تفسير الآية الکريمة في جيش الخسف
321 فبينما هم کذلک إذ خرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فوره
ذلک، حتي ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشا إلي المشرق وجيشا إلي
المدينة حتي ينزلوا بأرض بابل في المدينة الملعونة والبقعة الخبيثة،
فيقتلون أکثر من ثلاثة آلاف، ويبقرون بها أکثر من مائة إمرأة، ويقتلون
بها ثلاثمائة کبش من بني العباس، ثم ينحدرون إلي الکوفة فيخربون ما
حولها، ثم يخرجون متوجهين إلي الشام، فتخرج رايه هدي من الکوفة
فتلحق ذلک الجيش منها علي الفئتين، فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر،
ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم.
ويخلي (ويحل) جيشه التالي بالمدينة، ف ينتهبونها ثلاثة أيام ولياليها، ثم
يخرجون متوجهين إلي مکة، حتي إذا کانوا بالبيداء بعث الله جبرئيل،
فيقول: يا جبرئيل اذهب فأبدهم، فيضربها برجله ضربة يخسف الله
بهم، فذلک قوله في سورة سبأ (ولو تري إذ فزعوا فلا فوت. الآية)
ولا ينفلت منهم إلا رجلان أحدهما بشير والآخر نذير، وهما من جهينة،
فلذلک جاء القول: وعند جهينة الخبر اليقين. [1] .
322 هم الجيش الذي يخسف بهم بالبيداء، يبقي منهم رجل يخبر الناس بما
لقي أصحابه. [2] .
323 لابد من نزول عيسي عليه السلام إلي الارض، ولا بد أن يظهر بين
يديه علامات وفتن. فأول ما يخرج ويغلب علي البلاد الاصهب، يخرج
من بلاد الجزيرة، ثم يخرج من بعده الجرهمي من الشام، ويخرج
القحطاني من بلاد اليمن، قال کعب الاحبار: بينما هؤلاء والثلاثة قد
تغلبوا علي مواضعهم بالظلم، وإذ قد خرج السفياني من دمشق، وقيل:
إنه يخرج من واد بأرض الشام (ومعه أخواله من بني کلب) واسمه
معاوية بن عتبة، وهو ربعة من الرجال، دقيق الوجه، جهوري الصوت،
طويل الانف، عينه اليمني يحسبه من يراه يقول أعور، ويظهر الزهد، فإذا
اشتدت شکوته محا الله الايمان من قلبه، وسفک الدماء، ويعطل الجمعة
والجماعة، ويکثر في زمانه الکفر والفسق في کل البلاد، حتي يفجر
الفساق، ويکثر القتل في الدنيا، فعند ذلک يجتمعون (کذا) أهل مکة إلي
السفياني يخوفونه عقوبة الله عزوجل، فيأمر بقتلهم وقتل العلماء والزهاد
في جميع الآفاق، بعند ذلک يجتمعون إلي رجل من قريش، له اتصال
برسول الله صلي الله عليه وسلم لهلاک السفياني، ويتصل بمکة ويکونون
علي عدد أهل بدر، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، ثم تجتمع إليه
المؤمنون، وينکسف القمر ثلاث ليالي متواليات، ثم يظهر المهدي بمکة
فيبلغ خبره إلي السفياني فيجيش إليه ثلاثين ألفا وينزلون بالبيداء، فإذا
استقروا خسف الله بهم وتأخذهم الارض إلي أعناقهم، حتي لا يفلت
منهم إلا رجلان يمران، فيخبر السفياني، فإذا وصلوا إلي عسکره أصابهما
کما أصابهم، ثم يخسف بأحد الرجلين الآخر حول الله وجهه إلي قفاه،
فيغنم المهدي أموالهم، فذلک قوله تعالي (ولو تري إذ فزعوا فلا فوت
وأخذوا من مکان قريب). [3] .
پاورقي
[1] المصادر:
-: تفسير الطبري: ج 22 ص 72 حدثنا عصام بن رواد بن الجراح قال: ثنا أبي قال: ثنا
سفيان بن سعيد قال: ثني منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش قال: سمعت حذيفة بن
اليمان يقول: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: وذکر فتنة تکون بين أهل المشرق
والمغرب قال:
-: تفسير الثعلبي: علي ما في عقد الدرر، ومجمع البيان.
-: الداني: ص 104 حدثنا أبومحمد عبدالله بن عمرو المکتب قراءة مني عليه قال: حدثنا
عتاب بن هارون قال: حدثنا الفضل بن عبدالله قال: حدثنا عبدالصمد بن محمد الهمداني
قال: حدثنا أحمد بن سنان القلانسي بحلب قال: حدثنا ع بدالوهاب الخزان أبوأحمد الرقي
قال: حدثنا مسلمة بن ثابت، عن عبدالرحمن، عن سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم،
عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: في حديث
طويل جاء فيه خرج السفياني في ستين وثلاث مائة راکب حتي يأتي دمشق، فلا يأتي عليه
شهر حتي يبايعه من کلب ثلاثون ألفا، فيبعث جيشا إلي العراق فيقتل بالزوراء مائة ألف،
وينحدرون إلي الکوفة فينهبونها، فعند ذلک يخرج دابة من المشرق يقودها رجل من بني تميم
يقال له شعيب بن صالح فيستنقذ ما في أيديهم من سبي أهل الکوفة ويقتلهم. ويخرج جيش
آخر من جيوش السفياني إلي المدينة، فينهبونها ثلثة أيام، ثم يسيرون إلي مکة، فيقول: يا
جبرئيل عذبهم، فيضربهم برجله. فلا يبقي منهم إلا رجلان، فيقدمان علي السفياني
فيخبرانه خسف الجيش. إلي آخره.
-: الکشاف: ج 3 ص 467 468 في تفسير قوله تعالي (ولو تري إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا
من مکان قريب) قال: وعن ابن عباس رضي الله عنهما: نزلت في خسف البيداء، وذلک أن
ثمانين ألفا يغزون الکعبة ليخربوها، فإذا دخلوا البيداء خسف بهم.
-: تذکرة القرطبي: ج 2 ص 693 مرسلا عن حذيفة، وفيه. إلي المدينة، فيسير الجيش
نحو المشرق حتي ينزل بأرض بابل في المدينة الملعونة الخبيثة يعني مدينة بغداد قال:
فيقتلون. ويفتضون أکثر. بها أکثر من ثلاثمائة. من ولد العباس ثم يخرجون. راية
هدي من.. الجيش علي ليلتين، فيقتلونهم حتي لا يفلت. ويحل، جيشه الثاني.
فينهبونها. يا جبرئيل. فلا فوت وأخذوا من مکان قريب، فلا يبقي منهم.
تفسير القرطبي: ج 14 ص 314 کما في تفسير الطبري، مرسلا.
-: عقد الدرر: ص 74 ب 4 ف 2 قال ذکر الامام أبوإسحاق الثعلبي في تفسيره في قوله
عزوجل في سورة سبأ (ولو تري إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مکان قريب) فذکر سنده إلي
رسول الله صلي الله عليه وسلم، ثم قال: وفيه:. حتي إذا نزلوا بأرض بابل في المدينة
الملعونة. راية الهدي. منها علي مسية ليلتين. ويحل جيشه الثاني. فينهبونها. يا
جبرئيل. فوت وأخذوا من مکان قريب، ولا يفلت. وذکر هذه القصة أيضا في تفسيره
الامام أبوجعفر الطبري عن حذيفة، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم.
-: البحر المحيط: ج 7 ص 293 عن الکشاف.
-: عرف السيوطي، الحاوي: ج 2 ص 81 کما في الداني، عنه، وفيه:. وينجرون إلي
الکوفة. ويقودها رجل من تميم..
-: مجمع البيان: ج 4 ص 398 مرسلا، عن حذيفة بن اليمان: وفيه. کذلک يخرج
عليهم. في فور. وآخر إلي المدينة.. بابل من المدينة الملعونة يعني بغداد، فيقتلون.
ويفضحون أکثر من مائة. رايه الهدي. فيحلق ذلک الجيش فيقتلونهم. ويحل الجيش
الثاني. أيام بلياليها. جبرائيل. بهم عندها، ولا يفلت منهم إلا رجلان من جهينة.
اليقين، فذلک قوله: ولو تري إذ فزعوا وقال أورده الثعلبي في تفسيره، وروي أصحابنا في
أحاديث المهدي عن أبي عبدالله (ع) وأبي جعفر (ع) مثله.
-: البحار: ج 52 ص 186 ب 25 ح 11 عن مجمع البيان.
-: نور الثقلين: ج 4 ص 343 ح 97 عن مجمع البيان.
-: منتخب الاثر: ص 456 ف 6 ب 6 ح 10 أکثره، عن مجمع البيان، والکشاف.
[2] المصادر:
-: عبد بن حميد: علي ما في جامع البيان، والدر المنثور.
-: تفسير الطبري: ج 22 ص 72 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن
سعيد، في قوله ولو تري إذ فزعوا فلا فوت قال: ولم يسنده إلي النبي صلي الله عليه وآله.
-: ابن المنذر: علي ما في الدر المنثور.
-: ابن أبي حاتم: علي ما في الدر المنثور.
-: زاد المسير: ج 6 ص 467 کما في جامع البيان، بتفاوت، مرسلا، عن سعيد بن جبير:
وفيه. هو الجيش. فيخبر الناس بما لقوا وقال هذا حديث مشروح في التفسير، وإن
هذا الجيش يؤم البيت الحرام لتخريبه فيخسف بهم.
-: الدر المنثور: ج 5 ص 241 وکما في تفسير الطبري، وقال وأخرج عبد بن حميد، وابن
جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير.
[3] المصادر:
-: قصص الانبياء: محمد بن عبيد الکسائي: علي ما في عقد الدرر.
-: عقد الدرر: ص 79 ب 4 ف 2 وقال وذکر الامام أبوالحسن محمد بن عبيد الکسائي في
قصص الانبياء عليهم السلام عن کعب الاحبار رضي الله عنه أنه قال: ولم يسنده إلي
النبي صلي الله عليه وآله.