ما روي عن أبي الحسن موسي بن جعفر في النص علي القائم وغيبته،
1 ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن الحسن بن عيسي بن محمد بن علي بن جعفر، عن أبيه، عن جده محمد بن علي، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر عليهما السلام قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع
[ صفحه 27]
فالله الله في أديانکم لا يزيلنکم أحد عنها، يا بني: [1] إنه لا بد لصاحب هذا الامر من غيبة حتي يرجع عن هذا الامر من کان يقول به، إنما هي محنة من الله عزوجل امتحن بها خلقه، ولو علم آباؤکم وأجدادکم دينا أصح من هذه لا تبعوه. فقلت: يا سيدي وما الخامس من ولد السابع؟ فقال: يا بني عقولکم تضعف عن ذلک وأحلامکم تضيق عن حمله ولکن إن تعيشوا فسوف تدرکونه.
2 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا الحسن ابن موسي الخشاب، عن العباس بن عامر القصباني [2] قال: سمعت أبا الحسن موسي ابن جعفر عليهما السلام يقول: صاحب هذا الامر من يقول الناس: لم يولد بعد. [3] .
3 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن عيسي، عن موسي بن القاسم، عن معاوية بن وهب البجلي، وأبي قتادة علي ابن محمد بن حفص، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر عليهما السلام قال: قلت: ما تأويل قول الله عزوجل: «قل أرأيتم إن أصبح ماؤکم غورا فمن يأتيکم بماء معين» [4] فقال: إذا فقدتم إمامکم فلم تروه فماذا تصنعون.
[ صفحه 28]
4 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن خالد البرقي، عن علي بن حسان، عن داود بن کثير الرقي قال: سألت أبا الحسن موسي بن جعفر عليهما السلام عن صاحب هذا الامر قال: هو الطريد الوحيد الغريب الغائب عن أهله، الموتور بأبيه عليه السلام.
5 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن صالح بن السندي، عن يونس بن عبد الرحمن قال: دخلت علي موسي بن جعفر عليهما السلام فقلت له: يا ابن رسول الله أنت القائم بالحق؟ فقال: أنا القائم بالحق ولکن القائم الذي يطهر الارض من أعداء الله عز وجل ويملأها عدلا کما ملئت جورا وظلما هو الخامس من ولدي له غيبة يطول أمدها خوفا علي نفسه، يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون.
ثم قال: طوبي لشيعتنا، المتمسکين بحبلنا في غيبة قائمنا، الثابتين علي موالاتنا والبراءة من أعدائنا، أولئک منا ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمة، ورضينا بهم شيعة، فطوبي لهم، ثم طوبي لهم، وهم والله معنا في درجاتنا يوم القيامة.
قال مصنف هذا الکتاب رضي الله عنه: إحدي العلل التي من أجلها وقعت الغيبة الخوف کما ذکر في هذا الحديث، وقد کان موسي بن جعفر عليهما السلام في ظهوره کاتما لامره وکان شيعته لا تختلف إليه ولا تجترون [5] علي الاشارة خوفا من طاغية زمانه، حتي أن هشام بن الحکم لما سئل في مجلس يحيي بن خالد عن الدلالة علي الامام أخبر بها، فلما قيل له: «من هذا الموصوف»؟ قال: صاحب القصر أمير المؤمنين هارون الرشيد، وکان هو خلف الستر قد سمع کلامه، فقال: أعطانا والله من جراب النورة [6] فلما علم هشام أنه قد أتي هرب وطلب فلم يقدر عليه وخرج إلي الکوفة ومات بها
[ صفحه 29]
عند بعض الشيعة، فلم يکف الطلب عنه حتي وضع ميتا بالکناسة وکتبت رقعة و وضعت معه: «هشام بن الحکم الذي يطلبه أمير المومنين» حتي نظر إليه القاضي والعدول وصاحب المعونة والعامل، فحينئذ کف الطاغية عن الطلب عنه. [7] .
پاورقي
[1] کذا في نسخ الکتاب وعلل الشرايع وغيبة الطوسي وغيبة النعماني رحمهما الله وکفاية الاثر، والخطاب لاخيه علي بن جعفر ولعله من باب اللطف والشفقة، أو يکون في الاصل «علي بن جعفر قال: حدثنا موسي بن جعفر عليهما السلام ـ الخ» وقوله: «يا بني» بصيغة الجمع من باب الشفقة أيضا.
[2] عباس بن عامر بن رباح أبو الفضل الثقفي القصباني عنونه الشيخ في رجاله تارة من أصحاب الکاظم عليه السلام واخري في باب من لم يرو عنهم عليه السلام، وعنونه العلاقة في القسم الاول وقال: الشيخ الصدوق الثقة انتهي. والقصباني نسبة إلي بيع القصب کما في اللباب وهو خلاف القياس.
[3] اعلم أن الخبر يأتي أيضا في باب ما روي عن الهادي عليه السلام في النص علي القائم وغيبته عن سعد عن الخشاب عن اسحاق بن محمد بن أيوب، عن الهادي (ع) ص 382.
[4] الملک: 30.
[5] في بعض النسخ «لا تجسرون».
[6] مثل بين العرب والاصل فيه أنه سأل محتاج اميرا قسي القلب شيئا فعلق علي رأسه جرابا من النورة (الکلس) عند فمه وأنفه، وکلما تنفس دخل في أنفه شيء فصار مثلا.
[7] في بعض النسخ «کف الطلب عنه».