بازگشت

مجلدات المعجم


يختلف مقياس الاختصار والاطالة في الکتب باختلاف الموضوع واختلاف نظر

المؤلف والقارئ. ونتصور أننا قد راعينا جميع ذلک في تدوين المعجم فاستعملنا

العبارة المليئة المرصوصة، وتجنبنا کل ما من شأنه أن يضخم مجلدات المعجم ويتلف

وقت الباحث. وفي نفس الوقت حرصنا علي کل ما ينفع الباحث والقارئ من

استقصاء مصادر الحديث من أول مصدر ورد فيه إلي عصرنا، وفروق متونه، وکلمات

العلماء حوله، وشرح أهم غريبه، واستعمال العلامات والرموز العلمية، وتنويع

الفهارس التي يحتاج إليها أنواع الباحثين في هذا الموضوع أو ذاک.

ولهذا الغرض لم نورد کل الاحاديث التي تنص علي ضرورة الامام في کل

عصر، ولا کل الاحاديث التي تنص علي أن الائمة في هذه الامة إثنا عشر، مع أنها

تشمل الامام المهدي عليه السلام وفي عدد منها تصريح باسمه، بل اکتفينا بإيراد

نماذج منها، وإن کانت بحد ذاتها تبلغ مجلدا کاملا وتستحق الافراد.

ولهذا الغرض أيضا أفردنا الاحاديث المروية عن النبي صلي الله عليه وآله

والصحابة من غير أهل بيته فجاءت في مجلدين، ثم أوردنا الاحاديث المروية عن

الائمة أهل البيت عليهم السلام ورتبنا الروايات المفسرة للآيات منها حسب ترتيب

القرآن الکريم، فجاء المجموع في مجلدين آخرين. فنرجوا المعذرة من العلماء

والباحثين والقراء أننا لم نستطع أن نقدم لهم هذا المعجم في أقل من أربعة مجلدات،

ولکنا نأمل أن يکون کما قال بعضهم: لا يستغني عنه باحث في موضوع الامام المهدي

عليه السلام، ولا يحتاج إلي کتاب غيره.

وقد يؤخذ علينا أو لنا أنا خرجنا أحيانا عن موضوع الامام المهدي

عليه السلام فأوردنا أحاديث ما يکون بعده من مقدمات القيامة وأشراطها مثل أحاديث

خروج يأجوج ومأجوج ودابة الارض التي تکلم الناس، وما يکون قبل ظهوره من

أحاديث الائمة المضلين والفتن. ولکن ارتباط هذه الاحاديث بالموضوع وتکامل تصوره بها مما لا يخفي.

وقد يناقش في صحة تسمية الکتاب بالمعجم ويرجح عليه مثلا إسم: جامع

أحاديث الامام المهدي عليه السلام وفهرس موضوعاتها، باعتبار أن إسم المعجم

يختص بالکتب التي تراعي فيها الحروف الهجائية کمعاجم اللغة والرجال وشبهها، لان

حروف المعجم اسم للحروف الهجائية المقطعة لانها أعجمية الاصل کما نقل

الراغب عن الخليل. ولکن سواء صح ذلک أم لا فإن التجوز في إسم المعجم وإطلاقه

علي ا لمجموعات الحديثية الخالية عن الفهرسة موجود من القرن الرابع الهجري علي الاقل کما نري في کتب الطبراني الثلاثة المعجم الکبير والمتوسط والصغير، فلا حرج إذن أن نختاره بسبب اختصاره وجماله إسما لمجموعة أحاديث المهدي عليه السلام بترتيبها المتسلسل وفهارسها الابجدية و الموضوعية.