بازگشت

النص علي الائمة الاثني عشر


إنّ النص علي الائمة الاثني عشر (عليهم السلام) هو الذي يوضّح المراد بالخلفاء الاثني عشر المذکورين في حديث النبيّ (صلي الله عليه وآله) وعترته المعصومين (عليهم السلام)، ويعيّن لنا شخص الامام المهدي (عليه السلام) واسمه ونسبه وغيبته وبقاءه حيّاً حتّي قيام دولته، دولة الحقّ والعدل.

وفي ما يلي طرف من النص علي الائمة الاثني عشر (عليهم السلام):

1 - روي أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شاذان بإسناده عن الامام الصادق (عليه السلام)، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): حدّثني جبرئيل، عن ربّ العزّة جلّ جلاله، أ نّه قال: مَن علم أن لا إله إلاّ أنا وحدي، وأنّ محمّداً عبدي ورسولي، وأنّ عليّ بن أبي طالب خليفتي، وأنّ الائمة من ولده



[ صفحه 279]



حججي، أدخلته الجنّة برحمتي، ونجّيتُه من النار بعفوي، وأبحت له جواري، وأوجبت له کرامتي، وأتممت عليه نعمتي، وجعلته من خاصّتي وخالصتي، إن ناداني لبّيته، وإن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وإن سکت ابتدأته، وإن أساء رحمته، وإن فرّ منّي دعوته، وإن رجع إليّ قبلته، وإن قرع بابي فتحته.

ومن لم يشهد أن لا إله إلاّ أنا وحدي، أو شهد بذلک ولم يشهد أنّ محمّداً عبدي ورسولي، أو شهد بذلک ولم يشهد أنّ عليّ بن أبي طالب خليفتي، وشهد بذلک ولم يشهد أنّ الائمة من ولده حججي، فقد جحد نعمتي وصغّر عظمتي، وکفر بآياتي وکتبي ورسلي، إن قصدني حجبته، وإن سألني حرمته، وإن ناداني لم أسمع نداءه، وإن دعاني لم استجب دعاءه، وإن رجاني خيّبت رجاءه منّي، وما أنا بظلاّم للعبيد.

فقام جابر بن عبد الله الانصاري، فقال: يا رسول الله، ومن الائمة من ولد عليّ بن أبي طالب؟

قال: الحسن والحسين، سيّدا شباب أهل الجنّة، ثمّ سيّد العابدين في زمانه عليّ بن الحسين، ثمّ الباقر محمّد بن عليّ، ستدرکه يا جابر، فإذا أدرکته فاقرأه منّي السلام، ثمّ الصادق جعفر بن محمّد، ثمّ الکاظم موسي بن جعفر، ثمّ الرضا عليّ بن موسي، ثمّ التقيّ محمّد بن عليّ، ثمّ النقيّ عليّ بن محمّد، ثمّ الزکيّ الحسن بن عليّ، ثمّ ابنه القائم بالحقّ مهديّ اُمّتي الذي يملا الارض قسطاً وعدلاً کما مُلئت جوراً وظلماً.

هؤلاء - يا جابر - خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي، من أطاعهم فقد أطاعني، ومن عصاهم فقد عصاني، ومن أنکرهم أو أنکر واحداً منهم فقد أنکرني، بهم يُمسک الله السماء أن تقع علي الارض، وبهم يحفظ الله الارض أن تميد بأهلها [1] .



[ صفحه 280]



2 - وروي الشيخ الطوسي بالاسناد عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس، قال: سمعت عبد الله بن جعفر الطيّار يقول: کنّا عند معاوية أنا والحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعمر بن اُمّ سلمة، واُسامة بن زيد، فجري بيني وبين معاوية کلام، فقلت لمعاوية: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: أنا أولي بالمؤمنين من أنفسهم، ثمّ أخي عليّ بن أبي طالب أولي بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد عليّ فالحسن أولي بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضي الحسن فالحسين أولي بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد فابنه عليّ بن الحسين أولي بالمؤمنين من أنفسهم وستدرکه يا علي، ثمّ ابنه محمّد بن عليّ أولي بالمؤمنين من أنفسهم يا عليّ، ثمّ يکمّله اثني عشر إماماً تسعة من ولد الحسين.

وقال عبد الله بن جعفر: استشهدت الحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعمر بن اُمّ سلمة واُسامة بن زيد فشهدوا لي عند معاوية، قال سليم بن قيس: وقد سمعت ذلک من سلمان وأبي ذرّ والمقداد، وذکروا أ نّهم سمعوا ذلک من رسول الله (صلي الله عليه وآله) [2] .

3 - وعن محمّد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد بن يحيي، عن عمرو بن ثابت، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(عليه السلام)، قال: قال رسول الله(صلي الله عليه وآله): إنّي وأحد عشر من ولدي وأنت يا عليّ زرّ الارض - يعني أوتادها وجبالها - بنا أوتد الله الارض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الارض بأهلها ولم ينظروا [3] .



[ صفحه 281]



4 - وعن جعفر بن محمّد بن مالک، عن محمّد بن نعمة السلولي، عن وهب بن جعفر، عن عبد الله بن قاسم، عن عبد الله بن خالد، عن أبي السفاتج، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال: دخلت علي فاطمة (عليها السلام) وبين يديها أسماء الاوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر اسماً، آخرهم القائم، ثلاثة منهم محمّد، وثلاثة منهم علي [4] .

5 - وعن محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: يکون تسعة أئمة بعد الحسين، تاسعهم قائمهم. [5] .

6 - وعن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: إنّ الله تعالي أرسل محمّداً (صلي الله عليه وآله) إلي الجنّ والانس عامّة، وکان من بعده اثنا عشر وصيّاً، منهم من سبقنا، ومنهم من بقي، وکلّ وصيّ جرت به السنّة، والاوصياء الذين من بعد محمّد (صلي الله عليه وآله) علي سنّة أوصياء عيسي إلي محمّد (صلي الله عليه وآله)، وکانوا اثني عشر، وکان أمير المؤمنين (عليه السلام) علي سنّة المسيح. [6] .

7 - وعن أبي محمّد التلّعکبري، عن أبي الحسين محمّد بن جعفر الاسدي، عن سهل بن زياد الادمي، عن الحسن بن عباس بن الحريش الرازي، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام): أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لابن عباس: إنّ ليلة القدر في کلّ سنة،



[ صفحه 282]



وإنّه ينزل في تلک الليلة أمر السنة، ولذلک الامر ولاة بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فقال ابن عباس: من هم؟ فقال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدّثون [7] .

8 - وعن أحمد بن هلال العبرتائي، عن ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) في حديث له: إنّ الله اختار من الناس الانبياء الرسل، واختارني من الرسل، واختار منّي علياً، واختار من عليّ الحسن والحسين، واختار من الحسين الاوصياء، تاسعهم قائمهم، وهو ظاهرهم وباطنهم [8] .

9 - وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال أبي محمّد بن عليّ، لجابر ابن عبد الله الانصاري: إنّ لي إليک حاجة فمتي يخفّ عليک أن أخلو بک فأسألک عنها؟ قال له جابر: في أيّ الاوقات أحببت، فخلا به أبي في بعض الاوقات، فقال له: يا جابر، أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد اُمّي فاطمة (عليها السلام)، وما أخبرتک به اُمّي أ نّه في ذلک اللوح مکتوب؟

فقال جابر: أشهد بالله أ نّي دخلت علي اُمّک فاطمة صلوات الله عليها في حياة رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فهنّأتها بولادة الحسين (عليه السلام)، ورأيت في يدها لوحاً أخضر، فظننت أ نّه زمرّد، ورأيت فيه کتاباً أبيض شبه نور الشمس، فقلت لها: بأبي واُمّي يا ابنة رسول الله، ما هذا اللوح؟



[ صفحه 283]



فقالت: هذا اللوح أهداه الله إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني وأسماء الاوصياء من ولدي، فأعطانيه أبي ليسرّني بذلک.

قال جابر: فأعطتنيه اُمّک فاطمة (عليها السلام) فقرأته فاستنسخته... إلي آخر الحديث، وقد ذکر فيه عدد الائمة (عليهم السلام) وما يجري عليهم [9] .

10 - عن سلام، قال: سمعت أبا سلمي راعي النبيّ (صلي الله عليه وآله) يقول: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: سمعت ليلة اُسري بي إلي السماء، قال العزيز جلّ ثناؤه: (آمَنَ الرَّسُولُ بِما اُنْزِلَ إلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ)، قلت: (وَالمُؤْمِنونَ)، قال: صدقت يا محمّد، من خلّفت لاُمّتک؟ قلت: خيرها، قال: عليّ بن أبي طالب؟ قلت: نعم يا ربّ، قال: يا محمّد، إنّي اطّلعت علي الارض اطلاعة فاخترتک منها فشققت لک اسماً من أسمائي، فلا اُذکر في موضع إلاّ وذکرت معي، فأنا المحمود وأنت محمّد، ثمّ اطّلعت الثانية فاخترت منها علياً، وشققت له اسماً من أسمائي، فأنا الاعلي وهو عليّ.

يا محمّد إنّي خلقتک وخلقت علياً وفاطمة والحسن والحسين من شبح نور من نوري، وعرضت ولايتکم علي أهل السماوات والارضين، فمن قبلها کان عندي من المؤمنين، ومن جحدها کان عندي من الکافرين.

يا محمّد، لو أنّ عبداً من عبادي عبدني حتّي يتقطّع ويصير مثل الشنّ البالي ثمّ أتاني جاحداً بولايتکم ما غفرت له حتّي يقرّ بولايتکم، يا محمّد أتحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم يا ربّ.



[ صفحه 284]



فقال: التفت عن يمين العرش، فالتفت فإذا أنا بعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ ومحمّد وجعفر و موسي وعلي ومحمّد وعليّ والحسن والمهدي (عليهم السلام) في ضحضاح من نور قيامٌ يصلّون، المهدي في وسطهم کأ نّه کوکب درّي، فقال: يا محمّد، هؤلاء الحجج وهذا الثائر من عترتک، يا محمّد وعزّتي وجلالي إنّه الحجّة الواجبة لاوليائي والمنتقم من أعدائي [10] .

11 - وروي جابر الجعفي، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن تأويل قول الله عزّ وجلّ: (إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً في کِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالارْضَ مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِکَ الدينُ القَيِّمُ فَلا تَظْلِموا فيهِنَّ أنْفُسَکُمْ).

قال: فتنفّس سيّدي الصعداء ثمّ قال: يا جابر، أمّا السنة فهي جدّي رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وشهورها اثنا عشر شهراً، فهو أمير المؤمنين والي وإلي ابني جعفر وابنه موسي وابنه عليّ وابنه محمّد وابنه عليّ وإلي ابنه الحسن وإلي ابنه محمّد الهـادي المهدي، اثنا عشر إماماً حجج الله في خلقه واُمناؤه علي وحيه وعلمه.

والاربعة الحرم الذين هم الدين القيّم، أربعة منهم يخرجون باسم واحد: عليّ أمير المؤمنين، وأبي عليّ بن الحسين، وعليّ بن موسي، وعليّ بن محمّد، فالاقرار بهؤلاء هو الدين القيّم، ولا تظلموا فيهنّ أنفسکم، أي قولوا بهم جميعاً تهتدوا [11] .



[ صفحه 285]



12 - وعن جماعة، عن أبي محمّد هارون بن موسي التلعکبري، بإسناده عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: نزل جبرئيل (عليه السلام) بصحيفة من عند الله علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) فيها اثنا عشر خاتماً من ذهب. فقال له: إنّ الله تعالي يقرأ عليک السلام، ويأمرک أن تدفع هذه الصحيفة إلي النجيب من أهلک بعدک يفکّ منها أوّل خاتم ويعمل بما فيها، فإذا مضي دفعها إلي وصيّه بعده، وکذلک الاوّل يدفعها إلي الاخر واحداً بعد واحد، ففعل النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) ما اُمر به، ففکّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أوّلها وعمل بما فيها، ثمّ دفعها إلي الحسن (عليه السلام) ففکّ خاتمه وعمل بما فيها، ودفعها بعده إلي الحسين (عليه السلام) ثمّ دفعها الحسين إلي عليّ بن الحسين (عليه السلام)، ثمّ واحداً بعد واحد، حتّي ينتهي إلي آخرهم (عليهم السلام) [12] .

13 - وعن التلعکبري، عن أبي عليّ محمّد بن همام، عن الحسن بن علي القوهستاني، عن زيد بن إسحاق، عن أبيه، قال: سألت أبي عيسي بن موسي فقلت له: من أدرکت من التابعين؟

فقال: ما أدري ما تقول، ولکنّي کنت بالکوفة فسمعت شيخاً في جامعها يحدّث عن عبد خير، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قال لي رسول الله (صلي الله عليه وآله): يا عليّ، الائمة الراشدون المهديّون المغصوبون حقوقهم من ولدک أحد عشر إماماً وأنت. [13] .

14 - وعن جماعة، عن أبي محمّد هارون بن موسي التلعکبري، عن محمّد بن أحمد بن عبد الله الهاشمي، قال: حدّثني أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن



[ صفحه 286]



المنصور، قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمّد العسکري، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن موسي عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي صلوات الله عليهم، قال: قال عليّ صلوات الله عليه: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): من سرّه أن يلقي الله عزّ وجلّ آمناً مطهّراً لا يحزنه الفزع الاکبر فليتولّک، وليتولّ بنيک الحسن والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد، وموسي بن جعفر، وعليّ بن موسي، ومحمّداً، وعليّاً، والحسن، ثمّ المهدي، وهو خاتمهم وليکونن في آخر الزمان قوم يتولّونک يا عليّ يشنأهم الناس، ولو أحبّهم کان خيراً لهم لو کانوا يعلمون، يؤثرونک وولدک علي الاباء والاُمّهات والاخوة والاخوات، وعلي عشائرهم والقرابات صلوات الله عليهم أفضل الصلوات، اُولئک يحشرون تحت لواء الحمد، يجاوز عن سيّئاتهم، ويرفع درجاتهم جزاءً بما کانوا يعملون [14] .

15 - وعن أبي عبد الله الحسين بن عليّ بن سفيان البزوفري، عن علي بن سنان الموصلي العدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن محمّد بن الخليل، عن جعفر ابن أحمد المصري، عن عمّه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيّد العابدين، عن أبيه الحسين الزکي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) - في الليلة التي کانت فيها وفاته - لعلّي (عليه السلام): يا أبا الحسن، أحضر صحيفة ودواة، فأملي رسول الله (صلي الله عليه وآله) وصيّته حتّي انتهي إلي هذا الموضع فقال: يا عليّ، إنّه سيکون بعدي اثنا عشر إماماً،



[ صفحه 287]



ومن بعدهم اثنا عشر مهديّاً، فأنت يا عليّ أوّل الاثني عشر إماماً، سمّـاک الله تعالي في سمائه علياً المرتضي، وأمير المؤمنين، والصدّيق الاکبر، والفاروق الاعظم، والمأمون، والمهدي، فلا تصحّ هذه الاسماء لاحد غيرک.

يا علي، أنت وصيّي علي أهل بيتي حيّهم وميّتهم، وأنت خليفتي علي اُمّتي من بعدي، إذا حضرتک الوفاة فسلّمها إلي ابني الحسن البرّ الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلي ابني الحسين الشهيد الزکيّ المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلي ابنه سيّد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلي ابنه محمّد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلي ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلي ابنه موسي الکاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلي ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلي ابنه محمّد الثقة النقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلي ابنه عليّ الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلي ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلي ابنه محمّد المستحفظ من آل محمّد، فذلک اثنا عشر إماماً [15] .

16 - وعن محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الاشعري، عن الحسين بن عبد الله، عن الحسن بن موسي الخشّاب، عن الحسن بن سماعة، عن عليّ بن الحسن ابن رباط، عن ابن اُذينة، عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: الاثنا عشر إمام من آل محمّد کلّهم هم المحدّثون، ولد رسول الله (صلي الله عليه وآله) وولد عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فرسول الله وعلي هما الوالدان [16] .



[ صفحه 288]



17 - وعن محمّد بن يحيي، عن محمّد الحسين، عن مسعدة بن زياد، عن أبي عبد الله، ومحمّد بن الحسين، عن إبراهيم بن أبي يحيي المدني، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: کنت حاضراً لمّـا هلک أبو بکر واستخلف عمر، فأقبل يهودي من عظماء يثرب يزعم يهود المدينة أ نّه أعلم أهل زمانه حتّي رُفع إلي عمر، فقال له: يا عمر، إنّي جئتک اُريد الاسلام، فإن خبّرتني عمّـا أسألک عنه فأنت أعلم أصحاب هذا الکتاب والسنّة، وجميع ما اُريد أن أسأل عنه.

قال: فقال له عمر: إنّي لست هناک، لکنّي اُرشدک إلي من هو أعلم اُمّتنا بالکتاب والسنّة وجميع ما قد تسأل عنه، وهو ذاک، وأومأ إلي عليّ (عليه السلام).

فقال له اليهودي: يا عمر، إن کان هذا کما تقول، فما لک وبيعة الناس، وإنّما ذلک أعلمکم؟ فزبره عمر.

ثمّ إنّ اليهوديّ قام إلي عليّ (عليه السلام)، فقال: أنت کما ذکر عمر؟ فقال: وما قال عمر؟ فأخبره.

قال: فإن کنت کما قال عمر سألتک عن أشياء اُريد أن أعلم هل يعلمها أحد منکم، فأعلم أ نّکم في دعواکم خير الاُمم وأعلمها صادقون، ومع ذلک أدخل في دينکم الاسلام.

فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): نعم أنا کما ذکر لک عمر، سل عمّـا بدا لک اُخبرک عنه إن شاء الله تعالي.

قال: أخبرني عن ثلاثة وثلاثة وواحدة؟

قال له عليّ (عليه السلام): يا يهودي، لِمَ لَم تقل أخبرني عن سبع؟

فقال اليهودي: إنّک إن أخبرتني بالثلاث سألتک عن الثلاث، وإلاّ کففت،



[ صفحه 289]



وإن أجبتني في هذه السبع فأنت أعلم أهل الارض وأفضلهم، وأولي الناس بالناس.

فقال: سل عمّـا بدا لک يا يهودي.

قال: أخبرني عن أوّل حجر وضع علي وجه الارض، وأوّل شجرة غرست علي وجه الارض، وأوّل عين نبعت علي وجه الارض؟ فأخبره أمير المؤمنين (عليه السلام).

ثمّ قال له اليهودي: فأخبرني عن هذه الاُمّة کم لها من إمام هدي، وأخبرني عن نبيّکم محمّد أين منزله في الجنّة، وأخبرني من معه في الجنّة؟ فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّ لهذه الاُمّة اثني عشر إمام هدي من ذرية نبيّها وهم منّي، وأمّا منزل نبيّنا (صلي الله عليه وآله) في الجنّة فهو أفضلها وأشرفها جنّة عدن، وأمّا من معه في منزله منها فهؤلاء الاثنا عشر من ذرّيته واُمّهم وجدّتهم اُمّ اُمّهم وذراريهم لا يشرکهم فيها أحد [17] .

18 - وعن محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد البرقي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، قال: أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعه الحسن بن علي (عليه السلام)، وهو متّکئ علي يد سلمان، فدخل المسجد الحرام، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس، فسلّم علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، فردّ عليه السلام فجلس.

ثمّ قال: يا أمير المؤمنين، أسألک عن ثلاث مسائل، إن أخبرتني بهن علمت أنّ القوم قد رکبوا من أمرک ما قضي عليهم، وأ نّهم ليسوا بمأمونين في دنياهم



[ صفحه 290]



و آخرتهم، وإن تکن الاُخري علمت أ نّک وهم شرع سواء.

فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): سلني عمّـا بدا لک.

قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه، وعن الرجل کيف يذکر وينسي، وعن الرجل يشبه ولده الاعمام والاخوال؟

فالتفت أمير المؤمنين (عليه السلام) إلي الحسن (عليه السلام) فقال: يا أبا محمّد أجبه، فأجابه الحسن (عليه السلام)، فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلاّ الله، ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله ولم أزل أشهد بذلک، وأشهد أ نّک وصيّ رسول الله والقائم بحجّته - وأشار إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) - ولم أزل أشهد بها، وأشهد أ نّک وصيّه والقائم بحجّته - وأشار إلي الحسن - وأشهد أنّ الحسين بن عليّ وصيّ أبيه والقائم بحجّته بعدک، وأشهد علي عليّ بن الحسين أ نّه القائم بأمر الحسين بعده، وأشهد علي محمّد بن عليّ أ نّه القائم بأمر عليّ بن الحسين، وأشهد علي جعفر بن محمّد أ نّه القائم بأمر محمّد ابن علي، وأشهد علي موسي أ نّه القائم بأمر جعفر بن محمّد، وأشهد علي عليّ بن محمّد أ نّه القائم بأمر موسي بن جعفر، وأشهد علي محمّد بن عليّ أ نّه القائم بأمر عليّ ابن موسي، وأشهد علي عليّ بن محمّد بأ نّه القائم بأمر محمّد بن عليّ، وأشهد علي الحسن بن عليّ بأ نّه القائم بأمر عليّ بن محمّد، وأشهد علي رجل من ولد الحسين ولا يکنّي ولا يسمّي حتّي يظهر أمره فيملاها عدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً، والسلام عليک يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبرکاته، ثمّ قام فمضي.

فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أبا محمّد اتبعه انظر أين يقصد.

فخرج الحسن (عليه السلام) فقال له: ما کان إلاّ أن وضع رجله خارجاً من المسجد، فما دريت أين أخذ من أرض الله، فرجعت إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) فأعلمته.

فقال: يا أبا محمّد أتعرفه؟



[ صفحه 291]



فقلت: الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم، فقال (عليه السلام): هو الخضر (عليه السلام) [18] .

19 - وأخرج السيّد البحراني عن کتاب (الردّ علي الزيدية) للشيخ [أبي] عبد الله جعفر بن محمّد بن أحمد الدوريستي، من طريق المخالفين، بإسناده عن سليمان ابن إسحاق بن عليّ بن عبد الله بن العباس، قال: حدّثني أبي، قال: کنت يوماً عند الرشيد، فذُکر المهدي وما ذُکر من عدله، فاُطنب في ذلک.

فقال الرشيد: إنّي أحسبکم تحسبونه أبي المهدي، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن ابن عباس، عن أبيه العباس بن عبد المطّلب، أنّ النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) قال له: يا عمّ، يملک من ولدي اثنا عشر خليفة، ثمّ يکون اُمور کريهة وشدّة عظيمة، ثمّ يخرج المهدي من ولدي، يصلح الله أمره في ليلة، فيملا الارض عدلاً کما ملئت جوراً، ويمکُث في الارض ما شاء الله، ثمّ يخرج الدجّال [19] .

20 - وروي بالاسناد عن سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) - في حديث - قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): فإن خفتم تنازعاً في شيء فردّوه إلي الله وإلي الرسول وإلي اُولي الامر منکم.

قلت: ومن هم يا نبيّ الله؟

فقال (صلي الله عليه وآله): الاوصياء إلي أن يردوا عليّ الحوض، کلّهم هاد مهتد، لا يضرّهم خذلان من خذلهم، هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقونه ولا يفارقهم، بهم



[ صفحه 292]



تنصر اُمّتي ويمطرون، ويدفع عنهم بمستجابات دعواتهم.

قلت: يا رسول الله سمّهم لي.

فقال (صلي الله عليه وآله): ابني هذا - ووضع يده علي رأس الحسن - ثمّ ابني هذا - ووضع يده علي رأس الحسين - ثمّ ابنٌ له علي اسمک يا علي، ثمّ ابن له اسمه محمّد بن علي، ثمّ أقبل علي الحسين فقال: سيولد محمّد بن علي في حياتک، فاقرأه منّي السلام، ثمّ تکمّله اثني عشر إماماً.

قلت: يا نبيّ الله سمّهم لي، فأسماهم رجلاً رجلاً منهم، والله يا أخا بني هلال مهدي اُمّة محمّد الذي يملا الارض قسطاً وعدلاً، کما ملئت ظلماً وجوراً [20] .

21 - وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن رسول الله (صلي الله عليه وآله)، أ نّه قال: إنّ الله اختار من أهل بيتي بعدي وهم خيار اُمّتي، أحدَ عشرَ إماماً بعد أخي، واحداً بعد واحد، کلّما هلک واحد قام واحد، مثلهم کمثل نجوم السماء، کلّما غاب نجم طلع نجم.

إنّهم هداة مهديّون، لا يضرّهم کيد من کادهم، ولا خذلان من خذلهم، بل يضرّ الله بذلک من کادهم وخذلهم، هم حجج الله في أرضه، وشهداؤه علي خلقه، من أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم عصي الله، هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقهم ولا يفارقونه حتّي يردوا عليّ حوضي، أوّل الائمة علي خيرهم، ثمّ ابني الحسن، ثمّ ابني الحسين، ثمّ تسعة من ولد الحسين [21] .



[ صفحه 293]



22 - وروي بالاسناد عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) - في حديث - أ نّه قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): ألا إنّ الرضا والرضوان والحبّ لمن أحبّ علياً وتولاّه وائتمّ به وبفضله وبأوصيائي بعده، وحقّ علي ربّي أن يستجيب لي فيهم، إنّهم اثني عشر وصيّاً [22] .

23 - وبالاسناد عن عبد خيّر، قال: سمعت أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) يقول: قال لي رسول الله (صلي الله عليه وآله): يا علي، الائمة الراشدون المهتدون المعصومون من ولدک أحد عشر إماماً، وأنت أوّلهم، وآخرهم اسمه اسمي، يخرج فيملا الارض قسطاً وعدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً، يأتيه الرجل والمال کدوس، فيقول: يا مهدي أعطني. فيقول: خذ [23] .

24 - وروي الخزّاز بالاسناد عن جابر بن يزيد الجعفي، عن محمّد بن علي الباقر، عن علي بن الحسين زين العابدين، قال: قال الحسن بن علي (عليه السلام): الائمة عدد نقباء بني إسرائيل، ومنّا مهدي هذه الاُمّة [24] .

25 - وروي بالاسناد عن جنادة بن أبي اُميّة، قال: دخلت علي الحسن بن عليّ (عليه السلام) في مرضه الذي توفّي فيه وبين يديه طست يقذف فيه الدم ويخرج کبده



[ صفحه 294]



قطعة قطعة من السمّ الذي سقاه معاوية، فقلت: يا مولاي، ما لک لا تعالج نفسک؟!

فقال: يا عبد الله، بماذا اُعالج الموت؟

قلت: إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

ثمّ التفت إليّ وقال: والله إنّه لعهد عهده إلينا رسول الله (صلي الله عليه وآله)، أنّ هذا الامر يملکه اثنا عشر إماماً من ولد علي وفاطمة (عليهما السلام)، ما منّا إلاّ مسموم أو مقتول [25] .

26 - وروي زرارة، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، أ نّه قال: الاثنا عشر الائمة من آل محمّد کلّهم محدّث، علي بن أبي طالب وأحد عشر من ولده، ورسول الله وعليّ هما الوالدان، صلّي الله عليهما [26] .

27 - وروي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أ نّه قال: الائمة اثنا عشر إماماً، منهم الحسن والحسين، ثمّ الائمة من ولد الحسين (عليهم السلام) [27] .

28 - وعن أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن رسول الله (صلي الله عليه وآله)، قال: قال لي: يا عليّ،



[ صفحه 295]



إذا تمّ من ولدک أحد عشر إماماً، فالحادي عشر منهم المهدي من أهل بيتي [28] .

29 - وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله) لامير المؤمنين (عليه السلام): يا عليّ، إنّي مزوّجک فاطمة ابنتي سيّدة نساء العالمين، وأحبّهن إليّ بعدک، وکائن منکما سيّدا شباب أهل الجنّة، والشهداء المضرّجون المقهورون في الارض من بعدي، والنجباء الزُهر الذين يطفي الله بهم الظلم، ويحيي بهم الحقّ، ويميت الباطل، عدّتهم عدّة أشهر السنّة، آخرهم يصلّي عيسي بن مريم (عليه السلام) خلفه [29] .

30 - وروي الحسن بن عباس، عن أبي جعفر الثاني، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) لاصحابه: آمنوا بليلة القدر، فإنّه ينزل فيها أمر السنة، وإنّ لذلک ولاة من بعدي، عليّ بن أبي طالب وأحد عشر من ولده [30] .

31 - وذکر في السفر الاوّل من التوراة قصّة إسماعيل (عليه السلام) بعد انقضاء قصّة سارة وما خاطب الله به إبراهيم (عليه السلام) في أمرها وولدها، قوله عزّ وجلّ: وقد أجبت دعاءک في إسماعيل، وقد سمعتک ما بارکته: وسأکثره جدّاً جدّاً، وسيلد اثنا عشر عظيماً، أجعلهم أئمة کشعب عظيم [31] .



[ صفحه 296]



32 - وقال الشيخ محمّد بن إبراهيم النعماني: أقرأني عبد الحکيم بن الحسن السمري (رحمه الله) ما أملاه عليه رجل من اليهود باُرّجان، يقال له الحسن بن سليمان، من علماء اليهود [بالتوراة] من أسماء الائمة (عليهم السلام) بالعبرانية وعدّتهم، وکان فيها قراءة: أ نّه يبعث من ولد إسماعيل - واسم إسماعيل في التوراة إشموعيل - يسمّي مابد، يعني محمّداً (صلي الله عليه وآله) سيّداً، ويکون من آله اثنا عشر رجلاً أئمة وسادة يقتدي بهم.

إلي أن قال: وتفسير هذا الکلام أ نّه يخرج من صلب إسماعيل ولد مبارک، عليه صلاتي وعليه رحمتي، يلد من آله اثنا عشر رجلاً يرتفعون ويجلون، ويرتفع اسم هذا الرجل ويجلّ ويعلو ذکره.

قال: وقرئ هذا الکلام والتفسير علي موسي بن عمران بن زکريا اليهودي فصحّحه، وقال فيه إسحاق بن إبراهيم بن يحسون اليهودي مثل ذلک [32] .

33 - وروي ابن شاذان بالاسناد عن عبد الله بن أبي أوفي، عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) أ نّه قال: لمّـا فُتِحَتْ خيبر قالوا له: إنّ بها حبراً قد مضي له من العمر مائة سنة، وعنده علم التوراة، فاُحضر بين يديه، وقال له: أصدقني بصورة ذکري في التوراة، وإلاّ ضربت عنقک.

قال: فانهملت عيناه بالدموع، وقال له: إن صدقتک قتلني قومي، وإن کذبتک قتلتني. فقال له: قل وأنت في أمان الله وأماني.

قال: إنّ في سِفر من أسفار التوراة اسمک ونعتک وأتباعک، وأنّک تخرج من جبل فاران، وهو جبل عرفات، وينادي باسمک علي کلّ منبر، فرأيت في علامتک



[ صفحه 297]



بين کتفيک خاتماً تختم به النبوّة، أي لا نبيّ من بعدک، ومن ولدک أحد عشر سبطاً يخرجون من ابن عمّک، واسمه علي، ويبلغ ملکک المشرق والمغرب وتفتح خيبر وتقلع بابها، ثمّ يعبر الجيش علي الکفّ والزند، فإن کان فيک هذه الصفات آمنت بک وأسلمت علي يدک.

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): أ يّها الحبر، أمّا الشامة فهي لي، فکشفها، وأمّا العلامة فهي لناصري عليّ بن أبي طالب.

قال: فالتفت إليه الحبر وإلي عليّ (عليه السلام) وقال: أنت قاتل مرحب الاعظم؟ قال عليّ (عليه السلام): بل الاحقر، أنا جندلته بقوّة الله وحوله، وأنا معبّر الجيش علي زندي وکفّي.

قال: فعند ذلک قال: مدّ يدک، فأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وأ نّک معجزته، وأ نّه يخرج منک أحد عشر نقيباً، فإنّهم کنقباء بني إسرائيل أبناء يعقوب، فاکتب لي عهداً لقومي، فکتب له بذلک عهداً [33] .

34 - وروي ابن عياش في المقتضب بالاسناد عن أبي موزج حاجب بن سليمان، قال: لقيت ببيت المقدس عمران بن خاقان الوافد إلي المنصور، المنصوب علي يهود الجزيرة وغيرها، وقد أسلم علي يده، وکان قد حجّ اليهود ببيانه وعلمه، وکانوا لا يستطيعون جحده لما في التوراة من علامات رسول الله (صلي الله عليه وآله) والخلفاء من بعده. فقال لي يوماً: يا أبا موزج، إنّا نجد في التوراة ثلاثة عشر اسماً، منها محمّد واثني عشر من بعده من أهل بيته، هم أوصياؤه وخلفاؤه، مذکورون في التوراة،



[ صفحه 298]



ليس فيهم القائمون بعده من تيم ولا عدي ولا بني اُميّة، وإنّي لاظنّ ما تقوله هذه الشيعة حقّاً [34] .

35 - وروي القندوزي الحنفي بالاسناد عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: قدم يهودي يقال له نعثل فقال: يا محمّد أسألک عن أشياء تلجلج في صدري، إلي أن قال: فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): إنّ وصيّي عليّ بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين.

قال: يا محمّد، فسمّهم لي. قال: إذا مضي الحسين فابنه علي، فإذا مضي علي فابنه محمّد، فإذا مضي محمّد فابنه جعفر، فإذا مضي جعفر فابنه موسي، فإذا مضي موسي فابنه علي، فإذا مضي علي فابنه محمّد، فإذا مضي محمّد فابنه علي، فإذا مضي علي فابنه الحسن، فإذا مضي الحسن فابنه الحجّة محمّد المهدي، فهؤلاء اثنا عشر.

إلي أن قال: وأنّ الثاني عشر من ولدي يغيب حتّي لا يُري، ويأتي علي اُمّتي بزمن لا يبقي من الاسلام إلاّ اسمه، ولا يبقي من القرآن إلاّ رسمه، فحينئذ يأذن الله تبارک وتعالي له بالخروج، فيظهر الله الاسلام به ويجدده [35] .

36 - وروي بالاسناد عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال: دخل جندل ابن جنادة بن جبير اليهودي علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) وساق الحديث إلي أن قال: فقال جنادة: أخبرني يا رسول الله عن أوصيائک من بعدک لاتمسّک بهم. قال: أوصيائي



[ صفحه 299]



اثنا عشر، قال جندل: هکذا وجدناهم في التوراة. وقال: يا رسول الله، سمّهم لي. فقال: أوّلهم سيّد الاوصياء أبو الائمة علي، ثمّ ابناه الحسن والحسين، فاستمسک بهم، ولا يغرّنک جهل الجاهلين، فإذا ولد عليّ بن الحسين زين العابدين يقضي الله عليک، ويکون آخر زادک من الدنيا شربة لبن تشربه.

فقال جندل: وجدناه في التوراة وفي کتب الانبياء إيليا وشبراً وشبيراً، فهذه أسماء علي والحسن والحسين فمن بعد الحسين؟ وما أسماؤهم؟ قال: إذا انقضت مدّة الحسين فالامام ابنه علي ويلقّب بزين العابدين، فبعده ابنه محمّد يلقّب بالباقر، فبعده ابنه جعفر يدعي بالصادق، فبعده ابنه موسي يدعي بالکاظم، فبعده ابنة علي يدعي بالرضا، فبعده ابنه محمّد يدعي بالتقي والزکي، فبعده ابنه علي يدعي بالنقي والهادي، فبعده ابنه الحسن يدعي بالعسکري، فبعده ابنه محمّد يدعي بالمهدي والقائم والحجّة، فيغيب ثمّ يخرج، فإذا خرج يملا الارض قسطاً وعدلاً کما ملئت جوراً وظلماً، طوبي للصابرين في غيبته، طوبي للمتّقين علي محبّتهم، اُولئک الذين وصفهم الله في کتابه وقال: (هُدَيً لِلمُتَّقينَ الَّذينَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبَ)، ثمّ قال تعالي: (اُوْلَئِکَ حِزْبَ اللهَ ألا إنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفْلِحونَ) [36] .

37 - وروي الحموئي في فرائد السمطين بالاسناد عن عبد الله بن عباس (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): أنا سيّد النبيّين، وعليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين، وإنّ أوصيائي بعدي اثنا عشر، أوّلهم عليّ بن أبي طالب، وآخرهم المهدي [37] .



[ صفحه 300]



38 - وروي بإسناده عن ابن عباس (رضي الله عنه) أيضاً، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): إنّ خلفائي وأوصيائي وحجج الله علي الخلق بعدي الاثنا عشر، أوّلهم أخي وآخرهم ولدي.

قيل: يا رسول الله، ومن أخوک؟ قال: عليّ بن أبي طالب. قيل: فمن ولدک؟ قال: المهدي الذي يملاها قسطاً وعدلاً کما ملئت جوراً وظلماً، والذي بعثني بالحقّ بشيراً لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلک اليوم حتّي يخرج فيه ولدي المهدي، ينزل روح الله عيسي بن مريم فيصلّي خلفه، وتشرق الارض بنور ربّها، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب [38] .


پاورقي

[1] مائة منقبة: 105 / 92 ـ طبع دار البلاغة.

[2] الغيبة / الطوسي: 91.

[3] الغيبة / الطوسي: 92، الارشاد 2: 345، الکافي 1: 447 / 10، کمال الدين: 326 / 4.

[4] الغيبة / الطوسي: 92.

[5] الغيبة / الطوسي: 92.

[6] الغيبة / الطوسي: 92.

[7] الغيبة / الطوسي: 93، الارشاد 2: 349، الکافي 1: 447 / 11، الخصال: 479 / 47.

[8] الغيبة / الطوسي: 93.

[9] الغيبة / الطوسي: 93 ـ 95.

[10] الغيبة / الطوسي: 95 ـ 96.

[11] الغيبة / الطوسي: 96.

[12] الغيبة / الطوسي: 90.

[13] الغيبة / الطوسي: 90.

[14] الغيبة / الطوسي: 91.

[15] الغيبة / الطوسي: 96 ـ 97.

[16] الغيبة / الطوسي: 97.

[17] الغيبة / الطوسي: 97 ـ 98.

[18] الغيبة / الطوسي: 98.

[19] حلية الابرار / البحراني 2: 720.

[20] الغيبة للنعماني: 52.

[21] الغيبة للنعماني: 53.

[22] الغيبة للنعماني: 58.

[23] الغيبة للنعماني: 61.

[24] کفاية الاثر: 224، بحار الانوار 36: 383 / 2.

[25] کفاية الاثر: 226، بحار الانوار 27: 217 / 19، و 44: 138 ـ 139 / 6.

[26] الارشاد 2: 347، الکافي 1: 448 / 14، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 56 / 24، الخصال: 480 / 549.

[27] الارشاد 2: 347، الکافي 1: 448 / 16، الخصال: 478 / 44، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 56 / 22.

[28] دلائل الامامة: 447 / 421.

[29] الغيبة للنعماني: 39.

[30] الارشاد 2: 346، الکافي 1: 448 / 12، الخصال: 480 / 48.

[31] الغيبة للنعماني: 64.

[32] الغيبة للنعماني: 65.

[33] بحار الانوار 36: 212 / 14، عوالم النصوص: 77.

[34] مقتضب الاثر: 39، بحار الانوار 36: 225 / 22.

[35] ينابيع المودّة: 440، ورواه الحموئي في فرائد السمطين 2: 133.

[36] ينابيع المودّة: 442.

[37] فرائد السمطين 2: 313.

[38] فرائد السمطين 2: 312.