بازگشت

تصحيحات ابن خلدون


تبيّن ممّـا تقدّم أنّ ابن خلدون لم يتبع منهجاً علمياً سليماً في تضعيفاته، ولو سلّمنا أنّ ابن خلدون ممّن يقبل قوله في التصحيح والتضعيف، فإنّه قد صحّح أربعة



[ صفحه 321]



أحاديث من مجموع أحاديث المهدي (عليه السلام) الثلاثة وعشرين التي ذکرها، وعند ذلک تصبح حجّة المتمسّکين بتضعيفات ابن خلدون حجّة داحضة، فإليک الاحاديث التي صحّحها ابن خلدون:

1 - رواية الحاکم من طريق عون الاعرابي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، سکت ابن خلدون عن تضعيف هذا السند، وهو دليل علي اعترافه بصحّة الحديث، لوثاقة جميع رجال عند أهل السنّة قاطبة.

2 - رواية الحاکم أيضاً عن سليمان بن عبيد، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال عنه ابن خلدون: صحيح الاسناد.

3 - رواية الحاکم عن علي (عليه السلام) حول ظهور المهدي، وقد صحّحه الحاکم علي شرط البخاري ومسلم، وقال عنه ابن خلدون: وهو إسناد صحيح کما ذکر.

4 - رواية أبي داود في السنن، عن صالح بن الخليل، عن اُمّ سلمة، قال ابن خلدون: ورجاله رجال الصحيح لا مطعن فيهم ولا مغمز [1] .

ولا ريب أنّ هذه الاربعة التي سلمت من النقد، واعترف ابن خلدون بصحّتها، هي کافية في موضع الاحتجاج، وتکون الاحاديث الاُخري التي ضعّفها مؤکّدة وعاضدة لهذه الاربعة، وفيه يعلم أ نّه لا حجّة لاحد في تضعيفات ابن خلدون لانکار أحاديث المهدي (عليه السلام) التي تسالم علي نقلها ثقات المحدّثين والحفّاظ والرواة.

أمّا الشبهة الثانية التي تمسّکوا بها، وهي کون البخاري ومسلم لم يرويا حديثاً في المهدي، فسنأتي إلي مناقشتها في البحث اللاحق.



[ صفحه 322]




پاورقي

[1] تأريخ ابن خلدون 1: 564 ـ 568، الفصل (52).