوا يَحْذَرون) [1] .

قال موسي بن محمّد بن القاسم بن حمزة بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) - وهو راوي الحديث عن حکيمة -: فسألت عقبة الخادم عن هذه، فقالت: صدقت حکيمة [2] .

2 - وروي الشيخ الصدوق بالاسناد عن محمّد بن عبد الله الطهوي، قال: قصدت حکيمة بنت محمّد (عليه السلام) أسألها عن الحجّة، وما قد اختلف فيه الناس من الحيرة التي هُم فيها...

إلي أن قال: فقالت حکيمة: فمضي أبو الحسن (عليه السلام) وجلس أبو محمّد (عليه السلام) مکان والده. وکنت أزوره کما کنت أزور والده، فجاءتني نرجس يوماً تخلع خفّي، فقالت: يا مولاتي، ناوليني خفّک. فقلت: بل أنت سيّدتي ومولاتي، والله لا أدفع إليک خفّي لتخلعيه ولا لتخدميني، بل أنا أخدمک علي بصري.

فسمع أبو محمّد (عليه السلام) ذلک، فقال: جزاک الله يا عمّة خيراً، فجلست عنده إلي وقت غروب الشمس، فصحت بالجارية وقلت: ناوليني ثيابي لانصرف، فقال (عليه السلام): لا يا عمّتا، بيتي الليلة عندنا، فإنّه سيولد الليلة المولود الکريم علي الله عزّ وجلّ، الذي يحيي الله عزّ وجلّ به الارض بعد موتها. فقلت: ممّن يا سيّدي؟



[ صفحه 40]



ولست أري بنرجس شيئاً من أثر الحبل. فقال: من نرجس لا من غيرها.

قالت: فوثبت إليها، فقلّبتها ظهراً لبطن، فلم أرَ بها أثر حبل، فعدت إليه(عليه السلام) فأخبرته بما فعلت، فتبسّم ثمّ قال لي: إذا کان وقت الفجر، يظهر لک بها الحبل، لانّ مَثلها مَثل اُمّ موسي (عليه السلام) لم يظهر بها الحبل، ولم يعلم بها أحد إلي وقت ولادتها، لانّ فرعون کان يشقّ بطون الحبالي في طلب موسي (عليه السلام)، وهذا نظير موسي (عليه السلام).

قالت حکيمة: فعدت إليها فأخبرتها بما قال، وسألتها عن حالها، فقالت: يا مولاتي ما أري بي شيئاً من هذا. قالت حکيمة: فلم أزل أرقبها إلي وقت طلوع الفجر وهي نائمة بين يدي لا تقلب جنباً إلي جنب حتّي إذا کان آخر الليل وقت طلوع الفجر، وثبت فَزِعة، فضممتها إلي صدري، وسمّيت عليها، فصاح إليّ أبو محمّد (عليه السلام) وقال: اقرئي عليها (إنَّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ) فأقبلت أقرأ عليها، وقلت لها: ما حالکِ؟ قالت: ظهر بي الامر الذي أخبرک به مولاي، فأقبلت أقرأ عليها کما أمرني، فأجابني الجنين من بطنها مثل ما أقرأ، وسلّم عليّ.

قالت حکيمة: ففزعت لما سمعت، فصاح بي أبو محمّد (عليه السلام): لا تعجبي من أمر الله عزّ وجلّ، إنّ الله تبارک وتعالي ينطقنا بالحکمة صغاراً، ويجعلنا حجّة في أرضه کباراً فلم يستتمّ الکلام حتّي غيّبت عنّي نرجس، فلم أرها کأ نّه ضرب بيني وبينها حجاب، فعدوت نحو أبي محمّد (عليه السلام) وأنا صارخة، فقال لي: ارجعي يا عمّة، فإنّک ستجدينها في مکانها.

قالت: فرجعت فلم ألبث أن کشف الغطاء الذي کان بيني وبينها، وإذا أنا بها وعليها من أثر النور ما غشي بصري، وإذا أنا بالصبيّ (عليه السلام) ساجداً لوجهه، جاثياً علي رکبتيه، رافعاً سبّابتيه، وهو يقول: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وحده لا شريک له، وأنّ جدّي محمّداً رسول الله، وأنّ أبي أمير المؤمنين، ثمّ عدّ إماماً إماماً إلي أن بلغ



[ صفحه 41]



إلي نفسه. ثمّ قال: اللهمّ أنجز لي ما وعدتني، وأتمم لي أمري، وثبّت وطأتي، واملا الارض بي عدلاً وقسطاً.

فصاح بي أبو محمّد (عليه السلام) فقال: يا عمّة تناوليه وهاتيه، فناولته وأتيت به نحوه، فلمّـا مثلت بين يدي أبيه وهو علي يدي، سلّم علي أبيه، فتناوله الحسن (عليه السلام) منّي، والطير ترفرف علي رأسه، وناوله لسانه فشرب منه، ثمّ قال: امضي به إلي اُمّه لترضعه وردّيه إليّ. قالت: فتناولته اُمّه فأرضعته، فرددته إلي أبي محمّد (عليه السلام) والطير ترفرف علي رأسه، فصاح بطير منها، فقال له: احمله واحفظه وردّه إلينا في کلّ أربعين يوماً، فتناوله الطير، وطار به في جوّ السماء، وأتبعه سائر الطير، فسمعت أبا محمّد (عليه السلام) يقول: أستودعک الله الذي أودعته اُمّ موسي موسي. فبکت نرجس، فقال لها: اسکتي، فإنّ الرضاع محرّم عليه إلاّ من ثديک، وسيعاد إليک کما ردّ موسي إلي اُمّه، وذلک قول الله عزّ وجل: (فَرَدَدْناهُ إلي اُمِّهِ کَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَن) [3] .

قالت حکيمة: فقلت: وما هذا الطير؟ قال (عليه السلام): هذا روح القدس الموکّل بالائمة (عليهم السلام)، يوفّقهم ويسدّدهم ويربّيهم بالعلم.

قالت حکيمة: فلمّـا کان بعد أربعين يوماً ردّ الغلام ووجّه إلي ابن أخي (عليه السلام) فدعاني، فدخلت عليه، فإذا أنا بالصبيّ متحرّک يمشي بين يديه، فقلت: يا سيّدي، هذا ابن سنتين؟ فتبسّم (عليه السلام)، ثمّ قال: إنّ أولاد الانبياء والاوصياء إذا کانوا أئمةً ينشأون بخلاف ما ينشأ غيرهم، وإنّ الصبيّ منّا إذا کان أتي عليه شهرٌ کان کمن أتي عليه سنة، وإنّ الصبيّ منّا ليتکلّم في بطن اُمّه، ويقرأ القرآن، ويعبد ربّه عزّ وجلّ، وعند الرضاع تطيعه الملائکة وتنزل عليه صباحاً ومساءً.



[ صفحه 42]



قالت حکيمة: فلم أزل أري ذلک الصبيّ في کلّ أربعين يوماً إلي أن رأيته رجلاً قبل مضيّ أبي محمّد (عليه السلام) بأيام قلائل، فلم أعرفه، فقلت لابن أخي (عليه السلام): من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه؟ فقال لي: هذا ابن نرجس، وهذا خليفتي من بعدي، وعن قليل تفقدوني، فاسمعي له وأطيعي.

قالت حکيمة: فمضي أبو محمّد (عليه السلام) بعد ذلک بأيام قلائل، وافترق الناس کما تري، ووالله إنّي لاراه صباحاً ومساءً، وإنّه لينبئني عمّـا تسألون عنه فاُخبرکم، ووالله إنّي لاُريد أن أسأله عن الشيء فيبدأني به، وإنّه ليَرِد عليّ الامر، فيخرج إليّ منه جوابه من ساعته من غير مسألتي، وقد أخبرني البارحة بمجيئک إليّ، وأمرني أن اُخبرک بالحقّ.

قال محمّد بن عبد الله الطهوي: فوالله لقد أخبرتني حکيمة بأشياء لم يطّلع عليها أحدٌ إلاّ الله عزّ وجلّ، فعلمت أنّ ذلک صدق وعدل من الله عزّ وجلّ، لانّ الله عزّ وجلّ قد أطلعه علي ما لم يُطلِع عليه أحداً من خلقه [4] .

3 - وممّن شهد الامام (عليه السلام) بعد ولادته نسيم خادمة الامام الحسن العسکري (عليه السلام)، فقد روي الشيخ الصدوق بالاسناد عن إبراهيم بن محمّد العلوي، قال: حدّثتني نسيم خادمة أبي محمّد (عليه السلام)، قالت: دخلت علي صاحب هذا الامر (عليه السلام) بعد مولده بليلة، فعطست عنده، قال لي: يرحمک الله. قالت نسيم: ففرحت بذلک، فقال لي (عليه السلام): ألا اُبشّرک في العطاس؟ قلت: بلي. قال: هو أمان من الموت ثلاثة أيام [5] .



[ صفحه 43]



4 - وروي بالاسناد عن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن موسي بن جعفر (عليه السلام)، عن السياري، قال: حدّثتني نسيم ومارية، قالتا: إنّه لمّـا سقط صاحب الزمان (عليه السلام) من بطن اُمّه جاثياً علي رکبتيه، رافعاً سبّابتيه إلي السماء، ثمّ عطس فقال: الحمد لله ربّ العالمين، وصلّي الله علي محمّد وآله، زعمت الظلمة أنّ حجّة الله داحضة، لو اُذن لنا في الکلام لزال الشکّ [6] .

5 - وروي بالاسناد عن أبي علي الخيزراني، عن جارية له کان أهداها لابي محمّد (عليه السلام)، فلمّـا أغار جعفر الکذّاب علي الدار جاءته فارّة من جعفر، فتزوّج بها.

قال أبو علي: فحدّثتني أ نّها حضرت ولادة السيّد (عليه السلام)، وأنّ اسم اُمّ السيّد صيقل، وأنّ أبا محمّد (عليه السلام) حدّثها بما يجري علي عياله [7] ، الحديث.

6 - وروي بالاسناد عن محمّد بن عثمان العمري (قدّس الله روحه) أ نّه قال: ولد السيّد (عليه السلام) مختوناً، وسمعت حکيمة تقول: لم يُرَ باُمّه دمٌ في نفاسها، وهکذا سبيل اُمّهات الائمة (عليهم السلام) [8] .

7 - وروي بالاسناد عن محمّد بن أحمد العلوي، عن أبي غانم الخادم، قال: ولد لابي محمّد (عليه السلام) ولد فسمّـاه محمّداً، فعرضه علي أصحابه يوم الثالث، وقال:



[ صفحه 44]



هذا صاحبکم من بعدي، وخليفتي عليکم، وهو القائم الذي تمتدّ إليه الاعناق بالانتظار، فإذا امتلات الارض جوراً وظلماً خرج فملاها قسطاً وعدلاً [9] .

8 - وروي بالاسناد عن أبي الاديان، وأبي محمّد بن خيرويه التستري، وحاجز الوشّاء، وأبي سهل بن نوبخت، کلّهم حکوا عن عقيد الخادم، أ نّه قال: ولد وليّ الله الحجّة بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين، ليلة الجمعة غرّة شهر رمضان سنة 254 من الهجرة، ويکنّي أبا القاسم، ويقال: أبو جعفر، ولقبه المهدي، وهو حجّة الله عزّ وجلّ في أرضه علي جميع خلقه، واُمّه صقيل الجارية، ومولده بسرّ من رأي في درب الراضة، وقد اختلف الناس في ولادته، فمنهم من أظهر، ومنهم من کتم، ومنهم من نهي عن ذکر خبره، ومنهم من أبدي ذکره، والله أعلم به [10] .


پاورقي

[1] القصص: 28 / 5 ـ 6.

[2] کمال الدين: 424 / 1.

[3] القصص: 13.

[4] کمال الدين: 426 ـ 430 / 2.

[5] کمال الدين: 441 / 11.

[6] کمال الدين: 430 / 5.

[7] کمال الدين: 431 / 7.

[8] کمال الدين: 433 / 14.

[9] کمال الدين: 431 / 8.

[10] کمال الدين: 474.