حديث شق کاهن
1 ـ حدثنا أحمد بن يحيي المکتب رضي الله عنه قال: حدثنا أبو الطيب أحمد ابن محمد الوراق قال: حدثنا محمد بن الحسن بن دريد الازدي العماني قال: حدثنا
[ صفحه 210]
أحمد بن عيسي أبو بشير العقيلي، عن أبي حاتم، عن أبي قبيصة، عن ابن الکلبي، عن أبيه قال: سمعت شيوخا من بجيله ما رأيت علي سروهم [1] ولا حسن هيئتهم، يخبرون أنه عاش شق الکاهن ثلاثمائة سنة فلما حضرته الوفاة اجتمع إليه قومه فقالوا: أوصنا فقد آن أن يفوتنا بک الدهر، فقال: تواصلوا ولا تقاطعوا، وتقابلوا ولا تدابروا، و بلوا الارحام [2] واحفظوا الذمام، وسودوا الحليم، وأجلوا الکريم، ووقروا ذا الشيبة وأذلوا اللئيم، وتجنبوا الهزل في مواضع الجد، ولا تکدروا الانعام بالمن، واعفوا إذا قدرتم، وهادنوا إذا عجزتم، وأحسنوا إذا کويدتم [3] واسمعوا من مشايخکم، واستبقوا دواعي الصلاح عند إحن العداوة فإن بلوغ الغاية في النکاية جرح بطئ الاندمال، وإياکم والطعن في الانساب، لا تفحصوا عن مساويکم، [4] ولا تودعوا عقايلکم غير مساويکم [5] فإنها وصمة فادحة وقضأة فاضحة، [6] الرفق الرفق لا الخرق فإن الخرق مندمة في العواقب، مکسبة للعواتب، الصبر أنفذ عتاب، [7] والقناعة خير مال والناس أتباع الطمع، وقرائن الهلع، ومطايا الجزع، وروح الذل التخاذل، ولا تزالون ناظرين بعيون نائمة ما اتصل الرجاء بأموالکم والخوف بمحالکم.
ثم قال: يا لها نصيحة زلت عن عذبة فصيحة إذا کان وعاؤها وکيعا [8] ومعدنها منيعا، ثم مات.
قال مصنف هذا الکتاب رضي الله عنه: أن مخالفينا يروون مثل هذه الاحاديث
[ صفحه 211]
ويصدقونها، ويروون حديث شداد بن عاد بن إرم وأنه عمر تسعمائة سنة، ويروون صفة الجنة وأنها مغيبة عن الناس فلا تري وأنها في الارض ولا يصدقون بقائم آل محمد عليهم السلام ويکذبون بالاخبار التي رويت فيه جحودا للحق وعنادا لاهله.
پاورقي
[1] السرو ـ بفتح السين المهملة وسکون الراء والواو آخرا ـ: المروءة في شرف.
[2] في النهاية فيه «بلوا ارحامکم ولو بالسلام» أي ندوها بصلتها وهم يطلقون اليبس علي القطيعة.
[3] من الکيد.
[4] يعني مساوي بني نوعکم.
[5] العقيلة: الکريمة أي لا تزوجوا بناتکم الا ممن يساويکم في الشرف.
[6] الوصمة: العار والعيب. والفادح: الثقيل وقضأة فاضحة أي عيب وفساد و تقضؤوا منه أن يزوجوه أي استخسوا حسبه.
[7] في بعض النسخ «أنفذ عتاد».
[8] وعاء وکيع أي شديد متين.