1 ويح هذه الامة من ملوک جبابرة، کيف يقتلون ويخيفون المطيعين إلا من

أظهر طاعتهم، فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه ويفر منهم بقلبه. فإذا أراد الله

عزوجل أن يعيد الاسلام عزيزا قصم کل جبار، وهو القادر علي ما يشاء أن

يصلح أمة بعد فسادها، فقال عليه السلام: يا حذيفة لو لم يبق من

الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلک اليوم حتي يملک رجل من أهل بيتي،

تجري الملاحم علي يديه، ويظهر الاسلام، لا يخلف وعده، وهو سريع الحساب. [1] .

المفردات: لطول الله ذلک اليوم: کناية عن حتمية ظهور المهدي عليه السلام. الملاحم: جمع ملحمة

وأصلها المعرکة التي يلتحم فيها الناس، وتطلق علي الاحداث الکبيرة.

2 سيکون من بعدي خلفاء، ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد الامراء ملوک،

ومن بعد الملوک جبابرة، ثم يخرج رجل من اهل بيتي يملا الارض عدلا کما

ملئت جورا، ثم يؤمر القحطاني، فوالذي بعثني بالحق ما هو دونه. [2] .

3 تکون النبوة فيکم ما شاء الله أن تکون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم

تکون خلافة علي منهاج النبوة فتکون ما شاء الله أن تکون، ثم يرفعها إذا

شاء الله أن يرفعها، ثم تکون ملکا عاضا فيکون ما شاء الله أن يکون، ثم

يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تکون ملکا جبرية فتکون ما شاء الله أن تکون،

ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تکون خلافة علي منهاج النبوة، ثم

سکت. [3] .

المفردات: ملکا جبرية: أي تسلطا غير شرعي بالاجبار والقهر.

4 لينقضن عرا الاسلام عروة عروة فکلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي

تليها، وأولهن نقضا الحکم، وآخرهن الصلاة. [4] .

5 أعاذک الله ياکعب بن عجرة من إمارة السفهاء، قال: وما إمارة السفهاء؟

قال: أمراء يکونون بعدي، لا يهدون بهديي، ولا يستنون بسنتي، فمن

صدقهم بکذبهم وأعانهم علي ظلمهم، فأولئک ليسوا مني ولست منهم، ولا

يردون علي حوضي، ومن لم يصدقهم علي کذبهم ولم يعنهم علي ظلمهم،

فأولئک مني وأنا منهم، وسيردون علي حوضي، ياکعب بن عجرة: ألصوم

جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، والصلاة قربان أو قال برهان ياکعب بن

عجرة: إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت أبدا، النار أولي به. يا

کعب بن عجرة: الناس غاديان، فمبتاع نفسه فمعتقها، أو بائعها

فموبقها. [5] .

المفردات: جنة: أي حجاب من النار، السحت: المال الحرام. الغادي: السائر في صبح النهار.

المبتاع: المشتري.

6 لا تقوم الساعة حتي يبعث الله أمراء کذبة، ووزراء فجرة، وأمناء خونة،

وقراء فسقة، سمتهم سمت الرهبان، وليس لهم رعية (أو قال رعة)

فليلبسهم الله فتنة غبراء مظلمة، يتهوکون فيها تهوک اليهود في الظلم. [6] .

المفردات: سمتهم: أي هيئتهم المعنوية الظاهرة مثل الرهبان. ويتهوکون فيها: أي يتهورون في الفتنة

ويتخبطون مثل اليهود.

7 إنها ستکون عليکم أمراء، يترکون بعض ما أمروا به، فمن ناواهم نجا،

ومن کره سلم أو کاد يسلم، ومن خالطهم في ذلک هلک أو کاد يهلک. [7] .

المفردات: ناواهم، ناهضهم وعاداهم. خالطهم في ذلک، أي تردد عليهم وزارهم راضيا بفعلهم أو ساکتا

عنه.

8 ما من نبي بعثه الله عزوجل في أمة قبلي إلا کان له من أمته حواريون

وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف،

يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون. [8] .

المفردات: الحواريون والحواري: الاصحاب الخاصون. الخلوف جمع خليفة، أي أجيال.

9 - ستکون عليکم أئمة يملکون أرزاقکم، يحدثونکم فيکذبونکم، ويعملون

ويسيئون العمل، لا يرضون منکم حتي تحسنوا قبيحهم، وتصدقوا کذبهم،

فأعطوهم الحق ما رضوا به، فإذا تجاوزوا فمن قتل علي ذلک فهو

شهيد. [9] .

10 ستکون عليکم أمراء، يأمرونکم بما تعرفون ويعملون ما تنکرون، فليس

لاولئک عليکم طاعة. [10] .

11 - خذوا العطاء ما دام عطاء، فإذا صار رشوة علي الدين فلا تأخذوه ولستم

بتارکيه، يمنعکم الفقر والحاجة، ألا إن رحا بني مرح قد دارت وقد قتل بنو

مرح. ألا إن رحا الاسلام دائرة فدوروا مع الکتاب حيث دار. ألا إن

الکتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الکتاب. ألا إنه سيکون أمراء

يقضون لکم فإن أطعتموهم أضلوکم، وإن عصيتموهم قتلوکم. قال: يا

رسول الله فکيف نصنع؟ قال کما صنع أصحاب عيسي بن مريم نشروا

بالمناشير وحملوا علي الخشب، موت في طاعة الله خير من حياة في معصية

الله عزوجل. [11] .

المفردات: بنو مرح أي أهل الفرح والزهو، ولم نعرف المقصودين بهذه الکلمة، والظاهر أنه کناية عن

المشرکين. والمقصود بافتراق السلطان والقرآن أن الحکام سيحکمون بغير ما أنزل الله تعالي کما حصل.

12 إن طعام أمرائي بعدي مثل طعام الدجال، إذا أکله الرجل إنقلب

قلبه. [12] .

13 غير الدجال أخوف عليکم عندي من الدجال: أئمة مضلون. [13] .

14 لست أخاف علي أمتي جوعا يقتلهم، ولا عدوا يجتاحهم، ولکني أخاف

علي أمتي أئمة مضلين، إن أطاعوهم فتنوهم، وإن عصوهم قتلوهم. [14] .

المفردات: يجتاحهم: أي يستأصلهم.

15 إن الله عزوجل زوي لي الارض حتي رأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملک

أمتي سيبلغ ما زوي لي منها، وابن (إني) أعطيت الکنزين الابيض

والاحمر، وإني سئلت ربي عزوجل (أن) لا يهلک أمتي بسنة بعامة، وأن

لا يسلط عليهم عدوا فيهلکهم بعامة، وأن لا يلبسهم شيعا، ولا يذيق

بعضهم بأس بعض، وقال: يامحمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد،

وإني قد أعطيتک لامتک أن لا أهلکهم بسنة بعامة، ولا أسلط عليهم عدوا

ممن سواهم فيهلکوهم بعامة، حتي يکون بعضهم يهلک بعضا، وبعضهم

يقتل بعضا، وبعضهم يسبي بعضا، قال: وقال النبي صلي الله عليه

وسلم: وإني لا أخاف علي أمتي إلا الائمة المضلين، فإذا وضع السيف في

أمتي لم يرفع عنهم إلي يوم القيامة. [15] .

المفردات: زوي لي الارض: جمعها، بسنة بعامة: بجدب شامل.