بازگشت

الذين حکوا تواتر أحاديث المهدي من العامة


إنّ الاحاديث الواردة في ظهور الامام المهدي (عليه السلام) أحاديث معتبرة وبعضها متواترة، وقد صرّح بتواترها جمع من أعلام العامة نذکر منهم:

1 - الحافظ أبو الحسن محمّد بن الحسين الابري السجزي صاحب کتاب مناقب الشافعي، المتوفّي سنة 363 هـ.

قال في محمّد بن خالد الجندي راوي حديث: «لا مهدي إلاّ عيسي بن مريم»: محمّد بن خالد هذا غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم والنقل، وقد تواترت الاخبار واستفاضت عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) بذکر المهدي، وأ نّه من أهل بيته، وأ نّه يملک سبع سنين، وأ نّه يملا الارض عدلاً، وأنّ عيسي (عليه السلام) يخرج فيساعده علي قتل الدجّال، وأ نّه يؤمّ هذه الاُمّة ويصلّي عيسي خلفه.

نقل ذلک عنه ابن القيّم في کتابه المنار وسکت عليه، ونقله عنه أيضاً الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب، في ترجمة محمّد بن خالد الجندي، وسکت عليه، ونقل عنه ذلک وسکت عليه أيضاً في فتح الباري، في باب نزول عيسي بن مريم (عليه السلام).

ونقل ذلک عنه أيضاً السيوطي في آخر جزء العرف الوردي في أخبار المهدي، وسکت عليه، ونقل ذلک عنه مرعي بن يوسف في کتابه فوائد الفکر في ظهور المهدي المنتظر، کما ذکر ذلک صديق حسن في کتابه الاذاعة لما کان وما يکون بين يدي الساعة.

2 - محمّد البرزنجي المتوفّي سنة 1103 هـ في کتابه الاشاعة لاشراط الساعة، قال: الباب الثالث في الاشراط العظام والامارات القريبة التي تعقبها الساعة، وهي أيضاً کثيرة، فمنها المهدي، وهو أوّلها، واعلم أنّ الاحاديث الواردة فيه علي



[ صفحه 329]



اختلاف رواياتها لا تکاد تنحصر.

إلي أن قال:

ثمّ الذي في الروايات الکثيرة الصحيحة الشهيرة أ نّه من ولد فاطمة...

إلي أن قال:

قد علمت أنّ أحاديث وجود المهدي وخروجه آخر الزمان، وأ نّه من عترة رسول الله (صلي الله عليه وآله) من ولد فاطمة، بلغت حدّ التواتر المعنوي، فلا معني لانکارها.

وقال في ختام کتابه المذکور، بعد الاشارة إلي بعض اُمور تجري في آخر الزمان:

وغاية ما ثبت في الاخبار الصحيحة الکثيرة الشهيرة، التي بلغت التواتر المعنوي، وجود الايات العظام التي فيها، بل أوّلها خروج المهدي، وأ نّه يأتي في آخر الزمان من ولد فاطمة يملا الارض عدلاً کما ملئت ظلماً.

3 - الشيخ محمّد السفاريني المتوفّي سنة 1188 هـ، في کتابه لوامع الانوار البهيّة، قال: وقد کثرت بخروجه - يعني المهدي (عليه السلام) - الروايات، حتّي بلغت حدّ التواتر المعنوي، وأورد الاحاديث في خروج المهدي، وأسماء بعض الصحابة الذين رووها. ثمّ قال: وقد روي عمّن ذکر من الصحابة وغير من ذکر منهم رضي الله عنهم بروايات متعدّدة، وعن التابعين من بعدهم، ما يفيد مجموعه العلم القطعي، فالايمان بخروج المهدي واجب کما هو مقرّر عند أهل العلم، ومدوّن في عقائد أهل السنّة والجماعة.

4 - القاضي محمّد بن علي الشوکاني المتوفّي سنة 1250 هـ، وهو صاحب التفسير المشهور، ومؤلف نيل الاوطار، قال في کتابه التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجّال والمسيح: فالاحاديث الواردة في المهدي التي أمکن



[ صفحه 330]



الوقوف عليها منها خمسون حديثاً فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر، وهي متواترة بلا شکّ ولا شبهة، بل يصدق وصف المتواتر علي ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحرّرة في الاُصول، وأمّا الاثار عن الصحابة المصرّحة بالمهدي، فهي کثيرة جداً، لها حکم الرفع، إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلک.

وقال في مسألة نزول المسيح (عليه السلام): فتقرّر أنّ الاحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة، والاحاديث الواردة في الدجّال متواترة، والاحاديث الواردة في نزول عيسي (عليه السلام) متواترة.

5 - الشيخ محمّد صديق حسن القنوجي المتوفّي سنة 1307 هـ، قال في کتابه الاذاعة لما کان وما يکون بين يدي الساعة: والاحاديث الواردة في المهدي علي اختلاف رواياتها کثيرة جدّاً، تبلغ حدّ التواتر المعنوي، وهي في السنن وغيرها من دواوين الاسلام من المعاجم والمسانيد.

إلي أن قال:

لا شکّ أنّ المهدي يخرج في آخر الزمان من غير تعيين شهر ولا عام، لما تواتر من الاخبار في الباب، واتّفق عليه جمهور الاُمّة خلفاً عن سلف، إلاّ من لا يعتدّ بخلافه.

إلي أن قال:

فلا معني للريب في أمر ذلک الفاطمي الموعود المنتظر، المدلول عليه بالادلّة، بل إنکار ذلک جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة، البالغة إلي حدّ التواتر.

6 - الشيخ محمّد بن جعفر الکتاني، المتوفّي سنة 1345 هـ، قال في کتابه نظم المتناثر في الحديث المتواتر: وقد ذکروا أنّ نزول سيّدنا عيسي (عليه السلام) ثابت بالکتاب



[ صفحه 331]



والسنّة والاجماع. ثمّ قال: والحاصل أنّ الاحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة، وکذا الواردة في الدجّال، وفي نزول سيّدنا عيسي بن مريم (عليه السلام) [1] .

7 - وأوضح عبد العزيز بن باز، رئيس الجامعة الاسلامية في المدينة المنوّرة أنّ ظهور المهدي (عليه السلام) حقيقة لا شکّ فيها، وأنّ أحاديثه متواترة، جاء ذلک بقوله: إنّ أمر المهدي أمر معلوم، والاحاديث فيه مستفيضة، بل متواترة متعاضدة، وقد حکي غير واحد من أهل العلم تواترها، وهي متواترة تواتراً معنوياً، لکثرة طرقها، واختلاف مخارجها، وصحابتها، ورواتها وألفاظها، فهي بحقّ تدلّ علي أنّ هذا الشخص الموعود به، أمره ثابت، وخروجه حقّ [2] .

8 - وذکر أبو الفيض الغماري أنّ السيوطي قد نص علي تواتر أحاديث المهدي (عليه السلام) في (الفوائد المتکاثرة في الاحاديث المتواترة) وفي اختصاره المسمّي (الازهار المتناثرة) وغيرها من کتبه [3] .

9 - وذکر المغربي في (إبراز الوهم المکنون) تواتر أحاديث الامام المهدي (عليه السلام) عند محمّد بن عبد الباقي الزرقاني المتوفّي سنة 1112 هـ، وأ نّه صرّح بهذا التواتر في (شرح المواهب اللدنية). [4] .

10 - وذکر الشبلنجي في (نور الابصار) تواتر الاخبار من النبيّ (صلي الله عليه وآله) أنّ المهدي (عليه السلام) من أهل بيته، وأ نّه يملا الارض عدلاً، وذکر أيضاً تواتر الاخبار علي



[ صفحه 332]



أنّ المهدي (عليه السلام) يعاون عيسي (عليه السلام) علي قتل الدجّال بباب لدّ بأرض فلسطين بالشام [5] .

11 - وقال أحمد زيني دحلان المتوفّي سنة 1304 هـ: الاحاديث التي جاء فيها ذکر ظهور المهدي (عليه السلام) کثيرة متواترة، فيها ما هو الصحيح، وفيها ما هو حسن، وفيها ما هو ضعيف وهو الاکثر، لکنّها لکثرتها وکثرة مخرجيها يقوّي بعضها بعضاً حتّي صارت تفيد القطع، لکن المقطوع به أ نّه لا بدّ من ظهوره، وأ نّه من ولد فاطمة (عليها السلام)، وأ نّه يملا الارض عدلاً [6] .

12 - أبو الفيض الغماري الشافعي المتوفّي سنة 1380 هـ، قال بتواتر أحاديث الامام المهدي (عليه السلام) في کتابه (إبراز الوهم المکنون) وأورد أسماء الصحابة الذين رووا حديث المهدي (عليه السلام) وبيّن الطرق إليهم ثمّ قال: إنّ القدر المشترک في هذه الاسانيد جميعاً هو وجود الخليفة المهدي في آخر الزمان، لذا تواتر هذا الوجود باعتبار المجموع [7] .

وقال في کتابه (المهدي المنتظر): وهذا کتاب أبطلت فيه زعم من أنکر أحاديث المهدي المنتظر، وبيّنت أ نّها متواترة، وأنّ منکرها يعتبر مبتدعاً ضالاً من جملة الفرق المبتدعة الضالّة وسمّيته المهدي المنتظر.

وقال: والاحاديث الواردة في المهدي التي أمکن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً، منها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر، وهي متواترة بلا شکّ ولا شبهة،



[ صفحه 333]



بل يصدق وصف التواتر علي ما دونها علي جميع الاصطلاحات المحرّرة في الاُصول [8] .

13 - وقال الحافظ العسقلاني في تهذيب التهذيب: وقد تواترت الاخبار واستفاضت بکثرة رواتها عن المصطفي (صلي الله عليه وآله) في المهدي وأ نّه من أهل بيته (صلي الله عليه وآله)، وأ نّه يملک سبع سنين، ويملا الارض عدلاً، وأنّ عيسي (عليه السلام) يخرج فيساعده علي قتل الدجّال، وأ نّه يؤمّ هذه الاُمّة وعيسي يصلّي خلفه في طول من قصّته وأمره [9] .

14 - وقال أبو الحسين الاجري علي ما نقله عنه ابن حجر الهيتمي في الصواعق: قد تواترت الاخبار واستفاضت بکثرة رواتها عن المصطفي (صلي الله عليه وآله) بخروج المهدي، وأ نّه من أهل بيته وأ نّه يملا الارض عدلاً، وأ نّه يخرج مع عيسي علي نبيّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام، فيساعده علي قتل الدجّال بباب لد بأرض فلسطين، وأ نّه يؤمّ هذه الاُمّة ويصلّي عيسي خلفه [10] .

15 - وقال الشيخ محمّد الحنفي المصري في (إتحاف أهل الاسلام): قد تواترت الاخبار عن النبيّ (صلي الله عليه وآله) بخروج المهدي، وأ نّه من أهل بيته، وأ نّه يملا الارض عدلاً [11] .

16 - وقال محمّد بن الحسن الاسفوي في کتاب مناقب الشافعي: قد تواترت



[ صفحه 334]



الاخبار عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) بذکر المهدي وأ نّه من أهل بيته (صلي الله عليه وآله) [12] .

17 - وقال الشيخ محمّد الصبّان: قد تواترت الاخبار عن النبيّ (صلي الله عليه وآله) بخروج المهدي وأ نّه من أهل بيته، وأ نّه يملا الارض عدلاً، وأ نّه يساعد عيسي علي قتل الدجّال بباب لدّ بأرض فلسطين، وأ نّه يؤمّ هذه الاُمّة، ويصلّي عيسي خلفه [13] .


پاورقي

[1] عقيدة أهل السنّة والاثر / الشيخ عبد المحسن العباد: 175 ـ 176، مجلة رسالة ـ الثقلين ـ العدد (25) ـ السنة (7).

[2] مجلة الجامعة الاسلامية: 161 ـ 162، العد (3) ـ السنة الاُولي.

[3] إبراز الوهم المکنون: 434.

[4] إبراز الوهم المکنون: 434.

[5] نور الابصار: 187 ـ 189.

[6] الفتوحات الاسلامية 2: 211.

[7] إبراز الوهم المکنون: 441.

[8] المهدي المنتظر: 5 و 8.

[9] تهذيب التهذيب 9: 144 ـ حيدر آباد الدکن.

[10] الصواعق المحرقة: 165 ـ مصر.

[11] من هو المهدي (عليه السلام) / التبريزي: 62.

[12] الاشاعة لاشراط الساعة / محمّد بن رسول البرزنجي: 87 ـ مصر.

[13] إسعاف الراغبين: 140 ـ مصر.