في نوادر الکتاب
1 ـ حدثنا أحمد بن هارون القاضي، [1] وجعفر بن محمد بن مسرور، وعلي بن الحسين بن شاذويه المؤدب رضي الله عنهم قالوا: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر بن جامع الحميري قال: حدثنا أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الدقاق، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله عزوجل: «والعصر إن الانسان لفي خسر» قال عليه السلام: العصر عصر خروج القائم عليه السلام «إن الانسان لفي خسر» يعني أعداءنا «إلا الذين آمنوا» يعني بآياتنا «وعملوا الصالحات» يعني بمواساة الاخوان «وتواصوا بالحق» يعني بالامامة «وتواصوا بالصبر» يعني في الفترة.
قال مصنف هذا الکتاب رضي الله عنه: إن قوما قالوا بالفترة واحتجوا بها، وزعموا أن الامامة منقطعة کما انقطعت النبوة والرسالة من نبي إلي نبي ورسول إلي رسول بعد محمد صلي الله عليه واله.
فأقول وبالله التوفيق: إن هذا القول مخالف للحق لکثرة الروايات التي وردت أن الارض لا تخلو من حجة إلي يوم القيامة و
[ صفحه 311]
لم تخل من لدن آدم عليه السلام إلي هذا الوقت، وهذه الاخبار کثيرة شائعة [2] قد ذکرتها في هذا الکتاب وهي شائعة في طبقات الشيعة وفرقها، لا ينکرها منهم منکر، ولا يجحدها جاحد، ولا يتأولها متأول، وإن الارض لا تخلو من إمام حي معروف إما ظاهر مشهور، أو خاف مستور، ولم يزل إجماعهم عليه إلي زماننا هذا فلامامة لا تنقطع ولا يجوز انقطاعها لانها متصلة ما اتصل الليل والنهار.
2 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد ابن عيسي بن عبيد قال: حدثنا علي بن الحکم، وعلي بن الحسن، [3] عن نافع الوراق عن هارون بن خارجة قال: قال لي هارون بن سعد العجلي: [4] قد مات إسماعيل الذي کنتم تمدون أعناقکم إليه وجعفر شيخ کبير يموت غدا أو بعد غد، فتبقون بلا إمام، فلم أدر ما أقول له، فأخبرت أبا عبد الله عليه السلام بمقالته، فقال: هيهات هيهات أبي الله والله أن ينقطع هذا الامر حتي ينقطع الليل والنهار فإذا رأيته فقل له: هذا موسي ابن جعفر، يکبر ويزوجه فيولد له ولد فيکون خلفا إن شاء الله.
فهذا أبو عبد الله الصادق عليه السلام يحلف بالله أنه لا ينقطع هذا الامر حتي ينقطع الليل والنهار، والفترات بين الرسل عليهم السلام کانت جائزة لان الرسل مبعوثة بشرائع الملة وتجديدها ونسخ بعضها بعضا، وليس الانبياء والائمة عليهم السلام کذلک ولا لهم ذلک لانه لا ينسخ بهم شريعة ولا يجدد بهم ملة، وقد علمنا أنه کان بين نوح وإبراهيم، وبين إبراهيم وموسي، و بين موسي وعيسي، وبين عيسي ومحمد عليهم السلام أنبياء وأوصياء کثيرون [5] وإنما کانوا مذکرين لامر الله، مستحفظين مستودعين لما جعل الله تعالي عندهم من الوصايا والکتب والعلوم وما جاءت به الرسل عن الله عزوجل
[ صفحه 312]
إلي أممهم، وکان لکل نبي منهم مذکر عنه ووصي يؤدي ما استحفظه من علومه ووصاياه، فلما ختم الله عزوجل الرسل بمحمد صلي الله عليه وآله لم يجز أن يخلو الارض من وصي هاد مذکر يقوم بأمره ويؤدي عنه ما استودعه، حافظا لما ائتمنه عليه من دين الله عزوجل فجعل الله عزوجل ذلک سببا لامامة منسوقة منظومة متصلة ما اتصل أمر الله عزوجل لانه لا يجوز أن تندرس آثار الانبياء والرسل وأعلام محمد صلي الله عليه وآله وملته وشرائعه وفرائضه وسننه وأحکامه أو تنسخ أو تعفي [6] عليها آثار رسول آخر وشرائعه إذ لا رسول بعده صلي الله عليه واله ولا نبي.
والامام ليس برسول ولا نبي ولا داع إلي شريعة ولا ملة غير شريعة محمد صلي الله عليه وآله وملته، فلا يجوز أن يکون بين الامام والامام الذي بعده فترة، فالفترات جائزة بين الرسل عليهم السلام وفي الامامة غير جائزة، فلذلک وجب أنه لا بد من إمام محجوج به.
ولا بد أيضا أن يکون بين الرسول والرسول ـ وإن کان بينهما فترة ـ إمام وصي يلزم الخلق حجته ويؤدي عن الرسل ما جاؤوا به عن الله تعالي، وينبه عباده علي ما أغفلوا، ويبين لهم ما جهلوا، ليعلموا أن الله عزوجل لم يترکهم سدي ولم يضرب عنهم الذکر صفحا، ولم يدعهم من دينهم في شبهة، ولا من فرائضه التي وظفها عليهم في حيرة، والنبوة و الرسالة سنة من الله جل جلاله، والامامة فريضة، والسنن تنقطع و يجوز ترکها في حالات، والفرائض لا تزول ولا تنقطع بعد محمد صلي الله عليه وآله، وأجل الفرائض وأعظمها خطرا الامامة التي تؤدي بها الفرائض والسنن، وبها کمل الدين وتمت النعمة، فالائمة من آل محمد صلي الله عليه وآله لانه لا نبي بعده، ليحملوا العباد علي محجة دينهم، ويلزموهم سبيل نجاتهم ويجنبوهم موارد هلکتهم، ويبينوا لهم من فرائض الله عزوجل ما شذ عن أفهامهم ويهدوهم بکتاب الله عزوجل إلي مراشد، امورهم، فيکون
[ صفحه 313]
الدين بهم محفوظا لا تعترض فيه الشبهة، وفرائض الله عزوجل بهم مؤداة لا يدخلها باطل، وأحکام الله ماضية لا يلحقها تبديل ولا يزيلها تغيير.
فالرسالة والنبوة سنن، ولامامة فرض وفرائض الله عزوجل الجارية علينا بمحمد لازمة لنا، ثابتة لا تنقطع ولا تتغير إلي يوم القيامة مع أنا لا ندفع الاخبار التي رويت أنه کان بين عيسي ومحمد صلي الله عليه واله فترة لم يکن فيها نبي ولا وصي ولا ننکرها ونقول: إنها أخبار صحيحة ولکن تأويلها غير ما ذهب إليه مخالفونا من انقطاع الانبياء والائمة والرسل عليهم السلام.
وإنما معني الفترة أنه لم يکن بينهما رسول، ولا نبي. ولا وصي ظاهر مشهور کمن کان قبله، وعلي ذلک دل الکتاب المنزل أن الله عزوجل بعث محمد صلي الله عليه واله علي حين فترة من الرسل، لا من الانبياء و الاوصياء، ولکن قد کان بينه وبين عيسي عليهما السلام أنبياء وأئمة مستورون خائفون، منهم خالد بن سنان العبسي نبي لا يدفعه دافع ولا ينکره منکر لتواطئ الاخبار بذلک عن الخاص والعام وشهرته عندهم، وأن ابنته أدرکت رسول الله صلي الله عليه واله ودخلت عليه فقال النبي: هذه ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان العبسي، وکان بين مبعثه ومبعث نبينا محمد صلي الله عليه وآله خمسون سنة، وهو خالد بن سنان بن بعيث [7] بن مريطة بن مخزوم ابن مالک بن غالب بن قطيعة بن عبس حدثني بذلک جماعة من أهل الفقه والعلم:
3 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا سعد
[ صفحه 314]
ابن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الوليد الخزاز، والسندي بن محمد البزاز جميعا، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان الاحمر، عن بشير النبال، عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق عليهما السلام قالا: جاءت ابنة خالد بن سنان العبسي إلي رسول الله وصلي الله عليه وآله فقال لها: مرحبا يا ابنة أخي وصافحها وأدناها وبسط لها رداءه، ثم أجلسها إلي جنبه، ثم قال: هذه ابنة نبي ضيعة قومه خالد بن سنان العبسي.
وکان اسمها محياة ابنة خالد بن سنان.
وبعد فلو لا الکتاب المنزل وما أخبرنا الله تعالي به علي لسان نبينا المرسل صلي الله عليه وآله وما اجتمعت عليه الامة من النقل عنه عليه السلام في الخبر الموافق للکتاب أنه لا نبي بعده لکان الواجب اللازم في الحکمة أن لا يجوز أن يخلو العباد من رسول منذر ما دام التکليف لازما لهم، وأن تکون الرسل متواترة إليهم علي ما قال الله عزوجل: «ثم أرسلنا رسلنا تترا کلما جاء امة رسولها کذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا» [8] ولقوله عزوجل: «لئلا يکون للناس علي الله حجة بعد الرسل» [9] لان علتهم لا تنزاح إلا بذلک کما حکي تبارک وتعالي عنهم في قوله عزوجل «لو لا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتک من قبل أن نذل ونخزي». [10] .
فکان من احتجاج الله عزوجل في جواب ذلک أن قال: «قل قد جاءکم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن کنتم صادقين» [11] فعلل العباد مع التکليف لا تنزاح [12] إلا برسول منذر مبعوث إليهم ليقيم أودهم ويخبرهم بمصالح أمورهم دينا ودنيا، وينصف مظلومهم من ظالمهم، و يأخذ حق ضعيفهم من قويهم، وحجة الله عزوجل لا تلزمهم إلا بذلک.
فلما أخبرنا عزوجل أنه قد ختم أنبياءه ورسله بمحمد صلي الله عليه وآله سلمنا لذلک وأيقنا أنه لا رسول بعده، وأنه لا بد لنا ممن يقوم مقامه وتلزمنا حجة الله به، وتنزاح به علتنا لان الله عز وجل قال في کتابه لرسوله صلي الله عليه وآله: «إنما أنت منذر ولکل قوم هاد» [13] ولان الحاجة منا إلي ذلک دائمة فينا ثابتة إلي انقضاء الدنيا وزوال التکليف والامر والنهي عنا فإن ذلک الهادي لا يکون مثل حالنا في الحاجة إلي من يقومه ويؤدبه ويهديه إلي الحق، ولا يحتاج إلي مخلوق منا في شيء من علم الشريعة ومصالح الدين والدنيا، بل مقومه وهاديه الله عزوجل بما يلهمه کما ألهم ام موسي عليه السلام، وهداها إلي ما کان فيه نجاتها ونجاة موسي عليه السلام من فرعون وقومه.
فعلم الامام عليه السلام کله من الله عزوجل ومن رسول الله صلي الله عليه وآله فبذلک يکون عالما بما في الکتاب المنزل وتنزيله وتفسيره وتأويله ومعانيه وناسخه ومنسوخه، ومحکمه ومتشابهه، وحلاله وحرامه، وأوامره وزواجره، ووعده ووعيده، وأمثاله وقصصه، لا برأي وقياس. کما قال الله عزوجل: «ولو ردوه إلي الرسول وإلي أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم». [14] .
والدليل علي ذلک ما اجتمعت الامة علي نقله من قول رسول الله صلي الله عليه وآله: إني تارک فيکم ما إن تمسکتم به لن تضلوا کتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض .
[ صفحه 315]
وبقوله صلي الله عليه وآله وسلم: «الائمة من أهل بيتي، لا تعلموهم فإنهم أعلم منکم» فأعلمنا صلي الله عليه وآله فقال إنه مخلف فينا من يقوم مقامه في هدايتنا وفي معرفته علم الکتاب وإن الامة ستفارقهما إلا من عصمه الله جل جلاله بلزومهما فأنقذه باتباعهما من الضلالة والردي ضمانا منه صحيحا يؤديه عن الله عزوجل إذ لم يکن صلي الله عليه وآله من المتکلفين، ولم يتبع إلا ما يوحي إليه أن من تمسک بهما لن يضل، وأنهما لن يفترقا حتي يردا عليه الحوض.
وبقوله صلي الله عليه وآله وسلم: إن امته ستفترق علي ثلاث وسبعين فرقة منها فرقة ناجية واثنتين وسبعين فرقة في النار.
فقد أخرج صلي الله عليه وآله من تمسک بالکتاب والعترة من الفرق الهالکة وجعله من الناجية بما قال صلي الله عليه وآله وسلم إنه من تمسک بهما لن يضل.
وبقوله صلي الله عليه وآله: إن في امته من يمرق من الدين کما يمرق السهم من الرمية والمارق من الدين قد فارق الکتاب والعترة، فقد دلنا صلي الله عليه وآله بما أعلمنا أن فيما خلفه فينا غني عن إرسال الله عزوجل الرسل إلينا وقطعا لعذرنا وحجتنا، ووجدنا الامة بعد نبيها وصلي الله عليه وآله قد کثر اختلافها في القرآن وتنزيله وسوره وآياته وفي قراءته ومعانيه وتفسيره وتأويله، و کل منهم يحتج لمذهبه بآيات منه فعلمنا أن الذي يعلم من القرآن ما يحتاج إليه هو الذي قرنه الله تبارک وتعالي ورسوله صلي الله عليه وآله بالکتاب الذي لا يفارقه إلي يوم القيامة.
ومع هذا فإنه لا بد أن يکون مع هذا الهادي المقرون بالکتاب حجة ودلالة يبين بهما من الخلق المحجوجين به المحتاجين إليه، ويکون بهما في صفاته وعلمه وثباته خارجا عن صفاتهم غنيا بما عنده عنهم، تثبت بذلک معرفتهم عند الخلق، دلالة معجزة، وحجة لازمة يضطر المحجوجين به إلي الاقرار بإمامته لکي يتبين المؤمن المحق [بذلک]
[ صفحه 316]
من الکافر المبطل المعاند الملبس علي الناس بالاکاذيب والمخاريق وزخرف القول، وصنوف التأويلات للکتاب والاخبار، لان المعاند لا يقبل البرهان.
فان احتج محتج من أهل الالحاد والعناد بالکتاب وأنه الحجة التي يستغني بها عن الائمة الهداة لان فيه تبيانا لکل شيء، ولقول الله عزوجل: «ما فرطنا في الکتاب من شيء». [15] .
قلنا له: أما الکتاب فهو علي ما وصفت، «فيه تبيان کل بشيء» منه منصوص مبين، ومنه ما هو مختلف فيه، فلا بد لنا من مبين يبين لنا ما قد اختلفنا فيه إذ لا يجوز فيه الاختلاف لقوله عزوجل: «ولو کان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا کثيرا». [16] ولا بد للمکلفين من مبين يبين ببراهين واضحة تبهر العقول وتلزم بها الحجة، کما لم يکن فيما مضي بد من مبين لکل امة ما اختلف فيه من کتابها بعد نبيها، ولم يکن ذلک لاستغناء أهل التوراة بالتوراة وأهل الزبور بالزبور وأهل الانجيل بالانجيل. وقد أخبرنا الله عزوجل عن هذه الکتب أن فيها هدي ونورا يحکم بها النبيون، وأن فيها حکم ما يحتاجون إليه.
ولکنه عزوجل لم يکلهم إلي علمهم بما فيها، وواتر الرسل إليهم، وأقام لکل رسول علما ووصيا وحجة علي أمته، أمرهم بطاعته والقبول منه إلي ظهور النبي الاخر لئلا تکون لهم عليه حجة، وجعل أوصياء الانبياء حکاما بما في کتبه، فقال تعالي: «يحکم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من کتاب الله وکانوا عليه شهداء». [17] .
[ صفحه 317]
ثم إنه عزوجل قطع عنا بعد نبينا صلي الله عليه وآله وسلم الرسل عليهم السلام وجعل لنا هداة من أهل بيته وعترته يهدوننا إلي الحق، ويجلون عنا العمي، وينفون الاختلاف والفرقة، معصومين قد أمنا منهم الخطأ والزلل، وقرن بهم الکتاب، وأمرنا بالتمسک بهما، وأعلمنا علي لسان نبيه عليه السلام أنا لا نضل ما إن تمسکنا بهما، ولو لا ذلک ما کانت الحکمة توجب إلا بعثة الرسل عليهم السلام إلي انقطاع التکليف عنا، وبين الله عزوجل ذلک في قوله لنبيه: «إنما أنت منذر ولکل قوم هاد» فلله الحجة البالغة علينا بذلک.
والرسل والانبياء والاوصياء صلوات الله عليهم لم تخل الارض منهم، وقد کانت لهم فترات من خوف وأسباب لا يظهرون فيها دعوة، ولا يبدون أمرهم إلا لمن أمنوه، حتي بعث الله عزوجل محمدا صلي الله عليه وآله وسلم فکان آخر أوصياء عيسي عليه السلام رجل يقال له «آبي» وکان يقال له: «بالط» أيضا.
4 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن عيسي، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، ويعقوب بن يزيد الکاتب، وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال، بن عبد الله بن بکير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الذي تناهت إليه وصية عيسي بن مريم عليه السلام رجل يقال له: «آبي».
5 ـ وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، وسعد بن عبد الله جميعا، عن يعقوب بن يزيد الکاتب، عن محمد ابن أبي عمير، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: کان آخر أوصياء عيسي عليه السلام رجل يقال له: «بالط». [18] .
[ صفحه 318]
6 ـ وحدثنا أبي؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي، ومحمد بن عبد الجبار، عن إسماعيل ابن سهل، وعن محمد بن أبي عمير، عن درست بن أبي منصور الواسطي، وغيره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: کان سلمان الفارسي رحمه الله قد أتي غير واحد من العلماء، وکان آخر من أتي آبي، [19] فمکث عنده ما شاء الله، فلما ظهر النبي صلي الله عليه وآله قال آبي: يا سلمان إن صاحبک الذي تطلبه بمکة قد ظهر، فتوجه إليه سلمان رحمة الله عليه.
7 ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا جماعة من أصحابنا الکوفيين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن امية ابن علي القيسي قال: حدثني درست بن أبي منصور الواسطي أنه سأل أبا الحسن الاول يعني موسي بن جعفر عليهما السلام أکان رسول الله صلي الله عليه واله محجوجا بآبي؟ قال: لا ولکنه کان مستودعا لوصاياه فسلمها إليه عليه السلام قال: قلت: فدفعها إليه علي أنه کان محجوجا به؟ فقال: لو کان محجوجا به لما دفع إليه الوصايا، قلت: فما کان حال آبي؟ قال: أقر بالنبي صلي الله عليه وآله وبما جاء به ودفع إليه الوصايا ومات آبي من يومه.
فقد دل ذلک علي أن الفترة هي الاختفاء والسر والامتناع من الظهور وإعلان الدعوة لا ذهاب شخص، وارتفاع عين الذات والانية [20] وقد قال الله عزوجل في قصة الملائکة عليهم السلام: «يسبحون الليل والنهار لا يفترون» [21] فلو کان الفتور ذهابا عن الشيء وذاته لکانت الاية محالا لان الملائکة ينامنون والنائم في غاية الفتور، والنائم لا يسبح لانه إذا نام فتر عن التسبيح والنوم بمنزلة الموت لان الله عزوجل يقول: »الله يتوفي الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها»، [22] ويقول
[ صفحه 319]
عزوجل: «وهو الذي يتوفيکم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار» [23] والنائم فاتر بمنزلة الميت، والذي لا ينام ولا تأخذه سنة ولا نوم ولا يدرکه فتور هو الله الذي لا إله إلا هو، والخبر دليل علي ذلک.
8 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن عيسي، عن العباس بن موسي الوراق، عن يونس بن عبد الرحمن، عن داود بن فرقد العطار قال: قال لي بعض أصحابنا أخبرني عن الملائکة أينامون؟ قلت: لا أدري، فقال: يقول الله عزوجل: «يسبحون الليل والنهار لا يفترون»، ثم قال: ألا أطرفک عن أبي عبد الله عليه السلام فيه بشيء؟ [قال:] فقلت: بلي، فقال: سئل عن ذلک فقال: ما من حي إلا وهو ينام ما خلا الله وحده عزوجل، والملائکة ينامون. فقلت: يقول الله عزوجل: «يسبحون الليل والنهار لا يفترون» فقال: أنفاسهم تسبيح.
فالفترة إنما هي الکف عن إظهار الامر والنهي.
واللغة تدل علي ذلک، يقال: فتر فلان عن طلب فلان، وفتر عن مطالبته، وفتر عن حاجته وإنما ذلک تراخ عنه وکف لا بطلان الشخص والعين، ومنه قول الرجل: أصابتني فترة، أي ضعف.
وقد احتج قوم بقول الله عزوجل لنبيه: «لتنذر قوما ما أتيهم من نذير من قبلک» [24] وقول الله عزوجل: «وما آتيناهم من کتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلک من نذير» [25] فجعلوا هذا دليلا علي أنه لم يکن بين عيسي عليه السلام وبين محمد صلي الله عليه وآله نبي ولا رسول ولا حجة. و هذا تأويل بين الخطأ لان النذر إنما هم الرسل خاصة دون الانبياء والاوصياء، لان الله عزوجل يقول لمحمد صلي الله عليه وآله: «إنما أنت منذر
[ صفحه 320]
ولکل قوم هاد».
فالنذرهم الرسل، والانبياء والاوصياء هداة، وفي قوله عزوجل «ولکل قوم هاد» دليل علي أنه لم تخل الارض من هداة في کل قوم وکل عصر تلزم العباد الحجة لله عزوجل بهم من الانبياء والاوصياء.
فالهداة من الانبياء والاوصياء لا يجوز انقطاعهم ما دام التکليف من الله عزوجل لازما للعباد، لانهم يؤدون عن النذر، وجائز أن تنقطع النذر، کما انقطعت بعد النبي صلي الله عليه وآله فلا نذير بعده.
9 ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد ـ الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، ويعقوب بن يزيد جميعا، عن حماد بن عيسي، عن حريز بن عبد الله، عن محمد بن مسلم قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: [26] في قول الله عزوجل: «إنما أنت منذر ولکل قوم هاد» فقال: کل إمام هاد لکل قوم في زمانهم.
10 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن عيسي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن بريد بن معاوية العجلي قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: ما معني «إنما أنت منذر ولکل قوم هاد» فقال: المنذر رسول الله صلي الله عليه وآله، وعلي الهادي، وفي کل وقت وزمان إمام منا يهديهم إلي ما جاء به رسول الله صلي الله عليه وآله.
والاخبار في هذا المعني کثيرة وإنما قال الله عزوجل لرسوله صلي الله عليه وآله: «لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلک» أي ما جاءهم رسول قلبک بتبديل شريعة ولا تغيير ملة [27] ولم ينف عنهم الهداة والدعاة من الاوصياء، [28] وکيف يکون ذلک وهو عزوجل يحکي عنهم في قوله:
[ صفحه 321]
«وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليکونن أهدي من إحدي الامم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا». [29] فهذا يدل علي أنه قد کان هناک هاد يدلهم علي شرائع دينهم لانهم قالوا ذلک قبل أن يبعث محمد صلي الله عليه وآله. [30] .
ومما يدل علي ذلک الاخبار التي ذکرناها في هذا المعني في هذا الکتاب ولا قوة إلا بالله.
11 ـ حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا الحسن بن ظريف، عن صالح بن أبي حماد، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية فقلت له: کل من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية؟ قال: نعم، والواقف کافر، والناصب مشرک.
12 ـ أخبرني علي بن حاتم فيما کتب إلي قال: حدثنا حميد بن زياد، عن الحسن بن علي بن سماعة، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن سماعة وغيره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزلت هذه الاية في القائم عليه السلام: «ولا يکونوا کالذين اوتوا الکتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وکثير منهم فاسقون». [31] .
13 ـ وبهذا الاسناد، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن الحسن بن محبوب، عن مؤمن الطاق، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل «اعلموا أن الله يحيي الارض بعد موتها» [32] قال: يحييها الله عزوجل بالقائم عليه السلام بعد موتها ـ بموتها کفر أهلها ـ والکافر ميت
[ صفحه 322]
14 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا عبد العزيز ابن يحيي الجلودي البصري قال: حدثنا محمد بن زکريا الجوهري قال: حدثنا محمد بن جعفر بن عمارة، عن أبيه، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: أفضل الکلام قول لا إله إلا الله، وأفضل الخلق أول من قال: لا إله إلا الله، فقيل: يا رسول الله ومن أول من قال: لا إله إلا الله؟ قال: أنا، وأنا نور بين يدي الله جل جلاله أوحده وأسبحه وأکبره وأقدسه وأمجده، ويتلوني نور شاهد مني، فقيل: يا رسول الله: ومن الشاهد منک؟ فقال: علي بن أبي طالب أخي وصفيي ووزيري وخليفي ووصيي، وإمام امتي، وصاحب حوضي، وحامل لوائي، فقيل له: يا رسول الله فمن يتلوه؟ فقال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثم الائمة من ولد الحسين إلي يوم القيامة.
15 ـ حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الحسن الکناني، عن جده، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عزوجل أنزل علي نبيه صلي الله عليه واله وسلم کتابا قبل أن يأتيه الموت فقال: يا محمد هذا [ال] کتاب وصيتک إلي النجيب من أهلک، فقال: ومن النجيب من أهلي يا جبرئيل؟ فقال: علي بن أبي طالب وکان علي الکتاب خواتيم من ذهب، فدفعه النبي صلي الله عليه وآله إلي علي عليه السلام وأمره أن يفک خاتما ويعمل بما فيه، ففک عليه السلام خاتما وعمل بما فيه، ثم دفعه إلي ابنه الحسن عليه السلام، ففک خاتما وعمل بما فيه. ثم دفعه إلي الحسين عليه السلام، ففک خاتما فوجد فيه أن اخرج بقومک إلي الشهادة ولا شهادة لهم إلا معک واشر نفسک لله تعالي، ففعل. ثم دفعه إلي علي بن الحسين عليهما السلام، ففک خاتما فوجد فيه: اصمت والزم منزلک واعبد ربک حتي يأتيک اليقين، ففعل. ثم دفعه إلي محمد بن علي عليهما السلام، ففک خاتما فوجد فيه حدث الناس وأفتهم ولا تخافن إلا الله عزوجل فإنه لا سبيل لاحد عليک. ثم دفعه إلي ففضضت خاتما فوجدت فيه حدث الناس وأفتهم وانشر علم أهل بيتک وصدق آبائک الصالحين ولا تخافن إلا الله
[ صفحه 323]
عزوجل وأنت في حرز وأمان، ففعلت. ثم أدفعه إلي موسي بن جعفر، وکذلک يدفعه موسي إلي [الذي] من بعده، ثم کذلک أبدا إلي يوم [قيام] المهدي عليه السلام.
16 ـ حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: «هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين کله ولو کره المشرکون»، [33] فقال: والله ما نزل تأويلها بعد، ولا ينزل تأويلها حتي يخرج القائم عليه السلام فإذا خرج القائم عليه السلام لم يبق کافر بالله العظيم ولا مشرک بالامام إلا کره خروجه حتي أن لو کان کافرا أو مشرکا في بطن صخرة لقالت: يا مؤمن في بطني کافر فاکسرني واقتله.
17 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، وأحمد بن محمد بن عيسي جميعا، عن محمد ابن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر [34] قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إذا خرج القائم عليه السلام من مکة ينادي مناديه: إلا لا يحملن أحد [کم] طعاما ولا شرابا، وحمل
[ صفحه 324]
معه حجر موسي بن عمران عليه السلام وهو وقر بعير، فلا ينزل منزلا إلا انفجرت منه عيون فمن کان جائعا شبع، ومن کان ظمآنا روي، ورويت دوابهم حتي ينزلوا النجف من ظهر الکوفة.
18 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أول من يبايع القائم عليه السلام جبرئيل ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه، ثم يضع رجلا علي بيت الله الحرام ورجلا علي بيت المقدس ثم ينادي بصوت طلق تسمعه الخلائق «أتي أمر الله فلا تستعجلوه». [35] .
19 ـ وبهذا الاسناد، عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: سيأتي في مسجدکم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ـ يعني مسجد مکة ـ يعلم أهل مکة أنه لم يلدهم آباؤهم ولا أجدادهم، عليهم السيوف مکتوب علي کل سيف [36] کلمة تفتح ألف کلمة، فيبعث الله تبارک وتعالي ريحا فتنادي بکل واد؟ هذا المهدي، يقضي بقضاء داود وسليمان عليهما السلام، [و] لا يريد عليه بينة.
20 ـ وبهذا الاسناد، عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا قام القائم عليه السلام لم يقم بين يديه أحد من خلق الرحمن إلا عرفه صالح هو أم طالح؟ لان فيه آية للمتوسمين وهي بسبيل مقيم.
21 ـ وبهذا الاسناد، عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: دمان في الاسلام حلال من الله عزوجل لا يقضي فيهما أحد بحکم الله حتي يبعث الله عز وجل القائم من أهل البيت عليهم السلام، فيحکم فيهما بحکم الله عزوجل لا يريد علي ذلک بينة: الزاني المحصن يرجمه، ومانع الزکاة يضرب رقبته.
22 ـ وبهذا الاسناد، عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: کأني أنظر
[ صفحه 325]
إلي القائم عليه السلام علي ظهر النجف،، فإذا استوي علي ظهر النجف رکب فرسا أدهم أبلق بين عينيه شمراخ [37] ثم ينتفض به فرسه فلا يبقي أهل بلدة إلا وهم يظنون أنه معهم في بلادهم، فإذا نشر راية رسول الله صلي الله عليه وآله انحط إليه ثلاثة عشر ألف ملک و ثلاثة عشر ملکا کلهم ينتظر القائم عليه السلام، وهم الذين کانوا مع نوح عليه السلام في السفينة والذين کانوا مع إبراهيم الخليل عليه السلام حيث القي في النار، وکانوا مع عيسي عليه السلام حيث رفع، وأربعة آلاف مسومين ومردفين، وثلاثمائة وثلاثة عشر ملکا [38] يوم بدر، وأربعة آلاف ملک الذين هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي عليهما السلام فلم يؤذن لهم فصعدوا في الاستيذان وهبطوا وقد قتل الحسين عليه السلام فهم شعث غبر يبکون عند قبر الحسين عليه السلام إلي يوم القيامة، وما بين قبر الحسين عليه السلام إلي السماء مختلف الملائکة.
23 ـ وبهذا الاسناد، عن أبان بن تغلب قال: حدثني أبو حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: کأني أنظر إلي القائم عليه السلام قد ظهر علي نجف الکوفة فإذا ظهر علي النجف نشر راية رسول الله صلي الله عليه وآله، (و) عمودها من عمد عرش الله تعالي، وسائرها من نصر الله عز وجل، ولا تهوي بها إلي أحد إلا أهلکه الله تعالي، قال: قلت: أو تکون معه أو يؤتي بها؟ قال: بلي يؤتي بها، يأتية بها جبرئيل عليه السلام.
24 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله الکوفي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل ابن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لقد نزلت هذه الاية في المفتقدين من أصحاب القائم عليه السلام قوله عزوجل: «أينما تکونوا يأت بکم الله جميعا» إنهم ليفتقدون عن فرشهم ليلا فيصبحون بمکة، وبعضهم يسير في السحاب يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه قال: قلت: جعلت فداک أيهم أعظم إيمانا؟ قال: الذي يسير في السحاب نهارا.
25 ـ وبهذا الاسناد، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: کأني أنظر إلي القائم عليه السلام علي منبر الکوفة وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة
[ صفحه 326]
أهل بدر، وهم أصحاب الالوية وهم حکام الله في أرضه علي خلقه، حتي يستخرج من قبائه کتابا مختوما بخاتم من ذهب عهد معهود من رسول الله صلي الله عليه وآله فيجفلون عنه إجفال الغنم البکم، فلا يبقي منهم إلا الوزير وأحد عشر نقيبا، کما بقوا مع موسي ابن عمران عليه السلام فيجولون في الارض ولا يجدون عنه مذهبا فيرجعون إليه، والله إني لا عرف الکلام الذي يقوله لهم فيکفرون به.
25 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن الحسين ابن سعيد، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن أبي هراسة، عن أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حماد الانصاري قال: حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: کأني بأصحاب القائم عليه السلام وقد أحاطوا بما بين الخافقين فليس من شيء إلا وهو مطيع لهم حتي سباع الارض وسباع الطير، يطلب رضاهم في کل شيء، حتي تفخر الارض علي الارض وتقول: مر بي اليوم رجل من أصحاب القائم عليه السلام.
26 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن محمد ابن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن ابن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما کان قول لوط عليه السلام لقومه «لو أن لي بکم قوة أو آوي إلي رکن شديد» [39] إلا تمنيا لقوة القائم عليه السلام ولا ذکر إلا شدة أصحابه وإن الرجل منهم ليعطي قوة أربعين رجلا، وإن قلبه لاشد من زبر الحديد، ولو مروا بجبال الحديد لقلعوها، ولا يکفون سيوفهم حتي يرضي الله عز وجل.
27 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيي، عن سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد، عن منيع بن الحجاج البصري، عن مجاشع، عن معلي، عن محمد ابن الفيض، عن أبي جعفر قال: کانت عصي موسي لادم عليهما السلام فصارت إلي شعيب، ثم صارت إلي موسي بن عمران وإنها لعندنا، وإن عهدي بها آنفا وهي خضراء کهيئتها
[ صفحه 327]
حين انتزعت من شجرتها، وإنها لتنطق إذا استنطقت، اعدت لقائمنا عليه السلام يصنع بها ما کان يصنع بها موسي (بن عمران عليه السلام)، وإنها تصنع ما تؤمر، وإنها حيث القيت تلقف ما يأفکون بلسانها. [40] .
28 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن بشر بن جعفر، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: أتدري ما کان قميص يوسف عليه السلام؟ قال: قلت: لا، قال: إن ابراهيم عليه السلام لما أو قدت له النار أتاه جبرئيل عليه السلام بثوب من ثياب الجنة فألبسه إياه، فلم يضره معها حر ولا برد، فلما حضر إبراهيم الموت جعله في تميمه [41] وعلقه علي إسحاق وعلقه إسحاق علي يعقوب فلما ولد يوسف علقه عليه وکان في عضده حتي کان من أمره ما کان، فلما أخرجه يوسف بمصر من التميمة وجد يعقوب عليه السلام ريحه وهو قوله تعالي حکاية عنه: «إني لاجد ريح يوسف لولا أن تفندون» [42] فهو ذلک القميص الذي انزل من الجنة، قلت: جعلت فداک: فإلي من صار هذا القميص؟ قال: إلي أهله وهو مع قائمنا إذا خرج، ثم قال: کل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهي إلي محمد صلي الله عليه وآله. [43] .
29 ـ وبهذا الاسناد، عن المفضل بن عمر، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إنه إذا تناهت الامور إلي صاحب هذا الامر رفع الله تبارک وتعالي کل منخفض من الارض، وخفض له کل مرتفع منها حتي تکون الدنيا عنده بمنزلة راحته، فأيکم لو کانت في راحته شعرة لم يبصرها.
[ صفحه 328]
30 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن محمد بن مسرور قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلي بن محمد البصري، عن الحسن بن علي الوشاء، عن مثني الحناط، عن قتيبة الاعشي، عن ابن أبي يعفور، عن مولي لبني شيبان، عن أبي جعفر (الباقر) عليه السلام قال: إذا قام قائمنا عليه السلام وضع يده علي رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وکملت بها أحلامهم. [44] .
31 ـ حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا أبو محمد القاسم بن العلاء قال: حدثني القاسم بن مسلم، عن أخيه عبد العزيز ابن مسلم ح وحدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا أبو أحمد القاسم بن محمد بن علي المروزي [45] قال: حدثنا أبو حامد [46] عمران ابن موسي بن إبراهيم، عن الحسن بن القاسم الرقام قال: حدثني القاسم بن مسلم، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم [47] قال: کنا في أيام علي بن موسي الرضا عليه السلام [48] بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة من بدء مقدمنا فأداروا أمر الامامة وذکروا کثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت علي سيدي عليه السلام فأعلمته خوضان الناس فتبسم عليه السلام ثم قال: يا عبد العزيز بن مسلم جهل القوم وخدعوا عن أديانهم، إن الله عزوجل لم يقبض نبيه صلي الله علي وآله حتي أکمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تفصيل کل شيء، بين فيه الحلال والحرام، والحدود والاحکام، وجميع ما يحتاج إليه الناس کملا فقال عزوجل:» ما فرطنا في الکتاب من شيء» [49] وأنزل في حجة الوداع وهي آخر عمره صلي الله عليه وآله
[ صفحه 329]
«اليوم أکملت لکم دينکم وأتممت عليکم نعمتي ورضيت لکم الاسلام دينا» [50] فأمر الامامة من تمام الدين، ولم يمض عليه السلام حتي بين لامته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم، وترکهم علي قصد الحق، وأقام لهم عليا عليه السلام علما وإماما، وما ترک شيئا تحتاج إليه الامة إلا بينه، فمن زعم أن الله عزوجل لم يکمل دينه فقد رد کتاب الله العزيز ومن رد کتاب الله (عزوجل) فهو کافر، هل تعرفون قدر الامامة و محلها من الامة فيجوز فيها اختيارهم؟
إن الامامة أجل قدرا وأعظم شأنا وأعلي مکانا وأمنع جانبا، وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، وأ ويقيموا إماما باختيارهم، إن الامامة خص الله عزوجل بها إبراهيم الخليل عليه السلام بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة، وفضيلة شرفه بها وأشاد بها ذکره [51] فقال عز وجل: «إني جاعلک للناس إماما» [52] فقال الخليل عليه السلام سرورا بها: ومن ذريتي؟ قال الله تبارک وتعالي: «لا ينال عهدي الظالمين» فأبطلت هذه الاية إمامة کل ظالم إلي يوم القيامة، وصارت في الصفوة، ثم أکرمها الله عز وجل بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة، فقال عزوجل »: و وهبنا له إسحق ويعقوب نافلة وکلا جعلنا صالحين، وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا و أوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلوة وإيتاء الزکوة وکانوا لنا عابدين». [53] .
فلم يزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتي ورثها النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال الله عزوجل: «إن أولي الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين»، [54] 5 فکانت له خاصة فقلدها صلي الله عليه واله وسلم عليا عليه السلام بأمر الله عزوجل علي رسم ما فرضها الله عزوجل فصارت في ذريته الاصفياء الذين آتاهم الله العلم والايمان لقوله عزوجل: «وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في
[ صفحه 330]
کتاب الله إلي يوم البعث فهذا يوم البعث [ولکنکم کنتم لا تعلمون] [55] فهي في ولد علي عليه السلام خاصة إلي يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد صلي الله عليه وآله فمن أين يختار هؤلاء الجهال.
إن الامامة هي منزلة الانبياء وإرث الاوصياء، إن الامامة خلافة الله تعالي وخلافة الرسول صلي الله عليه وآله، ومقام أمير المؤمنين، وميراث الحسن والحسين عليهم السلام.
إن الامامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا وعز المؤمنين، إن الامامة اس الاسلام النامي، وفرعه السامي، بالامام تمام الصلاة والزکاة والصيام والحج والجهاد وتوفير الفئ والصدقات، وإمضاء الحدود والاحکام، ومنع الثغور والاطراف.
الامام: يحل حلال الله، ويحرم حرام الله، ويقيم حدود الله، ويذب عن دين الله، ويدعو إلي سبيل ربه بالحکمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة، الامام کالشمس الطالعة للعالم وهي في الافق بحيث لا تنالها الايدي والابصار.
الامام: البدر المنير، والسراج الزاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجي، [56] والبلد القفار، [57] ولجج البحار.
الامام: الماء العذب علي الظماء، والدال علي الهدي، والمنجي من الردي الامام: النار علي اليفاع، الحار لمن اصطلي به [58] والدليل في لمهالک [59] من فارقة فهالک.
الامام: السحاب الماطر، والغيث الهاطل، [60] والشمس المضيئة، والسماء
[ صفحه 331]
الظليلة، والارض البسيطة، والعين الغزيرة. والغدير والروضة.
الامام: الامين الرفيق، الوالد الشفيق، [61] والاخ الشقيق، ومفزع العباد في الداهية. [62] .
الامام: أمين الله عزوجل في خلقه، وحجته علي عباده، وخليفته في بلاده، والداعي إلي الله عزوجل، والذاب عن حرم الله عزوجل.
الامام: هو المطهر من الذنوب، المبرأ من العيوب، مخصوص بالعلم، موسوم بالحلم، نظام الدين، وعز المسلمين وغيظ المنافقين، وبوار الکافرين.
الامام: واحد دهره، لا يدانيه أحد، ولا يعادله عالم، ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير، مخصوص بالفضل کله من غير طلب منه له ولا اکتساب، بل اختصاص من المفضل الوهاب، فمن ذا الذي يبلغ معرفة الامام أو يمکنه اختياره، هيهات هيهات، ضلت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الالباب [63] وحسرت العيون وتصاغرت العظماء، وتحيرت الحکماء، وحصرت الخطباء، وتقاصرت الحلماء، وجهلت الالباء، وکلت الشعراء وعجزت الادباء، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله، فأقرت بالعجز [والتقصير]، وکيف يوصف أو ينعت بکنهه أو يفهم شيء من أمره، أو يقوم أحد مقامه، أو يغني غناه، لا وکيف وأني وهو بحيث النجم من أيدي المتناولين، ووصف الواصفين.
فأين الاختيار من هذا، وأين العقول عن هذا، وأين يوجد مثل هذا؟ ظنوا أن ذلک يوجد في غير آل الرسول صلي الله عليه وآله کذبتهم والله أنفسهم ومنتهم الباطل، فارتقوا مرتقا صعبا دحضا تذل عنه إلي الحضيض أقدامهم، وراموا إقامة الامام بعقول حائرة ناقصة وآراء مضلة فلم يزدادوا منه إلا بعدا، قاتلهم الله أني يؤفکون.
لقد راموا صعبا، وقالوا إفکا، وضلوا ضلالا بعيدا، ووقعوا في الحيرة إذ
[ صفحه 332]
ترکوا الامام عن بصيرة وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وکانوا مستبصرين رغبوا عن اختيار الله واختيار رسوله إلي اختيارهم والقرآن يناديهم «وربک يخلق ما يشاء ويختار ما کان لهم الخيرة سبحان الله وتعالي عما يشرکون». [64] وقال عز وجل: «وما کان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله امرا أن يکون لهم الخيرة من أمرهم». [65] وقال عزوجل: «ما لکم کيف تحکمون، أم لکم کتاب فيه تدرسون، إن لکم فيه لما تخيرون، أم لکم أيمان علينا بالغة إلي يوم القيمة إن لکم لما تحکمون، سلهم أيهم بذلک زعيم، أم لهم شرکاء فليأتوا بشرکائهم إن کانوا صادقين» [66] وقال عزوجل: «أفلا يتدبرون القرآن أم علي قلوب أقفالها» [67] أم «طبع الله علي قلوبهم فهم لا يفقهون» [68] أم «قالوا سمعنا وهم لا يسمعون، إن شر الدواب عند الله الصم البکم الذين لا يعقلون، ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون» [69] أم «قالوا سمعنا وعصينا» [70] بل هو [ب] فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
فکيف لهم باختيار الامام، والامام عالم لا يجهل، وراع لا ينکل [71] معدن القدس والطهارة والنسک [72] والزهادة، والعلم والعبادة مخصوص بدعوة الرسول وهو
[ صفحه 333]
نسل المطهرة البتول، لا مغمز فيه في نسب، ولا يدانية [دنس، له المنزلة الاعلي لا يبلغها] ذو حسب، في البيت من قريش، والذروة من هاشم، والعترة من آل الرسول، والرضي من الله عزوجل، شرف الاشراف، والفرع من آل عبد مناف، نامي العلم، [73] کامل الحلم، مضطلع بالامامة، عالم بالسياسة، مفروض الطاعة، قائم بأمر الله، ناصح لعباد الله، حافظ لدين الله عزوجل.
إن الانبياء والائمة عليهم السلام يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحکمته ما لا يؤتيه غيرهم، فيکون علمهم فوق علم أهل زمانهم في قوله عزوجل: «أفمن يهدي إلي الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدي فما لکم کيف تحکمون» [74] وقوله عزوجل: «ومن يؤت الحکمة فقد اوتي خيرا کثيرا وما يذکر إلا أولوا الالباب». [75] وقوله عزوجل في طالوت: «إن الله اصطفيه عليکم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملکه من يشاء والله واسع عليم». [76] وقال لنبيه صلي الله عليه وآله: «وکان فضل الله عليک عظيما». [77] .
وقال عزوجل في الائمة من أهل بيته وعترته وذريته [78] صلوات الله عليهم أجمعين: «أم يحسدون الناس علي ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الکتاب والحکمة وآتيناهم ملکا عظيما، فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وکفي بجهنم سعيرا». [79] .
إن العبد إذا اختاره الله تعالي لامور عباده يشرح لذلک صدره، وأودع قلبه ينابيع الحکمة، وألهمه العلم إلهاما، فلم يعي بعده بجواب، ولا يحير [80] فيه عن
[ صفحه 334]
الصواب، فهو معصوم مؤيد، موفق، مسدد، قد أمن الخطأ والزلل والعثار، يخصه الله تعالي بذلک لتکون حجته البالغة علي عباده، وشاهده علي خلقه «وذلک فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم».
فهل يقدرون علي مثل هذا فيختاروه، أن يکون خيارهم بهذه الصفة فيقدموه، تعدوا ـ وبيت الله ـ الحق، ونبذوا کتاب الله وراء ظهورهم کأنهم لا يعلمون، و في کتاب الله الهدي والشفاء، فنبذوه واتبعوا أهواءهم فذمهم الله ومقتهم وأتعسهم. فقال عزوجل: «ومن أضل ممن اتبع هويه بغير هدي من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين»: [81] وقال عزوجل: «فتعسا لهم وأضل أعمالهم» [82] وقال: «کبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا کذلک يطبع الله علي کل قلب متکبر جبار». [83] .
هذا آخر الجزء الثاني من کتاب «کمال الدين وتمام النعمة» في إثبات الغيبة وکشف الحيرة تصنيف: الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي ابن بابويه القمي قدس الله روحه ونور ضريحه وبه کمل الکتاب وتم، والحمد لله رب العالمين، وصلي الله علي محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين وسلم تسليما کثيرا.
پاورقي
[1] في بعض النسخ «الفامي».
[2] في بعض النسخ «متتابعة».
[3] في بعض النسخ «علي بن الحسين».
[4] زيدي. (رجال ابن دادد).
[5] في بعض النسخ «يکثر عددهم».
[6] کذا في جميع النسخ ولعله «تقفي عليها».
[7] في بعض النسخ «لعيث». وفي المعارف لابن قتيبة «أتت ابنته رسول الله صلي الله عليه وآله فسمعته يقرأ «قل هو الله أحد» فقالت: کان أبي يقول هذا.
[8] المؤمنون: 44.
[9] النساء: 164.
[10] طه: 134.
[11] آل عمران: 183.
[12] أي لا تبعد ولا تزول.
[13] الرعد: 7.
[14] النساء: 83.
[15] الانعام: 37.
[16] النساء: 82.
[17] المائدة: 44.
[18] قال المصنف ص 166: «قد ذکر قوم أن «آبي» هو أبو طالب. وانما اشتبه الامر به لان أمير المؤمنين عليه السلام سئل عن آخر اوصياء عيسي عليه السلام فقال: «آبي» فصحفه الناس وقالوا: «آبي» وأقول: «آبي» بمد الهمزة وامالة الباء من ألقاب علماء النصاري».
[19] کذا. ولعل النکتة في عدم النصب حفظ صورة الکلمة لئلا يشتبه بأبي.
[20] في بعض النسخ «الاينية».
[21] الانبياء: 20.
[22] الزمر: 42.
[23] الانعام: 60. وجرح واجترح أي اکتسب.
[24] السجدة: 3.
[25] سبأ: 44.
[26] في بعض النسخ «لابي جعفر عليه السلام».
[27] في بعض النسخ «ولا نسخ ملة».
[28] في بعض النسخ «ولم ينف عنهم الهداية ولا عن الاوصياء».
[29] فاطر: 41.
[30] في بعض النسخ «قبل ان يکون محمد صلي الله عليه وآله.
[31] الحديد: 16.
[32] الحديد: 17.
[33] التوبة: 33.
[34] قال العلامة في خلاصته في عنوانه في قسم الضعفاء: زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني ـ بالدال المهملة ـ الخارقي ـ بالخاء المعجمة بعدها ألف وراء مهملة وقاف ـ الکوفي الاعمي التابعي، زيدي المذهب واليه تنسب الجارودية من الزيدية کان من اصحاب أبي جعفر (ع) روي عن الصادق (ع)، وتغير لما خرج زيد رضي الله عنه عن زيد وقال ابن الغضائري حديثه في أصحابنا أکثر منه في الزيدية، وأصحابنا يکرهون ما رواه محمد بن سنان عنه ويعتمدون ما رواه محمد بن بکر الارجني. وقال الکشي: زياد بن المنذر أبو الجارود الاعمي السرحوب ـ بالسين المهملة المضمومة والراء المهملة والباء المنقطة تحتها نقطة واحدة بعد الواو ـ مذموم ولا شبهة في ذمة وسمي سرحوبا باسم شيطان أعمي يسکن البحر، وکان أبو الجارود مکفوفا أعمي أعمي القلب ثم روي الکشي في ذمه رويات تضمن بعضها کونها کذابا کافرا.
[35] النحل: 1.
[36] في بعض النسخ «مکتوب عليها».
[37] الشمراخ: غرة الفرس.
[38] کذا.
[39] هود: 80.
[40] رواه الکليني ـ رحمه الله ـ في الکافي ج 1 ص 232 بهذا السند وفيه اختلاف في آخره.
[41] التميمة: عوذه تعلق علي الانسان (الصحاح).
[42] يوسف: 94.
[43] رواه الکليني بهذا السند في الکافي ج 1 ص 232.
[44] أي زاد الله في دماغهم فأکمل شعورهم وفکرهم بقدرته الکاملة والخبر رواه الکليني (ره) ج 1 ص 25 من الکافي.
[45] في العيون «أبو أحمد القاسم بن محمد بن علي الهروي».
[46] في بعض النسخ «أبو ماجد».
[47] هو وأخوه مجهولان لا يعرفان ولا يذکران الا في طريق هذه الرواية. ويعرف منها مرتبتهما في التشيع سيما عبد العزيز.
[48] في بعض النسخ «کنا مع الرضا عليه السلام».
[49] الانعام: 38.
[50] المائدة: 5.
[51] الاشادة: رفع الصوت بالشيء.
[52] البقرة: 124.
[53] الانبياء: 73 و 74.
[54]
[55] الروم: 56.
[56] الغيهب: الظلمة وشدة السواد والدجي: الظلام.
[57] القفر من الارض: المفازة التي لا ماء فيها ولا نبات. وفي الکافي «اجواز البلدان والقفار. وفي العيون «البيد القفار» والبيداء: الفلاة.
[58] اليفاع: ما ارتفع من الارض.
[59] في العيون «المسالک».
[60] الهاطل المطر المتتابع المتفرق العظيم القطر.
[61] في العيون «والوالد الرقيق».
[62] الداهية: الامر العظيم.
[63] الحلوم کالالباب: العقول وضلت وحارت متقاربة المعني.
[64] القصص: 68.
[65] الاحزاب: 36.
[66] القلم: 37 إلي 42.
[67] محمد: 24.
[68] راجع سورة التوبة: 93.
[69] الانفال: 21 إلي 23.
[70] البقرة: 93.
[71] «وراع لا ينکل» أي حافظ للامة، وفي بعض النسخ «وداع» بالدال، و «لا ينکل» إي لا يضعف ولا يجبن.
[72] في بعض النسخ «والسناء» والصواب ما في الصلب کما في الکافي والعيون.
[73] في بعض النسخ «باقر العلم».
[74] يونس: 35.
[75] البقرة: 269.
[76] البقرة: 247.
[77] النساء: 113.
[78] في بعض النسخ «ووراثه».
[79] النساء: 53 و 54.
[80] من أحار الجواب أي لا يرده. وفي العيون «ولا يحيد» أي لا يميل.
[81] القصص: 50.
[82] محمد صلي الله عليه وآله: والتعس ـ بالفتح ـ: الهلاک.
[83] الغافر: 35. إلي هنا تم تصحيحنا هذا الکتاب وتعليقنا عليه وذلک في ليلة الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع المولود من شهور سنة 1390 من الهجرة النبوية. وأنا الاقل خادم العلم والدين علي اکبر الغفاري عفي عنه.