43 ستکون بعدي فتن: منها فتنة الاحلاس، يکون فيها حرب وهرب، ثم

بعدها فتن أشد منها، ثم تکون فتنة کلما قيل انقطعت تمادت، حتي لا يبقي

بيت إلا دخلته ولا مسلم إلا صکته، حتي يخرج رجل من عترتي. [1] .

المفردات: الاحلاس: جمع حلس وهو الکساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب، شبهت به للزومها

ودوامها. صکته: ضربته مباشرة بشدة.

44 ذکر رسول الله صلي الله عليه وسلم بلاء يصيب هذه الامة، حتي لا يجد

الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم، فيبعث الله رجلا من عترتي من أهل بيتي

فيملا به الارض قسطا کما ملئت ظلما وجورا، يرضي عنه ساکن السماء

وساکن الارض، لا تدع السماء من قطرها شيئا إلي صبته مدرارا، ولا تدع

الارض من مائها شيئا إلا أخرجته، حتي تتمني الاحياء الاموات. يعيش في

ذلک سبع سنين أو ثمان أو تسع سنين. [2] .

45 تکون فتنة، ثم تتبعها أخري، لا تکن (کذا) الاولي في الآخرة إلا کثمرة

السوط تتبعه ذباب السيف، ثم تکون فتنة فلا يبقي لله محرم إلا استحل،

ثم يجتمع الناس علي خيرهم رجلا، تأتيه إمارته هنيئا وهو في بيته. [3] .

المفردات: ثمرة السوط: طرفه من أسفله، ذباب السيف: طرفه الذي يضرب به، ولعل المقصود تفاقم الفتن

من الشديد إلي الاشد کما يدل عليه الحديث السابق.

46 تکون في أمتي أربع فتن، يصيب أمتي في آخرها فتن مترادفة، فالاولي

تصيبهم فيها بلاء حتي يقول المؤمن هذه مهلکتي ثم تنکشف. والثانية حتي

يقول المؤمن هذه مهلکتي ثم تنکشف. والثالثة کلما قيل انقضت تمادت.

والفتنة الرابعة تصيرون فيها إلي الکفر. إذا کانت الامعة مع هذا مرة ومع

هذا مرة بلا إمام ولا جماعة، ثم المسيح، ثم طلوع الشمس من مغربها،

ودون الساعة إثنان وسبعون دجالا، منهم من لا يتبعه إلا رجل واحد. [4] .

المفردات: الامعة الذي لا رأي له بل يتبع جو الناس. مهلکتي: اسم فاعل، أو اسم مصدر بفتح الميم.

47 تکون فتن ثلاث کأمسکم الذاهب، فتنة تکون بالشام، ثم الشرقية هلاک

الملوک، ثم تتبعها الغربية وذکر الرايات الصفر. قال: والغربية هي

العمياء. [5] .

المفردات: کأمسکم الذاهب: أي حتمية حدوثها کما حدث أمسکم الذي وقع ومضي.

48 تکون أربع فتن: الاولي يستحل فيها الدم، والثانية يستحل فيها الدم

والمال، والثالثة يستحل فيها الدم والمال والفروج، والرابعة الدجال. [6] .

49 ستکون فتنة لا يهدأ منها جانب إلا جاش منها جانب، حتي ينادي مناد من

السماء أميرکم فلان. [7] .

50 قال قلت لها في فتنة ابن الزبير: إن هذه الفتنة يهلک فيها الناس؟ فقالت:

کلا يا بني، ولکن بعدها فتنة يهلک فيها الناس، لا يستقيم أمرهم حتي

ينادي مناد من السماء عليکم بفلان. [8] .

51 تکون فتنة يقال لها السبيطة قتلاها في النار، فقلت: وهما مسلمان؟

قال: وهما مسلمان، قلت: وهما مسلمان؟ قال: وهما مسلمان، قلت

لم؟ قال: لانهم تغالبوا علي أمر الدنيا ولم يتغالبوا علي أمر الله، فقلت قد

کان ذلک، قال: متي لله أبوک؟ فقلت فتنة عثمان، قال: کلا والذي بعث

محمدا بالحق، حتي يدخل علي العرب کلهم حجرها وحتي يأتي الرجل

القبر فيقول ياليتني کنت مکانک، وحتي تملا الارض ظلما وجورا، قلت

ثم مه؟ قال: ثم يبعث الله رجلا يملؤها قسطا وعدلا کما ملئت ظلما

وجورا، يعيش بضع سنين، فقلت: وما البضع؟ قال: زعم أهل الکتاب

أنه تسع أو سبع. [9] .

المفردات: السبيطة: أي الطويلة، ويحتمل أن تکون السباطة أي الکناسة ومرمي الاوساخ، شبهت به

لاجتماع الصفات السيئة فيها، وقد تکون طاؤها في الاصل تاء من السبت بمعني السکون.

52 ياعم، يملک من ولدي إثنا عشر خليفة، ثم تکون أمور کريهة، شديدة

عظيمة، ثم يخرج المهدي من ولدي، يصلح الله أمره في ليلة، فيملا

الارض عدلا کما ملئت جورا ويمکث في الارض ما شاء الله، ثم يخرج

الدجال. [10] .

53 أبشرکم بالمهدي يبعث في أمتي علي اختلاف من الناس وزلازل فيملا

الارض قسطا وعدلا کما ملئت جورا وظلما، يرضي عنه ساکن السماء

وساکن الارض يقسم المال صحاحا، فقال له رجل ما صحاحا؟ قال

بالسوية بين الناس، قال: ويملا الله قلوب أمة محمد صلي الله عليه وسلم

غني ويسعهم عدله، حتي يأمر مناديا فينادي فيقول: من له من مال حاجة

فما يقوم من الناس إلا رجل، فيقول ائت السدان يعني الخازن فقل له إن

المهدي يأمرک أن تعطيني مالا، فيقول له أحث، حتي إذا جعله في حجره

وأحرزه ندم، فيقول کنت أجشع أمة محمد نفسا، أو عجز عني ما

وسعهم؟ قال فيرده فلا يقبل منه، فيقال له إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه، فيکون

کذلک سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده،

أو قال ثم لا خير في الحياة بعده. [11] .

المفردات: لعل المقصود بالزلازل الاجتماعية منها بقرينة ذکرها بعد اختلاف الناس، ويحتمل أن تکون

الطبيعية. صحاحا: کاملة غير منقوصة. أحث: أي خذ منه بغير عد. الجشع: الحرص والنهم.

54 يکون في آخر الزمان علي تظاهر العمر وانقطاع من الزمان إمام يکون

أعطي الناس، يجيئه الرجل فيحثو له في حجره، يهمه من يقبل عنه صدقة

ذلک المال ما بينه وبين أهله، لما يصيب الناس من الخير. [12] .

55 يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان، وظهور من الفتن،

يکون عطاؤه حثيا، يقال له السفاح. [13] .

المفردات: حثيا: أي يعطي المال غرفا، أو يقبض منه مقدرارا کثيرا فيعطيه دون عد، أو يقول للآخذ:

أحث، أي إحمل مقدارا کما في بعض الاحاديث، وفي بعض الروايات حسيا بالسين وهو قريب منه، ولعله

مصحف عنه.

56 ستکون فتن يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي کافرا، إلا من أحياه الله

بالعلم. [14] .

57 من أشراط الساعة سوء الجوار، وقطيعة الارحام، وتعطيل السيف من

الجهاد وأن تختل الدنيا بالدين. [15] .

المفردات: تختل الدنيا: أي تطلب بالحيلة والتظاهر بالدين.

58 إن بين يدي الساعة أيام الهرج، أيام يزول فيها العلم، ويظهر فيها

الجهل، وکان الاشعري إلي جنب ابن مسعود، قال الاشعري: الهرج:

القتل. [16] .