بازگشت

ما روي عن الرضا علي بن موسي في النص علي القائم وفي غيبته وأن


1 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن أيوب بن نوح قال: قلت للرضا عليه السلام: إنا لنرجو أن تکون صاحب هذا الامر وأن يرده الله [1] عزوجل إليک من غير سيف، فقد بويع لک وضربت الدراهم باسمک، فقال: ما منا أحد اختلفت إليه الکتب، وسئل عن المسائل وأشارت إليه الاصابع، وحملت إليه الاموال إلا اغتيل أو مات علي فراشه حتي يبعث الله عزوجل لهذا الامر رجلا خفي المولد والمنشأ غير خفي في نسبه.

2 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا جعفر ابن محمد بن مالک الفزاري، عن علي بن الحسن بن فضال، عن الريان بن الصلت قال: سمعته يقول: سئل أبو الحسن الرضا عليه السلام عن القائم عليه السلام فقال: لا يري جسمه ولا يسمي باسمه

3 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد ابن هلال العبر تائي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الحسن علي بن موسي الرضا عليهما السلام قال: قال لي: لا بد من فتنة صماء صيلم [2] يسقط فيها کل بطانة ووليجة وذلک عند



[ صفحه 38]



فقدان الشيعة الثالث من ولدي، يبکي عليه أهل السماء وأهل الارض وکل جري وحران، وکل حزين ولهفان.

ثم قال عليه السلام: بأبي وأمي سمي جدي صلي الله عليه وآله وشبيهي وشبيه موسي بن عمران عليه السلام، عليه جيوب النور، يتوقد من شعاع ضياء القدس [3] يحزن لموته أهل الارض والسماء، کم من حري مؤمنة، وکم من مؤمن متأسف حران حزين عند فقدان الماء المعين، کأني بهم آيس ما کانوا قد نودوا نداء يسمع من بعد کما يسمع من قرب، يکون رحمة علي المؤمنين وعذابا علي الکافرين

4 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار رضي الله عنه قال: حدثنا أبي، عن محمد ابن أحمد، عن محمد بن مهران، [4] عن خاله أحمد بن زکريا قال: قال لي الرضا علي ابن موسي عليهما السلام: أين منزلک ببغداد؟ قلت: الکرخ، قال: أما إنه أسلم موضع و لا بد من فتنة صماء صيلم تسقط فيها کل وليجة وبطانة، وذلک عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي

5 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد قال: قال علي بن موسي الرضا عليهما السلام: لا دين لمن لا ورع له، ولا إيمان لمن لا تقية له، إن أکرمکم عند الله أعملکم بالتقية. فقيل له: يا ابن رسول الله إلي متي؟ قال: إلي يوم الوقت المعلوم وهو يوم خروج قائمنا أهل البيت، فمن ترک التقية قبل خروج قائمنا فليس منا



[ صفحه 39]



فقيل له: يا ابن رسول الله ومن القائم منکم أهل البيت؟ قال الرابع من ولدي ابن سيدة الاماء، يطهر الله به الارض من کل جور، ويقدسها من کل ظلم، [وهو] الذي يشک الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه، فإذا خرج أشرقت الارض بنوره، [5] ووضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحد أحدا، وهو الذي تطوي له الارض ولا يکون له ظل، وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الارض بالدعاء إليه يقول: ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه، فإن الحق معه وفيه، وهو قول الله عزوجل: «إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين». [6] .

6 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي ابن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول: أنشدت مولاي الرضا علي بن موسي عليهما السلام قصيدتي التي أولها:



مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات



فلما انتهيت إلي قولي:



خروج إمام لا محالة خارج

يقوم علي اسم الله والبرکات



يميز فينا کل حق وباطل

ويجزي علي النعماء والنقمات



بکي الرضا عليه السلام بکاء شديدا، ثم رفع رأسه إلي فقال لي: يا خزاعي نطق روح القدس علي لسانک بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الامام ومتي يقوم؟ فقلت: لا يا مولاي إلا أني سمعت بخروج إمام منکم يطهر الارض من الفساد و يملاها عدلا [کما ملئت جورا].

فقال: يا دعبل الامام بعدي محمد ابني، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عزوجل ذلک اليوم حتي يخرج فيملا



[ صفحه 40]



الارض [7] عدلا کما ملئت جورا.

وأما «متي» فإخبار عن الوقت، فقد حدثني أبي، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام أن النبي صلي الله عليه وآله قيل له: يا رسول الله متي يخرج القائم من ذريتک؟ فقال عليه السلام: مثله مثل الساعة التي «لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والارض لا تأتيکم إلا بغتة». [8] .

ولدعبل بن علي الخزاعي رضي الله عنه خبر آخر أحببت إيراده علي أثر هذا الحديث الذي مضي.

حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم رضي الله عنه، عن أبيه، عن جده إبراهيم بن هاشم، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: دخل دعبل بن علي الخزاعي رضي الله عنه علي أبي الحسن علي بن موسي الرضا عليهما السلام بمرو فقال له: يا ابن رسول الله إني قد قلت فيکم قصيدة وآليت علي نفسي [9] أن لا أنشدها أحدا قبلک، فقال عليه السلام هاتها، فأنشدها:



مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات



فلما بلغ إلي قوله:



أري فيئهم في غيرهم متقسما

وأيديهم من فيئهم صفرات



بکي أبو الحسن الرضا عليه السلام وقال: صدقت يا خزاعي

فلما بلغ إلي قوله:



إذا وتروا مدوا إلي واتريهم

أکفا عن الاوتار منقبضات



جعل أبو الحسن عليه السلام يقلب کفيه وهو يقول: أجل والله منقبضات، فلما بلغ إلي قوله:



[ صفحه 41]



لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها

وإني لارجو الامن بعد وفاتي



قال له الرضا عليه السلام: آمنک الله يوم الفزع الاکبر.

فلما انتهي إلي قوله:



وقبر ببغداد لنفس زکية

تضمنه الرحمن في الغرفات



قال له الرضا عليه السلام: أفلا الحق لک بهذا الموضع بيتين، بهما تمام قصيدتک؟ فقال: بلي يا ابن رسول الله، فقال عليه السلام:



وقبر بطوس يالها من مصيبة

توقد في الاحشاء بالحرقات [10] .



إلي الحشر حتي يبعث الله قائما

يفرج عنا الهم والکربات



فقال دعبل: يا ابن رسول الله هذا القبر الذي بطوس قبر من هو؟ فقال الرضا عليه السلام: قبري، ولا تنقضي الايام والليالي حتي تصير طوس مختلف شيعتي وزواري في غربتي، ألا فمن زارني في غربتي بطوس کان معي في درجتي يوم القيامة مغفورا له

ثم نهض الرضا عليه السلام بعد فراغ دعبل من إنشاده القصيدة وأمره أن لا يبرح من موضعه فدخل الدار فلما کان بعد ساعة خرج الخادم إليه بمائة دينار رضوية، فقال له: يقول لک مولاي: إجعلها في نفقتک، فقال دعبل: والله ما لهذا جئت، ولا قلت هذه القصيدة طمعا في شئ يصل إلي ورد الصرة وسأل ثوبا من ثياب الرضا عليه السلام ليتبرک به ويتشرف، فأنفذ إليه الرضا عليه السلام جبة خز مع الصرة وقال الخادم: قل له: يقول لک [مولاي]: خذ هذه الصرة فانک ستحتاج إليها ولا تراجعني فيها، فأخذ دعبل الصرة والجبة وانصرف، وسار من مروفي قافلة، فلما بلغ ميان ـ قوهان [11] وقع عليهم اللصوص، وأخذوا القافلة بأسرها وکتفوا أهلها، و



[ صفحه 42]



کان دعبل فيمن کتف، وملک اللصوص القافلة، وجعلوا يقسمونها بينهم، فقال رجل من القوم متمثلا بقول دعبل من قصيدته:



أري فيئهم في غيرهم متقسما

وأيديهم من فيئهم صفرات



فسمعه دعبل فقال له: لمن هذا البيت؟ فقال له: لرجل من خزاعة يقال له: دعبل بن علي، فقال له دعبل: فأنا دعبل بن علي قائل هذه القصيدة التي منها هذا البيت، فوثب الرجل إلي رئيسهم وکان يصلي علي رأس تل وکان من الشيعة فأخبره فجاء بنفسه حتي وقف علي دعبل قال له: أنت دعبل؟ فقال: نعم، فقال له: أنشد القصيدة، فأنشدها فحل کتافه وکتاف جميع أهل القافلة، [12] ورد إليهم جميع ما اخذ منهم لکرامة دعبل وسار دعبل حتي وصل إلي قم فسأله أهل قم أن ينشدهم القصيدة فأمرهم أن يجتمعوا في مسجد الجامع، فلما اجتمعوا صعد دعبل المنبر فأنشدهم القصيدة، فوصله الناس من المال والخلع بشئ کثير، واتصل بهم خبر الجبة، فسألوه أن يبيعها منهم بألف دينار، فامتنع من ذلک، فقالوا له: فبعنا شيئا منها بألف دينار، فأبي عليهم، وسار عن قم، فلما خرج من رستاق البلد لحق به قوم من أحداث العرب فأخذوا الجبة منه، فرجع دعبل إلي قم فسألهم رد الجبة عليه، فامتنع الاحداث من ذلک، وعصوا المشايخ في أمرها وقالوا لدعبل: لا سبيل لک إلي الجبة، فخذ ثمنها ألف دينار، فأبي عليهم، فلما يئس من رد الجبة عليه سألهم أن يدفعوا إليه شيئا منها فأجابوه إلي ذلک فأعطوه بعضها ودفعوا إليه ثمن باقيها ألف دينار وانصرف دعبل إلي وطنه فوجد اللصوص قد أخذوا جميع ما کان له في منزله، فباع المائة دينار التي کان الرضا عليه السلام وصله بها من الشيعة کل دينار بمائة درهم فحصل في يده عشرة آلاف درهم، فتذکر قول الرضا



[ صفحه 43]



عليه السلام: «إنک ستحتاج إليها»، وکانت له جارية لها من قلبه محل فرمدت رمدا عظيما فأدخل أهل الطب عليها، فنظروا إليها فقالوا: أما العين اليمني فليس لنا فيها حيلة وقد ذهبت، أما اليسري فنحن نعالجها ونجتهد ونرجو أن تسلم، فاغتم دعبل لذلک غما شديدا، وجزع عليها جزعا عظيما.

ثم إنه ذکر ما معه من فضلة الجبة فمسحها علي عيني الجارية وعصبها بعصابة منها من أول الليل، فأصبحت وعيناها أصح مما کانتا [و کأنه ليس لها أثر مرض قط] ببرکة [مولانا] أبي الحسن الرضا عليه السلام: [13] .

7 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي ابن إبراهيم، عن أبيه، عن الريان بن الصلت قال: قلت للرضا عليه السلام: أنت صاحب هذا الامر؟ فقال: أنا صاحب هذا الامر ولکني لست بالذي أملاها عدلا کما ملئت جورا، وکيف أکون ذلک علي ما تري من ضعف بدني، وإن القائم هو الذي إذا خرج کان في سن الشيوخ ومنظر الشبان، قويا في بدنه حتي لو مد يده إلي أعظم شجرة علي وجه الارض لقلعها، ولو صاح بين الجبال لتدکدکت صخورها، يکون معه عصا موسي، وخاتم سليمان عليهما السلام. ذاک الرابع من ولدي، يغيبه الله في ستره ما شاء، ثم يظهره فيملا [به] الارض قسطا وعدلا کما ملئت جورا وظلما.



[ صفحه 44]




پاورقي

[1] في بعض النسخ «يسديه الله» وفي بعضها «يسوقه الله».

[2] الصيلم: الامر الشديد والداهية. والفتنة الصماء هي التي لا سبيل إلي تسکينها لتناهيها في دهائها لان الاصم لا يسمع الاستغاثة ولا يقلع عما يفعله، وقيل: هي کالحية الصماء التي لا تقبل الرقي (النهاية) وبطانة الرجل صاحب سره والذي يشاوره. ووليجة الرجل: دخلاؤه وخاصته.

[3] في بعض النسخ «سناء ضياء القدس» وقال العلامة المجلسي: المعني أن جيوب الاشخاص النورانية من کمل المؤمنين والملائکة المقربين وأرواح المرسلين تشتعل للحزن علي غيبته وحيرة الناس فيه وانما ذلک لنور ايمانهم الساطع من شموس عوالم القدس ـ إلي أن قال ـ: ويحتمل أن يکون «علي» تعليلية أي برکة هدايته وفيضه (ع) يسطع من جيوب القابلين أنوار القدس من العلوم والمعارف الربانية.

[4] في بعض النسخ «محمد بن حمدان»

[5] في بعض النسخ «بنور ربها».

[6] الشعراء: 4.

[7] في بعض النسخ «فيملاها».

[8] الاعراف: 178. وفي اکثر النسخ «لا يجليها لوقتها الا الله عزوجل ثقلت في السموات ـ الاية» لکن في العيون کما في المتن.

[9] أي حلفت أو نذرت وجعلت علي نفسي کذا وکذا.

[10] في بعض النسخ «ألحت علي الاحشاء بالزفرات».

[11] کذا أيضا في العيون. وفي هامش بعض النسخ: قوهان قرية بقرب نيسابور.

[12] الکتاف حبل يشد به

[13] لدعبل وقصيدته هذه حکايات، وقيل: انه کتب هذه القصيدة علي ثوب وأحرم فيه وأمر أن يجعل في جملة أکفانه وتوفي سنة 246 بشوش وقيل: ان ابنه رآه في المنام فسئل عن حاله فذکر أنه علي سوء حال ومشقة لبعض أفعاله فلقي رسول الله صلي الله عليه وآله فقال له: انت دعبل؟ قال: نعم قال: فانشدني ما قلت في أولادي فأنشده قوله:



لا أضحک الله سن الدهران ضحکت

وآل أحمد مظلومون قد قهروا



مشردون نفوا عن عقر دارهم

کأنهم قد جنوا ما ليس يغتفر



فقال له: احسنت فشفع صلي الله عليه وآله فيه وأعطاء ثيابه، فأمن ونجا.