بازگشت

حديث عبيد بن شرية الجرهمي


في بعض النسخ «عبيد بن شريد» وهو تصحيف.

1 ـ وحدثنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب السجزي قال: وجدت في کتاب لاخي أبي الحسن بحظه يقول: سمعت بعض أهل العلم وممن قرأ الکتب وسمع الاخبار أن عبيد بن شرية الجرهمي وهو معروف عاش ثلاثمائة سنة وخمسين سنة، فأدرک النبي صلي الله عليه وآله وحسن إسلامه وعمر بعد ما قبض النبي صلي الله عليه وآله حتي قدم علي معاوية في أيام تغلبه وملکه، فقال له معاوية: أخبرني يا عبيد عما رأيت وسمعت ومن أدرکت



[ صفحه 207]



وکيف رأيت الدهر؟.

فقال: أما الدهر فرأيت ليلا يشبه ليلا، ونهارا يشبه نهارا، ومولودا يولد، وميتا يموت، ولم أدرک أهل زمان إلا وهم يذمون زمانهم، وأدرکت من قد عاش ألف سنة فحدثني عمن کان قبله قد عاش ألفي سنة. [1] .

وأما ما سمعت فإنه حدثني ملک من ملوک حمير أن بعض الملوک التبايعة [2] ممن قد دانت له البلاد، وکان يقال له: ذو سرح کان أعطي الملک في عنفوان شبابه، وکان حسن السيرة في أهل مملکته، سخيافيهم مطاعا فملکهم سبعمائة سنة، وکان کثيرا يخرج في خاصته إلي الصيد والنزهة، فخرج يوما في بعض متنزهه فأتي علي حيتين إحديهما بيضاء کأنها سبيکة فضة والاخري سوداء کأنها حممة [3] وهما تقتتلان وقد غلبت السوداء علي البيضاء، فکادت تأتي علي نفسها، فأمر الملک بالسوداء فقتلت، وأمر بالبيضاء فاحتملت حتي انتهي بها إلي عين من ماء نقي عليها شجرة فأمر فصب الماء عليها وسقيت حتي رجعت إليها نفسها، فأفاقت فخلي سبيلها فانسابت الحية فمضت لسبيلها، ومکث الملک يومئذ في متصيده ونزهته فلما أمسي رجع إلي منزله وجلس علي سريره في موضع لا يصل إليه حاجب ولا أحد، فبينا هو کذلک إذ رآي شابا أخذ بعضادتي الباب وبه من الشباب والجمال شيء لا يوصف، فسلم عليه، فذعر منه الملک فقال له: من أنت؟ ومن أذن لک في الدخول إلي في هذا الموضع الذي لا يصل إلي فيه حاجب ولا غيره؟ فقال له الفتي: لا ترع أيها الملک إني لست بأنسي ولکني فتي من الجن أتيتک لاجازيک ببلائک الحسن الجميل عندي، قال الملک: وما بلائي عندک؟ قال: أنا الحية التي أحييتني في يومک هذا والاسود الذي قتلته وخلصتني منه کان غلاما لنا



[ صفحه 208]



تمرد علينا، وقد قتل من أهل بيتي عدة، کان إذا خلا بواحد منا قتله، فقتلت عدوي وأحييتني فجئتک لاکافيک ببلائک عندي، ونحن أيها الملک الجن لا الجن قال له الملک: وما الفرق بين الجن والجن، ثم انقطع الحديث من الاصل الذي کتبته فلم يکن هناک تمامه.


پاورقي

[1] راجع مکالمته مع معاوية کتاب «المعمرون» لابي حاتم السجستاني ص 50.

[2] ملوک التبابعة هم بنو حمير کانوا باليمن، وانما سموا تبابعة لانه يتبع بعضهم بعضا، کلما هلک واحد منهم قام بعده واحد آخر ولم يکونوا يسمون الملک منهم بتبع حتي يملک اليمن.

[3] الحمم: الرماد والفحم وکل ما احترق من النار، الواحدة حممة. (الصحاح).